من سير علماء العراق: الدكتور أكرم نشأت إبراهيم ١٩١٨ – ٢٠٠٧ شيخ القانونيين العراقيين ورائد العمل الامنى العربي المشترك
عرض الدكتور: أكرم عبدالرزاق المشهداني
على امتداد تأريخ العراق الحافل بالعطاء برزت شخصيات متميزة في مختلف المعارف والعلوم والفكر والثقافة والدبلوماسية، تركت بصمات واضحة، رفعت إسم العراق خفاقا وعالياً، ومن بين هؤلاء المرحوم الأستاذ الدكتور أكرم نشأت إبراهيم شيخ القانونيين والاجتماعيين في العراق وأحد أبرز روّاد العمل الامني العربي المشترك.
لقد عايشتُ الدكتور أكرم نشأت على مدى 40 عاما منذ 1966 لغاية وفاته 2007 فوجدت فيه شخصية معطاءة، خلوقة قوية مؤثرة، يتسم بالتواضع والألفة والأدب الجم، ولكنه بذات الوقت إنسان جاد وحريص ومخطط ذكي بارع، يتسم بالجدية والحرص والقدرة الرائعة في التخطيط، مخلص متفان في عمله، وهذه الصفات أهلته لشغل مواقع عراقية وعربية متميزة، أطلق عليه أحد المفكرين التونسيين لقب (القوي الأمين!)، يكفيه فخرا أنه شغل مواقع عربية متميزة لعل أبرزها رئاسته لإدارة الشؤون الإجتماعية بالجامعة العربية 1974، ثم شغل منصب الأمين العام المساعد لمنظمة العمل العربية 1980 على مدى ثلاثة أعوام، بعدها أنتخب أمينا عاما لمجلس وزراء الداخلية العرب لثلاث دورات متتالية وبالإجماع العربي لغاية 1992، ولولا وقوع كارثة احتلال الكويت 1991، لتم التجديد له لمدد أخرى، وقد إستطاع الأستاذ اكرم خلالها أن يرسم معالم وأسس خطوات العمل الأمني العربي المشترك، ويؤسس للأستراتيجية الأمنية العربية، والأستراتيجية العربية لمكافحة المخدرات. وأشادت بكفاءته الفائقة في إدارة المجلس وكل الدول العربية ووزراء الداخلية العرب، وقادة المؤسسات الأمنية العربية، وكان لحضوره الفاعل أثر في نجاح جميع الإجتماعات الأمنية العربية في نطاق المجلس.
ولادته ونشأته:
ولد الأستاذ أكرم نشأت في 10/1/1918 في منطقة (ديار بكر) على الحدود العراقية التركية من أسرة عراقية عريقة لها إمتداداتها في الموصل وكركوك، والده المرحوم نشأت بك إبراهيم آغا كان يشغل منصب مدير عام البريد أيام الحكم العثماني من 1883 لغاية تقاعده بعد إنشاء الحكم الوطني وذلك في سنة 1924 ثم إنصرف للعمل النيابي حيث أنتخب (نائباً) عن كركوك في مجلس النواب العراقي عام 1925 وكان له نشاط وطني متميز داخل البرلمان وخارجه في التمسك بالقضايا الوطنية ومعارضة الأحتلال الأنكليزي.
كتب في مذكراته
"لقد عاصرت على مدى سنوات حياتي الطويلة في العراق، العهد الملكي وملوكه الثلاثة، والعهد الجمهوري ورؤسائه الخمسة، والتقيت بالملك الاول والثاني عن بعد، وبالملك الثالث والرؤساء الخمسة عن قرب. كذلك عاصرت في البلاد العربية ممالك وجمهوريات وامارات. واتيح لي لقاء بعض الملوك والرؤساء والامراء عن قرب، فيما اقتصر لقائي بالآخرين عن بعد".
"وخلال تلك السنوات واصلت جهدي الدراسي لحين حصولي على الدكتوراه في الحقوق بمرتبة الشرف الأولى، وساهمت بقدر ما اســتطيع في خدمة مجتمعي العراقي: ضابطا في الجيش خمسة أعوام، وموظفا مدنيا سبعة أعوام، ومحامياً وصحافياً عامين، واستاذاً في كليات ومعاهد عالية ربع قرن، ومديراً عاماً ومؤسساً للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ثمانية أعوام. وشاركت في خدمة المجتمع العربي، باسهامي لما يقارب الثلاثة أعوام في العمل الاجتماعي العربي المشترك نائبا لرئيس الادارة العامة للشؤون الاجتماعية والثقافية في الامانة العامة لجامعة الدول العربية المشترك مديرا عاما مساعدا لمنظمة العمل العربية، ثم اسهامي لعقد من الزمن في العمل الامني العربي المشترك أميناً عاماً لمجلس وزراء الداخلية العرب".
"وقد استغرق نضالي الجاد المتواصل هذا ستة عقود مشحونة باحداث خطيرة في العراق، حيث حدثت اربعة انقلابات عسكرية سميت ثورات، سببت المزيد من المصائب والويلات. كما لم تخل بعض الدول العربية الأخرى من احداث تكاد تكون مماثلة لاحداث العراق بذات الاوصاف والمسميات، وإن لم تبلغ في مدى خطورتها ما بلغته احداث العراق".
"وبشأن الطريقة التي اتبعتها في كتابة مذكراتي، لم اكتبها من الذاكرة، كما يفعل البعض، وانما بطريقة التوثيق الدقيق، إذ حرصت في تدوين الوقائع والاحداث التي صاحبت مسيرة حياتي، على إدراج ما ورد بشأنها في وثائق معتبرة، أو ما نشر عنها طبق الاصل في الجرائد والمجلات بحينه، أو ما سبق ان كتبته أبان وقوعها، معززاً بعضها بما توفر لدي من صور، لضمان صحة ودقة ما اوردته من وقائع واحداث، وقد مكنني من ذلك ارشيفي الخاص الشامل المنسق. والله ولي التوفيق".
زياراتي لاستاذي في منزله بالمنصور:
وقد كنت أزور استاذي في داره بالمنصور، وكان يحرص أن نجلس في غرفة مكتبته العامرة بالآلاف من الكتب والوثائق والملفات والصور والصحف المفهرسة، وتوثيق شامل لكل فعالياته وانشطته العراقية والعربية، وكنت لا أشعر بمرور الوقت وسط هذا الكم الهائل من المراجع والمصادر. وهو لا يبخل على طلابه وعارفيه بكل ما يحتاجونه من مراجع وعون في كتابة أطاريح دراساتهم العليا.
وتشرفت انه كان من ضمن لجنة مناقشة اطروحتي للدكتوراه في علم الاجتماع الجنائي بكلية الاداب بجامعة بغداد 2001.
تخرّجه من الكلية العسكرية ومساهمته في ثورة مايس:
تخرج الأستاذ أكرم نشأت من الكلية العسكرية العراقية عام 1939 وكان من ضمن دفعته كثير من الضباط المعروفين منهم: (عبدالسلام عارف وأحمد حسن البكر وفاضل المهداوي ووصفي طاهر واسماعيل العارف ونعمان ماهر ورفعت ومدحت الحاج سري وغيرهم..) وكان آمر فصيله هو الملازم عبدالكريم قاسم الذي كان الدكتور اكرم من المعجبين بحزمه وانضباطه العالي ومهاراته القيادية، ويقول عن دورته الـ (17) بالكلية العسكرية انها (دورة الانقلابات والثورات) كما وشارك في ثورة مايس 1941 وكانت له أحاديث وطنية في الإذاعة العراقية، وعلى أثرها أحيل للتقاعد رغم أنه مازال برتبة ملازم اول 1944.
بعد ذلك إتجه الأستاذ إلى دراسة الحقوق وحصل على شهادة الليسانس فيها عام 1951 من جامعة بغداد وعمل في المحاماة، وكذلك في الصحافة وترأس تحرير جريدة (الحصون) التي تعرضت عدة مرات للغلق بسبب مواقفها الوطنية، وسافر الى القاهرة وحصل على الماجستير بالحقوق من جامعتها 1954 وباشر التدريس في كلية الشرطة العراقية عام 1955 وكذا بكلية الحقوق في جامعة بغداد، اضافة لإختياره (عضو تحكيم) في محكمة الاحداث العراقية 1956، وعاد الأستاذ أكرم في عام 1957 الى كلية حقوق القاهرة ليباشر رحلة الدكتوراه التي تلكأت كثيرا بسبب مواقف الحاسدين والناقمين، ولكنه أصر على تحقيق طموحه حتى حصل عليها عام 1965 ومنحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جائزة (عيد العلم) لحصوله على الدكتوراه من جامعة القاهرة بمرتبة الشرف الاولى عن رسالته (الحدود القانونية لسلطة القاضي الجنائي في تقدير العقوبة)..
وكان زميل دُفعته بالكلية العسكرية العراقية الرئيس عبدالرحمن محمد عارف حاضرا الحفل...
يقول الدكتور أكرم في مذكراته: (عندما نودي على اسمي تقدمت الى المنصة وصافحت الرئيس جمال عبدالناصر وسلمني شهادة الدكتوراه وجائزة العلم، كما صافحت الرئيس عبدالرحمن عارف، وحالما رفعت يدي بالتحية منصرفاً، سمعتُ الرئيس عارف يقول لعبدالناصر:
"انه كان ضابطا في الجيش العراقي ومن دفعتي)..
فما كان من الرئيس عبدالناصر الا ان رمقني بنظرة كانت نظرة ود صميمية).
وفي اليوم التالي كتبت عنه جريدة الاخبار القاهرية نبذة عن سيرته العلمية وتفوقه.
الدكتور أكرم يؤسس نظام جديد لكلية الشرطة العراقية:
وعاد الاستاذ أكرم الى وطنه العراق ليشغل عنوان "الاستاذ الاقدم لكلية الشرطة العراقية"، وكان له الدور الأكبر والأساس في وضع وصياغة قانون جديد للكلية 1966 هو القانون رقم (25) لسنة 1966 يتمثل في تدريس مواد الحقوق والشرطة فيها وبما يؤهل خريجيها لنيل شهادتي البكالوريوس في الحقوق والشرطة معاً أسوة بالنظام المصري. وقد تم تطبيق النظام لمدة 3 سنوات رغم أنه لقي معارضة شديدة وإضراب طلبة الحقوق في الجامعة، وتم إلغاؤه بالقانون رقم (1) لسنة 1969.
في عام 1970 أسس الدكتور أكرم المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في العراق وعين مديرا عاما له حتى عام 1974 حيث انتدب من الحكومة العراقية الى الجامعة العربية رئيسا للادارة العامة للشؤون الاجتماعية، وعاد لبغداد عام 1976 ليراس المركز القومي للبحوث حتى 1980 حيث انتخب امينا عاما مساعدا لمنظمة العمل العربية، وأستمر بهذا الموقع حتى 1982 حيث انتخب بالاجماع العربي امينا عاما لمجلس وزراء الداخلية العرب واستمر بالموقع المذكور على مدى 3 دورات متتالية لغاية عام 1992 كان له خلال هذه السنوات الـعشر دور بارز مشهود في رسم اطر وملامح العمل العربي الامني المشترك. وحين إنتهت مهمته في مجلس وزراء الداخلية العرب عاد الى العراق ليعاود نشاطه العلمي في المجالات القانونية والشرطية والإجتماعية حيث درَّس في كلية حقوق جامعة النهرين والمعهد القضائي والمعهد العالي لضباط الشرطة وله مشاركات علمية وبحثية كبيرة.
كما أن الأستاذ أكرم هو الذي أسس (جمعية الحقوقيين العراقيين) وأنتخب رئيسا لها من عام 1972 لغاية 1974. ولابد من الأشارة هنا إلى أن الدكتور أكرم كان يدرس مادة (تشريعات وجرائم النشر الصحفي) على طلبة الاعلام والصحافة في كلية الاداب بجامعة بغداد على مدى عدة سنوات.
ماذا قال له الرئيس احمد حسن البكر عند لقاءه؟:
يتحدث الدكتور أكرم عن لقاء جمعه مع خريج دفعته (احمد حسن البكر) حين كان الاخير رئيسا للجمهورية، إذ قال البكر مخاطبا الدكتور أكرم (إنْتَ طِلَعِتْ أشْطَرْ مِنْ عِدْنا كُلنا) فاجابه اكرم :
(ولكنك الآن رئيس جمهورية وانا مجرد مدير عام)
فاجابه البكر:
(صحيح أنا رئيس جمهورية الآن وهذا اليوم، ولكنك انت أستاذ ودكتور في كل وقت ومكان)!!.
ولعل من المفارقات أن أكرم نشأت كان قد تخرج من الكلية العسكرية العراقية عام 1939 (الدفعة 17 التي لقبت بدورة الانقلابات!) التي ضمت كثيراً من الضباط المعروفين فيما بعد بالضباط الأحرار، ومنهم (الأخوين عارف عبدالسلام وعبدالرحمن والبكر والمهداوي وطاهر والعارف والأخوين رفعت ومدحت الحاج سري وغيرهم..)
وبسبب دوره في انتفاضة مايو (مايس) 1941 أحيل أكرم على التقاعد وهو مازال برتبة ملازم أول. وكما يقول المثل (رُبَّ ضارة نافعة!) فقد اتجه أكرم نشأت إلي دراسة الحقوق وتخرج منها عام 1951 وعمل في المحاماة، كما عمل في الصحافة وترأس تحرير جريدة (الحصون) التي تعرضت عدة مرات للغلق بسبب مواقفها الوطنية، وسافر إلى القاهرة وحصل علي الماجستير بالحقوق من جامعتها 1954 وباشر التدريس في كليتي الحقوق والشرطة العراقية عام 1955، كما كان يدرّس مادة (تشريعات وجرائم النشر الصحفي) علي طلبة قسم الصحافة بجامعة بغداد.
ثم عاد أكرم الي جامعة القاهرة وحصل منها علي الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولي 1965 ولهذا منحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر جائزة عيد العلم، وكان زميل دفعته بالكلية العسكرية الرئيس عبدالرحمن عارف حاضرا الحفل بالقاهرة،
عاد الدكتور أكرم الي الوطن ليصبح الأستاذ الأقدم لكلية الشرطة العراقية، وكان له الدور الأكبر في وضع وصياغة قانون جديد متطور للكلية 1966 يتمثل في تدريس مواد الحقوق والشرطة معا ويمنح خريجيها شهادتي الحقوق والشرطة أسوة بالنظام المتبع في مصر. وتم تطبيق النظام على مدى 3 سنوات (رغم أنه لقي معارضة شديدة واضراب طلبة الحقوق في الجامعة حينها)، الى أن تم إلغاؤه عام 1969.
كما أن الأستاذ أكرم هو الذي أسس (جمعية الحقوقيين العراقيين) وانتخب رئيسا لها عام 1972... كما يعتز الدكتور أكرم نشأت بأنه أسس عام 1970 صرحا علميا وطنيا هو (المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية) في العراق وعيّن مديراً عاماً له حتي عام 1974.
إن نقطة الفخر في مسيرة حياة الأستاذ أكرم هو نجاحه الباهر في قيادة مجلس وزراء الداخلية العرب وجعله المؤسسة العربية الأكثر استقرارا وديمومة في النشاط (رغم مشكلات ومآسي العمل العربي المشترك) وما زال المجلس مدينا للدكتور أكرم نشأت الذي إستطاع بحذاقته وخبراته وقدراته أن يحافظ علي مسيرة المجلس، وأن يجنبه الكثير من الأزمات والمشكلات التي كادت تعصف به بسبب الخلافات الرسمية العربية، منها مشكلة الانقسام العربي حول الحرب العراقية ــ الإيرانية، و مأساة الغزو العراقي للكويت، ولكن الدكتور أكرم حافظ علي ديمومة وفاعلية المجلس بفضل حسن إدارته وكياسته، ولم تتلكأ دوراته بسبب كل تلك الأزمات، واستطاع أن يكون عنصر تهدئة لأجواء العمل الأمني العربي.
وفي كتاب مذكراته الذي صدر قبيل رحيله بعنوان ((مذكراتي: إسهامات في خدمة المجتمع العراقي والعربي خلال ستة عقود مشحونة بالأحداث)) وهي تضم في ثناياها سِفْراً من العطاء الثر المتواصل، تطرق الدكتور أكرم إلي بعض من المواقف والأزمات التي نجح في تجاوزها بفضل حكمته وخبرته، فلقد بلغ عدد المؤتمرات والاجتماعات التي ادارها الدكتور اكرم بمنتهي الكفاءة او حضرها كباحث اكثر من 306 مؤتمر وندوة واجتماع. وحين انتهت مهمته في مجلس وزراء الداخلية العرب 1993 عاد الي العراق ليعاود نشاطه العلمي في المجالات القانونية والشرطية والإجتماعية حيث درس في كلية حقوق جامعة النهرين والمعهد القضائي والمعهد العالي لضباط الشرطة وله مشاركات علمية وبحثية كبيرة.
مؤلفاته
صدرت للدكتور أكرم (11 مؤلفا قانونيا) بعضها طبع لأكثر من 7 طبعات، كما ان لديه أكثر من 50 بحثا متخصصا منشورا داخل العراق وخارجه، ولديه حوالي 300 مقالة منشورة في مختلف المطبوعات القانونية والأمنية والاجتماعية، إضافة لرئاسته تحرير عدد من المطبوعات القانونية والاجتماعية والشرطية وعضويته هيئات تحرير عدد أكبر منها. كما اشرف وناقش أكثر من 85 رسالة دكتوراه وماجستير ودبلوم عالي في مختلف الشؤون القانونية والاجتماعية والإعلامية والشرطية داخل الجامعات في العراق وخارجه. (وأتشرف أن يكون الراحل الدكتور أكرم أحد مناقشي أطروحتي للدكتوراه التي حصلت عنها درجة الأمتياز بجامعة بغداد) ومن الجدير بالذكر أن (بيت الحكمة) خص الدكتور أكرم نشأت بجائزة الدراسات الاجتماعية تقديرا لجهوده ومساهماته المتميزة في إغناء الثقافة العربية، كما أصدر كتابا خاصا عن سيرته. كما نال الأستاذ أكرم جائزة تقديرية عام 1997 لمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لمؤتمرات قادة الشرطة العرب التي انطلقت من مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1972 تثمينا وتقديرا لعطاءه ودوره في تعزيز العمل العربي المشترك.
من ابرز مؤلفاته (القواعد العامة في قانون العقوبات المقارن) و ( السياسة الجنائية) و (علم النفس الجنائي) و (علم الاجتماع الجنائي) و (الحدود القانونية لسلطة القاضي الجنائي في تقدير العقوبة) و (سلطة التفتيش الجنائي) و (جنوح الاحداث في العراق) و (للحقيقة والتاريخ) و (موجز شرح قانون العقوبات بقسميه العام والخاص، إضافة لرئاسته تحرير عدد من المطبوعات القانونية والاجتماعية والشرطية وعضويته هيئات تحرير عدد أكبر منها. كما اشرف وناقش اكثر من 85 رسالة دكتوراه وماجستير ودبلوم عالي في مختلف الشؤون القانونية والاجتماعية والاعلامية والشرطية داخل الجامعات في العراق وخارجه
دوره في إرساء ركائز العمل الأمني العربي المشترك:
كما أن مجلس وزراء الداخلية العرب الذي يعد المؤسسة الأقليمية الأكثر إستقرارا وديمومة في النشاط (رغم مامر على العمل العربي المشترك من مشكلات وأزمات) هذا المجلس مازال مدينا إلى الدكتور أكرم نشأت إبراهيم لأنه إستطاع بحذاقته وخبراته وقدراته أن يحافظ على مسيرة المجلس، وأن يجنبه الكثير من الأزمات والمشكلات التي كادت تعصف بالمجلس بسبب الخلافات الرسمية العربية، ومنها مشكلة الأنقسام العربي حول الحرب العراقية – الأيرانية، وكذلك مأساة الغزو العراقي للكويت وحرب الخليج الثانية، ولكن الدكتور أكرم حافظ على ديمومة وفاعلية المجلس ولم تتلكأ دوراته بسبب كل تلك الأزمات، وأستطاع أن يكون عنصر تخفيف وتهدئة لأجواء العمل الأمني العربي. وقد تطرق الأستاذ أكرم في مذكراته إلى العديد من المواقف والأزمات التي نجح في تجاوزها بفضل حكمته وخبرته، لقد بلغ عدد المؤتمرات والاجتماعات التي ادارها الدكتور اكرم بمنتهى الكفاءة او حضرها كباحث اكثر من 306 مؤتمر وندوة واجتماع.
مسيرة حافلة بالعطاء الزاخر:
حقا إن الأستاذ هو شخصية نادرة، ومتميزة، حافلة بالعطاء، ذو تأريخ علمي حافل من حق العراق أن يفخر به وبإنجازاته وإبداعه وقدراته الفذة.
ومن الجدير بالذكر أن (بيت الحكمة) قد خص الاستاذ الدكتور اكرم نشأت بجائزة الدراسات الاجتماعية تقديرا لجهوده ومساهماته المتميزة غي إغناء الثقافة العربية وتم تكليف الباحث الاستاذ حميد المطبعي بتأليف كتاب عن سيرة حياة الدكتور اكرم وصدر ضمن اصدارات بيت الحكمة.
كما نال الاستاذ اكرم جائزة تقديرية عام 1997 لمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لمؤتمرات قادة الشرطة وتقديرا لعطاءه ودوره في تعزيز العمل العربي المشترك.
إن هذا غيض من فيض، وخلاصة موجزة لمسيرة الأنجاز الإبداعي لأستاذنا الراحل الدكتور أكرم نشأت إبراهيم الذي تخرجت على يديه دفعات بالآلاف من الطلبة في مختلف كليات الحقوق بالعراق، ومن كلية الشرطة والمعهد القضائي والمعهد العالي للضباط، كان ومازال مفخرة للعراق والأمة، ندعو الله أن يتغمده برحمته الواسعة.
وفاته يرحمه الله:
توفي الأستاذ الدكتور أكرم نشأت في العاصمة الأردنية عمان بعد رحلة حافلة بالعطاء، وقد كنت محظوظا بالالتقاء به عام 2007 قبيل وفاته يرحمه الله. كان حقا شخصية نادرة، متميزة، حافلة، ذو تأريخ علمي مشهود، وأعتقد أن من حق العراق أن يفخر به وبإنجازاته وإبداعه وقدراته الفذة. إذ تخرجت علي يديه دفعات بالآلاف من الطلبة في مختلف الاختصاصات القانونية والاجتماعية والاعلامية، رحم الله أستاذنا الفاضل الراحل الدكتور أكرم نشأت إبراهيم.
المرحوم الاستاذ الدكتور اكرم نشات ابراهيم حين كان يحضر للدكتوراه في القاهرة ويبدو وهو يحمل ولديه العزيزين علي وحسن يحفظهما الله الصورة تعود الى عام 1962 تحياتنا للاخ الدكتور حسن اكرم نشات وتحياتنا لاخينا العميد علي اكرم نشات وكليهما مثال في الادب والخلق الجليل حفظهما الله ويرحم والدهما الدكتور اكرم
ماذا قال عنه عارفوه؟
كتب عنه أحد تلاميذه وهو اللواء عبدالمحسن خليل مدير الشرطة العام الأسبق(عاصرت استاذنا اكرم مذ كنت طالبا في كلية الشرطة وكنا معجبين به اشد الاعجاب لدماثة خلقه وتفانيه في العلم والتدريس، ورعايته للطلبة كأبناء واخوة له، وتراهم يلتفون حوله مثل خلية نحل، يستشيرونه ويستزيدون من علمه ومعرفته، وكان بحق مثالا للأب والأخ والمربي).
وكتب كذلك (لقد إستطاع الأستاذ أكرم أن يوظف كفاءاته المتعددة في خدمة العمل العربي المشترك، لتطوير وسائله وأدواته وطرقه، وتمكن من جعله يرقى الى مستوى متطلبات العصر، عن طريق التنسيق بكل دراية وحذق، قد إكتسب الأستاذ قدراته الرفيعة في التنسيق والمبادرة والمتابعة من خلال ذخيرته العلمية، ومواصفاته النادرة).
من هو الدكتور أكرم نشأت إبراهيم:
• الأمين العام الأسبق لمجلس وزراء الداخلية العرب بالإجماع ولثلاث دورات متتالية 1982 – 1992
• أمين عام مساعد لمنظمة العمل العربية 1980 – 1982
• رئيس الدائرة الأجتماعية بالجامعة العربية 1974 - 1976
• الاستاذ الاقدم لكلية الشرطة العراقية 1966 -1980
• مؤسس جمعية الحقوقيين العراقيين 1972
• أستاذ في كلية حقوق النهرين والمعهد القضائي وكلية الشرطة والمعهد العالي لضباط الشرطة
كتاب دار الحكمة عن سيرة استاذنا الدكتور اكرم نشات ابراهيم يرحمه الله من تاليف واعداد المرحوم حميد المطبعي
369 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع