الخروج عن الطريق

                   

                             الخروج عن الطريق

                              Ut på veien
                            Out on the road

              

ملاحظة-(حيوان الخلد: من صنف الجرذ يعيش في ممرات داخل الأرض)

قال حيوان الخلد مخاطبا الجرذ: إنه يوم صيفي جميل، هناك أمر أود أن أسألك عنه.
كان جرذ الماء جالسا على ضفاف التهر ويغني أغنية شعبية. فقال له وهو شارد: اسأل عن الطريق الذي أنت فيه فقط.
قال حيوان الخلد: حسنا، أتساءل فيما اذا تأخدني لألقي التحية على الضفدع، أقصد ضفدع القلعة، لقد سمعت الكثير عنه، وبودي أن ألتقي به.
أجاب الجرذ: يمكننا ان نفعل ذلك بكل سرور. ضع القارب في النهر! وسنجذف سوية الى هناك. فالضفدع دائما موجود في البيت، وبالتأكيد سيكون سعيدا بزيارتنا
...

لم يجذفا طويلا حتى إلتف الجرذ وجيوان الخلد إلى منعطف في النهر، قظهر أمامهم بيت قديم جميل مبني من الطابوق.
كانت المروج الخضراء مشذبة وتمتد تحت حافة النهر.
قال الجرذ: ها أنت ترى قلعة الضفدع، الضفدع ثري جدا، وبيته هو الأجمل منظرا على حافات العالم هذه.
أرسي الزورق بجانب مرسى صغير، ومشوا إلى البيت.
...

هتف الضفدع عندما شاهد القادمين لزيارته: مرحبا بكما، رائع أن تظهرا هنا اليوم، فأنا أحتاج في الحقيقة إلى مساعدة لأجد شيئا مهما جدا.
قال الجرذ ببراءة: أخمن بأن الأمر يتعلق بالقارب حيث نعمل به.
أجاب الضفدع: إنسى موضوع القارب!
...

فيما يتعلق بالقوارب! لقد إنتهيت منها منذ فترة طويلة، بدلا عنها إكتشفت معنى الحياة.
تعالوا سأريكم!
تقدم الضفدع ماشيا أمامهما إلى أصطبل، وهناك بجانب الحشيش، وقفت عربة غجر رائعة بألوان أخضر وأصفر باهت، وإطارات حمراء اللون.
صاح الضفدع: أنظرا إلى هذه! هذه هي الحيارة الرائعة. بيت بعيد، شيء يسمح ليٌ بأن أطوف في الشوارع المفتوحة دون الإكتراث بالعالم. فاليوم هنا، وغدا في مكان آخر.
...
تبع حيوان الخلد الصفدع بفضول الى العربة، وبقى الجرذ في الخارج واضعا يديه بعمق في جيوبه ومتظاهرا بقلة إهتمامه بالعربة.
كان داخل العربة مجهز بأدوات، سرير بطابقين، منضدة صغيرة، طباخ، رفوف، مكتبة، وكانت هناك معلقة على الحيطان فيها صورة الضفدع.
قال الضفدع وهو يفتح أحدى الخزانات: لقد فكرت في كل شيء. هنا كل شيء نرغب فيه من طعام.
ثم فتح خزانة أخرى، وهنا ما مل نحتاج إليه من ملابس كبجامة إضافية.
وهنا مواد التنظيف.. كل شيء. لذا سنغادر بعد الظهر.
...

قال الجرذ من الخارج: معذرة عن السؤال، لكني سمعتك تقول بأنه يتوجب علينا أن نغادر؟
قال الضفدع وهو يسرع بالهبوط من السلم الصغير في مدخل العربة: عزيزي الجرذ الصغير
الآن ليس عليك أن تجلس على حصانك العالي! عندما أقول بأن عليك المغادرة معي، فذلك لأنك تعلم بأنني لا أستطيع أن أدبرها بدونك.
قال الجرذ: أنا لن أذهب، هذه هي المسألة!
أنا متمسك بقواربي والنهر القديم الجيد علاوة على ذلك، فإن حيوان الخلد سيقوم مقامي. أليس كذلك يا حيوان الخلد؟
قال حيوان الخلد بإذعان: طبيعي جدا.
...
ثم أضاف بلا تردد: بالرغم من انها.. تبدو أنها نزهة متعة جميلة.
قال الضفدع: متعة! نخمن بأنها ستكون متعة؟
ثم بدأ يطرح افكاره حول التمتع بالسفر عن طريق الكرفان بأسلوب مقنع، بحيث أن حيوان الخلد لم يعد يصبر من شدة الإثارة.
وأخيرا استمتع الجرذ أيضا بخطة الضفدع.
اتفقوا الثلاثة، وطلب الضفدع من الاثنين بأن يجلبا حصان الشغل العجوز من المزرعة
لم تكن لدى الحصان ادنى رغبة بسب الكرفان، مفضلا البقاء في مكانه الحالي، وان يقوم بعمل بعمله مهما كانت الصعوبة.
......

في النهاية، تمسكوا بالعربة وركبوها مستمتعين بها.
إنطلقوا في نفس اليوم، بعد تناولهم الفطور مباشرة في الرحلة.
كانوا الثلاثة يتكلموا سوية عن جميع مشاهداتهم في الرحلة.
....
كانوا الثلاثة يتناوبوا على مقعد السائق، والسير بجانب الحصان.
وعندما توقفوا ليلا لأنهم كانوا يشعروا بالتعب ولكنهم سعداء، كانوا على بعد عدة أميال عن البيت.
بعد تناول العشاء ذهبوا الى الأسرة الصغيرة في العربة.
قال الضفدع وهو نعسان: هذه هي الحياة! أليس كذلك؟ أفضل من الحديث عن النهر. أليس صحيح يا جرذ؟
قال الجرذ: أنا لا أتحدث عن نهري.وقال بهدوء: أنت تعرف ذلك أيها الضفدع، لكني أفكر فيه.
كان حيوان الخلد طوال الوقت يوخز براثنه، ويضغط بقبضته على الجرذ في الظلام. وهمس: عزيز الجرذ! إذا كنت ترغب بالذهاب، فبإمكاننا الزيغ من المكان غدا في الصباح الباكر، والعودة الى نهرنا القديم الجميل مرة أخرى.
همس الجرذ جوابا:لا! كلا، سنمضي معا! لا يمكن ان نضع الضفدع في موقف صعب، حتى وان جاء بكرفانه الجنوني، سوف لا تأخذ الرحلة مدة طويلة.
فقط انتظر وسترى!
إذن اليلة سعيدة. سوف تأخذ فترة أقصر مما يظن الجرذ.
في صباح اليوم التالي جاءوا في البداية لشارع رئيسي كبير وعريض.
كان حيوان الخلد جالسا على مقعد القيادة، والضفدع والجرذ يتسكعان وراء العربة، حينما سمعا صوت تحذير واطئا وأزيزا قريبا منهم.
بعدها جاء صوت فرقعة عالي! طوط! طوط
من ثم دوامة من الغبار، وفوضى هادرة عندما اجتازتهم سيارة كبيرة.
....
صهل الحصان العجوز من الخوف، وهذا لم يساعد حيوان الخلد على
تهدئته، والعودة الى الطريق (بعد انحراف العربة عن الطريق).
ومع هذه الضجة العنيفة انقلبت العربة في حفرة.
كان الجرذ هائجا. وصاح: أشقياء! وكان يلوح بقبضتيه على السيارة
سائق متهور! سأرسل رجال الشرطة وراءكم.
...
من جهة أخرى تمكن حيوان الخلد من تهدئة الحصان، وأخذ يتفحص العربة.
كان المشهد محزنا.
الزجاج مهشم، والمحور(الأكسل قاعدة العربة) ملتوية ومطعجة، احد الدولايب إرتخي
والعلب متناثرة في كل مكان.
لكن ماذا حول الضفدع؟
نعم! كان الصفدع جالسا في وسط الطريق بلا حركة، يحدق في الإتجاه الذي إختفت فيه السيارة
وخلالها يتمتم بصوت واطيء: طوط! طوط
هزٌه الجرذ من ساعده، هيا أيها الضفدع، عليك بالنهوض!
لكن الضفدع لم يحرك ساكنا. وأخذ يتمتم: شيء جميل جدا!
.....
السرعة، المتعة! هذه هي وسيلة السفر. اليوم هنا وغد بعيد جدا (الضفدع يهذي)
أيها الألبكه الكبير(حيوان امريكي يشبه الخروف بصوف كثيف وناعم)، طوط! طوط!
سأل حيوان الخلد: ماذا سنفعل معه؟
قال الجرذ: لديٌ ما يكفيني اليوم، إنها نفس الأسطوانة القديمة مرة أخرى.
لديه فكرة جنونية جديدة، علينا أن نوقفه على قدميه، ونذهب أقرب مدينة ونأخذ أول قطار للعودة للبيت.
....

نظر بإمعان للضفدع وإستمر بالحديث: إستمع إلي!
قريبا نصل إلى المدينة، ستذهب إلى البوليس لتقديم شكوى ضد سائق السيارة الحمراء
بعد ذلك بإمكاننا ترتيب إصلاح دولايب العربة.
تمتم الضفدع حالما: شكوى للبوليس!هل يجب عليٌ أن أشتكي على هذه السيارة الرائعة؟ أوه، أيها الجرذ، تخيل لو أنك لم تقل نعم للمشاركة في الرحلة؟ عندها سوف سوف لن أحصل في حياتي أبدا على تجربة لرؤية أشياء جميلة.
هزٌ الجرذ رأسه موافقا.
ثم وجدا فلاحا لطيفا وعدهم أن بهتم بالحصان، ثم أخذوا أول قطار للعودة إلى البيت.
...

كانت رحلة القطار طويلة ومملة، ولكن في الأخير تمكنوا من ترك الضفدع المستمر في حلمه عن باب قلعته، وجذفواالقارب في النهر للأسفل حيث يقع جحر الفأر اللطيف الدافئ على ضفاف النهر.
في مساء اليوم التالي، كان حيوان الخلد جالسا ويصيد السمك على النهر عندما جاء الجرذ ماشيا بعد زيارة لعدد من أصدقائه.
قال حيوان الخلد" هل سمعت آخر الأخبار؟ الناس لا يتحدثون غيرها.
في هذا الصباح ذهب الضفدع الى المدينة وطلب سيارة كبيرة وباهظة الثمن ليشتريها.
تنهد الجرذ وقال: يبدو لم يتغير شيء.

إنتهت الحتوتة وهي القصة الأخيرة من مجلد ( Barnas beste klassiske eventyr)وترجمته (أفضل المغامرات الكلاسكية للأطفال). سنبدأ لا حقا بمجلد آخر.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

778 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع