فنجان قهوة مع المعماريُّ المبدع والفنان التشكيلي معاذ الألوسي
إيمان البستاني
ضيفنا ياسادة ياكرام ....ذاكرة ألعراق ألمعمارية لمساته حاضرة عميقاً في شوارع بغداد, لقد أحب هذه ألمدينة ألنواسية بأمتياز وأتخذ أسلوب ألاقواس وأنحناءاتها لتكريم حبيبته بغداد فجعل لها أكاليل وتيجان ...معمار شبابيكه يذكّرك بعيون بنات ألجلبي وهن يطلّن بغنج على ضفاف دجلة ألحزين ... رحل عنها مبكراً ولكنه عاد مجبراً مهدود ألحيل كما يقول كون ألحنين والخوف من ألفقد هاجسه ألوحيد .........تركها أكثر من مرة بمواعيد مختلفة ولكن موعده الأخير معها كان هو الأقسى
كل لبنة طين وكل (كورة) وكل طابوقة هي بالنسبة اليه حواس وتجربة رافدينية , صمم شارع حيفا وأقواسه لازالت تردد أسمه بحنين وكان أحد ألفائزين ألثلاث في مسابقة جامع الدولة ألكبير عسى أن يكون له في كل أذان من يذكره بطيب , فأذا بألجامع يعلو بعيداً عن ألتصاميم... كان في أللجنة ألرئاسية للحفاظ على ألتراث , وهل هناك أمن منه على تراث بغداد ألعريق , له تصاميم لمدارس ومستشفيات عدة ...وكأنه بهذا أراد أن يأخذ بيد بلده ألعليل ألمسكين
أنه ألمعماري ألمبدع وألفنان ألتشكيلي وألكاتب معاذ ألالوسي
تتشرف ياسيدي مجلة ألكاردينيا ألثقافية بأستضافتك في فقرة فنجان قهوة ..فلنشرب قهوتنا بدلال نخب لقاء شخصكم ألكريم
شكرا سيدتي، لا بد وان تكون قهوتكم “ حلوة” لان اهلنا، كما يبدو بدأوا يتعودون على شرب القهوة “ المرّة”. نعم اتتبع مجلتكم، واشهد على اصالة وحرص مسؤوليها وكتابها
جامع المرادية
أنت من مواليد 1938 ولدت في بغداد في رأس الكنيسة ، خلف جامع المرادية مقابل وزارة الدفاع ، وألدتك من الكرخ من ست نفيسة ، ووالدك من ألرصافة....فأجتمع ألصوبين عندك لكنك تعتبر نفسك كرخي أو الاصح بغدادي قح .....بالرغم من لقبك حيث ألوس تتوسد غرب ألعراق وفراته ...كيف كانت ألطفولة؟؟
جمع “الصوبين”، ما للكرخيين وما لأهل الرصافة من قيم هو الانتماء بجميع اطرافه، عسى واتمنى ان اكون حقا قد ورثت ونهلت منهما، فالوالدة من جهة اجدادها من ولادة تكريت، اوائل من سكنوا الكرخ، والوالد من الوسيي بغداد، حسب تصنيف الاستاذ بطاطو في كتابه العراق، الالوسية من البيكات، العوائل السبعة.
اضيفي لهم الترعرع المعظماوي، الجميل الملتحف بنهر دجلة الحاني، في الاعظمية وربما هي المنطقة الوحيدة في بغداد، الشمس في غروبها والقمر في ظهوره يتناجيان فوق سطح دجلتها يلون ماءه بالاحمر المصفر، دويت اوبرالي، فردوس ملون هذه هي طفولتي وسني مراهقتي، هذا هو حظي
درست في مدينة الحلة في مدرسة الفيحاء الابتدائية، ثم عدت إلى بغداد وسكنت في الأعظمية، وكان من أهم مدرّسيك في الثانوية حسين أمين وقاسم ناجي ومحمود عبد الوهاب والدكتور صادق الخفاجي. هل لازلت تذكر مقاعد دراستك ألاولى؟؟
نعم لازلت اذكر الاصدقاء بنات وبنين في الابتدائية الاصدقاء في متوسطة وثانوية الاعظمية فردا فردا، اتذكر من المعلمين الاجلاء، اضافة الى ما ذكرتي، واغتنم الفرصة بذكر اخرين افضالهم علي كبيرة ولم انساهم، منهم في الابتدائية، ست مارسيل وست عليّة “ المديرة “ في الحلة.
وفي التطبيقات في الاعظمية “المدير“ فائق الجنابي. ومرشد الصف استاذ موسى وصالح المندو ومعلم العربي استاذ فاتح، في ثانوية الاعظمية فاتني وتألمت لعدم ذكره في كتابي استاذ ومربي كبير، هو استاذ الرياضة من منطقة الحارة، هو استاذ احمد عبد الرزاق، كان خير المراقب والمؤنب وفي بعض الاحيان المعاقب، عند القيام باي عمل لا يليق بطلابه.
اما استاذ الرياضيات حمدون سعيد، انسان عظيم درس اجيال من المهندسين والاطباء، درسنا الجبر والحساب والمثلثات والمجسمة بلهجته الموصلية المحببة.
مديرنا ان لم اخطأ في الاسم كان ناجي الدوري، صارم في ادارته المدرسة التقيت به في منتصف الستينات عندما مثلنا العراق في ندوة الابنية المدرسية للجامعة العربية، هو كتربوي وانا كمعمار للابنية المدرسية، تذكرني بالوجه. هذه نبذة عن الجذور ولما اقتات عليه في الاغتراب، واستلهم من هذه الذكرى العطرة
منذ نهاية الاربعينيات وإلى منتصف الخمسينيات ترعرعت في منطقة ذات تخطيط حضري مميز وفي مدارس جيدة، وصحبة أصيلة، بين أبنية ذات عمارة مميزة، تمتد من النادي الرياضي الاولمبي في ساحة عنتر، وتنتهي بالمقبرة الملكية، وبينهما دار حماية الاطفال وكلية العلوم، وجامعة أهل البيت ودار المعلمين الابتدائية. وهي أبنية شاخصة إلى يومنا هذا كانت من أهم العلامات المعمارية التي ألهمتك وشكلت خيالك المعماري...ماذا تعني لك هذه ألامكنة؟؟
حضرت مؤخرا محاضرة في جامعة نيقوسيا، لبروفسور انكليزي، المحاضرة حول تاثير العمارة “ الكولونيالية” في المنطقة. ومقارنة مني بالتاثير الذي احدثته تلك العمارة في العراق، اجد باننا محظوظون بوجود عمارة ومعماريون في فترة الانتداب بمستوى عالي وراقي جداً، معماريون بريطانيون مع زملائهم العراقيين واسطواتهم، احترموا الموروث ونهلوا منه ثم اضافوا اليه، فابدعوا، الابنية التي ذكرتيها والتخطيط العمراني لمنطقة الاعظمية جلها من عملهم بحث فيها فوثق الدكتور الصديق خالد السلطاني، ابنية نواة الحداثة في العراق، نسيج مديني يحاكي الموروث، بمقاييس حديثة كما في السفينة والنصة والصليخ، مساحات مفتوحة انسانية خضراء، ونسب تشييد معقولة بتغطية ملائمة، كثافة سكانية صحية اجتماعيا، ومواد انشائية محلية بحلول هندسية مواكبة للعمارة العالمية. كل هذا انتجت مجتمع متمدن، الترعرع في مدارس وبيئة كهذه لا بد وان تؤثر وتنمي الملكات، لذا نرى بين منطقة “الكسرة” والى راس الجسر القديم “ العائم “ في السفينة نسبة كبيرة من المعماريين والفنانين وبالاخص من الرواد، جلهم من الطبقة المتوسطة ساكني تلك المنطقة ، الذي اسميها الملتحفة بدجلة الخير
دخلت كلية الزراعة لمدة سنة واحدة عام 1956-1957 ثم سافرت بعدها إلى تركيا لدراسة العمارة في جامعة الشرق الاوسط التقنية ...ماهذا ألتحول ..هل غلب ألمعماري فيك ألزراعي؟؟
الدراسة في كلية الزراعة كانت لكسب الوقت، الصفوف الاولى متشابهة في جميع الكليات العلمية، كانت دراسة العمارة هي الهاجس الاوحد ومنذ الثانوية، وبالفعل ساعدتني هذه السنة الدراسية في التحضير لامتحانات القبول
بالنسبة لي كان الشعار المتداول في البيت “عمارة او لا دراسة”.
اي السفر لعدم وجود فرع عمارة في كلية هندسة بغداد، ولعدم وجود التمويل المطلوب في حينه.
هذا التهديد المبطن اصبح عصيان لغرض التصالح عند نهاية السنة الدراسية الزراعية وعند توفر التمويل من جراء “ قص” دار الست نفيسة والمدرسة المجاورة لها في الكرخ والعائدة للوالدة، في نهاية الخمسينات بسبب تطوير الكرخ وانشاء الشارع الطولي، شارع حيفا اليوم.
بعد ثلاثة عقود كوفئت بتكليفي، وبإتاحة الفرصة لي بالاشتغال ومحاولة العطاء والتواصل مع المنطقة ذاتها ومع ساكنيها الابديين، مع الست نفيسة والحلاج والشيخ الجنيد والشيخ معروف والشيخ بشار والامام صندل الاكتفاء بعينه ومنتهى الغبطة السعادة
جبرا إبراهيم جبرا عبد الرحمن منيف رفعة الجادرجي
عدت عام 1961 الى بغداد، بعد جولات عمل أستكشافية قادتك الى أيطاليا وألمانيا؛ لتنضم الى ما بات يعرف "ورشة ألحداثة ألمعمارية وألثقافية" في العراق، تلك الورشة التي مثلها "مكتب الاستشاري العراقي"، الذي كان احد أبرز ألاسماء في ألعمارة ألعراقية ألمعاصرة، ألمهندس رفعت الجادرجي من مؤسسيه...أحكي لنا عن تلك ألفترة وهل ألتقيت بجبرا أبراهيم جبرا وحكايا منطقة ألمنصور
الجولات في اوروبا، لم تكن للتجوال فقط وانما كانت خلال سنين الدراسة للاشتغال والتدريب، ضمن المنهاج، لا تخرج ولا شهادة من دون تدريب عملي، لذا كان السفر الى المانيا حيث التدريب الجاد، والعابث للتسكع والتصعلك بين كنوز العمارة الكلاسيكية في اليونان وايطاليا، وكتحصيل حاصل في المانيا، تم خلال هذا التجوال المليء بالدروس تصوير وتوثيق شخوص وفنون مدن ، ونهل الكثير من ثقافات اخرى
نعم من اسباب عودتي هو العمل مع الاستاذ رفعة الجادرجي، عملت ، وتدرجت في هذا المكتب لمدة ثلاث عشرة سنة، غنية مهنيا واجتماعيا وثقافيا
التقيت بجبرا منذ السنين الاولى للممارسة، اي في اوائل الستينات، تطورت هذه العلاقة وهو الناقد في العمارة والفن، وبحكم الجيرة في المنصور، لم انسى توجيهاته في حينه، كان يصر ان الممارسة في اي حقل فيه ابداع يجب ان تصاحبه الكتابة والتوثيق، لذا وانا الشاب المفلس، كلفني بكتابة مقالات في العمارة لمجلته الفذة العاملون في النفط، في حينها من المجلات الثرية بمواضيع الفنون والادب، ” المقالة بعشرين دينار”.
يشارك في تحريرها اصدقاء محترفين ثقافة ومعرفة، الاصدقاء محمود عثمان وفخري خليل، اتذكر من البحوث/ المقالات والتي تُفهرس حتى .يومنا هذا من قبل الباحثين، مقالة المميزات البارزة في البيت العراقي
علاقة اخرى ثقافية واجتماعية وثيقة من خلال ملتقى يوم الجمعة في داره، للدردشة وشرب القهوة “ الحلوة” والتمشي بعدها في المنصور اذا سمح الطقس، من الحضور الدائميين، صديقه القريب د علي كمال، والفنان الكبير ناظم رمزي، وشريكه في الكتابة والابداع الاديب الكبير عبد الرحمن منيف، صاحب مدن الملح وارض السواد، ورفعة الجادرجي.
كان جبرا يحب التمشي في شارع الاميرات ( اسم كتاب السيرة الثاني)، وكتب في حينه مقالة حول مشائي الاغريق
اشتركت في دورات دراسية في " الجمعية المعمارية" في المملكة المتحدة( 1963-64) مختصة في الأبنية الدراسية بالمناطق ألاستوائية , هل تذكر لنا أهم مقومات تلك ألابنية
عانت اوروبا من الحرب العالمية الثانية كثيرا، لم تسلم الابنية المدرسية من الهدم، لذا تسابق الالمان والبريطانيون على البحث واكتشاف الطرق المثلى لتلبية طلبات المدارس والخروج باقل ما يمكن من اضرار الحرب، تشييد المدارس من الاولويات، اكتشفوا وتوصلو الى حلول سريعة في التشييد، واغتنموا الفرصة لاستكشاف طرق جديدة في التدريس والتعلم، ومن خلالها تشييد ابنية مدرسية متقدمة، توصلوا الى نظم بناء سريعة بمواد متنوعة لمناطق مختلفة، البريطانيون وما لهم خبرة من خلال استعمارهم للمناطق الاستوائية، خلطوا الخبرتين في دراسة عليا واحدة، وهي فرع الابنية المدرسية في المناطق الاستوائية.
مدرسة رابطة المعمارين البريطانية وما لها من تاريخ وعدة تدريسية، قامت بشمول هذا الفرع من الدراسات في منهاجها التدريسي، توسع الان ليشمل تخطيط المدن والتصميم الحضري
خلال (1961-70) قضيتها في مؤسسات وزارة الاشغال :الاسكان والمباني،هل تذكر تجربتك ألمعمارية تلك ألسنين
تجربتي في مديرة الاسكان قصيرة، تقتصر على القيام بتصميم المراكز المدنية للمشاريع السكنية المنفذة من بل مؤسسة دوكسيادس اليونانية ومنها، واهمها، مدينة الثورة التي عدت لها في الثمانينات. مدينة الثورة لها موقع خاص في مسيرتي المهنية
في مديرية المباني، تجربة غنية جدا، اهم ما فيها هو التعرف وسبغ غور مكونات الوطن، من شماله الى جنوبه، التعايش مع بيئات متنوعة ( غير مختلفة كثيرا ما عدا شماله)، في العمل في دائرة الاشغال والاسكان، يجابه العامل متطلبات متنوعة، حتى وان كان في مجال التخصص الواحد، وباعتباري مسؤول عن الابنية الثقافية في قسم التصميم في مديرية المباني العامة، كنت مسؤلا عن المدارس بمستوياتها، والمعاهد، نوادي وملاعب وما شاكل، وابنية مختلفة، شمال وجنوب ووسط واهوار وجبال وصحاري، غِنى ثر وكبير جدا، وجميل جدا كما وان الاشتغال في دوائر الدولة، تكتشف الروتين القاتل والشعوذة والدجل من قبل العاملين والمسؤولين في اجهزة الدولة، كبارهم وصغارهم نصفهم عالات تنتظر صرف الراتب، واليوم ، اضيفي، تتمتع بمارسة الفساد
هناك مكسب لا يثمن اقدره واستلهم منه هو علاقة الانسان باخيه المواطن، وعلاقة المهني بزميله او زميلته، اصدقاء اعيش على ذكراهم في الاغتراب الظالم
استقلت اخيراً في نيسان 1970 لتتفرغ بالكامل للعمل في المكتب الاستشاري العراقي، الذي تركته ايضاً بعد حوالى اربع سنوات ( مايس 1974)، ولتؤسس لنفسك مع اخرين مكتب " الدراسات الفنية" في بيروت /لبنان ، وبعد حله أنشأت مكتب " الالوسي ومشاركوه" في قبرص...لماذا هذا ألتحول ولماذا قبرص بالذات
اضطررت الهروب الى الامام، هناك حل لكل مشكلة، سوء الاحوال لم تثبط عزائمي، عندما ساءت الاجواء في بلدي الرحم، في بداية السبعينات، التجأت ال بيروت ، ست الكل، خالة حنونة لكن لا تعوض عن حنان الام، بغداد. وعندما تقاتَل الاخوة في حروب عبثية التجأت الى بلاد الاغريق، الى اثينا، وعندما انتخيت عدت الى بغداد مرغما في تشرين ثاني ١٩٨٠، عشت شاهدا ملتاعا من جراء قساوة الحرب، وفي بداية ال١٩٨٩ حيث الهجرة الاخيرة، شممت رائحة العبث القاتل فهربت ثانية.
هذا العبث الذي قاد الى احتلال الكويت، وما صاحبه من حروب بشعة، وحصار جائر. وفقدان للقيم والاصالة، وعندها انقطع حبل المشيمة.
المفر الى اين؟ قبرص هي الاقرب الى المواطن الامهات، بيروت وبغداد، قبرص الوحيدة التي اعطتني طاولة للرسم والعمل، تصحبها حرية في المأكل والمشرب وتحرر في التصرف والعمل، اعطتني بيت بحجم طاولة الشغل.
الخليج وعلى الرغم كما هو اليوم ملاذ الجميع، الا انه لم يخطر على بالي ولا لهنية اين حرية القراءة والتحرر والتصرف؟ التي هما نهاية مطلبي المطلق، مبتغاي العيش بكامل ما توفره المعاصرة، ابتغي العيش في داخلها، جوّاها، وليس على هامشها
نقابات العمال من عماراته في بغداد
تشترك معظم تصاميمك بسمة تكوينية واضحة، سمة قد تكون حاضرة في أكثرية مشاريعك ألمنفذة وألمصممة وهي سمة "ألتماثلية"، ما يمنح غالباً تلك ألمشاريع نكهة كلاسيكية مفرطة. وهو كثير ما يطوع أختلاف ألمادة ألانشائية ألمستخدمة في ألمباني من اجل تكريس نزعة ألتماثل الذي تسعى اليها لتشكيل مساقط مبانيك وصياغة واجاهاتها. ماهذه ألفلسفة ألمعمارية ألتي تبنيتها
العمارة والمدرسة والفكر الذي انتمي اليها وآمن بها بصدق وإخلاص. تستلهم هاجس المكان، اي مكان امارس العمارة فيه، الشرق العربي او الخليج، او في افريقيا ( الكونغو برازافيل والسودان) او بلاد القفقاس
( ارمينيا) استهدف مقومات المكان، مع مواكبة المرحلة والحالة الإنسانية السائدة.
الإرتفاع بالمحلية الى مستوى العالمية. محاولة فهرسة الإنتاج المعماري الخاص بالمحل ( المحلية) ضمن التراكم الحضاري البشري، مساهماً في تقدم وراحة وسعادة الإنسان أينما كان.
إن مساري انبثق من الإنتماء للمنطقة وللبيئة بكل مكوناتها، من معرفة تفاصيل مكونات الذات، والوقوف احتراما أمام إنتاج السلف، والخزين المميز له، إضافة الى المام تام بمجريات المعاصرة الفاعلة في تكوين الذات، استلهام عناصر عمارة السلف وتطويعها واعادة صياغتها، في نغم جديد معاصر مواكب لحضارة الحاضر. من هذة الخصوصية، تسود القيم الجماليةالمتوطنة، التكرار والتماثل والزخرف وقيم اخرى كثيرة باطنية وظاهرية، تعود لهواجس المحل وتقاليده
شارع حيفا
تكفي نظرة اليوم الى أقواس عمارتك كما ألاقواس ألممتدة على رصيفي شارع حيفا ببغداد لتؤكد فكرتك الشخصية عن ألانتماء الى ألمكان وروحه تقول " ألقوس استعملت لأول مرة بشكل كبير وذي وظيفة بنيوية عند البابليين والآشوريين وهؤلاء أسسوا حضارة تلو حضارة في المدن العظيمة التي أنشأوها على ضفاف دجلة والفرات. وهكذا فإن انغماسك في موضوع ألقوس ألمعمارية إنما هو ضرب من البحث في دخيلة النفس وتغلغل في أعماق ألذاكرة ألجماعية، انه ضرب من العودة إلى الجذور". أحكي لنا عن مشروع تطوير شارع حيفا
لاعودة بالتاكيد، انها اشارات معمارية بقيم جمالية موروثة ومعاصرة، تدغدغ مراكز الخزن الفكري، اشارات وبموجات تذكر بالهوية والانتماء، هذا المؤشَر اليه غير واعي، اشارات تستوعبها المراكز اللا واعية، تذكر وتسبغ الحنان والتواصل والتفاهم مع ماهو جيد وقائم، وخاصة عند عملية الابداع، الانتقاء من الجيد الصالح وترك الغث المزعج العديم النفع.
اذاً لا بد من معرفة التسلسل الحضاري المكونة للمكان ومحاولة التفكيك واعادة التأليف للتعبير عن الذات وتقاليدها.
من المهم جدا ان يكون المصمم على علم ومعرفة، وواعي الى انها عملية خلق جديدة، ورفض التقيد الصارم بقيود القيم الماضوية الغير صالحة .
مجسم للشرخ في نسيج ألكرخ ألمديني
في تطوير شارع حيفا، لا مجال في ادخال عناصر تغير الموروث الحضري، في الكرخ نسيج مديني متميز، اصابه الشرخ، من جراء فتح الشارع الطولي، الموازي لجريان دجلة، عكس المتعارف علية التعامد على دجلة، منذ الخمسينات مستمرا الى الثمانينات وعندها سمي شارع حيفا. نسيج الكرخ مميز، وشق هذا الطريق خلخله، التحدي في التصميم الجديد هو امتصاص الشرخ ضمن النسيج وبالتالي تلافي التشويه، الخوف من تكرار مدن النفط مدن الصدفة، بلوكات بارتفاعات غير انسانية مقاييس غريبة مستوردة بالكامل.
الالتزام هذا فرض اسلوب معماري، قد لا يكون فلتة في الابداع، لكنه لا يشوه ولا يغث، من هذا المنطلق تم تبني بعض القيم الجمالية، واهمها انزال ارتفاعات الابراج المقترحة في التصميم الاساسي، الى ارتفاعات بمقاييس حميمية مقبولة، من دون شتيمة واستهزاء بالموروث، انشاء شارع مروق، اسوة بشارع الرشيد المعمد
بمشروع تطوير شارع حيفا تذكر أن هناك دور سكن تتمتع بمستوى معماري مميز، قررت الحفاظ عليها منها: دور توفيق ألظاهر ودار ألدكتور توفيق محمود، وهناك داران الاول يدعى دار"مارنكوز" ومعنى الكلمة باليونانية والتركية(نجار)، وهناك دار السعدون ألشاوي الذي هو تحفة معمارية أنيقة، يقع الى النهر الى جوار السفارة البريطانية، هل ألحفاظ على ألتراث من أولويات فلسفتك ألمعمارية
التصميم الاساسي لمدينة بغداد المحظّر من قبل شركة بول سيرفس البولونية في منتصف السبعينات، ينص على الحفاظ علـي نسيج منطقتين فقط وهي الكريمات والشواكة، بعد اجراء المسح الموقعي لغرض تحضير التصميم الحضري لمنطقة الكرخ، الجزء الغربي من مركز مدينة بغداد المقترح بالتصميم الاساسي، تبين لنا على الرغم من الحالة المعيشية المزرية التي تعم جميع مرافق الكرخ، هناك نسيج ونمط معيشي مميز، فيما اذا تم تطويره وايجاد الحلول التصميمية والتخطيطية الملائمة، قلما نجد مثيله في مدن المنطقة، بيئة حية تنبض بالحياة، خصوصية مميزة، لذلك تبنينا استراتيجية، عامة لجميع محاليل ( جمع محلة) الكرخ.
وهي الحفاظ عليها واستغلال واغناء نمط العيش السائد، انسنته، تخديمه، لذا تم تصميم طقوم التطوير ما يزيد على ٢٦ مقاولة، لتحديث الموجود من دون ازالته. باستعمالات معاصرة صحية اجتماعيا واقتصاديا، وتطوير الصوب بحيث يخدم على المستويات الثلاث، المنطقة، العاصمة والقطر
الدور المذكورة المحافظ عليها ضمن شارع حيفا، هي قلة عندما تقاس بالخزين الموروث، هي امثلة بسيطة لما قد يحدث اذا عم التحديث للمنطقة ككل عسى ان لا يغيب عنك هذا حكي الثمانينات من القرن الماضي، على الرغم من ان موقع امانة العاصمة الالكتروني ينص على الالتزام بالتصميم الحضري المقترح من قبلنا ، في حالة واحدة فقط خرجت امانة بغداد عن نص هذا المقترح عندما وافقت على مقترح ازالة واعادة تشيد منطقة التكارتة بدل تحديثها
تقول عن مجموعة ألمعماريين ألحربيين - لماذا هذا ألمصطلح - ألذين عرضوا تصميماتهم لبناء الجوامع أمام ألرئيس ألراحل صدام حسين أيام حملته الإيمانية : "بعض المآذن ظهرت على هيئة رشاشات ومدافع وصواريخ وألقباب على هيئة خوذ المقاتلين" كدتُ أن أذهب الى حتفي وأنا أصرخ : ماذا تفعلون؟ هل هي تجربة جامع ألدولة ألكبير
في يوم في منتصف الثمانينات تم استدعاء ثلة من المعماريين، الى القصر للإطلاع على تصاميم جوامع مصممة من قبل شباب معماريين في خدمة ضباط الاحتياط، ما ادهشني هو جميع الشباب اتخذوا مسارا واحدا واستلهموا ادوات القتل لترميز المحبة والسلام الذي يدعوا لها الدين الاسلامي والاديان الاخرى فاخذتني الحمية وتدخلت بما قد يفسر بالاحتجاج ومن دون العلم بان منهاج العمل والفلسفة الواجب اتباعها في التصاميم هي من وضع الرئيس نفسه، لم اعرف مسبقا الى ان اطلعني مدير الندوة وهو معماري من معارفي مجند حديثا برتبة عالية في الجيش. قد اكون متطرف وسلفي في اعداد تصاميم الجوامع، الابنية التراثية الوحيدة التي لا يمكن تحديثها هي الجوامع، والسبب بسيط جدا، هل تم تحديث مناسك الصلاة، وكيفية التعبد في الاسلام، هل يصح للمعماري ان يكون مفتيا ويحدّث الاشارات والايماأت الموجودة اصلا في تصاميم الجوامع.
هل ممكن ان يكون الجامع على هيئة مثلث ? او مدور ? اين جدار المحراب ?الممتد ليوفر الاجر الاعظم، في التقرب الية لاكبر عدد ممكن، ومما يجعلهم في التسابق لاحتلال الاقرب للزيادة في الاجر، عدم استقامته دعوة صريحة الى المفاضلة، بين الحاكم والمحكوم، المفاضلة في الاسلام تكون بالتقوى ليس بالمحل الذي يصلي فية المتعبد
الجوامع في بغداد لها نمط هندسي مميز، تختلف عن جوامع العالم أجمع، فهي نحتية فريدة، وبمقياس إنساني قبل أن يجري الإستيراد الخاطئ لأساليب غير معروفة في العراق.
فمنذ تشييد جامع أم الطبول، استوردت عمارة غريبة عن بغداد الحاضرة، لينتهي بجامع أم القرى والرحمن، وآخرها تسقيف مراقد الائمة في كربلاء. كل هذه الأمثلة كانت خروجاً عن التواصل والتسلسل الفكري الطبيعي. صنّف أبو المعالي محمود شكري الآلوسي في كتابه الصادر "جوامع بغداد" الجوامع إلى مساجد جامعة، ومساجد منها ضرار، وأخرى للتقوى، ووصف قيماً معمارية ودينية أساسية في تشييد الجوامع، وبين ما هو ضروري ومستحب، وما هو غير مرغوب أو مقبول في التنظير لبناء المساجد
كانت مديرية الأوقاف في العراق مسؤولة عن تشييد الجوامع في العراق، وفنيوها هم من حافظ على هذا النمط المتميز. وبدلا من الإضافة إلى تراث عريق واختيارات سابقة جرى بتر هذا السياق على نحو قاس في الحملة الرحمانية.
في النهاية حصلت بغداد على حملة رحمانية غريبة، ومساجد مستنسخة من أفلام ألف ليلة وليلة الهوليودية، جُرب فيها أنوع جديدة من الإيمان والتعبد، صلاة داخل بحيرات، وأطباق طائرة، ومآذن تشبه صواريخ موجهة، وساعات مرفوعة دقّاقة، وزخرفة دخيلة بنهج عشوائي، جامع على هيئة رخ يهم بالإقلاع منسوخ وممسوخ حرفياً من مبنى شركة طيران "تي دبليو اي" في مطار كندي للمعمار "سارانين" في نيويورك، جوامع كأنها مدن ألعاب.
لقد طنش الجميع وابتهجوا وسعدوا بالإسلام الجديد في العراق الجديد، يتسابق المؤمن على احتلال المسجد الفلاني قبل أخيه المؤمن الثاني مقتسمين الغنيمة، وعلى عينك يا أبو المعالى محمود شكري الآلوسي، صاحب كتاب مساجد بغداد الذي كتبه في أوائل القرن الماضي، كأنه استشف ما ستؤول إليه مساجد بلده. هل تحلحل في قبره احتجاجا ونكداً؟
عدت مجبراَ مهدود الحيل"1980 بسيارة جي أم أل وأستقبلك مصري على ألحدود بعبارة - شاي يابيه - وألعراق يشهد سنوات الحرب العجاف قلت "سأعيشها، بصواريخها وجنائزها وقصصها المأساوية" هكذا كانت ألعودة ألثانية المتداخلة بين فن العيش تحت هكذا ظروف، وفن ألعمارة الذي أراد من خلالها ألرئيس ألراحل صدام حسين أن تظهر بغداد بحلة جديدة، كي تستقبل مؤتمر عدم الانحياز....ماكانت مهامك يومها
بسبب فوز المكتب بمسابقة شارع حيفا، في البدء اعتبرته مشروع كباقي المشاريع لاني متنعم في مشاريع متنوعة في جميع المناطق متنقل بين محترفاتي الفنية المتوسطية بين اثينا وبيروت، وبغداد لازالت تعاني من انكار لحق الانسان في التصرف الحر.
باصرار الامانة ومستشاريها واصحابي في المكتب، انتخيت ولبيت الدعوة، توكلت وذهبت في الاسبوع الثاني من الحرب، المهمات كانت في البداية الجزء السادس وهو الجزء الاكبر في الشارع، تصميم واشراف كاي مشروع اخر، منهاج ومتطلبات لا تلبي احتياجات المنطقة، شارع فقط، وعندما توسع المشروع وطلب منا ادارة وتنسيق جميع مرافق الشارع الماموث، مسؤلية كبيرة. تساؤلنا المهني المشروع،
ماذا سيحل بالصوب وساكنيه؟
ماذا عن المستوى المعيشي المتردي جداً؟
اصريت على عدم معقولية العمل من دون دراسة المنطقة فتحول الى دراسة شاملة وتقديم مقترحات لتطوير المنطقة ككل، تصميم وتخطيط حضري مكتمل وشامل لجميع اوجه الحياة في الكرخ وعلاقة هذه الوجه بالمدينة الام
هل بغداد كما يراها ألمعماري معاذ ألالوسي مدينة تحمل طابعها الخاص؟ تشترك دمشق وبيروت وأستنبول و مراكش بكونهم جميعاً مدن وماأختلاف بغداد عنهم
في زيارة الى الاديب الكبير عبد الرحمن منيف صاحب ثلاثية ارض السواد، قبل وفاته بشهر، ووالدته من الكرخ أيضاً ، تسائل صديق يصاحبني، استاذ في الجامعة الاميركية في بيروت، فيما اذا بغداد ذات خصوصية ولها طابعها المميز.
جواب استاذنا كان” كل منطقة من بغداد لها خصوصية وطابع مميز فريد بتلك المنطقة” كم كان مصيبا.
بين العاقولية في الرصافة والسوق الجديد في الكرخ نهر وجسر، تتمايز المنطقتين بخصوصية في المأكل والعادات وحتى في لهجاتهم المحببة، التمايز بين الكاظمية والاعظمية على الرغم كون احدهما يكمل الاخر، كأئمتها، بينهما تمايز واصالة لكثير من نمط المعيشة، حتى في التنكيت، واليوم الجهود مصبوبة على نكران هذه الاصالة والتفريق بينهما. من هنا تتفرد بغداد باصالتها، الا انها تختلف عن المدن المذكورة بسبب تشظيها واتساعها مراكز متفرقة، غير مركزة غير ملموسة الا بالدخول في اغوارها
عند صيانة ألبيوت ألقديمة في الكاظمية، حاولت اللجنة المكلفة أهداء كل واحد فيها الى مثقف معروف من أهل هذه المنطقة. فكان الجواب صادماً فقد اعتذر محمد غني حكمت عن ألسكن في محلته القديمة، كذلك فعل شاكر حسن ال سعيد، اما علي الوردي فقال لهم "كلا ثم كلا"....ما تحليلك لهذا ألرفض؟؟
لا مجال الى لوم الاساتذة في عدم قبولهم العرض، السبب واضح، في احياء التراث يستوجب البحث عن استعمالات جديدة بمتطالبات جديدة وبالتالى تدوير وصيانة المنشأ بوظائفه الجديد، نمط العيش في الدور المذكورة، يختلف كليا عن نمط احتياجات محترفات محمد غني او شاكر حسن او مكتبة الوردي، كان ينبغي علينا تدوير الابنية واعادة تصاميمها باستعمالات جديدة من دون التفريط بحلتها المميزة و نسيجها الاصيل
البيت المكعب: اطلالة على دجلة
لنحكي عن ولع معاذ ألالوسي ببيته الشخصي، ألبيت ألمكعب كما أسميته الكائن في منطقة شعبية من العاصمة ألعراقية مطل على دجلة، وفيه استعارة لجماليات ألفناء ألداخلي للبيت البغدادي ألتقليدي ، فهو بمساحات مفتوحة على الضوء الخارجي (مصدره شاطىء النهر)، فيتيح لك أن تطل على مشاهد صيادين وقوارب ورائحة الماء الكثيفة في الغروب، مثلما يتيح لك ان تسمع حكايات الجيران وحواراتهم التي تختصر يوميات متدفقة بكل شيء
كيف خربوه ألامريكان وأحتاروا هل يضعون ألكتل ألكونكريتية ليكون ضمن منطقة سنية أم شيعية ...هل صحيح كنت تنوي بيعه
شكّل بيت الصليخ "المكعب" الذي رشح لأحد جوائز الأغا خان للعمارة مجموعة شطحات نتجت عن تراكم مسترجعات الطفولة. كان الملهم له دار السيدة أم وداد (صاحبة الدار)، وهوسكن الطفولة المطل على الشط، مقابل منائر وقباب موسى الكاظم الذهبية.
كان جدار غرفة نوم الوالد حتى نهاية الثمانينيات يطل على جسر الأئمة، و"الفراندة" الخشبية تطل على دجلة في دورة النهر، و منظر يدغدغ الحواس أجمع إلى يومنا هذا،أرى في عيون عقلي ماء دجلة والبساتين الخضراء على مدّ البصر، أرى رسوم وألوان الوالد، وقباباً ومنائر ذهبية تتلألأ في العمق.
هذا المشهد الذكرى ظل يلح في حياتي بات شوقاً مضطرماً، فيما ظلت محلة الحارة المطلة على كل هذا الجمال هي منطقة أساطير وتاريخ يذكرني بكل هذا العطاء الدائم باتت مسرح عمليات وساحة معارك
هذا المكان ظل يلح ويحفر كهاجس وحلم .. من هنا أردت عودة مستحيلة إليه، أردت في ما بعد تجسيدا جديداً له، أردت ببساطة بيتاً مثله
سكنته لفترة قصيرة بعيد عنه منذ ١٩٨٩ وهو معروض للبيع الان.
تلك هي قصة دار العمر الذي أحن إليه، قصة حلم من يدري، ربما يعود طللاً .. فمن سيقف عليه ويبكي؟
أول احتكاك بالمحتلين. دقوا الباب للتفتيش. لم يجبهم أحد لأن ساكن البيت يعيش في قبرص، كسروا الباب بكل ما حمل من تصميم وزخرفة من عمل المعمار الصديق عصام السعيد حفيد نوري باشا
في المرة الثانية دخلوا الدار بمساعدة الجار الدكتور عاكف ابن ابن العم، الجندي الأميركي لم يستوعب معنى الفناء الداخلي، والحديقة الوسطية، بينما كانت ماكنته الطنانة كاشفة الأسلحة والتفخيخ تعمل. ظل في حيرة من أمره، لم يدرك أن سبب الطنين والرنين الصاخب هو الأنبوب الحديدي المدفون في الحديقة الداخلية. هذا الجندي الأميركي المحرر هاجم بعنف وحطّم صخرة سيراميكية كبيرة في مركز ارتكاز الفناء الداخلي، وهي هدية من صنع صديقة العمر الفنانة نهى الراضي.. صخرة تحكي تاريخ صداقة العمر، حطمها بأخمص الـ ام كي
اهم اعمالك ألمعمارية تجسدت في
المختلفة بناية اتحاد نقابات العمال 1974 المنفذه في مناطق العراق
مشروع ألبنك المركزي 1975 في صلالة بعمان
البنك العربي الافريقي 1977
مطبعة دار القبس 1978 بالكويت العاصمة
السفارة القطرية في عمان 1976 لم تشيد
السفارة الكويتية في البحرين
مركز الدرسات المصرفية 1980 في الكويت العاصمة
مبنى كمال حمزة في الخرطوم 1979
مشروع القصر الرئاسي 1995 برازفيل / الكونغو
معمل كندا دراي وسفن اب 1978 في دبي
خدمات مرسيديس بنز 1999 في يرفان ارمينا
البنك العربي في مسقط 1978
مسابقة مشروع مسجد الدولة الكبير 1982 بغداد
بناية ايا في السعدون - بغداد ١٩٨٦
مركز صلالة الثقافي 1982 في عمان
مستشفى الوزيرية ببغداد 1989
سفارة الامارت العربية المتحدة في عُمان 1979
وغيرها من المشاريع الاخرى ....أيها أحب ألى نفسك
في ممارسة العمل الخلاق ، المهم مدى التمتع خلال مرحلة الابداع وعملية الخلق وبالاخص عندما ترى وتعاصر ولادة المنتج، العملية بمراحلها هي الاساس، في النهاية تنتهي العملية وتسلمه لمن يستعمله ويستغله، كثير من الابنية في حالتي لم تكتحل العين برؤياها شاخصة او مستعملة.
لذا العملية هي الاهم، وهناك تختلف الواحدة عن الاخرى، كثير من الاعمال بدون لون وذائقة، تخبو في ذاكرتي وتستقر في محل قصي، واخرى على العكس تستمر معي اعيشها باستمرار، اجترها منها عمل فريد واعتقد اكثرها حظورا في الذاكرة، وساعيش معه على الرغم من دود الزمن والنسيان، هو تخطيط الكرخ، العلاقة بين صاحب العمل والاستشاري والناس البشر الهدف الاهم، مشروع حلم، مثالي، نعمة عسى ان ينفذ
لك ذكريات في تطوير مدينة ألثورة وألشعلة ومناطق اخرى ...مع تجربة ألعمل في محافظات ألعراق ....ماذا في ذاكرتك عن تلك ألتجربة
تجربة غنية ومتشعبة، في الثورة اكثر من الشعلة، وربما لمعاصرتي لقيامها الكارثي، في حينه، الهجمة الشرسة من الريف المظلوم والمبتلى بالاهمال والنسيان، التركيز في توفير البنية التحتية والخدمات وفرص العمل في المدن فقط، ولّد الهجرة من الريف فيضان بشري استحال ايقافه. لذا تريفت المدن واهمل الريف وتساوى الجميع في نقص الخدمات.
عملي في مدينة الثورة في الثمانينات له موقع خاص لقد اعتاد سكنة هذه المدينة عدم الثقة بكل ماهو حكومي، فكيف إذا كان الحاكم حزبيا بآفاق مشكوك بصلاحيتها.
من هنا فإن المبدأ الرئيس في عملية التخطيط الحضري هو تحفيز البشر على القيام بما يرغبون به، وتطوير مشاركتهم، من دون إملاء.
هناك منطقة لقاء بين ما تتوخاه أنت وترغبه كمخطط ومحفز بشري وما تمليه المصالح الانسانية العامة قبل كل شيء لابد من أن تتجسد في هذه المنطقة تبادل الثقة، والفهم المتبادل والصداقة، مع ساكني القطاع، بعيداً عن الكسب السياسي الرخيص
في تأهيل مدينة الثورة كان الهدف الرئيس هو توفير الأجواء اللازمة للتمدن، ورفع صفة الترييف السائد فيها، وهو ما يعني إبعاده عن العاصمة، وخلق أجواء مدينية ابتداءً من الدار وانتهاءً بالمدرسة فضلاً عن أهداف أخرى: أجواء ملائمة للعب، للجد والهزل، للأعمار كافة، للصغار والكبار، ولكلا الجنسين. التحفيز على تحسين مستوى المعيشة، تشجيع على المحافظة وصيانة الملك، وأكثرهم مالكين لدورهم، ثم التأكيد على احترام الذات ومحاسبتها وإشراكها في التأهيل
نوستوس" كلمة يونانية قديمة تعني الحنين، وأنت تضعها عنوانا لكتاب أول تصدره، ثم تستأنف ألعنوان "حكاية عن شارع في بغداد" (350 صفحة القطع الصغير - دار رمال - عمان) تستعرض تداعيات مزيج شخصيتك: ألطفولة ألصبا ألشباب وألكهولة وما تضمن من حياة واسماء وتجارب ومعايشات وذكريات عبر شعرية ألسرد, حيث تشير الى مدى تكوّن سمات ألمكان - بغداد - وتأثيراتها في بنية ألشخصية ونزوعها, أسلوبك السردي يشي برواية تنطوي على الكثير من التوجع وألحنين ولكنه يحكي عن ألدرب .....أم نقول دروب
جمعت الكثير من مادة الكتاب، ورتبتها على طريقتها، في سياق خاص لكي تكون بمثابة صرخة، فيها شيء من الاحتجاج والحنين اشبه بصرخة يوليسيس في اوديسته، في اشتياقه لبلده، اختاريتها باليونانية لتعكس تراجيديا بغداد، ما حدث ويحدث اشبه بالتراجيديات الاغريقية، ملىء بالطغات وبالخيانات والمؤامرات والحروب العابثة، بالهدم وبالقتل وبالفساد
درب! هذه الكلمة أحبها. وفي وضع نص الكتاب كنت أُمنيّ النفس في أن أعيد انتاج تعرجات الدرب ضمن تعرجات حياتي المهنية، وتلازمهما معاً، من دون أن يبدو هذا التلازم منظماً تنظيماً صارماً، تماما كما في الحياة الواقعية
يشكل درب المهنة عندي الشكل الذي اتخَذته حياتي وما صارت عليه لقد كرست نفسي لمهنتي أثناء ما كنت أمارس شغفي الحر وغير العادي بالحياة وبالتعليم.
إن احترام مهنتي متلازم مع احترامي للحياة ومحاولة جعلها أكثر بهجة ومليئة، ومثل هذا الطموح يشكل في العراق، مأزق وإشكال
إن دربي في الحياة يتصل بدرب العمارة المتعرج، المليء بالتأثيرات والتقاطعات، وتدخلات السياسة المحسوبة وغير المحسوبة وهو ما يجعل كل ممارسات التجربة المعمارية الشخصية يثير نزاعاً قلبياً وفكري
رؤوس
باليه فرنسي
كيف أن تأثيرات ألوالد واهتماماته بالرسم كانت بصيرة باكرة لطبيعة كونك ألمعمار وألرسام فيما بعد ....كيف تبلورت ألموهبتين وأيهما أقرب ألى نفس معاذ ألالوسي وما سر ألوجوه في لوحاتك ؟ ولماذا الأكليريك ؟
تهتم بالفوتوغراف أيضاً ، لك تجربة بالتصوير غنية ومئات من الصور ألفوتوغرافية، ولكني لاحظت أنك تلتقط لحظة الضوء واللون بغض النظر عن الملامح ...ماهذا ألسر ألمتناقض بلوحات عن وجوه فقط وصور بلا وجوه أطلاقاً
في هذه الدار، ومن الطارمة الخشبية المطلة على الشط وعلى مآذن وقباب ضريح الإمام موسى الكاظم الذهبية، رافقت الوالد في جلسات الرسم، وفي بعض الأوقات مع صاحبه في الرسم وصديقه العم أبو زيد "محمد صالح زكي" الذي كان ضابطاً في الجيش العثماني، ومن رسامي العراق الأوائل. كنت أتأملهما بصمت، وبخشوع المتعبد، منتظراً ما يجودا به عليّ من بقايا ألوان أو قماش وورق مبتغياً التقليد.
هذه الفترة أعدّها بداية التأسيس وتأطير الإتجاه والمسلك، مضافا لهذا ما للبيئة الصحية الذي ترعرت فيها، كلها مجتمعة ولدت فيَّ مَلَكة حب الجمال ، ابحث عنه واجده في كل مفاصل حياتي، لا قبح الا في العمل الغث، التصرف وحده قد يكون قبيح غير جميل، كالاعتداء على الضعيف، او الكذب والخيانة والغش كلها قبيحة. ارى الجمال والجميل في كل مكان
من هذا المنطلق تولد الشغف بالمهنة وممارسة صنع الجميل ( ياللحظ) ، كذلك في الرسم والتصوير. في الرسم قد يكون هو الملاذ في وقت المحن وقت التوتر، تفريغ شحنات سالبة، لايمكن تفريغها في العمارة لوجود آخر متلقي، في الرسم المتلقي غير معروف، لذا الحرية مطلقة في التعبير والاحتجاج
لماذا الوجوه، الرؤوس، هي الوحيدة المعبرة عن حالات النفس، الغضب والرضى والفرح والسعادة ، انفعالات بادية في الراس، الجسم في حالة واحدة يعبر عن ما في النفس، في حالة الرقص الرفيع الكلاسيكي البالية والعرضة الخليجية والاغريقي الزورباوي الرجولي، ليس ذلك الردح والرعش والهز الرخيص الماجن السائد، لذا صورت انواع الرقص العالمي الجميل من الهندي وحتى الكناوة المغربية
زوجتك ألالمانية وكما معروف عن ألالمان زهوهم بهويتهم - من تغّير ليرضي ألاخر
الزهو من حق الجميع، ولا حاجة للتغير في سبيل استيعاب الاخر، احترام الذات ومكوناتها، تفرض احترام مكونات شخصية الاخر، خير ارضاء للاخر هو احترام مكونات شخصيته واجباره على قبولك
كلمة تحب أن تختم بها لقائنا وأنت وسط قراء ألگاردينيا
كيف هو أشتياقك لبغداد ....هل تخصه لأمكنة أكثر أم لشخوص ...هل لازلت تستذكر بحزن رائحة نهر دجلة وأنت ألساكن على ضفاف ألبحر ألمتوسط منذ عقود
نعم اشتاق الى بغداد التي اعرفها، غير هذه بغداد اليوم التي لا اعرفها ولا تعرفني، حتى لغتها تغيرت، حواسم وعلاس وبوري ودفتر وورقة مفخخات ومناطق خضراء وحمراء، ملتحفة بالسواد، بكاء دائم.حزن طاغي غير ذلك الحزن الجميل جدران كونكريتية، وتصنيف طائفي واثني، فساد وكذب مستشري.
بالتاكيد لا اشتاق الى بغدادهم هذه، اشتاق الى بغداد الاخوة المحبة والصداقة والجيرة والقيم البغدادية الاصيلة. استذكرها واعيش في ذكراها معي اينما رحلت، في الذاكرة تلهم وتحفز على العطاء. لا بد وان يعود القها وابداع اهلها، فهي دائما شامخة باسمها بتاريخها بما عانته على مر الزمن
أما كلمتي ألاخيرة فأقول...لو تابعتم ألاستاذ معاذ ألالوسي في جميع مقابلاته ألمتلفزة لكنتم قريبون من دمعة في طرف عينه تأبى أن تنهمر خوفاً من ألاتي بعدها ....دمَعهُ ألحبيس يشي بحبه ألدفين لبغداد ...
أه يابغداد
ياسيدة ألبلاد
لاتحزني أبداً
يكفيك أنكِ قد أبكّى ِفراقُك وألله كل ألرجال
في أمان ألله لضيفنا ولكم
إيمان ألبستاني
772 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع