قآاني في العراق.. هل تبحث إيران عن مخرج أم أزمة جدية مدمرة؟

       

                             اسماعيل قآاني

الحرة:بينما ينشغل العالم بكارثة الانتشار السريع لفيروس كورونا، يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سجلت بلاده أكثر الإصابات بالمرض، منشغل في الوقت ذاته بقضية أخرى: إيران.

ترامب الذي اتخذ نهجا حازما تجاه إيران طوال فترة رئاسته، لا يبدو أن استغراق إدارته في تفاصيل المواجهة اليومية مع الفيروس، سيدفعه إلى تغيير نهجه حيال طهران وتهديدها للمصالح الأميركية في الشرق الأسط.

الأربعاء، وجه ترامب تحذيرا واضحا للقادة الإيرانيين من مغبة الإقدام على أيه أعمال عدائية ضد الولايات المتحدة، وخاصة ضد القوات الأميركية الموجودة في العراق، والتي تعرضت لعدة هجمات صاروخية خلال الأشهر الماضية؛ إحداها كانت إيرانية معلنة، استهدفت قاعدة عين الأسد غربي العراق في يناير الماضي. وكانت ردا على مقتل القائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بصاروخ أميركي في بغداد، مطلع يناير.

وفي سياق التصدي للهجمات الصاروخية التي ما فتئت الميليشيات العراقية الموالية لإيران تنفذها ضد قواعد عراقية تستضيف جنودا أميركيين، نشرت واشنطن، الأسبوع الماضي، بحسب عسكرية متخصصة، أنظمة باتريوت للدفاع الجوي في قاعدة عين الأسد العراقية التي سبق وتعرضت لهجمات صاروخية.

القاعدة هذه استقبلت الجنود الأميركيين الذين نقلوا من قواعد أخرى في أنحاء متفرقة من العراق بعد هجمات تعرضت لها معسكراتهم.

في المقابل، دانت إيران نشر الصواريخ، مع إن قاعدة عين الأسد ليست قريبة من حدودها مع العراق.

قآاني في العراق


في عضون ذلك، كان خليفة سليماني في قوة القدس الإيرانية التابعة للحرس الثوري، الجنرال إسماعيل قاآني يجري زيارة إلى العراق.

وتقول مصادر عراقية مطلعة إن الزيارة ركزت على مشكلة اختيار رئيس وزراء عراقي جديد بعد الفشل في العثور على شخصية تتوافق عليها الأطراف الشيعية، ناهيك عن باقي الأطراف السياسية في الساحة العراقية.

لكن آخرين، بضمنهم مسؤولون في الحشد الشعبي العراقي تحدثوا لموقع "الحرة" شرط عدم الكشف عن هويتهم، قالوا إن الزيارة ركزت بشكل أكبر على ملف التصعيد مع الولايات المتحدة، وملف فيروس كورونا الذي تعاني منه إيران كثيرا، والذي كُلف الحرس الثوري بإدارته.

وفي الوقت الذي تبدو فيه إيران سائرة على الجمر مع ازدياد التحديات الاقتصادية والصحية والوضع السياسي المضطرب، يبدو حدوث صراع بين أذرعها في العراق، أو توريطها في صراع مفتوح مع الولايات المتحدة أمرا غير مرغوب بالنسبة إليها، بل وربما خطرا، ولفقا لتلك المصادر.

وتشير التسريبات إلى أن قآاني يحاول، في زيارته، رأب الصدع في العلاقات بين الأطراف الشيعية، وخاصة تلك التي لديها فصائل مسلحة، والتي نشبت بينها الخلافات بعد مقتل سلف قآاني، الجنرال قاسم سليماني.

وتقول المصادر إن تعيين عبد العزيز المحمداوي خلفا لأبو مهدي المهندس الذي قتل في الضربة الأميركية لقاسم سليماني، لم يحظ بموافقة أي من قادة الميليشيات الذين كان كل منهم يريد المنصب لنفسه، كما أنه لا توجد بوادر على توحيد جهودهم أو جهود بعضهم باتجاه مرشح واحد.

مقال نشره موقع راديو فاردا يؤكد أن اختيار القيادي في كتائب حزب الله عبد العزيز المحمداوي ليحل محل المهندس، أدى إلى تعمق الانشقاقات التي كان من المفترض أن يحلها.

ويقول المقال إن اختيار المحمداوي المعروف باسمه الحركي أبو فدك، قائدا للميليشيات العراقية، لم يحظ بالتأييد حتى داخل مجموعته الخاصة، كتائب حزب الله، التي اشتهرت بكون قادتها يعملون بعيدا عن الأضواء.

وبحسب مصدر في وزارة الداخلية العراقية، تحدث لموقع "الحرة" شرط عدم كشف هويته، فإن "الخلافات داخل الكتائب قد تكون أنتجت فصيلا آخر".

ويشير المصدر إلى أن الأجهزة الاستخبارية العراقية تنظر بقلق إلى تنظيم اعترف بشن الهجمات على القوات الأميركية، وتعتقد أنه فصيل منشق عن الكتائب، يحاول "إبراز نفسه".

وربما توفر الفوضى التي خلفها مقتل أبو مهدي وسليماني، وضعف التأثير الذي يمتلكه قآاني مقارنة بسلفه، فرصة بالنسبة للقادة الثانويين في الميليشيات لإبراز أنفسهم وسط القادة التقليديين الذين ينشغلون بالتجارة والسياسة، في الآونة الأخيرة.


وربما تكون إيران في نفس المأزق

فمن جهة لن تستطيع إيران، التي أنهكتها العقوبات وانتشار فيروس كورونا، أن تدخل في أزمة جديدة في هذا التوقيت، كما إنها لن تستطيع التخلي عن الميليشيات التي تمنحها اليد العليا في القرار العراقي.

ويعتقد كثير من المحللين إن ضربة أميركية واسعة لإيران في هذا الوقت قد تكون مدمرة جدا، خاصة بعد توعد الرئيس الأميركي بـ"ثمن باهظ" ستدفعه مقابل أي اعتداء تشنه ميليشياتها على المواقع التي يشغلها جنود أميركيون في العراق.

ومع إن المصادر داخل الحشد الشعبي لم تتحدث بشكل صريح عن توجيهات إيران التي يعتقد إن قآاني حملها معه، إلا إنهم قالوا لموقع "الحرة" إن "الوقت الآن ليس مناسبا لأي تصعيد" مع الولايات المتحدة.

وبحسب الباحث في معهد انتربرايز الأميركي مايكل روبين، الذي يقول في مقال نشر على موقع The National Interest فإن "استهداف مجموعات مثل فيلق بدر، كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، دون نزع الشرعية عنها لأول مرة، يسمح لهذه الجماعات بتصوير نفسها كشهداء والولايات المتحدة كعدو للعراق".

ويبدو إن هذا ما نجحت الولايات المتحدة في تلافيه حتى الآن، كما يقول الصحفي أحمد حسين، مؤكدا قوله "كشفت التظاهرات الوجه الدموي للميليشيات وأفقدتها الكثير من الدعم الشعبي، كما أن انتشار فيروس كورونا بين مرة أخرى هشاشة الدولة التي بنتها تلك الأحزاب، وبمقتل أبو مهدي (المهندس)، تبدو الميليشيات العراقية في أضعف حالاتها.

ويعتقد المحلل السياسي يوسف الأغا إن "فرص الصدام بين الولايات المتحدة وإيران ما تزال موجودة، خاصة وإن واشنطن تبدو مرحبة بمزيد من الضربات التي توجه لإيران ردا على هجماتها ضد القواعد الأميركية".

ويوضح "كما تبين، ضربة سليماني والمهندس كلفت إيران والميليشيات الكثير من النفوذ في العراق والمنطقة، وقد تسبب ضربة كبيرة أخرى ضررا لا يمكن إصلاحه للمصالح الإيرانية، خاصة في هذا التوقيت".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

779 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع