سوق السراجين يلفظ أنفاسه الأخيرة.. ومطالبات للدولة بإعادة إحيائه

    

معرض بغداد استبعدهم عن المشاركة.. ودائرة التراث لا تعرف عنوانا لهم

                                     

الصباح/بغداد – وداد ابراهيم:"سروج خيل بأنواعها وأحزمة عادية وعسكرية وأغلفة برنو وجراب السيوف وتجهيزات عسكرية أخرى، وغيرها من صناعات جلدية تعتمد الجلود التي نشتريها من معامل الدباغة، لتكون إحدى الصناعات الشعبية التراثية بألوانها الترابي والاسود التي عرفت في بغداد وبعض المحافظات والتي امتلكت خصوصية عرف بها السراج العراقي، وان كانت عائلة ستار زبانة وعلي السراج من أوائل العائلات التي عملت بهذه المهنة  في العراق الا ان اجدادي اخذوا هذه المهنة عن بيت الحلبي وعلي السراج في العشرينيات من القرن الماضي"...
هذا ما تحدث به صانع سروج الخيل السيد مهيمن شكر عبد الجبارالسراج  لـ"الصباح": واستطرد "لذا فجيلي هو آخر جيل يعرف هذه المهنة، التي بدأت تتراجع في المحافظات بعد وفاة صانع سروج عربية في الشطرة "لا أذكراسمه الآن، والذين يجيدون هذه الصنعة الآن أكثرهم من أقاربي وقد حملت عائلتي اسم السراج لأننا من أكثر العوائل التي عملت في هذه الصنعة".
اما عن طبيعة هذه المهنة فأوضح السراج "صناعة السرج تتطلب جلودا طبيعة لأني أغلف الحديد الخاص بالسرج بالجلد الطبيعي والعملية لا تتطلب العمل بالماكنة بل باليد فقط وتستغرق صناعة السرج ما يقارب 20 يوما والسروج  ثلاثة انواع، الخبب والذي يضع على الخيل حين تكون الخيل تحت التجربة، وسرج للسباق ويكون صغيرا وخفيفا وسرج للركوب العادي، لا أنكر ان بيع السروج قد تراجع منذ سنوات واقتصر على نادي الفروسية في ابوغريب ونادي السباق، الا اننا شهدنا حركة بيع للسروج خلال المواكب الحسينية، اما الصناعات اليدوية الاخرى والي يدخل فيها  الجلد الطبيعي وتتطلب صناعتها الخياطة بالماكنة وبعض التفاصيل تنجز باليد وتنتمي الى السراجة فهي حزام البرنو واغلفة الاسلحة والحقائب".
وأضاف "تعرضت منتوجاتنا الى ركود كبير وتراجع بيعها بشكل كبير بعد ان فتحت الابواب امام البضاعة الصينية، وكل ما نصنعة موجود في السوق بصناعة صينية رديئة جدا، وهذا ما جعل المشتري يفضل شراء ما هو اقل سعرا  الا انه أقل جودة، ما جعل بعض السراجين يعمد الى ترك المهنة بالاخص الايدي العاملة في المحال تركت العمل لأن عائد البيع قليل".
وطالب مهيمن شكر عبد الجبارالسراج  بدور أكبر للدولة في إحياء السوق وإعادة الحياة لهذه الصنعة التراثية". من جانبه أوضح ستار سلطان  أن "من أبرز الصناعات في السوق، هي الاحزمة وبالامكان ان نجهز المؤسسات الرسمية بالاحزمة العسكرية بدلا من شرائها للأحزمة الصينية، هذا قد يعيد الحياة والحركة للسوق، كما ان السراجة مثل البحر بالامكان ان يكون الصانع فنانا، فأنا اصنع حقائب جلدية وارسم عليها تراث العراق ومن ثم اصنع غلاف السيف واكتب عليه كلمات بشكل فني، لكن لا أحد يهتم بهذه الصناعة التي تكدست في المحال، بالاخص بعد ان استبعدنا من المشاركات في معرض بغداد الدولي ودون ان يكون لدينا مشاركة في معارض دائرة التراث الشعبي وصارت المحال تغلق ابوابها في وضح النهار فلا زبائن الا ما ندر".
وشاركنا الحديث عمار فوزي قائلا: "أعمل في السراجة منذ اكثر من ثلاثين عاما، وكان لدي عمال في مشغلي، الآن سرحت كل العمال بعد تراجع بيع منتوجاتنا، امتلك هوية اتحاد الصناعات العراقية، وعلى ضوئها تقدمت الى وزارة الصناعة بطلب قرض صناعي لشراء ماكنة صناعية ومنذ عام لم أتسلم القرض ولو استطيع العمل بمهنة اخرى لتركت السراجة التي صارت لا تسد مصاريفنا وتكاليف الحياة".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

694 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع