المدى/تحقيق / هدى العزاوي:تقول س ن لـ (المدى ) تقدم شاب لخطبتي أكثر من مرة وجوبه بالرفض والطرد ، فكانت الحجج والمبررات غير كافية للرفض ،
ومرت الأيام والليالي وبعد فترة تقدم أخوه الأكبر لخطبتي، ووافقوا على زواجي دون مراعاة مشاعري ، فكان باعتقادهم أنهم بهذه الزيجة قد وضعوا حدا لقصة حبنا ، ومنذ أول لقاء عائلي والتقاء الأعين رجعت نار الحب والعشق اتقدت ، واتفقنا على ان نرد على التقاليد وننتقم من الأعراف بتلك الخيانة التي استمرت 15 عاما متواصلة ، فكانت ثمرة تلك الخيانة طفلة ، الا ان الشكوك بدأت تراود الزوج بانتماء نسب الطفلة من أخيه وبتحليل( دي ان اي تم التعرف على والد ابنتي ، فلم يطلقني وأنا الآن حبيسة المنزل ، فكلما يخرج لعمله يوصد النوافذ والأبواب .
خيانة مبررة ومشروعة
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الخيانة الزوجية تحت وطأة عدم الانسجام ، حيث يلجأ عدد من المتزوجين الى الخيانة ، مختبئين خلف مايسمى القصور او عدم الراحة اي ان هناك خيانة مبررة ومشروعة من قبل الخائن ، وإنّ أخطر ما تهدّد حياة الزوجين، وتهدم البيوت المستقرّة هي الخيانة الزوجيّة، وهي درجات، أدناها ميل القلب وتعلّقه بغير الزوج دون أن يظهر ذلك على الجوارح، وأعلاها: الوقوع في الفاحشة الكبرى وما كنت أودّ الحديث عن هذه القضية المنكرة، لولا أنّ بعض الناس لا سيّما في هذا الزمن قد ابتلي بذلك، وكثر السؤال عنه، والشكوى منه من قبل بعض الأزواج والزوجات .
(المدى ) قامت بجولة للوقوف على الأسباب التي تدفع الرجل والمرأة للخيانة
تقول (إيناس.س) ل (المدى) وقلبها يتفطر غيضا وألما على الحالة التي وصلت إليها ، تزوجت رجلا يكبرني ثلاثون عاما وأنا بذلك أكون الزوجة الثانية ،وبان فارق العمر عندما أنجبت أطفالي الثلاثة , وما دفعني الى خيانته كثرة وتكرار الحديث من قبل إحدى بنات حماتي بإقناعي بان خالها لايستحق ان تكون له زوجة مثلي تصغره سنا، فبدأت أواعد بعض الشباب بغياب زوجي ، فزاد الأمر عن حده فرغباتي أقوى مني فلم اكتف بواحد او اثنين فبوجود أكثر من رجل بحياتي يعوضني عن النقص الذي كان يتركه وترك أولادي واحدا تلو الآخر لزوجته الأولى ،حتى جاءت اللحظة الحاسمة حيث اكتشف زوجي خيانتي له عن طريق صور تجمعني بأحد الشباب الذين كنت أواعدهم بغيابه ، ورمى يمين الطلاق بلحظتها، وانتهى بي المطاف وحيدة دون أهل وزوج وأطفال لايرغبون برؤيتي .
الغاية تبرر الوسيلة
(أم غايب ) اللقب الذي تنادى به كل امرأة لاتنجب أطفالا تقول ل( المدى) تزوجت منذ 17 عشر عاما ولم يرزقني الله بطفل ، لوجود تشوه خلقي لدى زوجي منذ الطفولة ، الا ان حبي له وعشرته الطيبة أشبعت رغباتي بالأمومة ، ووفر لي احدث وسائل التكنولوجيا من هاتف وانترنت ،فلم يدرك بان ما وفره لي كان سببا في خراب بيتي ، بدأت ادخل مواقع الدردشة والجات لأقتل الفراغ الذي ينتابني في غيابه ،و في وقت متأخر أدركت بانه لم يكن مجرد قضاء وقت وانما وصل حد الإدمان تبدأ من ساعات الصباح حتى منتصف الليل ، وعندما شعر زوجي ان اغلب مشاكلنا بدأت بسبب جلوسي المتواصل على الانترنت أراد الاستغناء عنه ، الا إنني رفضت وأصررت على بقاء النت ، الا ان الشاب الذي تعرفت عليه عبر إحدى مواقع التواصل الاجتماعي أقنعني بمقابلته ، ومن اللحظة التي التقينا بها لم يفارق ذلك الشاب مخيلتي ، مادفعني الى إهمال زوجي وعدم المبالاة به والتنقل من بيت الى آخر وانا احمل جهاز الكمبيوتر للدردشة ، وكانت نهاية زواجنا الطلاق ، لكن الشاب الذي وعدني بالزواج اخل بوعده وتركني منذ لحظة طلاقي، وكان سبب طلاقي معروفا من عائلتي ، فكان السبيل الى الرحيل هو الهروب الى خارج العراق .
كازنوفا الشرق الأوسط
كازنوفا صاحب العلاقات المتعددة مع النساء ، وهذا مايتصف به أبو ملاك عند حديثه ل (المدى) لم أخن مرة واحدة بل عشرين ألف مرة ،وكلهن متزوجات وتكون شفرة الوصول للعلاقات المتعددة الهواتف النقالة ،وفي كل مرة تقع زوجتي على خيانتي وتكتشفها اتركها وابحث عن أخرى ،حتى تعرفت على امرأة متزوجة، وخلال علاقتي بها عرفتني على زوجها بصفتي اخا لصديقتها ويمكنني تعيينه كموظف في الدولة،ودخلت بيت الزوج وبحضوره الا انني تفاجأت بان كل العيوب التي كانت تلقيها على زوجها خالية من الصحة ، حيث كانت تمر من خلفه وتبعث لي القبلات وهذا ما دفعني الى الاشمئزاز وترك علاقاتي والحفاظ على زوجتي .
(الروح خضرة والقلب يبقى سرسري)كلمة استخدمها وسام أزاد عند سؤاله عن الخيانة قائلا ان هناك من يسلك طريق الخيانة للبحث عن كل ماهو جديد خارج المنزل، فقلبي الريان يبحث عن كل ما هو ممتع ومغامر ، واغلب النساء اللاتي أتعرف عليهن متزوجات، فحب التنوع والغريزة الرجولية وبعض الدوافع والمؤهلات التي تتوفر، لإقامة علاقات على سبيل التغيير.
خيانة من العيار الثقيل
حسبي الله ونعم الوكيل كلمة ترددها اغلب النساء اللاتي يعانين من خيانة أزواجهن لهن وهذا ماتؤكده علياء السلطاني ل(المدى) وانا بين الحياة والموت في صالات الولادة ، وزوجي يسرح ويمرح مع امرأة أخرى قابلها خلال عمله وكانت هدية ولادتي خيانته التي استباحها على نفسه، وكانت أعذاره واهيه ، وهذا ما خلق لدي الشك وعدم الثقة والنفور في بعض الأحيان ، ومادفعني الى تقبل تلك الخيانة أطفالي .
وإما بالنسبة الى أم زهراء تقول ل(المدى ) وجود الخدمات التكنولوجيا التي تقدمها شركات الهواتف النقالة في تبادل الصور بين الهواتف ، كل تلك الأمور دفعت زوجي الى استسهال أمر الخيانة ، حيث يصل استخدامه لكارتات الهاتف 600 ألف دينار شهريا ، والصرف على نزواته ورغباته الرجولية وابتعاده عن الأطفال دفعتني للشك بوجود علاقات خارج نطاق الزوجية ،وحدث ماكان في الحسبان اتصلت إحدى صديقاته فقامت بإلقاء كلمات دني لها الجبين بان لوكان لي مكان في حياته لما أنكر وجودي ووجود بناته، وهذا الأمر دفعني للبكاء والرحيل فلم يكن هذا حل، فلم يكن هو وحده في حياتي وماكسر قلبي هن بناتي فتقبلت خيانته على مضض.
الخيانة بالمثل
تتحدث (هـ.ن) خيانتي كان سببها الرئيس زوجي ، وخيانته لي في حجرة نومي وأمام عيني ، و الحاجة دفعتني الى العمل في المنازل لسد رمق أطفالي وهو يصرف كل ما يجنيه على النساء اللاتي يتعرف عليهن خلال الهاتف ، فانجرفت معتقدة إن الخيانة بالمثل ليست بالحرام، فتحدثت مع بعض الشباب عن طريق الهاتف واسردت لهم معاناتي ومعاملة زوجي فلم يكن لي احد أتحدث اليه وأبث شكواي له ،الا انني وقعت في مأزق الابتزاز من قبل الشاب الذي تعرفت عليه عن طريق الهاتف الذي قام بتسجيل مكالماتي معه وبدأ بتهديدي إما ان أقوم بعلاقة غير شرعية او يفضح أمري أمام أولادي وزوجي الخائن وشعوري بالندم لايعفيني عن الذنب الذي اقترفته بحق نفسي أولا وبحق أولادي .
سلوك مرفوض
ومن وجهتها تقول الأخصائية الاجتماعية مها الشمري ل(المدى) إن الخيانة بكل أنواعها مرفوضة دينياً وعقوبة الخيانة الجسدية واحدة شرعاً، إلا أن العرف والثقافة السائدة يقللان من خيانة الرجل ويضعان لها مبررات كثيرة، ولكن هذا لايعني أن المرأة تسامح. المرأة لا تسامح الرجل الذي يخونها، ولكن قد تبقى معه لأنها لا تستطيع تركه، كأن يكون الطلاق في عائلتها مرفوضاً، أو تخشى على أطفالها من التشرّد، فلو تعمقنا داخل نفسها سنعلم أنها لا تسامحه ولكنها تجد المبررات التي تجعلها تقبل بذلك حتى تستطيع أن تتأقلم مع طبعه المرفوض.
وأوضحت الشمري أن الأسباب التي تدفع أحد الزوجين الآخر إلى هذا السلوك بالإهمال وبعدم إشباع الاحتياجات النفسية والجسدية التي تكون لدى الإنسان الطبيعي رجلاً كان أو امرأة، وهناك رجال ونساء يشعرون بالسعادة المزيفة ،عندما تتعدد علاقاتهم لأنها تعوّض عن جزء خفي داخل شخصياتهم غير السوية.
المجتمع يتيح للرجل ما لا يتيحه للمرأة
يقول المرجع الديني الشيخ عدي الأعسم ل(المدى) ان الخيانة مرفوضة من قبل الرجل والمرأة ،مثلما لايجوز خيانة الوطن وخيانة الأم وخيانة الأخت، فلذلك لايجوز الخيانة الزوجية ، لأنها علاقة شرعية قائمة على العقد ،والعقد ينص ان لايخون البعض البعض الآخر.
ويبين الأعسم ان المجتمع في بعض الأحيان ، يتيح للرجل ما لايتيحه للمرأة وهذا هو التجني بحد ذاته ، وان جميع المذاهب والآراء للإمام علي (ع. )وعمر بن الخطاب (رض) بان يكون هناك مشاهدة عينية وان التقرب ليس كاف ، وهذا التوازن العقلي ،يرى التقارب ولايراه مختلطا بالمكحلة ،فالغيرة وغيرها تفقد الإنسان عقله، فيفقد إمكانياته بالعامل النفسي، فعند التقارب تصبح هناك غشاوة تصور اقرب الى المكحلة ، فالخيانة الزوجية مرفوضة من كلا الطرفين وروادعها ضمن حدود المعقول ،ولايكون تجني من قبل الرجل على المرأة وبذلك يكون تسلط ذكوري ،فإذا أجيز للرجل ان يقتل بالخيانة فيجز للمرأة ان تقتله بالخيانة.
الخيانة تفتقر إلى الإثبات
المحامي مهدي اليعقوبي يقول ل (المدى ) ان كثيرا من الدعاوى يكون سببها الخيانة الزوجية ، ولكن في بعض الأحيان تفتقر هذه الدعاوى الى الإثبات الذي نص عليه القانون ،حيث تأخذ الدعوى مسارا أخر وهي المطالبة بالحقوق والانفصال عن الآخر لأسباب معينة ،لان العرف العشائري يغلب على مجتمعنا مما يجعل الأشخاص يحذرون من هكذا اتهام ،وخاصة بالنسبة لاتهام الزوج لزوجته ، وذلك لان المرأة في مجتمعنا لاتمثل زوجها فقط بل عائلتها وربما عشيرتها التي تعود اليها، والقانون أعطى الحق لقاضي المحاكم الشريعة إيقاع الطلاق ،بعد تحقق الأدلة التي يستند عليها القاضي ، وهذا ما أشارت إليه المادة الأربعون من قانون الأحوال الشخصية.
علاقات تحت وطأة التكنولوجيا
ويؤكد اليعقوبي إن إحدى الدعاوى التي صادفتني ان الزوج اتهم الزوجة بخيانته مع احد الأشخاص الذين تعرفت عليهم عن طريق الانترنت ،وعندما أحال القاضي القضية الى الخبراء المختصين لمعرفة نسبة المسؤولية التقصيرية لكل من الزوج والزوجة ،فقد وجدوا ان نسبة التقصير للزوجة 80% ونسبة تقصير الزوج 20% ،حيث قدم الزوج بعض الأدلة التي تؤيد ادعائه علما ان الزوجة كانت متمسكة بعلاقتها التي كونتها عن طريق النت ،وقد حكم عليهما بالتفريق القضائي وأنّ «حالات الخيانة الزوجية تزداد بصورة غريبة بين شرائح المنتمين إلى السلك العسكري، وخاصة المتغيبين عن زوجاتهم». وتتحفظ المحاكم العراقية على التصريح بمثل هذه القضايا الاجتماعية الحساسة، ولكنها تؤكد أنها في ازدياد، وبحاجة إلى تدخل حكومي وديني لمعرفة أسبابها ووضع الحلول الناجعة لها.
الانكسارات العاطفية
وتعاني بعض الحالات الزوجية نوعا من الانكسارات العاطفية وعدم الانسجام ولكن هل يعد هذا مبرراً للمرأة بان تتخذ الخيانة الزوجية حلا او أشبه بذلك من المسميات التي تخدش حياءها وعرضها حين ترتبط برجل غيره ، والأمر ذاته ينطبق على الرجل حين يبرر خياناته بمصطلح النزوة والتي تتحول فيما بعد الى نزوات ، تحت شعار «الخيانة مشروعة للرجل» . فالعلاقات المختبئة خلف كواليس التكنولوجيا السريعة (الانترنت) و (الموبايل) ، قد أسهمت هذه التكنولوجيا بتخريب الكثير من البيوت وهدمت الكثير من المبادئ والقيم من خلال الاستخدام السيئ لها ، فقد لجأ كثير من الرجال والنساء إليها للقيام بعلاقات مشبوهة تحت تأثير الجذب العاطفي الذي يأتي من الكلام المنمق واللف والدوران على عصب الشهوة ، لحين الوقوع في مطب الخيانات المتبادلة .
779 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع