االجنرال احمد ابو رغيف من سطوة السلطة والنفوذ الى اقامة "العرصات" الجبرية!

                 

ساحات التحریر/فاضل البغدادي:هل يمكن تصديق ان الفريق احمد ابو رغيف رهن اقامة جبرية تفرضها عليه قوة عسكرية في منطقة العرصات في الكرادة؟ اظن ان الجواب سيكون اسهل بكثير لو اننا استحضرنا تاريخ الصعود والهبوط الطويل في العراق لاشخاص وزعماء اقوياء انطلقوا في سماء السطوة والطغيان والبذخ مثل نيازك حمراء، ثم هووا الى الارض، واستحالوا رمادا.

منذ نحو ثلاثة اشهر، كان الجنرال ابو رغيف مديرا لشؤون الداخلية والامن العام والشخصية الاكثر نفوذا في وزارة الداخلية. ارجو ان نغض الطرف هنا عن قصة النفوذ، فهي في العراق تاتي بطريقة لا يمكن فهم اسبابها المختلفة، قد يكون اللقب او الشكل او الطائفة او الحظ او الجرأة او اي شئ اخر لا ادري، دخلا في الموضوع. لكنني اعلم ان واحدا من تلك الاسباب تكون كفيلة غالبا، برميه في اقرب مركز شرطة.
انها قاعدة عراقية خالدة: ذات السهم الذي اصبت به خصومك يوما ما سيهلكك.
لذلك لن امر على ظروف صعوده المدهش في وزارة الداخلية ، ويكفي ان اشير الى انه من مواليد محافظة الكوت ويناهز عمره 45 عاما.
يصفه ضباط في الداخلية بالطاغية الذي يحقق الانجازات على حساب كرامة موظفيه، يتحنن فيساعد بتهور، ويغضب فيعاقب بقسوة.
مغامر، فاسد، جسور، ولديه هوس غير محدود بشراء السيارات الفارهة. يحب الاركيلة ويهتم بنظافة المكان، حتى ان الطابق الـ11 الذي يشغله في وزارة الداخلية المؤلفة من 12 طابقا انظف الطوابق واكثرها اثارة، يسميها منتسبو الداخلية "ستوديو ابو رغيف" استنادا الى حجم الديكورات والاكسسوارات فيها، حتى انه غالبا ما اثار غيض الكثير من مسؤولي الوزارة وفي مقدمتهم عدنان الاسدي.
يقول احد الضباط الصغار في وزارة الداخلية: "يخطر على بال ابو رغيف في الساعة الثانية او الثالثة صباحا ان يامر، بان يقوم ضباط شؤون الداخلية الخافرين في بغداد وبقية المحافظات ان ينادوا عبر اجهزة الاتصال، حتى يثبتوا انهم مستيقضين ويؤدون واجبهم، وان صادف ان احد الضباط لم يستجب لاي سبب من الاسباب، فسيعاقب اشد انواع العقوبة".
ثم يعود محدثي ضابط الشؤون، ليتعرف بفضل ابو ارغيف على منتسبي الشؤون وخاصة في الاحترام الذين يحصلون عليه في دوائر الداخلية خلال مراجعتهم لاجراء مختلف المعاملات الشخصية، كالحصول على بطاقة احوال شخصية او ما شابه، يقول مبالغا: في الامكان ان يقضي منتسب الشؤون على اعقد معاملة في 3 دقائق! وذلك يعود الى سطوة ابو رغيف المسؤول عن شؤون وتجاوزات جميع دوائر وزارة الداخلية.
هل ثمة هوس بالانضباط والسلطة اكثر من ذلك؟ يقول نفس الضابط: نعم ...ثمة المزيد.
حرَم ابو ارغيف ضباط الداخلية من الاستمتاع بمسبح النادي الترفيهي في وزارة الداخلية، اذ يعمد الى الذهاب له ليلا ولا يسمح للضباط وخاصة الصغار مشاركته هذه المتعة، ويضيف: حين يبدا ابو رغيف السباحة ينادي مرافقيه: ها شلوني... مو جني روكان لمن يسبح؟! وروكان المقصود هو روكان رزوقي مرافق صدام حسين المشهور.
يبدو ان هشاشة القانون المفزعة في العراق، هي ترياق، او خمرة الشهوات المحرضة ابدا لفساد وجنون وتهور اي مسؤول.
لذلك، فان مجد ابو رغيف وصعوده ذهب ادارج الرياح. لقد قاوم الجنرال الكثير الكثير من العواصف التي هبت على موقعه الوثير بالمال والسلطة، غير ان تواترها اضعف اشرعته فهوى في قرار سحيق.
قبل اشهر كان مديرا لشؤون الداخلية برتبة لواء، ثم رقّي الى رتبة فريق واصبح مساعدا لوكيل الداخلية حسين كمال، ثم احيل الى جمعية المحاربين!
وماذا بعد جمعية العجزة والمتقاعدين؟! المستشفى بكل تاكيد، حيث نقل قبل فترة الى مستشفى الكوت اثر تعرضه لجلطة دماغيه، واخيرا تقول اقوى الاخبار انه اليوم موضوع تحت الاقامة الجبرية في منزل متواضع في عرصات الهندية تحرسه عناصر الفرقة الذهبية الاشداء، اتباع المالكي.
يا لها من نهاية السعيدة!
اما لماذا صعد ابو رغيف ثم هوى بهذه الطريقة، فذلك ما اجهله تماما، لكني اعلم ان "لدغات" السلطات العراقية عبر تاريخها، منها للقبر!

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

686 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع