منقاش "مسقط الاباتشي"
(السومرية نيوز) كربلاء - تردد اسم المزارع علي عبيد منقاش كثيرا بعد أن قال النظام السابق إن الرجل تمكن من إسقاط طائرة اباتشي امريكية ببندقيته الشخصية التي تسمى شعبيا "برنو" وظهر منقاش وقتها، أي في آذار من عام 2003، على شاشات تلفاز محلية وأجنبية، الى جانب عدد من أبناء عمومته وجيرانه، وهو يلوح ببندقيته أمام الطائرة التي كانت جاثمة على الأرض.
بعد مرور عشر سنوات على الإطاحة بحكم حزب البعث، يشعر منقاش أن أوضاع البلاد ليست أفضل مما كانت عليه، رغم أنه تحدث تحسن بعض المجالات.
وقال منقاش في حديث لـ"السومرية نيوز"، متحدثا عن التحسن الذي شهدته البلاد بعد 2003، إن "أبنائنا صاروا يقصدون المدارس القريبة بعد أن كانوا يضطرون للذهاب إلى مدارس بعيدة جدا عن مساكنهم"، مشيرا إلى أن "عددا من المدارس الجديدة قد تم تشييدها في منطقتنا الريفية المحاطة ببساتين النخيل ومزارع الخضار وحقول الحنطة والشعير".
ويعتقد منقاش أن "مرتبات الموظفين وعناصر الجيش والشرطة قد تحسنت كثيرا عما كانت عليه قبل 2003". لكنه لا يخفي تذمره من"عدم اهتمام الدولة بتوزيع الثروة بشكل عادل على مواطنيها". وقال "الوظائف توزع بحسب العلاقات والواسطات ولمن يدفع أكثر"، في اشارة إلى انتشار الرشوة، معتبرا أن "هذا الأمر معيب ويشعرني بالمرارة".
يتوسط منزل منقاش المتواضع، بستانا من النخيل، وتحيط به المساحات الخضراء من كل جانب. ويشكل المنظر صورة رائعة لجمال الطبيعة. لكنه لا يخفي انزعاجه من افتقار المنطقة التي يسكن فيها إلى "شارع معبد يمكّن الأهالي من الوصول الى الطريق العام الذي يربط بين محافظتي كربلاء وبابل". وقال"هناك أموال طائلة تنفق سنويا على الإعمار لكن لا أدري متى يخصص جزء منها لتعبيد شارع في منطقة السنية التي أسكنها".
ويتذكر منقاش بفخر ما قال إنها "حادثة إسقاط طائرة الاباتشي الامريكية"، التي كانت بين مجموعة من الطائرات المماثلة تحلق على انخفاض في سماء منطقته السنية (نحو 30 كم) إلى الشرق من كربلاء، في إحدى ليالي آذار، من العام 2003.
ويقول منقاش "كانت طائرة الاباتشي قريبة من سطح منزلي، وهي واحدة من عدة طائرات حلقت في سماء المنطقة، فأطلقت عليها النار من بندقيتي البرنو فهوت على مبعدة مئات الأمتار من منزلي".
ولايخفي شعوره بالزهو وهو يتذكر تلك الحادثة، ويؤكد أنه سيقوم بنفس الفعل في مواجهة أي اعتداء يتعرض له العراق. وقال "لم أكن أدافع عن صدام حسين ولا عن حزب البعث إنما دافعت عن بلدي وأسرتي وأطفالي وأبناء عمومتي".
وبرغم ما أحيطت به حادثة إسقاط الطائرة الأمريكية من تغطية اعلامية واسعة من قبل النظام السابق، إلا أن منقاش ينفي تسلمه أية مكافأة من ذلك النظام على ما قام به. وقال "سمعت أن النظام خصص لي 50 مليون دينار كهدية، لكنني لم أتسلم شيئا منها".
وأضاف أن "هذا المبلغ ربما يكون قد خصص فعلا وتمت سرقته من قبل المكلفين بإيصاله لي أو أنه لم يخصص اساسا ولم يكن الحديث عنه أكثر من إشاعة أو دعاية لتحفيز غيري على القيام بالفعل نفسه".
وحين طلبنا منه أن نلتقط له صورة مع بندقيته البرنو التي قال إنها أسقطت الطائرة، صمت الحاج منقاش قليلا، قبل أن يقول "بعتها بعد أن مررت بظروف مالية صعبة".
وأشار الى مدى اعتزازه بتلك البندقية "نضطر تحت ظروف صعبة للتنازل عن أشياء نعتز بها".
ويسكن الحاج منقاش وهو في الـ 65 من العمر في منزل ريفي يتكون من عدة غرف مفصولة عن بعضها تتوسطها باحة واسعة، بينما أفرد غرفة كبيرة مستقلة لاستقبال ضيوفه، وسيرا على ما اعتاد عليه ابناء القبائل أبى الحاج منقاش إلا أن يرافقنا الى مشارف منزله إظهارا لحفاوة الوداع بعد ما أظهره من حفاوة الاستقبال.
544 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع