الدهشة والوجوم يعمان المحافظة: من يأخذ بيد أهالي الموصل لمقاضاة المالكي؟
الموصل - العباسية نيوز:على الرغم من معرفة اهالي محافظة الموصل، كراهية رئيس الحكومة نوري المالكي لهم، ومحاولاته لاختراقهم وزرع الفرقة والانقسام بينهم، الا ان اهالي المحافظة دهشوا يوم الاربعاء الماضي، وهم يطالعون صحيفة المدى اليومية، وعلى صدرها مقال افتتاحي لصاحبها ورئيس تحريرها فخري كريم المستشار السابق لرئيس الجمهورية، وفيها يورد حديثاً قاله رئيس الحكومة نوري المالكي عن اهالي الموصل، هذا نصه: (سيظلون رغم كل شيء سنة وقومجية عربان، وملجأ للبعث والمتآمرين على الحكم في العراق).
أهالي محافظة نينوى، وجهوا نداء الى ممثلي المحافظة في مجلس النواب، وابناء المحافظة العاملين في منظمات المجتمع المدني والمنضمين الى الاحزاب السياسية، والى العاملين في وسائل الصحافة والاعلام، بالتحرك القانوني السريع، لاستجواب رئيس الحكومة نوري المالكي، او مقاضاته محلياً او دولياً، لأنه أهان محافظة نينوى وأهلها.
المقال تم تداوله على نحو واسع شعبياً ورسمياً في الموصل خلال الايام الثلاثة الماضية، وصفحات الفيس البوم والمنتديات الحوارية على شبكة الانترنت كانت ساحة أفرغ فيها ابناء محافظة نينوى وشقيقاتها من المحافظات العراقية، جام غضبهم على رئيس الحكومة نوري المالكي واعلنوا عدم استغرابهم من قوله هذا.
فيما طالب آخرون في أحاديث صحفية، بمقاضاة المالكي، وأكدوا بان ما قاله يتوافق تماماً مع سياسته تجاه نينوى خلال السنوات السابقة، من عدم صرف كامل استحقاقها من مبالغ ميزانية تنمية الاقاليم، والإبقاء على ازمات الكهرباء والوقود، وارتفاع معدلات البطالة، والاعتقالات العشوائية، ومنع استثمارها لآبارها النفطية.
(العباسية نيوز) تجولت في الموصل العتيقة والتقت باناس من باب الطوب وباب لكش ومن الدواسة والسرجخانة والمجموعة الثقافية ومن محيط جامع نبي الله يونس والفيصلية وجسر السويس، طالبوا جميعاً بمقاضاة المالكي، مؤكدين ان ما ورد في المقال من اقوال يتوافق تماماً مع سياسته تجاه نينوى خلال السنوات السابقة، من الابقاء على ازمات الكهرباء الى شحة الوقود بسبب عدم الصرف الكامل لحصة المحافظة من الميزانية، بالاضافة الى الاعتقالات العشوائية.
بهذا الاتجاه قال المهندس ذنون ايوب ان اقوال المالكي معيبة ولاتشرف اي قائد سياسي يتراس حاليا الحكومة ويتزعم حزب ديني، فهو بدلا من ان يقف الى جانب اهالي الموصل العربية كما يقف الى جانب اهالي طويريج والنجف وكربلاء، نراه يذهب الى محاولة رخيصة لكي يضمن بقائه في السلطة لكي يعاد انتخابه ونحن في الموصل نتوقع منه كل شئ لايتعارض مع مصلحته في ان يؤمن بقائه في السلطة لولاية ثالثة.
من جهته دان المحامي سالم العبيدي هذه الاساليب الرخيصة في شراء الاصوات من اجل البقاء فترة اطول في السلطة ودعا الى محاسبة المالكي باقامة الدعوى عليه في المحاكم الموصلية واستدعاء كل من رئيس الجمهورية جلال الطالباني وكاتب المقال فخري كريم كشهود اثبات في هذه الجريمة التي ترقى الى الخيانة الوطنية، ويجب على اهالي المحافظة ان يقيموا الدعوى عليه في الموصل وبغداد وان اقتضى الحال في المحاكم الدولية ذات الاختصاص.
محامو الموصل كما يقول العلاف يدينون هذه الكلمات التي وردت في حديث المالكي، ويؤكدون وقفتهم مع كل اهالي الموصل في الدفاع عن الحدود الادارية ضمن التراب العراقي بكامله ويستنكرون صمت الحكومة التي لم تكذبه الا ببيان بائس لايعبر عن الموقف الوطني في حالة مثل هذه يجب ان لا يتم السكوت عنها ابدا.
اما اللواء المتقاعد احمد ن، الذي يلمع نجماته كل يوم انتظاراً ليوم الحسم -كما يقول- فقال: كانت الموصل وستبقى عصية على اعداء وحدة العراق فهي تظل مصنعا للابطال وان اخوتنا من هذا الرعيل والصنوف كلهم على اتم الاستعداد للدفاع عن الموصل وعن عز العراق ككل ونرفض ونستنكر بشده هذه الاقوال التي جاءت لتؤكد مدى حقد المالكي على هذه المحافظة العربية وعشائرها مؤكدا ان كل العسكريين الذي ابعدهم المالكي عن طريقه كانوا من ابناء هذه المحافظة البطلة وهم على اتم الاستعداد حينما يتطلب الامر منهم وقفة رجال.
وعلق لاعب كرة القدم السابق ادريس الطائي بقوله انه كان صدمة لنا ان نرى رئيس وزراء العراق تبدر منه هذه الاقوال التي يستحق ان يحاكم عليها وان لايترك امرها للاعلام وحده بل يجب ان يتحرك القضاء في الموصل لاقامة الدعوى عليه لبيان الحقيق.
وطالب عدد من وجهاء الموصل في حديث لهم مع مراسل (العباسية نيوز) رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، اتخاذ مواقف حازمة وانهاء وساطته للصلح بين المالكي والبارزاني، وممارسة صلاحياته الفعلية التي يضمنها الدستور العراقي بصفته رئيس مجلس النواب، والكف عن مجاملة وزراء حزب الدعوة والائتلاف الشيعي ومحاسبتهم، وفضح الانتهاكات التي تقوم بها الاجهزة الامنية بحق المعتقلات والمعتقلين من ابناء السنة العرب.
كما طالبوا محافظ الموصل اثيل النجيفي، بالكف عن تغليب مصالحه الشخصية على المصلحة العامة للمحافظة وابنائها، وايجاد ارضية مشتركة مع كافة اعضاء مجلس المحافظة، وحل الخلافات الشخصية بينهم، بشكل علني وامام الناس..
وناشد عدد من ابناء قبيلة شمر العربية الاصيلة، شيخ القبيلة عبدالله حميدي الياور قطع علاقته مع المالكي، وادانة ما ورد من حديث المالكي علنياً.
كما دعا الاهالي في احاديثهم نواب كتلة العراقية البيضاء الذين انشقوا عن القائمة العراقية والتحقوا بكتلة دولة القانون، الى اعلان توبتهم الى الله والشعب بعد انكشاف امر هذا الائتلاف، واعتزال العمل السياسي.
نائب الموصل سالم دلي، وفي مؤتمر صحفي عقده داخل مجلس النواب، قال: إن كلام رئيس مؤسسة المدى فخري كريم في افتتاحيه له أن المالكي قال في اجتماع مع رئيس الجمهورية، "لا مانع لدينا ان يمتد الإقليم إلى نينوى، لأنهم سنة وأعداء لنا وسيضلون قومجية وعربان وبعثية ومتآمرين علينا"، أقول للمالكي أن "من يتامر على حكمك، هو من يودع المعتقلين في السجون وهو من يعقد صفقات الفساد ويسرق المال العام، وهو من يطبل إليك اليوم من أبناء الموصل ويقول انك حامي الحمى ضد الكرد.
وخاطب دلي المالكي: فاعلم الموصل ستبقى عصية على كل من يظلمها وستضل حرة أبية على مدى التاريخ وهي مدينة عراقية عربية.
الموصل على ابواب هبة شعبية، يعمل المحافظ من جهة وبعض السياسيين المحسوبين على نوري المالكي من جهة اخرى الى اخمادها قبل اشتعالها، حفاظاً على مصالحهم.. ولكن يبقى السؤال، هل بامكان المحافظ اثيل النجيفي وشقيقه رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، كبح جماح اهل الموصل المعروفين بوطنيتهم وعروبتهم ومشاكستهم مع من يحرمهم حريتهم، ويعتقل ابنائهم، ويدمر تراثهم، وينتزع منهم مقامهم، وهي المدينة التي خرجت خيرة ضباط الجيش العراق، وافضل الوزراء ورجال الاقتصاد والسياسة، كما يصفها الكاتب مثنى الطبقجلي في مقال له في (العباسية نيوز).. الايام القليلة القادمة وحدها ستجيب.
926 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع