حركة الاثوريين في العراق
او ما يطلق عليهم بـ ( التيارين) وهم طائفة من ( النساطرة) المسيحيين . الذين سكنوا ولاية( وان) في الاناضول الشرقية.على مقربة من الحدود التركية – الايرانية – الروسية. حيث قاموا باعمال وحشية ضد الاتراك. مما اضطر الحكومة التركية الى الفتك بهم. وقتل عدد كبير منهم. واضطر الباقون الى الجلاء عن ديارهم فبعضهم توجه نحو ايران والبعض الاخر نحو العراق حيث اقيمت لهم مخيمات على الضفة اليمنى من نهر ديالى بجوار مدينة بعقوبة. وتحطمت آمال الاثوريين اذ بقيت اوطانهم الاصلية تابعة للبلاد التركية . اذ رفض الاتراك عودتهم اليها، بل انها استثنتهم من احكام قانون العفو العام الذي اصدروه واحاطوا الحكومة البريطانية علما بذلك.
كما احتجت الحكومة التركية على إنشاء مساكن للاثوريين على مقربة من حدودها. وطلبت من الحكومتين البريطانية والعراقية تجريدهم من السلاح.
واصبح لزاما على العراق ان يستمر في كفالتهم والانفاق عليهم في المعسكرات ثم محاولة اسكانهم في المناطق الشمالية ومساعدتهم بالمال والمواشي والبذور وادوات الزراعة .
وفي ذلك الوقت استطاعت الحكومة البريطانية ان تجند عدداً كبيراً منهم في الجيش البريطاني المرتزق( الليفي)
واعترفت الحكومة العراقية بـ (المار شمعون) بطريكاً عليهم. وخصصت له راتباً شهرياً.
كان تأليف وزارة يرأسها رشيد عالي الكيلاني بوجود مجلس نيابي بصفة مغايرة لاكثرية الاخائيين- نسبة لحزب الاخاء الذي اسسه ياسين الهاشمي . وبدأ رشيد عالي يطالب بأن تطلق يده في تعديل المعاهدة العراقية – البريطانية غير ان الملك فيصل الاول لم يستطع أن يقنع رشيد عالي بالتخلي عن هذه الفكرة الا بعد أن هدد بالتنازل عن العرش.
ولذلك اعلن في اليوم العشرين من الشهر ذاته عن تأليف وزارة جديدة برئاسة ياسين الهاشمي فسارعت الى نشر منهاج يثير الدهشة عن الاصلاحات التي تنوي القيام بها فخسرت تأييد الوطنيين بسبب الضعف الذي اظهرته ازاءالمعاهدة. ومرة اخرى كان هناك عنصر منفرد في الدولة قد أظهر رغبته في إثارة الحوادث المؤسفة التي وقعت في خريف سنة 1933 هي التي انقذت الاخائيين من الخطر المحدق بها، حيث توحدت كل انحاء البلاد.
وعلى الرغم من كل هذه الامور فإن الحوادث المؤسفة التي وقعت في خريف سنة 1933 هي التي أنقذت وزارة الاخائيين
كان الملك فيصل الاول قد تلقى دعوة من الملك جورج الخامس ملك الامبراطورية البريطانية لزايارة المملكة. وفي صيف سنة 1933 غادر العراق الملك فيصل الاول ووصل الى بريطانيا في اليوم االعشرين من حزيران 1933 بصحبته ثلاثة من الوزراء هم ياسين الهاشمي ونوري السعيد ورستم حيدر. بعد أن ترك ابنه غازي الذي يبلغ الواحد والعشرين من عمره.ولياً للعهد، حيث لقي في لندن حفاوة بالغة إذ استقبله الملك جورج في محطة فكتوريا ضيفا في قصر برمنكهام واقيمت على شرفه حفل استقبال القى الملك جورج كلامة اشار فيها الى صيرورة العراق عضوا في عصبة الامم. واشاد بمواهب الملك .وكانت تلك الزيارة ناجحة نجاحاً تاماً ، فبعد إقامة امضاها في قصر ( بكنغهام) قام الملك فيصل بزيارة ( سكوتلاندا) و( ديفونشاير) .
وحين كان الملك في احد فنادق لندن بدأت ترده الاخبار المقلقة عن العراق ووضع الاثوريين فيه،أي حوادث تمرد الاثوريين في صيف 1933 واضطرار الحكومة العراقية برئاسة رشيد عالي الكيلاني لاستخدام الجيش العراقي في ضرب ذلك التمرد
وكان وزير الداخلية يومذاك حكمت سليمان الذي تربطه علاقة صداقة مع بكر صدقي الذي قاد الحملة العسكرية ضد المتمردين الاثوريين واستخدم القسوة المفرطة ضدهم. واضطرالملك فيصل الى العودة الى العراق مسرعا ليتدارك ما يمكن تداركه. الا انه لم يلق المسامحة على تدخله بأنه قد تمّ تجاهله وسط التهليل والترحيب اللذين كان يلقاه ولده ( غازي) والقادة . ولذلك عاد فيصل في اليوم الثاني من ايلول الى اوروبا للعلاج الطبي مريضاً فاقد الحمية . وفي صيف 1933 حينما كان الملك فيصل في زيارة رسمية للندن. تأزم الحال بين الحكومة العراقية والاثوريين ادى الامر الى استعمال السلاح بعد أن بادر العصاة من الاثوريين باطلاق النار. فاعدت الحكومة البريطانية طائرة نقلته واتباعه الى قبرص. ومن ثم انضمت اليه اسرته هناك ...وخصصت الحكومة العراقية مخصصات لمعيشته شريطة أن يقلع عن الاقدام على أية سياسة تحريضية.
اما باقي الاثوريين فقد خلدوا الى السكينة وتخلوا عن فكرة التمتع بامتيازات سياسية خاصة تجعل لهم وطنا قوميا في العراق ، ولكن المار شمعون ما لبث أن خرق هذا الشرط منذ اول ساعة قبل به فيها وشرع من قبرص يمطر عصبة الامم بوابل من ادعاءاته ومطاليبه.
ولما اتخذت الحكومة العراقية من اجراءات ضرورية فلم ير الملك امامه الا العودة الى سويسرا ليريح اعصابه المرهقة جراء ما حدث في العراق ويستشفى من بعض الامراض التي يعاني منها..
كانت عودة السفير البريطاني ( السر فرنسيس همفريز) الى بغداد في اليوم الثالث والعشرين من شهر آب/اغسطس ، وهو يحمل الى الحكومة العراقية تأكيداً بعدم حدوث أي تدخل بريطاني لصالح الاثوريين ، قد أتاحت الفرصة أمام الوزارة الكيلانية لكي تتنفس الصعداء ، وهكذا أخذ التوتر وثورة العواطف اللتين شهدهما منتصف شهر آب بالاختفاء تدريجياً ،
ووصلت الانباء في اليوم الثامن من ايلول 1933 الى بغداد تعلن بأن الملك فيصل الذي كان الى جانبه اخوه الملك علي ونوري السعيد ورستم حيدر ، قد توفي فجأة صباح يوم الجمعة الثامن من ايلول 1933 على أثر نوبة قلبية اصابته في مدينة(برن) بسويسرا.
وقال طبيبه الدكتور( كوشر) لم يكن هناك اي شيء يدعو الى إحتمال وفاته المفاجئة.
ولما اعربت الحكومة البريطانية سنة 1929 عن رغبتها في ترشيح العراق الى عصبة الامم ابدى الاثوريون جزعهم واظهروا مخاوفهم بل انهم امطروا عصبة الامم بوابل برقياتهم وذهب المار شمعون نفسه الى جنيف يسعى للحصول على إمتيازات خاصة له ولطائفته.
ثم عقد المار شمعون مؤتمرا في الموصل ارسل بعد ذلك عريضة الى جنيف يطلب فيها نقلهم الى اي منطقة خاضعة للنفوذ الغربي أو الى سورية .ثم دبّر المارشمعون بعد ذلك أمراً للقيام في حزيران 1932 بوسيلة من وسائل الضغط على بريطانيا لاجابة مطاليبهم. وذلك بأن يضرب الجنود الاثوريون ويتمردوا في معسكراتهم التابعة لبريطانيا. لكن بريطانيا تداركت هذا الامر واحبطته.
وفي 15 آب 1933 صدر مرسوم خول مجلس الوزراء اسقاط الجنسية العراقية عن كل عراقي لم ينتم الى اسرة ساكنة في العراق قبل الحرب العالمية الاولى . وطبق هذا المرسوم على المارشمعون وبعض اتباعه البارزين ثم تبعته اسرته..
وفي ذلك الوقت استطاعت الحكومة البريطانية ان تجند عدداً كبيراً منهم في الجيش البريطاني المرتزق( الليفي)
وقام احد زعماء الاثوريين ( اغا بطرس) بحركة واسعة حين اسس معسكرا بين الموصل وعقرة . وما كاد الاثوريون الذين لحقوا زعيمهم هذا حتى هجمت عليهم قبائل بارزان الكردية والقبائل التركية المحيطة واستولت على عتادهم . وفرّ اغا بطرس الى باريس .
وظل الاثوريون مصدر قلق واضطراب فقام ثلاثة منهم اهالي في سوق الموصل وفتكوا بهم. كما هاجم فريق من جنود الاثوريين اهالي مدينة كركوك ومعهم اسلحتهم واخذوا يبطشون بالاهالي هناك تقتيلا غير مميزين بين الرجل والمرأة او طفل وكبير. وكانت الضحايا بالمئات.
1980 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع