(السومرية نيوز) بغداد - تحت ركام الأطلال، تعيش عوائل منطقة الحيدر خانة، وهي تكابد خطر انهيار المنازل التي تؤويها، والتي يعود عمرها إلى قرن مضى من الزمن.
أبناء عوائل هذا الحي، وإن اختلطت رائحة المكان التراثية بهمومهم، لم يتوانوا في إظهار مشاعرهم، وهم يتذكرون سقوط بعض المنازل على أصحابها ما أدى إلى وفاة البعض منهم.
وتقول امرأة، ولدت في هذا المكان، وعاشت فيه سنوات عمرها، إن "بيوت الحيدرخانة متهالكة، وسكانها تعبوا من محاولات ترميمها". وتضيف، مفضلة عدم نشر اسمها "ابني يسكن معي في المنزل ذاته، وهو متزوج ولديه 3 أطفال، وقد انهار سقف الغرفة التي تؤويهم"، موضحة أنه"لولا العناية الإلهية، لماتوا كلهم، لكنهم نجوا بعدما خرجوا يركضون من تحت الركام".
وتقول امرأة أخرى من المنطقة، إن بيتها سقط مؤخرا، فاضطرت لاستئجار شقة في منطقة قريبة. وتضيف"صاحب الشقة يرفع بدل أيجارها شهريا، ولا أعرف كيف أفي بهذه المستحقات".وتقول "لدي ابنان، مات أحدهما، والثاني يسعى خلف رزقه ورزق عائلته".
هموم أصحاب هذه المنطقة التي تعبر عن حالها، لم تتغير حال سماعهم بدفعة التعويضات التي خصصتها محافظة بغداد لهم، والتي تتراوح بين المليون والخمسة ملايين دينار، فهذه الملايين لا تزال تعيش في أضابير الدوائر الرسمية، من دون أن يراها أو يلمسها أحد.
ويقول أحد سكان الحيدر خانة "ماذا سنفعل بالمليون؟ وحتى بالخمسة ملايين؟ يبدو أن المسؤولين لا يفهمون أن بيوتنا مهدمة". ويضيف "حتى إذا كانت هذه التعوضيات ستنفعنا، فلا أحد يدري كيف سنحصل عليها".
ويقول آخر، "شبعنا من الوعود والكلام"، مشيرا إلى أن "العديد من المسؤولين يقولون سنعوضكم ونمنحكم، بينما واقع حال مناطقنا ينطق ويعبر عن مدى الخراب".
أمانة بغداد من جهتها، تحدثت عن صعوبة تقديم الخدمات لهذه المنطقة بسبب حالة منازلها، لكنها كشفت عن دراسة للنهوض بهذه المنطقة، قد يحتاج تنفيذها لسنوات.
ويقول مدير الاعلام في أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة إن "المناطق الممتدة من الباب الشرقي وحتى الباب المعظم وسط العاصمة، تضم العديد من المحلات القديمة التي تواجه عملية تقديم الخدمات فيها مصاعب كبيرة"، مشيرا إلى أن "عملية استبدال شبكات المياه في هذه المناطق، ربما تؤدي إلى تهدم العديد من المنازل".
ويضيف عبد الزهرة، في حديث لـ "السومرية نيوز"، إن "أمانة بغداد اعدت دراسة متكاملة من أجل تطوير هذه المناطق"، لكنه أشار إلى أن "بعض هذه المناطق يجب أن يتم هدمها وإزالتها، لتنفيذ مبان جديدة وشوارع حديثة، وهذا ما ترسمه الدراسة التي أشرنا إليها".
ويبقى مصير مئات العوائل التي تعيش في هذه المنطقة رهينا بإيجاد حل جذري لهم من قبل المسؤولين ربما ينتشلهم من وضعهم المأساوي، قبل أن يتحولوا إلى ضحايا لكوارث طبيعية أو زمنية.
796 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع