إذاعة العراق الحر/سميرة علي مندي:الفنان كريم منصور، الذي يصفه محبوه بـ"عندليب الجنوب" أو "الكروان العراقي" أحد ابرز الفنانين، الذين اثبتوا حضورهم على الساحة الغنائية خلال تسعينيات القرن العشرين، إذ جمعت أغانيه بين اللونين الريفي والحديث. وتميز بلونه الغنائي الحزين ليكون أشهر مطربي هذا اللون في التسعينيات، مؤكدا أن أغانيه حزينة بواقعية.
ولد كريم منصور في قضاء المجر بمحافظة ميسان عام 1962، أحب أغاني مطربي الريف الكبار أمثال داخل حسن، وسلمان المنكوب، وغيرهم. وأثار إعجاب أهالي المجر منذ طفولته، وهو يؤدي أغاني الرواد، ويبدع في المواويل بصوته الشجي ونبرته الحزينة.
بعد أن أنهى الدراسة في معهد المعلمين عُين معلماً في ثمانينات القرن الماضي في عدد من مدارس محافظتي البصرة وميسان.
كتب الشعر في فترة مبكرة من حياته، وكان يتمنى أن يكون شاعرا بعد أن زامل اغلب شعراء محافظة ميسان، ودخل عوالم القصيدة الحديثة كتابة ونقدا.
ويقول إن لقائه بالشاعر الغنائي كاظم اسماعيل كاطع كانت نقطة تحول في حياته، إذ نصحه بالتوجه إلى عالم اللحن والغناء.
عام 1988 انطلق في عالم الغناء الاحترافي من خلال ألحان كاظم افندي، وقصي البصري، وطارق ذياب، لكن شهرته الحقيقية تحققت من خلال الأغنية ذائعة الصيت "بس تعالوا" في التسعينات.
ترك العراق قبل عامين ليعيش في رومانيا بعد أن كرر محاولات السفر لغرض العلاج، لكنه يعد جمهوره بالعودة القريبة لتقديم أعمال فنية جديدة.
يرى الفنان كريم منصور أن الغربة تقتل المطرب فنياً لأنه يحتاج إلى الاتصال المباشر مع جمهوره. وقد أنتج بعض الأغاني من كلماته وألحانه تتحدث عن قساوة المهجر، واصفاً خروج الفنانين العراقيين من العراق، الذي لم يعد ملائما لتقديم الأعمال الفنية إلى دول المهجر التي من المفروض أن تمنحهم الحرية، يصفها بخروج السمكة من الماء الملوث كي تلاقي حتفها.
أنتج ثمانية البومات غنائية، وهناك أشرطة اشتهرت بين الناس تعاون فيها مع الشاعر عريان السيد خلف، ويستعد حاليا لإنتاج شريط غنائي يتضمن أغان رثى فيها رفيق رحلته وأستاذة الشاعر الراحل كاظم إسماعيل كاطع، الذي يعتبر رحيله خسارة كبيرة للوسط الفني بشكل عام، ولنفسه بشكل خاص، إذ قدم أكثر من 40 أغنية من قصائده.
نالت أغانيه حب الجمهور في العراق وصارت أغنيته "بس تعالوا" يرددها المعجبون والمطربون الذين تأثروا بفنه، وما زالوا. ويؤكد الفنان كريم منصور أن جمهوره لم ينساه أبدا لأن أغانيه تتحدث عن معاناة ومشاكل المواطن العراقي.
ويؤكد الفنان كريم منصور إن التلفزيون لم يساهم في صناعة نجوميته، لكن خصوصية لونه الغنائي، وأغانيه ذات الشجن العراقي، التي تنطلق من أوجاع وهموم الناس مكنته من الانتشار، منتقدا في الوقت نفسه تأكيد نقاد الموسيقى على نقد سلبيات الأغنية الحديثة متناسين الأغنية الملتزمة والهادفة وأهمية الكتابة عنها من اجل أن يلتفت إليها الجمهور وللارتقاء بذائقته الفنية.
عمله مديرا للمدرسة العراقية في العاصمة الرومانية بخارست أبعده عن الوسط الغنائي خلال الفترة السابقة، منتقدا في الوقت نفسه السفارات العراقية والمراكز الثقافية لعدم دعمها الفنانين المغتربين.
http://www.youtube.com/watch?v=RMWWVSkNQgY
404 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع