أربيل - دهوك/ المدى:استقبل إقليم كردستان مناسبة ميلاد المسيح عليه السلام بأجواء من البهجة والحرية التي سادت الطقوس الدينية التي أقيمت في الكنائس المسيحية المنتشرة في ربوع كردستان من السليمانية وأربيل ودهوك وسط دعوات المسيحيين أن يعم السلام جميع أنحاء العراق.
وقد أصدر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني برقية هنأ فيها كافة المسيحيين في كردستان والعراق والعالم لمناسبة ذكرى مولد السيد المسيح عليه السلام.
وجاء في البرقية التي نشرت على موقع الرئاسة "لمناسبة ذكرى مولد سيدنا المسيح عيسى عليه السلام، أقدم تهانيّ الحارة إلى كافة الأخوات والإخوة المسيحيين في كردستان والعراق والعالم وأتمنى لهم حياة ملؤها الرفاه والمسرة. مع فائق تقديري ومودتي إليهم جميعاً".
وعيد الميلاد يُعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، ويُمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح وذلك بدءًا من ليلة 24 ديسمبر/ كانون الأول ونهار 25 من الشهر ذاته في التقويمين الغريغوري واليولياني.
ويترافق عيد الميلاد باحتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة، واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة الميلاد وتبادل الهدايا وتناول عشاء الميلاد، وهو عطلة رسمية في أغلب دول العالم، ومن ضمنها العراق، لكن الاحتفالات تكون على أوجها في مدن إقليم كردستان ،حيث يعيش المكون المسيحي في حرية وسلام وبلا خوف من استهدافه من قبل المسلحين.
وبهذه المناسبة زار وفد من حكومة إقليم كردستان برئاسة عماد أحمد نائب رئيس حكومة إقليم كردستان كنيسة (المار يوسف) في بلدة عينكاوا، بمناسبة ميلاد حضرة السيد المسيح وحلول أعياد رأس السنة الميلادية، وضم الوفد كلا من سفين دزيي المتحدث الرسمي باسم حكومة الإقليم ونيجيرفان أحمد رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء ونوزاد هادي محافظ أربيل، وكان في استقبال الوفد المطران بشار متي ورده رئيس أساقفة أبرشية أربيل .
وخلال اللقاء، هنأ عماد أحمد نيابة عن رئيس مجلس الوزراء والوزراء في حكومة إقليم كردستان الأخوة المسيحيين في كردستان وجميع العراقيين بهذه المناسبة، متمنياً أن يعيده الله علينا في أجواء من الأمن والاستقرار وأن يكون هذا العيد عاملاً للسلام والتآخي، كما أعلن أن هذا البلد هو بلدنا جميعاً بكافة أطيافه ومكوناته وأديانه، وأضاف :أنتم جزء حيوي من المجتمع الكردستاني، وأن ثقافة بلدنا غنية أكثر بهذا الاختلاف والتنوع.
وأكد نائب رئيس حومة إقليم كردستان على تعميق الأخوة والتسامح، وقال إن حكومة إقليم كردستان تحترم إرادة وتطلعات الفرد في هذه البلاد على أساس احترام حقوق المواطنة وتسعى إلى توفير جميع مستلزماته. لا سيما أننا تربطنا علاقات تاريخية بين المسلمين والمسيحيين في إقليم كردستان.
كما هنأ عماد أحمد بشكل خاص الإخوة المسيحيين الذين نزحوا إلى إقليم كردستان من باقي أنحاء العراق بسبب التهديدات الإرهابية ومنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية، وقال: إن حكومة الإقليم ستستمر في تقديم المساعدات وتوفير الاحتياجات لهؤلاء النازحين لحين إتاحة فرصة العودة إلى ديارهم.
من جانبه أعرب المطران بشار متي وردة عن شكره لزيارة نائب رئيس حكومة إقليم كردستان والوفد المرافق له، ووصف تهنئته للمسيحيين بالمهمة، وقال: إن مساعدة ودعم حكومة إقليم كردستان للمسيحيين والاهتمام بهم وتوفير الأمن والاستقرار لهم محل سعادتنا وتقديرنا لحكومة الإقليم. كما أِشاد بالعلاقات التاريخية بين الجانبين، وقال نحن أيضاً نعتبر أنفسنا مسؤولين في هذا الوطن ومثلما لدينا حقوق علينا واجبات أيضا و لن نذخر جهداً في أداء الواجب.
كما أعلن رئيس أساقفة أبرشية أربيل: أن المساعدات والدعم الذي قدمه إقليم كردستان للمسيحيين على مستوى العراق والخارج وبعلم الفاتيكان لهو محل شكر وتقدير جميع الجهات وندعو للمحافظة عليها وتحسينها.
وأوضح مطران كنيسة مار يوسف أن مسيحيي عينكاوا يشعرون بالسعادة اليوم لمشاركة حكومة إقليم كردستان أعيادهم ومناسباتهم، كما وصف في الوقت نفسه هذه الزيارة لنائب رئيس حكومة إقليم كردستان والوفد المرافق له بالمهمة لهذه المدينة وجميع المدن والقصبات. ثم تحدث عن عدد من المشاريع الخدمية في مجال الكنائس والمدارس والمستشفيات والجامعات وتقديم الخدمات لجميع القوميات والمكونات في الإقليم وبدون فرق .
ومن جهة أخرى فقد سادت مشاعر الفرح والسرور أبناء الشعب المسيحي في محافظة دهوك الذين طالبوا السلطات في العراق بضرورة توفير الأمن والسلام لهم وخاصة في المناطق المتنازع عليها التي يسودها التوتر وعدم الاستقرار التي خيمت عليها أجواء الحزن نتيجة عدم استقرارها بحسب قول يعقوب كوركيس عضو المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الآشورية الذي هنأ المسيحيين في عموم العالم بهذه المناسبة وقال " التوترات السياسية السائدة في العراق قد خيمت على أجواء هذه المناسبة ،حيث أن هنالك توجسات من قبل أبناء شعبنا نتيجة تداعيات هذه التوترات السياسية على عموم العراق حيث تم استهداف أبناء شعبنا خلال الفترة الماضية ومازالت هذه الجروح غائرة في نفوس أبناء شعبنا "
وتمنى القيادي في الحركة الديمقراطية الآشورية أن يعم السلام في العراق " وتسود التوافقات السياسية التي على إثرها تشكلت الحكومة العراقية وتتم حلحلة المشاكل التي نجمت عن هذا التدهور بأقرب وقت ،وهذا العيد هو مناسبة جيدة لمراجعة الذات ونتمنى أن تحل القضايا العالقة مابين بغداد وأربيل بالرجوع إلى الدستور العراقي"
ودعا يعقوب كلا من الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان إلى ضرورة مراعاة أبناء الشعب المسيحي وتوفير حقوقهم " أن يأخذوا هذا المكون بنظر الاعتبار وأن يكون هنالك تمييز ايجابي لصالحهم لأنهم تأثروا كثيرا نتيجة هذه الظروف التي كانت ومازالت سائدة في العراق التي أدت إلى هجرة أعداد كبيرة منهم إلى ترك مناطق سكناهم والتوجه إما إلى الإقليم والى خارج العراق، فنتمنى أن تضع الحكومة العراقية برامج جدية لإعادة هؤلاء إلى مناطقهم ومزاولة حياتهم الطبيعية كأي فرد آخر ".
781 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع