العراقيون يسخرون من ملصقات المرشحين الانتخابية

  

أثارت بعض ملصقات الدعاية الانتخابية التي صممها المرشحون موجة من السخرية والاستهزاء في الشارع العراقي، إذ خرج بعضها عن المألوف، ما نمّ عن جهل أو عن تقصّد عسى أن يكون ذلك مدخلًا للفوز.

بغداد/عبدالجبار العتابي: وجد العديد من العراقيين في الدعايات الانتخابية فسحة للضحك والمزاح، فأخذوا يتسابقون في البحث عن الملصقات الظريفة والطريفة والتعليق عليها بكثير من الهزل.
وأكد عراقيون أنهم ممتنون لمرشحي انتخابات مجالس المحافظات لأنهم منحوهم فرصة للضحك والسخرية من الافكار الدعائية التي ابتكروها للترويج لحملاتهم الانتخابية، فيما اقترح البعض أن تقوم احدى المؤسسات باختيار افضل أو أغرب ملصق دعائي ساخر.
وعلل البعض أن ثمة مرشحين تعمدوا أن تكون دعايتهم الانتخابية غير عادية، بحثًا عن الترويج المبتكر، بالرغم من أن العراقي لا يتأثر بملصق دعائي ليغيّر أفكاره.
 
غير عفوية
اكد احمد عبد الحسن، وهو فنان مصمم، على أن بعض المرشحين يريد لفت انتباه الناس من خلال وضع صورة أو كلمات لافتة للانتباه، "فهو ربما يعلم أنه لن يفوز وسط هذه الوجوه الكثيرة لكنه لا يريد أن يخرج مهزومًا تمامًا، فيجد لنفسه مخرجًا هزليًا، وانا اعتقد أن اغلب الدعايات الغريبة ليست عفوية بل هناك من تقصدها، عسى أن ينجح في مزاحه".
واشارت الطالبة الجامعية احلام حسام إلى أن العراقيين يعشقون النكتة، فلذلك تجدهم حتى في دعاياتهم ينكتون. وقالت: "بالرغم من تحفظي على الانتخابات بعد عشر سنوات من القهر والضيم، إلا أنني في ذهابي وايابي من البيت والجامعة اتطلع إلى ملصقات المرشحين فأجد العديد منها مضحكة، فلا يسعني إلا أن أتسلى، ولا اعتقد أنني سأنتخب ايًا منهم، وأكثر ما لفت نظري هو أن من المرشحين من وضع كنيته (ابو فلان وام فلان) على لافتة الدعاية وكأنّ اسمه لا يكفي".
أما الصحافي مؤيد عبد الوهاب فقد اشفق على المرشحين، "لأنهم لم يعرفوا التعامل بشكل صحيح مع الدعاية الانتخابية، وربما هناك من تقصد أن يكتب كلمات ساخرة أو هزلية".

  

تصريف بضاعة كاسدة
قال الكاتب محمود موسى: "إنها مهزلة تعكس أمية المرشحين، فالدعايات مضحكة لكن الضحك كالبكاء، ونلاحظ كثرة الأخطاء الإملائية في دعاياتهم، وأطرف دعاية لمطرب شاب يحمل عودًا استخدم شعرًا دراميًا طريفًا )يلا انتخب فنان واعشگ احساسه        شحصلنه غير الشيب من السياسه)".
 
أضاف: "نلاحظ في الدعايات الانتخابية ما يذكرنا بإعلانات السوق لتصريف البضاعة الكاسدة، وكأنهم يسوقون لمنتج مغشوش، يعرفون أنه منتج مغشوش غير صالح للاستهلاك البشري، ومن أساليب التضليل الجماهيري استخدام الإكسسوارات الطائفية والدينية في صورة المرشح، كالعمامة أو اللحى أو الخواتم التي تظهر واضحة، فالمرشح لا يراهن على وعي الناخب بل على جهله، لأن الجهلة والعوام والأميين هم رصيد هؤلاء المرشحين الذين سيصعدون إلى واجهة المشهد، ومن مخزيات الدعاية الانتخابية عبارة أبناء العشيرة الفلانية تهنئ ابنها المرشح الفلاني وكأنّ المرشح يريد أن يقول لأبناء عشيرته انتخبوني وسوف أعيّن أبناءكم ثمنًا لأصواتكم، فتشعر أن هناك تواطؤًا مسبقًا وغير معلن كامن في العقل الباطن الجمعي للناخب والمرشح على حد سواء".
 
على سبيل المثال لا الحصر
على ملصق الفنان الذي يمسك العود، علق الشاعر مروان عادل حمزة بالقول: "انتخبك يا بو العود.. انتخبك يا بو العود.. يا النائب يا بو العود.. يا مدردح يا بو العود"، مشيرًا إلى أن البرنامج الانتخابي للمرشح سيكون عزف وغناء "ليلة ويوم" كلّ صباح، مع إدانة وشجب واستنكار سعدي الحلي، وسيقدم الرواتب على طريقة "الكيت" في الاجتماعات الرسمية، وسيقول "تحية خاصة لمجلس محافظة ديالى، لحمودي ابو كَذلة، لأحلى عشاير"...
 
ومن الصور الغريبة صورة احدى المرشحات الجميلات، وقف أمامها عدد من الشباب وكأنّها احدى آلهات العصور السحيقة، وهم يتضرعون اليها بمد أياديهم لها، فيما جاءت صورة أخرى للبعض وهو يقبل الصورة هذه. والاطرف تلك المرأة التي وضعت صورة لها بالبيجاما، وهي صورة لم يألفها الشارع العراقي من قبل.
وهناك مرشحات لم يظهرن صورهن في الملصقات الدعائية بقدر ما اظهرن ظلًا لهن، لم يبيِّنَّ من ملامحهن شيئاً، فكان التعليق الشعبي تحتها (انتخبوا الشبح)، إلى مرشحة وضعت صورة زوجها الراحل وتطالب بانتخابها لأنها زوجته.
ثمة مرشح وضع آية قرآنية فيها اسم عائلته، واعطاها لونًا احمر وكأنه يعطي انطباعًا بأن ما قيل في الآية الكريمة يشير اليه. وآخر كتب في ملصقه الدعائي: "أنا مع شرطة المرور لأنهم زهور مدينتي".
وثمة مرشح أشار إلى نفسه بأنه (أبو القاعة)، من دون أن يوضح ما هي القاعة، وما دورها في العمل الانتخابي أو خدمة الناس.
إلى ذلك، قام أحدهم، ممن اغاظتهم الملصقات الدعاية الانتخابية إلى ابتكار ملصقه الخاص، يعلن فيه سخريته أو احتجاجه، فوضع رسمًا لشخصية علي بابا الاسطورية في حكايات الف ليلة وليلة وكتب تحتها: ائتلاف النشالة، مرشحكم علي بابا ناشط في حركة سارقون، لسنا الوحيدين لكننا الافضل".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

635 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع