الفنانون العراقيون يجتمعون مردّدين: عيد... وبأي حال عدت يا عيد

  

                                   عيد الأضحى في العراق

إيلاف/ عبدالجبار العتابي:يحل عيد الأضحى على العراق والأوضاع الأمنية والسياسية ملبدة ما انعكس على الفنانين الذين اجتمعوا على البقاء في منازلهم لأنهم وبكل بساطة لا يشعرون ببهجة العيد.

بغداد:أعرب العديد من الفنانين العراقيين أنهم لم يشعروا بقيمة العيد ولا سعادته ولا يمارسون طقوسه بسبب الأحداث الأليمة التي تحدث في العراق ويذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء، وأشار عدد من الفنانين أنهم لا يجدون في العيد تلك الفرحة الحقيقية لأن الحزن ما زال يغلِّف أجواء العراق.

وامتنع عدد آخر عن التحدث عن العيد وأجوائه التي يعيشونها بين الناس، في حين أشار آخرون إلى أن الظروف غير مؤاتية للإحتفاء والإحتفال بالعيد واعتباره سعيدًا لأن ما يرونه ويسمعونه من قتل ودمار ينزع من قلوبهم البهجة، فيما قال آخرون أنهم سينشغلون بالعمل. ولكنّهم اجتمعوا جميعًا وتمنوا أن يشعر الناس فعلاً بفرحة العيد وأن تتحسَّن الأوضاع في البلد بشكل أفضل.

وفي السياق، قال المطرب رضا الخياط: لا أؤمن بوجود عيد، وامتنعت عن معايدة الأصدقاء منذ أعوام، لست متشائمًا، ولكنني لا أريد عيدًا تسيل فيه دماء الناس، لأن الناس الأبرياء التي تذهب ضحايا الأفعال الإرهابية والإنفجارات أكثر من الخرفان التي نذبحها في عيد الأضحى، أنا لا أشعر بسعادة العيد لأن هناك عراقيين يذهبون ضحايا، لذلك أمتنع عن المصافحة والمعايدة.

أما الفنان محمد هاشم فقال: في العيد أجلس في البيت ولكنني أتواصل مع الناس عبر الرسائل النصية، وربما نمارس طقوس العيد حينما يزورنا الآخرون بتقديم الشاي والعيدية، فأنا أجد أن العيد فرحة ومع ذلك أشعر بالكآبة فيه، ولا أعرف لماذا فتجدني أميل الى العزلة، ففي كل عيد يحدث ذلك عندي ولا أغادر البيت أبدًا، أشاهد التلفزيون، لا أريد أن أقول إن السعادة لا تمر بي ولكن ربما بحكم الإزدحام لا أحب الخروج على الرغم من أنني أحيانًا أبادر إلى معايدة الجميع قبل يوم، ولكن هناك حالات معينة تجعلني اضطر للجلوس في البيت.

وقال الفنان سنان العزاوي: لا أحس بالعيد منذ أكثر من 15 سنة، أحيانًا أحس أنني أكذب على روحي حينما أقول كل عام وأنت بخير للأهل والأصدقاء والأطفال، لأن الناس المرتاحة كل أيامها أعياد بينما الناس التي تتعب وتشقى ويومها عبارة عن خلاصة تفكير بكيف يأتون بلقمة العيش، لا أعتقد أن هؤلاء يهتمون بشيء إسمه عيد، ومع ذلك نحمد الله سبحانه وتعالى على أن الأوضاع في العراق بدأت تتحسَّن والناس يخرجون من بيوتهم حتى وإن كانت هناك منافذ بسيطة للترفيه، أعتقد أننا بدأنا نفرح بالقليل على حساب الشيء الطبيعي قياسًا بالشعوب الأخرى، ومع ذلك أتمنى للعراق الخير وأن يكون الشعب العراقي بألف خير، وإن شاء الله العيد المقبل سيكون أفضل.

وقال الفنان سعد عزيز عبد الصاحب: ليس لديّ أي طقوس في العيد، ولا أشعر به، فأنا أستغل فرصة أيام العطلة للقراءة والكتابة، لكنني اتذكر أبي الفنان عزيز عبد الصاحب، وربما أذهب إلى مقبرة النجف لزيارته، فالعيد لم يعد يمثل لي شيئًا، ففي العراق لا يمكن أن نصنف العيد تحت أي مسمى أو تحت أي عنوان، قبل العيد تغتصب فتيات بأعمار أربع وخمس سنوات، أي عيد هذا، لابد أن نظل في حداد إلى أن يفرجها الله علينا، فقبل أيام انفجرت سبع سيارات في منطقة جكوك والشعلة، ووضعها المجرمون بالقرب من بيوت الناس، فتساءلوا عن الذي اقترفوه وأية قدرة عجيبة لدى الآخر لإذلال الناس وقتلهم، ليست لدي القدرة على الإحتفال بالعيد، وحقيقة أنا لا يمكنني أن أحتفل إلا بعد أن ينتهي مسلسل القتل والإغتيال والموت الجماعي.

أما الفنان عزيز كريم فقال: تهنئة من القلب ملونة بلون الأماني لكل الناس، أغلى وأحلى التهاني، أتمنى أن تكون أيام الناس سعيدة واتمنى لهم الموفقية، ويا رب يجتمع أهل السياسة من أجل مصلحة العراق، وهذه صارت أمنية كل العراقيين حتى يخدموا بلدهم ولا يؤخرونه، وأن يرتقي الفن والرياضة والأدب وأن يتعاون الجميع.

وأضاف: في العيد أزور الأهل والأصدقاء، وأعمل لأن العمل يأخذ أكثر وقتي لأنني سأقدم برنامجًا للأطفال خلال أيام العيد في قناة المسار، وأهم ما أستذكره في العيد أنه مفتاح للخير والبركة والإبتسامة ودعوة للمحبة، العيد إيمان وفرح وتآخٍ وتواصل والكثير من الصفات الطيبة التي نتمناها في العيد ونتمنى أن تستمر، ولا نريدها مثل أيام رمضان التي تنتهي لمجرد إنتهاء شهر رمضان، وأن ننعم بخيرات بلادنا وأن نخلص من القال والقيل والإنفجارات.

وقال الفنان رضا طارش: سأقضي أيام العيد في المسرح لأنني كرست كل جهودي ووقتي لتقديم مسرحية للجمهور بواقع عرضين في اليوم، ويهمني العيد جدًا لأنه فرحة للناس ونحن جزء من الناس ولدينا أعمام وأخوال وأقارب ولابد لي قبل كل شيء أن أذهب لمعايدة أمي ومن ثم الآخرين من الأهل والأصدقاء، وبالتأكيد مع حلول العيد أستذكر أيام طفولتي والأراجيح التي لم تعد تتحملني لثقل وزني، ولأيام العيد حلاوة تختلف عن الأيام العادية خصوصًا بالنسبة للممثل الذي يتضاعف عليه الجهد بسبب الأعمال المسرحية التي يشتغلها والتي يسعد بها الجمهور، ولا يسعني في العيد إلا أن اقدم التهاني لجميع الناس وادعو الله أن يزيل هذه الغمة عن هذه الأمة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1140 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع