زميلنا العزيز/ إبراهيم الأعظمي حمل كاميرته وتجول في الأعظمية.. اليكم الحلقة الأولى من هذه الجولة..
كل الشكر للأخ والزميل / أبو الحمزة.. ننتظر الحلقات الأخرى بأذن الله ..
الأعظميـــة والمقبــرة الملكيــة
تقع المقبرة الملكية في الأعظمية بنهاية إمتداد الشارع من التقاطع مابين إعدادية الأعظمية للبنات وحديقة النعمان ومركز شرطة الأعظمية ومن ثم تجاوز نادي الأعظمية ومدرسة 17تموز الأبتدائية حتى بناية معهد إعداد المعلمين سابقاً وكان الجامعة الأسلامية من بعده ومقابلها إعدادية الأعظمية للبنين ...
وتُعـدْ هذه التحفة المعمارية إحدى معالم مدينة الاعظمية لما تتميز به من بناء راق وقبة جميلة وحدائق تحيط بها جعلتها مكاناً سياحياً يؤمه العديد من الشخصيات والعوائل، وقد بُنيت المقبرة من صخر الجلمود المسمى (حجر الشاطئ) وهي مغلفة بالطابوق أما الأبواب والشبابيك فقد صنعت من خشب الصاج الذي مازال كما هو منذ إنشاءها وليومنا هذا..
إن حال الملوك كحال المشاهير الذين رحلوا ثم دخلوا في صفحات التأريخ من أوسع أبوابه منذ أيام حكمهم في العراق
وما حاولوا جاهدين أن يغيروا ويحسنوا من حياة العراقيين عزة وشموخاً بين الأمم بداية من تأسيس الجيش العراقي والقوة الجوية وحتى آخر إنجازاتهم بكل ما يتمنونه ليكون العراق من المتميزين بين دول الجوار
إنك لتستعيد كل الذكريات حين تنظر للوهلة الأولى للمبنى الخارجي للمقبرة وكأنه أحد المزارات لأحد الأئمة الصالحين وبنفس السمات من التراث الأسلامي العريق في الهندسة المعمارية ، وقد بُنيت لتُحاكي المباني العباسية السالفة، وقد تجلى ذلك في أرتفاع قبتها الرئيسة وفي الرواقين على جانبي القبة
وشخوص الملوك وهيئاتهم تتمثل أمامك ومن ثم يخطر في البال أقسى ما حدث لهم من مآسي قتلهم والأطاحة بحكمهم فما كان بمقدورهم من الهروب من أقدارهم كبشر وهم أمام الموت وجهاً لوجه بلا أي ذنب يقترفوه
وقد شهد أهالي الأعظمية القدامى جنازات الملوك والأمراء والشخصيات التأريخية الذين دفنوا فيها
ففي جهة اليمين تجد في غرفة مستقلة تضم قبر الملك فيصل الثاني رحمه الله
الذي ولِدَ في 2 آيار 1935 وأنتقل الى رحمة الله في 14 تموز 1958
وإلى جانبه يرقد الملك غازي المولود في 21 آذار 1912 والمتوفى في 4 نيسان 1939
وفي داخل المقبرة شاهدة أسفل الحائط نقراء فيها،هنا يرقد جلالة الملك علي بن الحسين المولود عام 1880 والمتوفى عام 1935 و في مدخل مجاور يرقد جثمان الملكة عالية المولودة سنة 1911 والمتوفية سنة 1950
أما في المدخل الآخر يرقد عبدالإله وطفلة أسمها مريم كان عبدالإله قد تبناها لأنه لم يكن ينجب أطفالا
ومن ثم يرى قبرين يتوسطان الحديقة ... يُقال أن أحدهما يعود لجعفر العسكري أول وزير دفاع بعد تشكيل الحكومة العراقية 1921 تم دفنه في المقبرة الملكية تكريما لمنصبه كأول وزير والذي قُتل في ديالى 1938 حينما ذهب ليتفاوض مع قائد الانتفاضة بكر صدقي ،
أما القبر الثاني فهو لرستم حيدر رئيس التشريفات الملكية ووزير المالية حينذاك
ويقول البعض من أهالي الأعظمية أنهم كانوا يشاهدون الملك فيصل وعبدالإله حين كانا يأتيان لزيارة قبر الملكة عالية في المقبرة كل خميس وهما محملان بالورود ويقرأون بجوارها السور القرآنية
بعد الأستفسار عن عائدية المقبرة من مدير الموقع السيد عثمان تبين أنها تابعة من الناحية الأدارية والمالية الى أوقاف بغداد
حيث وجدنا وكما يلاحظ في الصور المرفقة مدى الأهمال التي تعانيه بناية المقبرة أولاً والحدائق الخارجية والممرات الأمامية والأرصفة وأكوام الأتربة بالرغم من الجهود الفردية من العاملين عليها في خدمتها حيث كانت الحديقة الدائرية التي أمامها تتوسطها نافورة ماء صغيرة كانت بعض العوائل من أهالي منطقة السفينة تهرب إليها مع الأطفال لقضاء السويعات من الليل هروباً من ضيق منازلهم القديمة أيام الصيف الحارة.. ولكن أستدرك السيد عثمان وقال بأن مجلس بلدية الأعظمية سيباشر بالترميمات وتهيئاة كافة المستلزمات لتحسين المظهر وزراعة الشتلات والتنظيف خلال الفترة القريبة القادمة
ومما يُذكر أنَّ الملك فيصل الأول قد أختار هذه البقعة مقراً لأول جامعة عراقية في تاريخ العراق الحديث هي جامعة آل البيت..
وقد شُيدت أول مباني هذه الجامعة على يسار الشارع المؤدي الى المقبرة الملكية، والذي يُلاحظ في الصورة التي أُتلقطت بتاريخ 25-10-2012 حيث لم تكن المقبرة نفسها قد بُنيت بعد، وتشغل هذه المباني اليوم (الجامعة الاسلامية) وتقديراً من الملك للعلم والعلماء فقد أختار أن يكون مدفنه قرب هذه الجامعة، وكان قبره النواة التي أُنشأت عليها المقبرة الملكية
لو كان أحد المسؤولين في الحكومة الحالية من وزير السياحة والآثار وحتى مجلس محافظة بغداد وأمين العاصمة لديهم من الحرص كحرصهم على أمتيازاتهم لرعايتها وألأهتمام بها كواجهة حضارية ومعلم آثاري والتي تضم
جثامين ملوك العراق وتأريخ حقبتهم الذين شَغِلوا مرحلة مهمة من عصر النهضة فيه ليكون على أقل تقدير معلماً سياحياً من معالم بغدادنا الحبيبة ويكون قبلة للباحثين والسائحين من داخل العراق وخارجه ، لاسيما قد وجدتُ في يومها إحدى العوائل الأردنية الكريمة من العاصمة عمان أثناء زيارتنا للمقبرة إلا أن السيد عثمان أعتذر عن فتح الأبواب وأفاد أن اليوم عطلة رسمية والمفاتيح عند الحارس ثم ودعناه بالسلام عسى أن يوفي مجلس بلدية الأعظمية بوعوده لتحسين الوضع الحالي للمقبرة
الباب الخلفية للمقبرة
من بغـــداد الرشيــد
كتابــة و تصــوير:إبراهيـــم الأعظمــــي
ملاحظة من الگاردينيا: صور آضرحة الملوك من أرشيفنا القديم.. فقط للعلم
1188 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع