أما عندك أربعة فلوس تشتري بها تمراً يا غازي!

   

أما عندك أربعة فلوس تشتري بها تمراً يا غازي؟!

     

             

دخل الشريف غازي الكلية العسكرية، فقد قبل في الصف الثاني. وكانت الكلية عبارة عن قاعتين.

كان ينام الشريف غازي مع الطلاب الآخرين في قاعة واحدة ثلاث سنوات تباعاً ما عدا السنة الأخيرة. فقد أخذ غازي ينام في غرفة ضباط الصف من التلاميذ وهم أربعة من مساعدي الضباط من الصف المتقدم. وكان يتناول وجباته الثلاث مع الطلاب على منضدة واحدة.

كان غازي يبدو طالباً اعتيادياً ولم يشعر الطلبة ان هذا الذي معهم هو (الأمير غازي) والمرشح لعرش العراق من بعد أبيه. كان يتعايش مع زملائه الطلاب عيشة البساطة والأخوة في النوم والأكل والتدريب، عدا يوم الخميس مساءً، إذ كان الأمير غازي ينزل الى منزله، ونجده في اليوم الثاني الجمعة مساءً، وقد عاد الى الكلية. وكان المرافق الأقدم للملك فيصل، خالد الزهاوي مسؤولاً عن مرافقة غازي من الكلية يوم الخميس وإعادته مساء الجمعة.

لقد كان للشريف غازي صداقة مع بعض الطلبة، ولكن بشكل عام كان مسالماً، محباً لكل الطلبة وقد كان يشكو من بعض الطلبة ازاء بعض مواقفهم المزاحية التي لم تكن تناسبه ويذكر انه جاء يشكو زميلا كرديا وهو زكي عزيز (من كويسنجق).

             

              فؤاد عارف احد مرافقي جلالة الملك غازي

وقال لأحدهم: أرجو ان تنبه (زكي) ان يكف عن ممازحته لي.. وكانت علاقته بفؤاد عارف قوية جداً.. ومرة قال له:

تعال يا فؤاد أجلس معنا..

فقال: لا أجلس معكم..

قال: لماذا؟

قال: أخشى ان تصبح ملكاً ويصبح هؤلاء الجالسون معك وزراءك..

فقال: وأنت ماذا تريد؟

قال: حينذاك أرغب ان أكون متقاعداً...

فضحك الجميع ولم يكن يدري ان الأقدار ستجعله من بعد مرافقاً له وموضع ثقة العائلة المالكة آنذاك.

  

كان الأمير غازي يحب مهنته بوصفه طالباً في الكلية العسكرية. فقد كان نشطاً ومتميزاً بين أقرانه يحب الرياضة كثيراً وكان أحسن فارس في الكلية ومن المتقدمين بجدارة. كان يبدو سعيداً بدراسته في الكلية العسكرية وربما كان مبعث هذا ما عاناه من الدراسة في بريطانيا، لأنه كما علمنا (والكلام لفؤاد عارف) انه لم يكن راغباً في الدراسة خارج العراق وقد تعثرت دراسته هناك وانتقل من مسكن الى آخر ومن مدرسة الى أخرى وقد اختبر له أكثر من معلم هناك وتعددت التقارير عنه فزادت من معاناته.

  

ومن الذكريات الطريفة التي أتذكرها (بحسب قول فؤاد عارف) اننا كنّا نرمي الحجارة على نخلة كي يتساقط منها التمر قرب الكلية والأمير غازي، معنا يفعل مثلما نفعل وكنا نشعر بسعادة غامرة ونحن نجمع التمر الزهدي المتساقط وبادره زكي عزيز قائلاً:

ـ أما عندك أربعة فلوس تشتري بها تمراً يا برنس حتى جئت ترمي الحجارة لتسقط التمر!؟؟؟

قال الأمير غازي: يا ناس خاطر الله مو آني هم يعجبني ألعب وأعمل مثلكم.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

688 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع