تمر الذكرى الثانية لأنتفاضة شعبنا الابي في الخامس والعشرين من شباط عام 2011 التي وضع الشعب العراقي امله فيها كوسيلة بديلة للتغيير بعد ان تعثرت العملية السياسية و وصلت الى طريق مسدود مترافقة مع عجز المؤسسات الدستورية في بناء الدولة المدنية العصرية القائمة على اساس المواطنة كي تستوعب الجميع وتمثل الجميع دون استثناء او تمييز .
وكما هو متوقع تصدت حكومة نوري المالكي واجهزته البوليسية القمعية للانتفاضة بالارهاب والترويع والحرب النفسية والاشاعة المسمومة والنهج الطائفي بل وحتى قتل الناشطين في الكاتم كما حصل للصحفي المغدور هادي المهدي وغيره اضافة الى حجز المئات منهم حيث لازالوا خلف القضبان دون محاكمة . مما اضعف الانتفاضة وافقدها زخمها بمرور الوقت رغم انتشارها في ربوع القطر ولكنها مع ذلك اوقدت لدى الشعب جذوة الانتفاض والاعتصام والرفض بعد ان كانت كسرت حاجز الخوف .
خرج المالكي من الازمة حينها بنشوة المنتصر وبقناعة زائفة وضن انه بالقهر والقمع نجح في كسر ارادة الشعب وبالتالي فانه لن يثور مجددا مهما اوغل في ظلمة وفسادة وفشلة . هذا الشعور الزائف هو الذي قاده لارتكاب المزيد من الخطايا ، من الظلم حيث استهدف المزيد المزيد من الابرياء بل استهدف حتى المشاركين في العملية السياسية وابرزهم نائب الرئيس طارق الهاشمي كما دفعه هذا الشعور للاسراف و التطاول على ثروة الشعب والانغماس في المزيد من الفساد وما فضيحة الاسلحة الروسية وكذلك فضيحة غسيل الاموال في البنك المركزي الا مثال على سوء تقديرة وقصر نظرة .
ان تراكمات نهج خاطئ من التمييز و الظلم والفساد والتفريط بالسيادة وتحويل العراق العظيم الى مجرد تابع ذليل لايران فجرت مشاعر الغضب المكبوت وهذه المرة ليست في ساحة التحرير وانما في الانبار المجاهدة والفلوجة البطلة وصلاح الدين الابية وسامراء وامعتصماه والموصل العزيزة وكركوك التآخي وديالى الصابرة وبغداد الجريحة كي تتواصل هذه المرة ولا
تتوقف مهما عظمت التحديات وغلت التضحيات حتى الاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة . كل العراقيين الشرفاء في عموم العراق وهم يتطلعون الى انتفاضتكم المباركة في التغيير عليهم الدعم والنصرة وهذا هو واجب الوقت الذي لايمكن تاجيلة كما على العرب والمسلمين بل كل الاحرار في العالم وكل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان ان ترفع صوتها تاييدا للانتفاضة واستنكارا وادانة لموقف حكومة نوري المالكي .
ان حركة تجديد التي باركت الانتفاضة منذ انطلاقتها في الايام الاولى من كانون اول عام 2012 انما تحيي صمود المنتفضيين الاشاوس في ساحات العزة والكرامة وتشد على ايديهم وتدعم موقفهم وتناشد العراقيين والعرب والمسلمين بل والعالم اجمع الالتفاف حولهم وتقديم كل وسائل الدعم المطلوبة حتى يتحقق الفرج وهو قريب ....وماذلك على الله بعزيز .
بسم الله الرحمن الرحيم ( الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء.....)
البقرة 173 .
حركة تجديد
15ربيع الثاتي 1434
25 شباط 2013
894 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع