سرير واحد لكل ٧٠٠ عراقي .. من المسؤول عن حال مشافي العراق؟!!

           

الحرة:أيام عصيبة ينتظرها العراق، مع توقعات بارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد أو كما يعرف بـ "كوفيد-١٩"، خلال الأسابيع القادمة.

وحتى الأربعاء وصل عدد الإصابات في هذا البلد الذي يعاني أزمة سياسية إلى ٦٩٤ إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات ٥٠ حالة، وتماثل نحو ١٧٠ شخصا للشفاء، بحسب بيانات وزارة الصحة العراقية.

وبينما يؤكد المسؤولون العراقيون على أن الوضع تحت السيطرة، وعلى جاهزيتهم في مكافحة موجات الإصابة القادمة، فإن المستلزمات الطبية المتوفرة تشي بأزمة قد تؤدي بالجهاز الصحي إلى الانهيار وعدم القدرة على مواجهة الضغط الكبير.

وتعتبر أسرة الرعاية، وأجهزة التنفس الاصطناعي، وأقنعة N95 الوقائية، والقفازات، أهم المستلزمات الطبية في مواجهة، فيروس كورونا، وتعاني عدة دول حول العالم حاليا في توفير هذه المستلزمات، خاصة أجهزة التنفس الاصطناعي.

عدد الأسرّة الطبية في العراق

الطبيب عدنان نوار، الأخصائي العراقي في الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية، يقول لـ"موقع الحرة" إن "تعداد سكان العراق نحو ٤٠ مليون نسمة، وعدد الأسرة المتوفرة للعلاج، هي ١٤ سريرا لكل ١٠ آلاف نسمة" أي بواقع سرير واحد لكل 700 عراقي.

وأضاف نوار أن الدولة تقوم الآن بزيادة عدد الأسرة من خلال استغلال بنايات الرعاية الصحية الأولية، مشيرا إلى أن الوضع حاليا تحت السيطرة ولا يوجد نقص في الأسرة أو المعدات الطبية.

وأوضح نوار أن هناك 5500 سرير، هي عدد الأسرة المهيأة لعزل وعلاج المصابين بالأمراض الانتقالية من بينها كورونا، في جميع أنحاء العراق.

ويشير إلى أن "هناك ٢٠٠ مستشفى في العراق لعلاج الأمراض الانتقالية، وتتسع السعة السريرية في ردهات العزل بهذه المستشفيات من ١٠ إلى ٢٠ سريرا".

يؤكد الدكتور حازم الجميلي، الوكيل الفني لوزارة الصحة العراقية، أنه بجانب عدد الأسرة التي يبلغ عددها ٥ آلاف و٥٠٠ لعلاج كورونا، سيتم إضافة ٤ آلاف سرير بنهاية العام الحالي، من بينها أسرة للحالات الحرجة.

يذكر أن فيروس كورونا تمكن من إنهاك النظام الصحي لدول متقدمة مثل فرنسا التي تملك سريرا لكل 60 شخصا، وقد بلغ عدد الإصابات فيها إلى اليوم نحو ٥٢ ألف حالة، والوفيات نحو 3500 حالة.

أجهزة التنفس الاصطناعي

تعتبر أجهزة التنفس الاصطناعي من أهم المستلزمات الطبية المخصصة لعلاج مصابي كورونا، الذين يتعرضون لضيق شديد في التنفس بفعل الالتهاب الرئوي، الذي يسببه الفيروس.

وتواجه دول العالم نقصا في أعداد أجهزة التنفس الاصطناعي بما في ذلك العراق، بسب صعوبة وتعقيد إنتاجها، حيث تعتبر شركة هاميلتون بونادوتس السويسرية، هي الرائدة في إنتاج هذا النوع من الأجهزة حول العالم.

وكان الجميلي قد أوضح في حواره مع الحرة، أن الأسرة المخصصة لعلاج كورونا في العراق، لا تتضمن أجهزة التنفس الاصطناعي، والتي يبلغ عددها في جميع أنحاء العراق نحو ١٢٠٠ جهاز فقط.

أما نوار، فقال إن الشركة العامة العراقية للمستلزمات الطبية، قد تعاقدت مع شركات لتوريد المزيد من أجهزة التنفس الاصطناعي خلال الفترة القادمة.


أقنعة N95
بجانب الأسرة وأجهزة التنفس الاصطناعي، تعتبر أقنعة N95 مهمة في الوقاية من المرض خاصة للطواقم الطبية، حيث شهدت دول عديدة شحا في عدد الأقنعة الواقية خلال الأيام الأخيرة.

وقد يزيد الطلب على هذه الأقنعة خلال الفترة القادمة، حيث يتوقع الجميلي أن يزيد عدد الإصابات في العراق خلال الأسبوعين القادمين بشكل ملحوظ قبل أن يهدأ الوضع.

وأوضح الجميلي لـ "موقع الحرة": "حتى الآن لا يوجد شح في أقنعة N95 بالنسبة للكوادر الطبية المخصصة للتعامل مع مرضى كورونا، كما يوجد وفرة في القفازات والكمامات العادية، كما أنه لدينا عقود توريد".

لكن الأمر ليس كذلك على المستوى العام، حيث أوضح المسؤول بوزارة الصحة، أن هناك صعوبة في توفير الأقنعة والكمامات للمواطنين العراقيين.

يذكر أن هناك خلافا بين الأطباء الغربيين والصينيين بشأن الأقنعة الطبية، فبينما يرى الأطباء في الدول الغربية عدم وجود حاجة كبيرة لأن يرتديها المواطنون في حياتهم اليومية، يرى أطباء الصين أنها توفر حماية أكبر ضد المرض.

سبب الإمكانيات المحدودة

وخلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت البلاد للخراب بفعل الحروب والعقوبات الدولية والصراع الطائفي وصعود نجم تنظيم داعش، لكن حتى في أوقات الاستقرار النسبي ضاعت على العراق فرص توسيع نظام الرعاية الصحية وإعادة بنائه بسبب الفساد الذي يحتل العراق مرتبة متقدمة به على الصعيد العالمي.

وفي عام 2019 على سبيل المثال، وهو عام شهد هدوءا نسبيا، خصصت الحكومة 2.5 في المئة فقط من موازنة الدولة البالغة 106.5 مليار دولار لوزارة الصحة. وهذا مبلغ ضئيل مقارنة بما يتم إنفاقه في دول أخرى بالشرق الأوسط.

وفي المقابل حصلت قوى الأمن على 18 في المئة ووزارة النفط على 13.5 في المئة. وتظهر بيانات منظمة الصحة العالمية أن الحكومة المركزية في العراق أنفقت خلال السنوات العشر الأخيرة مبلغا أقل بكثير على الرعاية الصحية للفرد من دول أفقر كثيرا، إذ بلغ نصيب الفرد من هذا الإنفاق 161 دولارا في المتوسط بالمقارنة مع 304 دولارات في الأردن و649 دولارا في لبنان.

وكان علاء علوان وزير الصحة العراقي السابق قد قال لـ"رويترز" في أغسطس الماضي، إن الوضع الصحي في العراق تراجع بشكل كبير جدا خلال العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية. وأحد أسباب هذا التراجع، هو عدم إعطاء أولوية من قبل الحكومات المتعاقبة للصحة في العراق".

وأضاف: "الصحة في العراق لا تعتبر أولوية، ولذلك ركزنا على المعطيات التي تشير إلى مدى إعطاء أولوية للقطاع الصحي في الموازنة الحكومية".

واستقال علوان، الذي سبق أن شغل مناصب عليا في منظمة الصحة العالمية، من منصبه الوزاري في الشهر التالي بعد أن أمضى عاما واحدا في المنصب مستشهدا بفساد لا يمكن التغلب عليه وتهديدات من معارضين لجهوده الإصلاحية.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

603 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع