بغداد/ اور نيوز/ وكالات
قدم ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الاميركي الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس أدلة دامغة تتضمن تسجيلات لمكالمات هاتفية بين مسؤولين ايرانيين وعراقيين حول دعم الرئيس السوري بشار الاسد، كما قدموا صوراً ملتقطة بالاقمار الصناعية لطائرات عسكرية ايرانية تهبط وتقلع من مطار بغداد الدولي، وهي تحمل اسلحة ومعدات عسكرية باتجاه المطارات السورية العسكرية والمدنية.
وبحسب مصادر سياسية عراقية وثيقة الاطلاع، فان وفد الشيوخ الاميركي، من الصقور، أبلغ المالكي بخرق بغداد للاتفاقية الأمنية بالسماح للحرس الثوري العبور نحو سوريا، كما قدم الوفد الاميركي للمالكي صوراً حول قوافل للحرس الثوري تدخل الحدود العراقية، فضلاً عن صور ملتقطة عبر الاقمار الصناعية للقوافل ذاتها وهي تغادر الاراضي العراقية متوجهة الى سوريا.
وقالت المصادر ان وفد مجلس الشيوخ الاميركي المكون من جون ماكين وجون ليبرمان وليندسي غراهام قد ابلغوا المالكي في حديث يعبر عن الغضب والخروج عن العرف الدبلوماسي، فيما وصفوه بحديث مصارحة ومكاشفة، واضافت المصادر ان الوفد ابلغه ان السماح بتقديم الدعم الايراني للرئيس السوري عبر اجواء العراق واراضيه يعني ان بغداد اصبحت جزءاً من ايران وهو خرق الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة العراقية والادارة الاميركية. وقالت المصادر ان الوفد ابلغ المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري الذي التقاه في وقت لاحق ان الشعب الاميركي محبط من هذه التصرفات رغم التضحيات التي قدمها لتحرير العراق الذي لم ينتج نظاماً ديمقراطياً يؤدي الى استقرار المنطقة بل نظاماً موالٍ لايران.
وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها ان الوفد الاميركي ابلغ المالكي ان الادارة الاميركية باتت منزعجة من تصرفات الحكومة العراقية التي تحرجها امام الشعب الاميركي.
على صعيد متصل سيطرت قوة امنية قادمة من بغداد على منفذ القائم الحدودي الذي يؤدي الى مدينة البوكمال السورية وطردت العاملين في المنفذ. واضافت مصادر من مدينة القائم العراقية ان هذه القوة الامنية سيطرت على جميع المسالك المؤدية الى معبر القائم الحدودي مع سوريا ومنعت المزارعين من الوصول الى اراضيهم قرب المعبر كما حظرت على الرعاة دخول المنطقة.
وقال ماكين وليبرمان وغراهام للصحافيين خلال زيارة لبغداد ان طهران اخبرت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن طائرات تحمل مؤنا ومساعدات انسانية، تعتقد الولايات المتحدة الاميركية بأنها تنقل معدات عسكرية. وقال ليبرمان طرحنا مخاوفنا على رئيس الوزراء ووزير الخارجية حول هذه الطلعات . واضاف ان المالكي اكد انه تلقي وعداً من الايرانيين بأن هذه الرحلات تقتصر على المساعدات الانسانية، لكننا نعتقد خلاف ذلك .
وتابع اعتقد بأنه علينا ان نقدم له المالكي الدليل الذي نتمكن منه … لتوضيح لماذا نعتقد بأن هذه الطائرات الايرانية … تحمل مواد … تمكن الاسد من قتل شعبه . واكد ماكين ان الامر يعد انتهاكا لقرارات مجلس الامن.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلت امس عن مسؤولين، لم تكشف هوياتهم، قولهم ان إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ضغطت على بغداد لإغلاق الممر الجوي الذي كانت إيران تستخدمه في أوائل العام الجاري وطرحت الموضوع مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، لكن إيران ضاعفت من دعمها للرئيس السوري بعدما حقق الثوار تقدماً واهتز نظام الأسد عقب تفجير أدى إلى مقتل كبار المسؤولين العسكريين السوريين.
وأشار المسؤولون إلى ان الرحلات التي تنقل تجهيزات عسكرية من إيران "استؤنفت من جديد في يوليو، وهي مستمرة منذ ذلك الحين، في ما يشكل مصدر إزعاج للمسؤولين الأميركيين". وشدد المسؤولون على ان طهران "تلعب دوراً أكبر في سوريا بطرق عدة".
واعتبرت الصحيفة ان تزويد طهران لدمشق بالأسلحة جواً "يثير أسئلة في أميركا التي ما زالت مترددة في توفير أسلحة للثوار السوريين أو فرض حظر جوي خشية الغوص في النزاع السوري، إلا ان الدعم الذي توفره إيران للحكومة السورية يشير إلى حقيقة انها لا تتردد بتوفير إمدادات عسكرية ومستشارين للمساعدة في بقاء النظام بالحكم". كما نقلت عن مسؤول أميركي قوله انه بالإضافة إلى الإمدادات العسكرية الإيرانية، "فثمة تقارير موثوقة على أن مقاتلين من الميليشيات العراقية التي تحظى بدعم إيراني، يجدون طريقاً لهم إلى سوريا لمساعدة الأسد".
1208 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع