Treets hemmelighet
سر الشجرة
ترجمها عن النرويجية علي الكاش
حصريا لمجلة الگاردينيا
كان الضباب كثيفا في الغابة، إنه ضباب شهر تشرين الثاني الكثيف.
كان كثيفا إلى درجة إذا تجرأ الطير على الدخول فيه، فإنه سيطير مباشرة على جانب التلال الحادة.
كل شيء كان مغطى بالطحالب والأغصان، وبين الصخور نمت شجيرة الصغيرة.
إنها شجيرة القيقب ( شجيرة كثيفة الأوراق الأغصان والأوراق ولونهم أحمر).
أيها الضباب البارد، اهدأ! كل شيء في الغابة يستعد لنوم الشتاء.
....
انسحبت الحيوانات الى كهوفها منذ وقت طويل، والحشرات تسللت تحت لحاء الأشجار، والسحالي ذهبت إلى تحت الأرض. إنه أمر معقول.
قريبا سوف يهطل الثلج، كل شيء وكل فرد يهيئ نفسه للنوم الطويل.
كذلك شجيرة القيقب، فقد كانت عارية، لقد ذبلت أوراقها وسقطت.
أغلقت الشجيرة عينها من التعب، وهي على وشك النوم. كانت تفكر في الأيام الخوالي عندما كانت يانعة وأصغر.
فكرت كيف كانت بذرة في مهب الريح.
هل كان ذنب الشجرة بأن الرياح أسقطتها هنا بين الصخور؟
كلا، أبدا! الرياح لا تسأل البذور أين ترغب بأن تطلق سراحهاّ!
الأشجار عليها أن تنبت حيثما تقع البذور.
لذلك أطلقت شجيرة القيقب جذورها تحت ما بين الصخور. لم يكن هناك في الحقيقة مجال كافِ، ولا تربة كافية للنمو، ولا رطوبة كافية.
قالت الشجيرة مع نفسها: ليكن الأمر هكذا. وأخذت تخدش بثبات (التربة)
لكن على أي حال منظري جميل!
صارت الشجرة خضراء على قدر ما تتمكن، لكنها أصبحت صغيرة.
لقد مزقت تيارات الرياح قمتها عدة مرات، فصارت قصيرة ومنحنية.
قالت "ليكن ذلك" وثبتت في مكانها.
نمت شحرة القيقب اكثر، وصارت الحياة أصعب، الغصون التوت
والأوراق صارت قوية وجافة. قالت" ليكن ذلك". فهذا ما رأته فيما مضى مرارا.
في الليل عندما تكون الأشجار الكبيرة الواقفة نائمة نوما عميقا، تتطلع شجرة القيقب الى السماء المظلمة والنجوم المتلألئة.
ينساب جدول يُسمع خريره تحت الصخور. ومن بين شقوق الصخور يمكن الواحد من أن يلاحظ منظر الأشجار التي تنمو قرب الماء، وكم هو رائع وجميل. وكم عمق الغرين (التربة الغنية) تحت.
كانت الليالي حزينة وموحشة للشجرة.
لكن فجأة في يوم ربيعي حصل شيء لم يتوقع! في وقت متأخر بعد الظهر جاء شيء طائرا الى شجيرة القيقب واختبأ بين الغصون!
ثم تبين فيما بعد انهما عندليبان، وكانا يلهثان.
قال العندليبان: نحن نبحث عن مكان لنبني عش لنا فيه.
هل ترغبي بأن يكون العش هنا يا شجرة القيقب؟
كانت شجرة القيقب سعيدة. سألت بشك: ألست صغيرة؟
قال: هذا لا يعني شيئا. الشيء المهم أن لا يقترب أحد من العش.
قالت شجرة القيقب: ولكني قصيرة جدا!
قال العندليبان: هذا لا يعني شيئا. فقط على ان لا تقتلعك الرياح من جذورك!
واصلت شجرة القيقب: ولكني ملتوية بشكل فضيع!
قال العندليبان: هذا يناسبنا، وبدأ كلاهما يلتقطان الأشياء لبناء عشهما.
بنى العندليبان عشهما في شق على غصن قوي.
ولوت القيقب ثلاثة غصون لتثبيت العش بقوة كي لا تتمكن الريح القوية من اقتلاعه من أول وهلة.
أصبح كل شيء مهيأ. وبطنٌ العندليبان العش من الداخل بالريش والزغب (الريش الناعم)
ووضعت الأنثى اربع بيضات بنيات صغيرات مبقعات باللون الأخضر.
وكانت تستلقي عليهنٌ وتوسع الريش، كان البيض دافئا ومحميا بشكل جيد، كما لوكان تحت لحاف من الريش.
...
ليلة بعد ليلة كان ذكر العندليب يقف فوق شجيرة القيقب، ويغني لقرينته، المضطجعة في العش.
لماذا يغني؟ لأنه يحبها، ولأن الطقس جميل، ولأنه الربيع.
هو كذلك يغني لأنه سعيد بأن الفروخ الصغيرة ستخرج من البيض.
الأغنية كانت للأم العندليب، لكن كان القمر والنجوم والصخر يصغون. كان الجدول يصغي، وأيضا الأشجار الكبيرة تحت شجيرة القيقب.
نعم، الأشجار الكبيرة الواقفة كانت سخية جدا، وكانت تصغي. كل الغابة كانت تصغي.
قالت الأشجار فيما بينها: إنه عندليب! لدينا عندليب في الغابة! لكن أين عشه؟
وكيف يكون هذا؟
لكن شجيرة القيقب لم تقل شيئا! كان العش سر شجيرة القيقب.
لقد اهتزت وعقدت الأغصان بثبات، وكونت سقفا جيدا فوق العش عندما تمطر.
لا توجد شجيرة أخرى يمكن أن تهتم بالعش جيدا مثلها، لأنه بعد ذلك لن يكون لها أغصان كثيفة وأوراق شديدة التحمل.
كانت شجيرة القيقب سعيدة بأغنيات العندليب الجميلة في تلك الليالي الربيعية.
عندما فقست البيوض، كانت الشجيرة سعيدة جدا.
كانت تهزهم أكثر من السابق، وبعض الأحيان تهمس لهم بحكايات قصيرة وجميلة عندما يكونوا وحدهم، لأن الأم في بعض الأحيان تطير من العش للمساعدة في العثور على غذاء للصغار.
إعتاد الصغار أن يصفروا عندما يكونوا وحدهم: أخبرينا يا قيقب شيئا ما!
إذن عليكم أن تكونوا هادئين ولا أحد يسمعكم!
وكان على الشجيرة أن تجد شيئا بسرعة لهم.
تصفر صغار العندليب دائما: إنها قصة قصيرة!
لكن سرعان ما يعود الأبوين لإطعامهما.
وعلى الفور يطيران مرة أخرى من المكان، يناشد الصغار: هزينا يا قيقب! مرجحينا!
فتهزهم شجيرة القيقب، لكن بحذر كي لا يسقطوا من العش!
عندما لا يكون صغار العندليب هادئين، ويميلون إلى حافة العش الخارجية، كان على شجيرة القيقب أن تراقبهم جيدا.
...
عندما يحاول الصغار أن يزحفوا إلى خارج العش، تعيدهم شجيرة القيقب الى مكانهم.
تقول لهم: أنت الآن صغار جدا.
لكن الصغار كانوا يتشجعوا ويتشجعوا.
في أحد الأيام قفزوا مباشرة إلى خارج العش، ووقفوا على غضن.
ثم نظروا إلى تحت، فانتابهم الرعب، وأخذوا يصفرون من شدة الخوف.
حذرتهم شجيرة القيقب: لا تنظروا للأسفل! انظروا إلى أغصاني! اقفزوا هنا وهناك!
خذوا الأمور بهدوء! سوف لن أخسركم!
قفزوا الطيور الصغار من خلال الأغصان الرقيقة.
وأخيرا كان من السهل على مخالبهم الصغيرة أن تتمسك بالغصون.
قالت الشجيرة للصغار: إقفزوا هناك وهناك! لذا أخذ الصغار طريقهم من غصن لآخر. وعندما يتوجب عليهم ان يعملوا قفزة أطول بقليل فإنهم يستخدمون أجنحتهم للمساعدة.
ثم تعلموا الطيران.
عندما مارسوا ذلك لوهلة، أخذهم الوالدان في جولة طيران.
من صخرة إلى صخرة، وبين الأشجار، ويتجولون! ثم مباشرة تحت الى الغابة.
مضى الصيف، وقد تمتعوا بالحياة. ثم جاء شهر آب ونضج توت الغبيراء (يشبه العنب الأحمر)
صار من الصعب التمييز بينهم وبين الطيور الكبيرة.
لقد توقفوا عن النوم في العش لفترة طويلة، والآن اختار كل منهم غصن.
أخذا العندليبان الكبيران الآن يتحدثان كثيرا وكثيرا عن أرض دافئة بعيدة، حيث تنموا فيها أشجار النخيل والبرتقال، ومن الواضح إنهم قرروا أن يطيروا الى هناك في زيارة.
نعم لم يعد هناك شك بعد الآن! في مساء أحد الأيام قالت أنثى العندليب لشجرة القيقب: من فضلك ارجو الاهتمام بعشنا للشتاء يا قيقب! سوف نعود مرة أخرى في الربيع!
فعاهدتهم شجيرة القيقب بأنها ستهتم بالعش.
قالت أنثى العندليب: شكرا لك يا شجرة القيقب، من اللطف ان نسمع هذا الكلام!
قالوا جميع الطيور الكبار: ألف شكر يا شجيرة القيقب. وقفزوا طائرين حول القيقب للمرة الأخيرة.
...
ثم جلس والدا العندليب مع بعضهما على أعلى غصن، وأخذا يحدقان الى السماء، كما لو إنهما يريان شيئا هناك.
وطارت صغار العندليب وجلسوا بقربهم، و تعرف شجيرة القيقب ما يعني هذا! (انه الوداع)
قال العندليبان الكبيران: وداعا يا شجيرة القيقب وطارا بعيدين. وصاح الصغار: وداعا! وداعا! شجيرة القيقب وتبعوا الأبوين، ثم اختفوا جميعا.
الآن بدأت اشجار البتولا في الغابة تصبح صفراء، وأشجار الزان تصبح ذهبية، من ثم الى بنية.
ثم جاء المطر، وتساقطت الأوراق، وصار الطقس أبرد وأبرد.
في صباح أحد الأيام كانت فروع الأشجار والمنحدرات بيضاء بسبب الصقيع.
فكرت شجيرة القيب" كان من الأفضل ان طيور العندليب قد غادروا المكان.
لأنه كيف سيدبرونها مع هذا الطقس البارد؟
شجيرة القيب هيأت نفسها للشتاء، فقد سحبت النسغ (عصارة تجري في أوعية النباتات) الى الجذور.
كانت سعيدة بغصونها، وعلى اطرافها توجد براعم صغيرة متهيئة للانفتاح في الربيع القادم.
كل شيء كان كما يجب.
...
بدى على القيقب النوم قبل أن يهطل الثلج، فهي تنام حسبما يطول الثلج والبرد.
لو تمكن البعض من النظر إلى ما وراء الضباب، سيرى الرطوبة والظلمة على المنحدر الأجرد، وشجرة صغيرة تبرز من المنحدر. من المحتمل لأن يعتقدوا أن المنظر حزين!
لكن هذا الاعتقاد غير صحيح!
شجيرة القيقب كانت على وشك النوم بسعادة وهي تتطلع إلى الربيع.
وعندما تنام، تُبقي الأغصان متمسكة بقوة بعش طيور العندليب، إنه سرٌها الكبير، السر الأجمل ما يكون.
النهاية
الى اللقاء مع حتوته جديدة
601 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع