محطات جميله من ذاكرة بغداد/الجزء الاول
مُـدّي بسـاطيَ وامـلأي أكوابي وانسي العِتابَ فقد نسَـيتُ عتابي
عيناكِ، يا بغـدادُ ، منـذُ طفولَتي شَـمسانِ نائمَـتانِ في أهـدابي
بغدادُ.. طِرتُ على حريرِ عباءةٍ وعلى ضفائـرِ زينـبٍ وربابِ
وهبطتُ كالعصفورِ يقصِدُ عشَّـهُ والفجـرُ عرسُ مآذنٍ وقِبـابِ
حتّى رأيتُكِ قطعةً مِـن جَوهَـرٍ ترتاحُ بينَ النخـلِ والأعـنابِ
بغدادُ.. عشتُ الحُسنَ في ألوانِهِ لكنَّ حُسـنَكِ لم يكنْ بحسـابي
ماذا سـأكتبُ عنكِ يا فيروزَتي فهـواكِ لا يكفيه ألـفُ كتابِ
بغدادُ.. يا هزجَ الخلاخلِ والحلى يا مخزنَ الأضـواءِ والأطيابِ
لا تظلمي وترَ الرّبابةِ في يـدي فالشّوقُ أكبرُ من يـدي ورَبابي
قبلَ اللقاءِ الحلـوِ كُنـتِ حبيبَتي وحبيبَتي تَبقيـنَ بعـدَ ذهـابي
نزار قباني
كلما حاولت الكتابه عن حبيبتي بغداد تزدحم في رأسي الذكريات وتتقافز الاحداث ففي كل زقاق قصة وصديق وفي كل زورق نزهة جميله وذكريات وفي كل خطوه احداث وفي كل مقهى رجال غادرت,,ذكريات لايمكن ان تمحى وبما تسعف به الذاكره بعد ان اخذ العمر منا مأخذه وطوى الكثير مما راينا في حقبة الزمن الذي عشناه ولاادري من اين ابدأ امن دجلتها او من حاراتها او ازقتها او جوامعها ومقاهيها واسواقها وناسها وحلوها ومرها فكل ما فيها جميل شروق شمسها وغروبها فرحتها وحزنها ..
كثيرة هي المحطات الجميله التي تقفز امامنا عن القراءه او الحديث او الاندماج في ذكريات تلك الفتره الذهبيه من عمرنا وسوف اعرج على بعضها وكلي امل ان اكون قد وفيت جزء من حقها ..
خضر الياس
كان مقام الخضر(الواقع على شط نهر دجلة في جانب الكرخ) في المحله المسماة باسمه وهي المحصوره بين الست نفيسه والتكارته وهو مزاراً للعائلة العراقية...
حيث تضاء الشموع وتترك داخل صحون صغيرة او على كرب من سعف النخيل وتوقد عليها الشموع وطلب النذوروهي أشبه بالقوارب المضيئه وتتم هذه العمليه عند الغروب وتترك فوق ماء النهر لتنساب ببطء يحملها النهر بعيداً بأحلام وأمنيات النساء الخاشعات بالدعاء!
الخضر الذي يعتبر أحد اولياء الله الصالحين وهو الذي رافق سيدنا موسى عليه السلام حين اعتقد النبي موسى انه أكثر انسان علما على الارض فأرسل له الله الخضر ليكون معلماً ومرشداً له. ويقال من الموروث الديني ان الخضر له الدنيا والاخرة لذا كان له اكثر من مقام في اكثر من بلد عربي واسلامي وتبارك الكثير من المسلمين باسمه فسموا ابناءهم باسم خضرومن عوائلها الكريمه ( بيت السويدي – المربي الكبير المرحوم عبد الوهاب السامرائي – بيت جداع – بيت نوفان - بيت طلفاح بيت النواب ) واخرين كثر .
خان مرجان
الخانات البغدادية التي كانت شاهدا على صخب التجار والمسافرين في العصور الإسلامية والعصورالمتأخرة أصبحت في العصر الحديث معلماً تراثياً من معالم بغداد التي تفوّق بها المعمار العراقي.
وخان مرجان وسط بغداد من اشهرها و يعود تاريخ تشييده إلى سنة 760 للهجرة بأمر الحاكم أمين الدين مرجان،ويتالف من ثلاثة اقسام هي الخان والمدرسه والجامع ولكن شق شارع الرشيد تسبب في ابتلاع المدرسه وبقاء الجامع والخان,, ويقع الجامع في شارع الرشيد في مدخل الشورجه ، ويطل الخان على شارع السموأل وشارع البزازين من جهة أخرى، ويعد من أهم المباني الإسلامية التي ورثها البغداديون .
ثلاجة الخشب
بعد انتشار مكائن عمل الثلج في بغداد و لحاجة الناس اليه وخاصة في فصل الصيف شاع استعمال صناديق الثلج الخشبيه والمصنعه محليا وهي ثلاجة ايام زمان وتتكون من صندوق خشبي وباب الى الاعلى وبداخله خزان من الصفيح المغلون وخزان صغير يوضع فيه ماء الشرب ومساحه خاليه توضع فيا الاطعمه والخضراوات ويوضع ربع قالب ثلج بجوار خزان الماء ويتم تحشية جدران الصندوق من جميع الجوانب بنشارة الخشب كعازل للحراره واستمر استخدام هذا الصندوق الى نهاية الخمسينات من القرن الماضي هي تتشارك مع الحب في توفير الماء البارد .
حب الماء
وهو عباره عن اناء فخاري بفتحه كبيره ومخروطي الشكل مصنوع من الطين المخفور ويغطى بقبغ من الخشب(غطاء)كما يوضع تحت كل حب اناء صغير وهو من الفخار يسمى (بواكه)يوضع على محمل من الخشب ومعمول من مشبكات خشبيه يستخدم لوضع الاطعمه داخله وخاصة الركي والبطيخ الذي يكتسب برودته من ماء الحب المترشح ( ناكوط الحب ) ويضرب في هذا مثلا على العمل المتلكأ ويقال مثل ناكوط الحب .
مطاعم ومحلات
اشتهرت بغداد بالكثير من المطاعم ولكنها ليست بعدد الموجود الان ولكنها كانت شهيره مثل ( كبة السراي ذات الليه واللوز – كص تاجران – ابن سمينه – مطعم شباب الكرخ – باجة ابن طوبان – باجة الحاتي – باقلاء قدوري – مطعم الشمس – مطاعم الدجاج المشوي –ابو يونان – عبد ابو التكه – كباب البدوي – كبة ابو توماس )..
ومن المحلات المشهوره بالغذاء هي ( كعك السيد – حلويات جواد باقر الشكرجي – شربت الحاج زباله وهو شربت الباشوات – فواكه بيت كنو – جبار ابو الشربت )..
شارع النهر
يعود تاريخ شارع النهر الى العصر العباسي في القرن العاشر الميلادي وهو يسير بمحاذاة نهر دجله من شارع السمؤال وحتى جسر الاحرار..
واشتهر الشارع بانه شارع الحب لانه مشهور بمحلات الصياغه وباعة الذهب ومحلات الملابس النسائيه وخاصة الاعراس وكان افخم محلات فيه هي (افراح) وكان يتسوق منها الكثير من دول المنطقه وفيه عدد من الخانات مثل (خان دله – خان الخضيري – خان الباججي – خان النبكه – خان النمله – خان الدفتردار ) وفي وسطه يقع البنك المركزي العراقي وبنك الرافدين سوق دانيال وسوق البزازين ولكن السوق فقد بريقه وشهرته تدريجيا وخاصة بعد 2003 .
سينما قدري
وهي ثاني سينما في جانب الكرخ وقد سبقتها سينما ريجينت في الصالحيه (وزارة العدل سابقا ) وسميت قدري باسم صاحبها (المرحوم قدري الاوزرملي ) وتسمى ايضا سينما الاوزرملي واسمها الرسمي ( سينما بغداد ) وتقع في منطقة علاوي الحله قرب المتحف العرقي من جهة الشواكه وتتالف من طابقين الاسفل من ابو الاربعين فلس في الامام وخلفه ابو السبعين ثم الطابق الاعلى ( الكاليري ) وهو ابو التسعين والمقصورات..
ويتداول روادالسينما ايام زمان حادثه عندما كانت السينما تعرض فلما اجنبيا لاول مره رغبت الفنانه المرحومه عفيفه اسكندر مشاهدة الفلم وكان قدري يعشق عفيفه بشكل جنوني وهيأ لها مقصوره وخلال العرض انقطع التيار الكهربائي فخافت عفيفه وطلبت من قدري اخراجها فورا ولم يكن قدري يملك وسيلة اناره فاخرج من جيبه نوط ابو العشرة دنانير واشعله لها حتى اضاء السلم وخروجها من السينما وبالتاكيد اهل بغداد مشهورين بالمبالغه فقد اصبح النوط انواط والله اعلم .
الصوبه علاء الدين
من منا ينسى رفيقة العمر التي ازاحت المنقله والفحم والدخان واحتلت مكانها بين العائله العراقيه ولازالت لحد الان لدى الكثير من العوائل تستخدم بكل كفاءه ولااخفيكم سرا فلدي واحده مستعمله والاخرى لاتزال جديده في الكارتون منذ 45 سنه ,, هذه المدفأه كانت هي طباخ العائله وهي لتخدير الشاي وهي للتدفئه ولتسخين الماء للاغتسال ودخلت عليها خدمه اخرى اثناء الحصار وهي خبز طحين الحصه ,, هذه التحفه الاثريه التي لاتمحى من الذاكره بالرغم من دخول العديد من المدافىء النفطيه والغازيه والكهربائيه...
اورزدي باك
وهي محلات تعود لشركه فرنسيه مشهوره وهي نفسها المالكه لعمر افندي في القاهره وهي اشبه بالمولات المنتشره الان وتجد فيها كل شيء من المواد الغذائيه الى الملابس الى ادوات المطبخ والاثاث وحتى السيارات وتقع محلات اورزدي باك في منطقه السيد سلطان علي وهي ملاصقه لها على شارع الرشيد مقابل سينما الوطني والرشيد وتتالف من طابقين وعارضات عدد 10 ( جامخانه ) على شارع الرشيد تعرض فيها ماموجود من بضاعه ويقف على بابها حارس بملابس زرقاء وازرار نحاسيه وقبعه وشريط اصفر على البنطرون وفي الداخل طابقين ويمتد المحل الى ضفة نهر دجله وفيه كافتريا وكان رواده من الاغنياء والميسورين ..
جامع براثا
هو واحد من الجوامع الاسلاميه ويقع على طريق بغداد – الكاظميه في منطقة العطيفيه واصله ديرا نصرانيا واسم براثا يعني ( ابن العجائب ) ويحتوي على مسجد ومقبره وفيه مئذنتان شيدتا عام 1377 هجريه ويعتقد البعض ان الامام علي عليه السلام قد اقام فيه ليلة وفيه صخره تنضح بالماء يعتقد البعض انها مباركه ولذلك تقوم النسوه بغسل اطفالهن منه او الشرب منه .
القشله
وهي من اكثر الاثار القريبه والتي يعتز بها اهل بغداد لانها تشير بغداد في ماضيها القريب وكلمة قشله تركيه واصل الاسم هو ( بياده سي ) اي ثكنة المشاة وتقع في وسط السراي الحكومي وفيا اول ساعة كبيره واسيغرق بنائها عشرة سنوات وبناها الوالي نامق باشا عام 1861 وانتهت عام 1871 م ويبلغ ارتفاعها 30 مترا وسميت في حينها برج الساعه وعند ارتفاع البرج الى مسافة 23 متر توجد غرفه مربعه الشكل تحتوي على مكائن الساعه التي لها واجهات اربعه وتعطي الوقت الزوالي والغروب وتنصب يدويا وتتم صيانتها من احد الاشخاص.
عند دخول الانكليز عطلت الساعه فأمر ناظر المالية بتصليح الساعة وتشغيلها وترميم بناية البرج الذي مضى عليه في حينه - ما يقرب من نصف قرن وأعيد تشغيلها في 13/ آب/1920.
وفي صيف عام 1927 قام الملك فيصل الاول بزيارة رسمية الى بريطانيا بدعوة من ملكها جورج الخامس أهدى ساعة كبيرة للملك فيصل الأول قامت بنصبها شركة مكدونالد الانكليزية في غرفة المكائن من برج الساعة بمحاذاة المكائن السابقة وأبقت الشركة واجهتي الساعة الشمالية والغربية على حروفها العربية وتعمل معها المكائن السابقة وفق الساعة العربية، وأبدلت أرقام واجهتي الساعة الشرقية والجنوبية من العربية الى الانكليزية وصارت تعمل على وفق المكائن الجديدة المهداة من ملك بريطانيا على التوقيت الزوالي الغربي وظلت تعمل بالنصب اليدوي كل ثلاثة ايام .
البيت البغدادي
معظم البيوت البغدادية مقسمة الى حرم وهو مسكن النساء والديوخانه (الديوان) وهو المحل الخارجي من البيت ويجتمع به ابو البيت مع اصدقائه. كما انها تتألف من طابقين يشتمل الاول على مدخل الدار وتكون باب الحوش (طلاكة) واحدة كبيرة منقوشة بالمسامير الكبيرة ثم تغيرت الى (طلاكتين او فردتين)ثم المجاز وهو الذي يصل بين مدخل الباب وفناء الدار وغالبا ماتكون في المجاز دكتان واحدة على اليمين والثانية على اليسار. وعليه ستاره من القماش تحجب من في الداخل عند فتح الباب .
مكان حبوب الماء يواجة المجاز فيه محامل خشبية مصنوعة من خشب التوت ويوضع في بيت الحبوب هذا عدد من الحباب يتناسب مع عدد سكان الدار حيث تقسم مجموعة الحباب الى قسمين قسم للاستعمال اليومي وقسم يدخر لليوم التالي حتى يبرد (بيوتي)وقد صمم محل بيت الحبوب مقابل المجاز حتى يصله تيار الهواء من الدربونة فيزيد في برودة الماء اما وضع (البواكة)تحت الحب فهو لجمع (مي الناكوط)اى المرشح من الحب ويكون صافيا جدا او كما يصفه البغادة بقولهم(صافي مثل عين الطير)...
واستخدم الناكوط في شرب الشاي عند انتشار الشاي في مطلع القرن العشرين ويستسيغ البغداده شرب الشاي في الليوان ( ويسمى ايضا الطرار بلهجة اهل الاعظميه ) وهي غرفه مستطيلة الشكل جبهتها المواجهة لفناء الدار مفتوحة ويرفع سقفها عادة باعمدة خشبيه مضلعه الجسم ومنقوشة الرأس يجتمع فيها افراد العائلة وهي تمثل الصاله (الهول)في البيوت الحديثة المعاصرة وفي موسم الشتاء يوضع على واجهة الليوان جادر يرفع ويسدل بواسطة حبال وفي داخل الجادر عدد من رماح الخيزران الغليظه بشكل عرضي وذلك لتسهيل رفعه واسداله ولتقليل اهتزازه عند حدوث (رياح عاليه)وفي ذلك الجادرباب صغيرة تستعمل للدخول والخروج ولها غطاء يرفع ويسدل بالحبال ايضا, ويستعمل الجادر لمنع تسرب الهواء البارد الى مجتمع العائلة ..
غرفة الكرار(المخزن)وفيها تحفظ الادوات والاثاث الفائض عن الحاجة
غرفة المونة-(المؤونة)وهي مخزن لحفظ الجيل(الكيل) وهي المواد الغذائيه حيث يشتري البغادة حاجاتهم ومؤونتهم بالجملة
(كواني التمن -عكك دهن -ماش- عدس هرطمان- حنطة-برغل -معجون طماطة- دبس -ماء الورد)وغيرها من المواد..
المطبخ- والغالب ان يكون واسعا وفي جهة منه يحفظ الحطب المستعمل في ايقاد النار للطبخ كما تحفظ في الجهة الاخرى منه القدور والصواني وغيرها من ادوات الصفر(النحاس).
ويبنى التنورفي المطبخ ايضا
السرداب-وهو غرفة الصيف ويكون منخفضا عن مستوى ارض الدار بعدة بايات والباية كلمة تركية معناها موطئ القدم على السلم. اما التهوية متكون بواسطة البادكيرات (ومفردها بادكير وهي كلمة فارسية من مقطعين باد:هواء، كير :جالب)اى جالب الهواء.
التخته بوش-غرفة مساحتها نفس مساحة السرداب الارضي وتقام فوقه مباشرة. اما تبليط فناء وغرف الدار والسرداب فيكون بالطابوق المالطي الاصفر( الفرشي ) ويجري غسل ارضية الدار والسرداب يوميا بعد الانتهاء من طبخ طعام الغداء لتبريده قبل موعد قدوم (ابو البيت)...
مستعملين في ذلك المكنسة اليدوية والمكنسة البغدادية خاصة لاتشبه المكانس المستعملة في الدول الاخرى فهي تصنع من خوص سعف النخيل وتشتهر في حياكتها منطقة الفناهرة في بغداد. كما تستعمل سعفة النخل في تنظيف سقوف وجدران البيت من مخطان الشيطان (نسيج العنكبوت). بيوت بغداد مكشوفة بصورة عامة وغالبا ماتكون مربعة الشكل وحول طرام (جمع طرمة)الطابق الثاني يكون المحجر وهو حاجز يصنع من الخشب والشيش الحديدي وغطاؤه من الخشب حيث تعمل بعض الزخارف بلوي الشيش الحديدي واركان المحجر الاربعة تكون كروية الشكل (مجروخه)وتسمى (الرمانات).
وفي الطابق الثاني تكون غرف النوم حول ساحة الدار وفيها الشبابيك ذات الزجاج الملون والشبابيك المطلة على الخارج (الشناشيل)ويوضع فوق شباك الجام شباك اخر من الخشب معمول على شكل مشبك يسمى (قيم)والغاية منه ان (لاتشرف)الغرفة على الجيران وتحافظ على جو الغرفة وتمنع دخول الشمس في فصل الصيف
وعند اصفرار الشمس تصعد الجنة ( الكنه) اوالبنت الكبرى لرش السطح بالماء حتى تتبخر الحرارة ويصبح باردا. وتفرش فراش جميع افراد العائلة المحفوظ في بيت الفراش كما تشد كلتها ( الناموسيه ) وتضع سلة (هدوم الرجال)حيث يخلع ملابسه عند عودته من المقهى في السطح العالي وتقوم السلة المصنوعة من اعواد الرمان والصفصاف مقام الشماعة وغيرها مما يعلق عليه الملابس اليوم...
كما تملاءالتنك( الآنيه الفخاريه ) وتصفها فوق التيغة وبعض العوائل تستعمل حبانة (مصغر حب)علاوة على التنك لكثرة افراد العائلة ..
يغطى حلكك(فم)التنك ب(كبوز) وهو غطاء مصنوع من لب خوص النخيل او بقطعة قماش بيضاء محاكة بالخيوط مزركشة بالنمنم الملون ومنهم من يشد فوهة التنكة بقطعة من قماش خفيف ( الململ ) للمحافظة على نظافة الماء من الحشرات.
الشناشيل وهي واحدة من مزايا الفن المعماري العراقي, ان الشناشيل عبارة عن شبابيك الطابق الاول البارزه والمطلة على الدربونه، وتكون معظم هذه الشناشيل بارزة الى الخارج، ومحمولة على روافع خشبية ومزوقة بمسامير كبيرة نصف كروية تسمى (جرصونات). اما سبب البروز في الغرف الى الخارج، فهو اما لاستقامة الغرفة او لزيادة مساحتها، حيث ان البروز يمتد لمتر واحد خارج المنزل..
ويفيد هذا البروز المارة، حيث يستظلون به في الزقاق صيفا ويتوقون زخات المطر شتاء، وتغطي هذه الشبابيك البارزةطبقة اخرى مصنوعة من الخشب تستخدم فيها الزخارف النباتية واحيانا الهندسية. وفي البيوت البغدادية القديمة، تستخدم فيها مختلف النقشات، كما يستخدم فيها الزجاج الملون او الشفاف، والمرايا والرسوم المختلفة.
والى هنا نودعكم على امل اللقاء بكم مع موضوع اخر في الحلقه القادمه ..
مع تحيات
عبد الكريم الحسيني
1060 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع