موسيقيو مدينة بريمن
Bymusikantene fra Bremen
في أحد الأيام كان هناك فلاح لديه حمار
تعب الحمار وقد كافح لعدة سنوات طويلة، وأصبح عجوزا وضعيفا، بحيث اراد صاحبه التخلص منه.
قبل أن ينفذ الفلاح خطته المهمة، قرر الحمار ـ الذي كان حيوانا ذكيا بصورة غير اعتيادية ـ
الهروب من المكان، لكي يصبح موسيقي المدينة. إنطلق الحمار الى مدينة (بريمن)، لكنه لم يبعد كثيرا حتى رأى كلبا مضطجعا على حافة الطريق يقتنص الهواء.
سأل الحمار: لماذا أنت ممدد هنا وتلهث، يا صديقي؟
أوه! تنهد الكلب. انا كبير السن وضعيف بحيث لا أقدر أن أكون مناسبا للصيد في الوقت القريب.
وان سيدي أراد التخلي عني، فهربت منه. لكن كيف يستطيع المهجن العجوز من تدبير لقمة العيش؟
إقترح الحمار: حسنا، ما رأيك أن تصحبني؟ فأنا ذاهب الى مدينة بريمن لأكون موسيقار.
وافق الكلب العجوز على المقترح، ثم مضى مع الحمار سوية
وبعد أن مشيا لمسافة، سمعا مواء قطة حزين
كان جالسة على صخرة وذيلها معلق، ورأسها معلق أيضا.
قال الحمار: ما مشكلتك؟ أيتها القطة؟ تبدين حزينة جدا؟
" أنت كذلك ستكون حزينا جدا، عندما تكون حياتك في خطر"
لأني كبيرة السن وفقدت أسناني، وافضل أن اتمدد بجانب الموقد بدلا من
ملاحقة الفئران، فمولاتي ارادت التخلص مني، لذلك هربت.
لكن ماذا سأفعل الآن؟
قال الحمار: تعالي معنا إلى بريمن!
فالطريقة التي تغنين بها جميلة، وسوف تكونين موسيقية المدينة الرائعة
إعتقدت القطة بأن الفكرة جيدة، لذلك قررت ان تتبع الحمار.
إستمروا في طريقهم الطويل، وبعد برهة إلتقوا بديك كان جالسا ويصيح بكل قوته (عيعووو عيعووو)
قال الحمار: إنها ضوضاء مثيرة للعجب.
ما الذي يمكن ان يكون هذا؟
قال الديك: سيدة الحقل هددتني بأن تلوي عنقي، وتقدمني كحساء يوم الأحد.
لذلك فأنا أصيح وإستمر بالصياح كلما أمكن.
قال الحمار: شيئ لم يُسمع من قبل!
تعال معنا! نحن في طريقنا الى مدينة بريمن لنصبح موسيقيو المدينة.
إذا كنت تظن بأنك تستطيع أن تصيح بصوت اكثر هدوءا، فيمكننا ان نغني معا.
كان من المستحيل ان يعيد الطلب على الديك مرتين، لذا سار الأربعة في طريقهم
لعالمهم.
في المساء عندما كانوا يستريحوا تلك الليلة، تمدد الحمار والكلب تحت شجرة.
واحتل القط غصن واطيء، ورفرف الديك في قمة الشجرة، حيث يكون اكثر أمانا من القطة.
قبل ان يستغرق الديك في النوم، نظر حوله، إكتشف ضوءا على مسافة.
صاح الديك بالآخرين: ذلك بيت ليس بعيدا من هنا. أنا أرى أضوا
قال الحمار: نحن على أي حال غير راغبين في الإستمرار بالبقاء هنا
فالبيت يعطى مأوى أفضل من هنا.
تلمض الكلب بفمه، معتقدا إنه يمكن أن يجد عظمة أو أثنتين.
لذا واصلوا المسير، وبعد قليل كانوا مقابل بيت رائع الإضاءة كان الحمار متقدما، ذهب الى النافذة وأخذ يستطلع ما في الداخل سأل الديك: ماذا ترى؟
قال: أرى منضدة مغطاة بأغذية وأشربة لذيذة، كذلك أرى لصوص جالسين حولها يستمتعون.
قال الديك: هذا مكان رائع لنا لنسكن فيه.
جمعت الحيوانات رؤوسهم الى بعض للتشاور، ولم يأخذوا وقت طويل
لوضع خطة حول كيفية التخلص من اللصوص
وقف الحمار مستندا على ساقيه الامامية على حافة النافذة
ثم قفز الكلب فوق ظهر الحمار، وتسلقت القطة على
ظهر الكلب.
وفي الأخير وقف الديك على رأس القطة
ثم بدأول بالغناء:
نهق الحمار: إي إي إي ـ آ آ آ! إي إي إي ـ آ آ آ!
نبح الكلب: وووف! وووف!
موأت القطة: ميو! ميو!
وصاح الديك: عيعوو! عيعوو!
ثم رموا بأنفسهم من خلال النافذة، وتهشم الزجاج، وقفز اللصوص لجميع الإتجاهات
أعتقد اللصوص بأنهم سحرة واشباح، فهربوا بأسرع ما يمكن.
لكن الموسيقيين الأربعة جلسوا حول الطاولة منشغلين بالطعام اللذيذ
ثم أخذوا يأكلون ويأكلون ويأكلون.
عندما شبع كل واحد منهم، أطفئوا الضوء، ووجدوا لهم مكانا للنوم.
تمدد الحمار على بعض القش في الفناء.
وتمدد الكلب على حصير بجانب الباب.
وتكورت القطة على نفسها قرب الموقد.
ووقف الديك على المدخنة
لقد كان يوما طويلا وصعبا، لذا استغرقوا بسرعة في نوم عميق.
لكنهم لما كانوا يناموا براحة لو علموا بأن اللصوص كانوا على مقربة منهم.
لذلك عندما رأى اللصوص أن البيت أصبح مظلما، تأسفوا بأن سمحوا للخوف أن يتسلل اليهم، لذاا قرروا أن يرسلوا اشجع واحد من بينهم للعودة للبيت لغرض التحقق.
عندما رأى اللص كيف ان البيت ساكن وهاديء، تجرأ لدخول المطبخ لإشعال شمعة.
رأي العينين المتجمرتين للقطة بجانب الموقد، فظن انهما جمرتين ووضع قربهما ورقة لإشعالها.
لكن القطة كانت غاضبة. فقفزت عاليا أمام ناظره وهي تهسهس وتخدش بأظافرها.
ركض اللص مذهولا بإتجاه الباب، لكن كان هناك الكلب الذي قفز
وعضه من ساقه.
إندفع اللص إلى الفناء، وكان هناك الحمار، الذي إعطاه رفسة مضبوطة
في أسفله.
لقد أيقظ الجميع بضوضائه، فصاح الديك بكل قواه: عيعوو! عيعوو!
ركض اللص بأقصى ما يمكنه من سرعة راجعا الى جماعته وقال:
أنها ساحرة قبيحة المنظر في البيت.
لقد بصقت عليٌ وخدشتني في وجهي بأظافرها الطويلة.
قرب الباب كان رجل ينتظر، وهو الذي طعنني بالسكين.
وفي خارج الفناء كان هنا وحشا ضربني بمطرقة خشبية.
وعلى السطح جلس قاضيا وصرخ: قف أيها اللص!
لذا خرجت من هناك بكل سرعة.
بعد تلك الليلة لم يجرأ أي من اللصوص بالتقرب من البيت.
الموسيقيون الأربعة كانوا سعداء جدا، بحيث انهم قرروا البقاء في الدار.
ومنذ ذلك الحين لم يعد أحد يسمع شيئا، سوى إنهم يعيشوا في سعادة لحد الآن.
انتهت الحتوته وسنكمل ما تبقى من قصص المغامرات.
1561 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع