بغداد / باسل محمد:كشف مصدر رفيع المستوى مقرب من المرجعيات الدينية الشيعية في مدينة النجف ان المرجع الاعلى السيد السيستاني بعث برسالة اتسمت بالحزم والشدة الى رئيس الوزراء نوري المالكي, حذره فيها من ان المواجهة الطائفية مع المكون السني, "خط أحمر" لا يمكن السماح لأحد من السياسيين الاقتراب منه.
وقال المصدر, إن من بين أهم ما جاء بالرسالة التي بعثها السيستاني الى المالكي, عبر وسطاء من "المجلس الاعلى الإسلامي" برئاسة عمار الحكيم, ان "المراجع الدينية الشيعية في النجف بذلت جهوداً جبارة واستثنائية في أعوام 2005 و2006 و2007 لإجهاض الحرب الطائفية التي اندلعت في وقتها, فلا يأتي السياسيون اليوم ليشعلوا نار هذه الحرب مجدداً ولذلك لن يسمح لأحد ان يعيد أجواء الرعب هذه الى حياة العراقيين".
وأضاف أن رسالة السيستاني تضمنت عبارات واضحة ومباشرة الى المالكي, منها انه "واجب شرعي وأخلاقي ووطني أن يتحمل من لديه السلطة وأد هذه الفتنة والقضاء على مسبباتها وتعزيز المصالحة واذا لم يستطع فعل ذلك أو أخفق, فليسمح لغيره من القادة على تحمل المسؤولية لمنع وقوع الحرب الطائفية"، في اشارة لا تخلو من اي غموض في ان السيستاني يرى انه من يريد من السياسيين ان يشعل هذه الحرب بين السنة والشيعة فهو غير جدير بمنصبه.
ووفق المصدر الرفيع, فإن الرسالة تضمنت كلاماً صريحاً يتعلق بأن اندلاع الحرب الطائفية مجدداً معناه ان المرجعيات الدينية الشيعية عاجزة على منعها او ان هذه المرجعيات تؤيد التوجه الى حرب مع السنة او أنها ستدعم المالكي في ما اذا وقعت بالفعل.
ودعا السيستاني رئيس الوزراء في رسالته الى تحصين الوضع الداخلي العراقي من تداعيات الظروف الاقليمية, وفي صدارتها ظروف الازمة والصراع في سورية, مشددا على أنه يؤيد سياسة النأي بالنفس عن اي صراع اقليمي، كونه سيعزز من جو الاحتقان الطائفي وسيقرب العراقيين مسافة اكثر من الحرب الطائفية المحتملة وبالتالي فإن السيستاني على قناعة ان سلوك المالكي في هذا الملف غير موفق وخطير.
وأضاف أن المرجع الاعلى يرى أن الشيعة سيكونوا منقسمين اذا بدأت الحرب الطائفية في العراق, بخلاف ما يعتقده المالكي من ان هذه الحرب لو وقعت ستؤدي الى توحيد ورص صفوف الشيعة و"التحالف الوطني" الشيعي الذي يستحوذ على الحكومة.
567 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع