طالباني وبارزاني يطالبان التحالف الوطني بوقف تحركات الجيش واعتماد الحوار لحل الأزمة

    

الصباح/بغداد ـ الاء الطائي ـ فرح الخفاف:طالب رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، التحالف الوطني بايقاف تحركات الجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها، واعتماد الحوار لحل الأزمة بين الطرفين،

فيما كشفت مصادر برلمانية عن وجود وساطات خارجية لتهدئة التوتر السياسي الحاصل وحث قادة الكتل على مواصلة الحوار والتوافق لاحتواء الازمة وتطويقها للحفاظ على العملية السياسية، في حين  شدد قادة التحالف الوطني والعراقية والكردستاني على ضرورة تعزيز حكومة الوحدة الوطنية وتغليب المصلحة العامة وحل المشكلات عبر الحوار وفي اطار الدستور.
ودعا الرئيسان في بيان مشترك صدر عقب اجتماع عقداه، امس، بمصيف صلاح الدين في أربيل، وتلقت «الصباح» نسخة منه :الى «بذل جهد حثيث لتوطيد العلاقات مع دول الجوار، والعمل على حل المشكلات التي تخص الشعب الكردي في تلك الدول بالحوار».
وناقش الرئيسان بحضور أعضاء المكتبين السياسيين لحزبيهما، محاور سياسية عدة، من أهمها تحركات الجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها».
وكان وزير البيشمركة جعفر مصطفى دعا، أمس الاول، الجيش العراقي إلى الانسحاب من مناطق حمرين والطوز تجنباً للحرب، مؤكداً أن قواته لن تكون الطرف المبادر لإطلاق النار، فيما وعد بإعطاء فرصة لأميركا لمعالجة المشاكل، في وقت حذرت القائمة العراقية من تدويل الأزمة بين عمليات دجلة والبيشمركة وفتح الباب أمام تدخل عسكري خارجي.

آراء متباينة

وفيما تباينت اراء المسؤولين والنواب بشأن الازمة السياسية وامكانية حلها عبر لقاءات يجريها رئيس الجمهورية جلال طالباني في بغداد واربيل، عبر رئيس مجلس النواب عن خشيته من تأزم الاشكاليات السياسية الحالية، وحذر من الوقوع في الخطأ.
وكشف النائب عن التحالف الكردستاني قاسم محمد في تصريح لـ»المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي» عن «وجود محاولات من اطراف خارجية صديقة ومن بعض القادة لتخفيف التوتر وحث القيادات السياسية على تفعيل لغة الحوار واجراء المزيد من اللقاءات وصولا الى طاولة الحوار ومعالجة الازمة والخروج بحلول مقبولة ومرضية لاعادة الاستقرار الى العملية السياسية».
 وقال محمد ان جميع القوى السياسية  توصلت الى حقيقة انه لا بديل عن الحوار لحل المشكلات وان ما يحدث يهدد الامن والاستقرار في البلاد ولابد من وضع الحلول المناسبة له كما لابد من التحرك لتحجيم الازمة وتطويقها».
واضاف محمد ان «الازمة السياسية بلغت اعلى مدياتها وبدأت تؤثر في جميع مفاصل الدولة» لافتا الى ان «الحكومة الحالية مقيدة ولا يمكنها حل المشكلات الامنية والخدمية».
 واستبعد النائب محمد عقد اللقاء الوطني في الوقت الحالي قائلا ان «الخلافات بين الكتل السياسية عميقة ولابد اولا من التخفيف من حدتها».
وفي السياق نفسه اكد المؤتمر الوطني العراقي ان زعيمه احمد الجلبي يعمل حاليا من خلال توظيف علاقاته الجيدة مع كل الاطراف السياسية لتقريب وجهات النظر بما يؤدي الى الوصول الى ارضية مشتركة لحل المشاكل عبر الحوار وبالاستناد على الدستور.
وقال المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني محمد الموسوي  لـ»المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي» ان» الارضية التي تستند عليها تحركات الجلبي هي تعزيز مبدأ الحوار ووضع مصلحة العراق باعتبارها هي المصلحة العليا والاستناد على الدستور بوصفه المرجع لكل الاطراف وكذلك التوافقات التي بنيت عليها العملية السياسية لاسيما ان بعض هذه التوافقات لاتزال قائمة».

أزمة ليست خطيرة

واشار الموسوي الى ان» الازمة القائمة حاليا على صعيد عمليات دجلة والبيشمركة الكردية ليست بالازمة الخطيرة مثلما تحاول بعض الاطراف واجهزة الاعلام التهويل منها  لاهداف واغراض واجندات باتت لاتخفى على المؤمنين بالعملية السياسية والتي بنيت بجهود الجميع وتتطلب تفهما وادراكا من قبلهم لعدم منح الاخرين فرصة تاجيج الخلافات التي لايمكن ان تحل الا بالحوار».
ووصفت النائبة عن ائتلاف العراقية ناهدة الدايني الحوارات السياسية بانها شبه متوقفة ويلفها الجمود وكشفت عن ان فكرة تشكيل حكومة اغلبية هي ما تشغل الساسة الان وليس الحديث عن عقد اللقاء الوطني او اتفاقيات اربيل وتطبيقها او الاستجواب الذي دعت له بعض الاطراف».
 واضافت الدايني «نعتقد ان الكتل السياسية لا تملك الحلول المناسبة للخروج من هذه الازمة نظرا للخطأ الذي بنيت عليه العملية السياسية وان تصحيح الخطأ لا يتم الا من خلال تهديمه».
وتابعت الدايني في تصريح لـ «المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي» ان خيار تشكيل حكومة اغلبية خيار جيد لكنه غير ممكن  في الوقت الحاضر ولابد من العودة الى الحوارات للخروج بحلول حتى لو كانت جزئية».
واردفت الدايني ان المشهد السياسي يعاني الارتباك وما يحدث في العالم العربي من تطورات غطى او صرف الانظار عن الازمة السياسية المتفشية في البلاد».
وبينت الدايني ان مسألة عقد اللقاء الوطني اصبحت شبه ميتة خاصة في ظل الحديث عن حكومة اغلبية سياسية وتزايد المشكلات.

حوارات غير مجدية

 وبدوره بين  النائب عن كتلة المواطن فالح الساري لـ «المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي» ان المحاولات التي تجرى بشأن عقد اللقاء الوطني اصبحت بنظر الجميع غير مجدية».
واضاف النائب الساري ان «الحوارات بين الكتل السياسية ومحاولات عقد اللقاء الوطني والنقاشات التي يجريها رئيس الجمهورية جلال طالباني اصبحت بنظر الجميع غير مجدية»  معللا  ذلك بقرب اجراء انتخابات مجالس المحافظات التي ستنبثق عنها  تحالفات جديدة».
ورأى مكتب رئيس مجلس النواب في بيان صدر امس الثلاثاء وتلقت «الصباح» نسخة منه ان تحويل الازمة السياسية من اختلافات فنية وادائية والتباسات الى ازمات تستنهض خطابا اعلاميا عدائيا هو خطأ نتمنى مخلصين من جميع الشركاء عدم الوقوع به. ونؤكد باخلاص ان استمرار هذا النهج في التعاطي بين جميع الشركاء يعرض الوطن والعملية السياسية الى اختلالات بنيوية خطيرة في ظل دوامة الازمات الاقليمية والتحديات الشرسة التي تمور بها المنطقة والعالم، وتحتم المسؤولية الوطنية والتاريخية على جميع الشركاء ان ينأوا بانفسهم عن الاختلافات ويلتمسوا القواسم المشتركة سقفا لخدمة الوطن والشعب.

حكومة الاغلبية

وذكر النائب عن التحالف الوطني محمد المشكور ان رئيس الجمهورية يمثل العراق لذلك لابد ان يأخذ دور الوسيط في حل المشكلات الموجودة بين الكتل السياسية، مشيرا الى ان الحوار واللقاء الوطني والجلوس وجها لوجه يخفف من الصعوبات ويقرب وجهات النظر.
واضاف المشكور لـ»المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي» ان «التراشقات الاعلامية لاتزيد المشهد السياسي الا تأزما وخصوصا في الفترة الحالية، لذلك فان دور رئيس الجمهورية مهم في تقريب وجهات النظر بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان، معتبرا ان الفترة المقبلة سوف تشهد تصعيدا سياسيا ما لم تكن هناك تنازلات من قبل الكتل السياسية اي ان الفترة الحالية هي فترة اختبار».
وتابع المشكور ان «حكومة الاغلبية اذا ما حصلت فسيكون لها الاثر الكبير في انجاح الحكومة لاننا وصلنا الى طريق مسدود بعد تلك السنوات الماضية»
ورأى النائب ان اللقاء الوطني لن يعقد، وان التراشقات الاعلامية ستزداد والتوجه الامني والعسكري له دور في تأزيم الموقف وبالتالي سوف يواجه الرئيس طالباني صعوبة في اقناع الاطراف السياسية.
من جانبه عبر النائب عن التحالف الكردستاني لطيف مصطفى امين عن عدم تفاؤله بحل الازمة بين الفرقاء السياسيين، مستبعدا عقد اللقاء الوطني او ما شابه وذلك لضيق الوقت كون انتخابات مجالس المحافظات على الابواب، وايضا لعدم وجود ارادة ونية حقيقية بين الفرقاء السياسيين.
وبين امين لـ»المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي» ان الرئيس طالباني يحاول تقريب وجهات النظر بين الفرقاء لكن القرار ليس بيده وانما بيد الكتل المتنفذة والكتل غير مستعدة للتنازل وتقديم اي مرونة».الى ذلك قال النائب عن التحالف الوطني فرات الشرع لـ»المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي» ان اللقاء الوطني هو نواة الخروج من الازمة وفق خطوات سليمة بالاتجاه الصحيح حتى لو كانت مختصرة وغير عريضة»، منوها بـ»اننا مع الرئيس طالباني في اطروحته».
وتابع النائب ان اللقاء الوطني رغم التحديات التي تعترضه يمكن ان يعقد في حالة تنازل الكيانات السياسية عن مطالبها العليا وليس هناك من مانع وتقاطع في ذلك، مبينا ان المؤشرات تقول ان هناك هدوءا على الرغم من انشغال مجلس النواب بقانون الموازنة وبعض مشاريع القوانين الستراتيجية والمشكلات القائمة بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الطرب الأصيل

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

672 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع