حامض شلغم ماضوگه ... لو ضربوني بطابوگه!!!
الله بالخير يا جماعة الخير
قبل ثورة أو انقلاب تموز ١٩٥٨ كان الزعيم / عبدالكريم قاسم ( آمر لواء١٩ ) في محافظة ديالى وحصرا في مناطق السعدية وجلولاء وسلطته كانت تمتد الى قرب دربندخان التابعة لمحافظة السليمانية.
وحداته كانت منتشرة بتلك المناطق و كان بين فترة وأخرى يزور الأفواج حتى يطلع على احتياجاتهم وفي نفس الوقت يتفقد وضعهم واحوالهم.
بمرور الزمن تعرف على عدد من شيوخ العشائروالوجوه الأجتماعية لابل صارت بيناتهم زيارات و عزايم و حضور أفراحهم وعزائِهم.
من بين أصدقاء الزعيم كان أحد الأغاوات في تلك المناطق (أحمد آغا) وهذا كان صاحب ديوان و حلال و له كذا فدان من الأراضي الخصبة للزراعة وبأمرته كذا فلاح و خدم وحشم ،كان مرات و مرات (على ألأكثر موسم المحاصيل والمناسبات) يرسل صناديق الطماطة وبيكبات من الرگي والبطيخ و گواني البصل و خرفان الى مقر اللواء والأفواج تعبيرا عن أحترامه الهم كونهم عسكر و غربة ويتواجدون بمنطقته.
الأغا كان بجيد العربية ولكن عربية مكسرة بس كان يمشي حاله مع الزعيم وبقية الضباط.
راحت أيام و أجت أيام والعلاقة توطدت بين الأغا و الزعيم و ضباط ركنه لابل حتى مع ضباط الصف ، الجميع كانوا يكنون الأحترام والمحبة للأغا و جماعته.
بعد فترة صار اللي صار و الزعيم أصبح الرجل الأول في الجمهورية العراقية ،رئيس وزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع.
من بين القرارات التي صدرتها الحكومة الجديدة قانون اصلاح الزراعي رقم ٣٠ في أيلول / ١٩٥٨ وهذا القرار كان قد سبب خسارة چبيرة للأقطاعيين ومنهم بالتأكيد صديق الزعيم أحمد آغا.
مرت سنة وسنتين والأغا يفقد الكثير الكثير.. وكان على طول يگول وية نفسه:
- ياربي هم التقي بالزعيم وأعاتبه على هالقرار الظالم!!؟؟.
فد يوم الأغا كان في بغداد لمراجعة طبيب ، كان يمشي بشارع الرشيد بملابسه التقليدية الكوردية وأذا بسيارة الزعيم تطبك وينادى عليه المرافق:
-احمد آغا..تعال سيادة الزعيم يريدك!!.
صدگ چذب؟؟ بعد كم سنة وجها لوجه مع صديقه سيادة الزعيم قاسم!!.
بعد السلام و التحية( الجماهير التمت حول سيارة الزعيم والحناجر تهتف بحياته) ، أخبره الزعيم بأن يراجعه باچر الصبح في مقر وزارة الدفاع ولأجل ذلك سلمه ورقة للأستعلامات لتسهيل مهمة زيارته.
ثاني يوم من الصبح گعد الأغا من الغبشة (كان نازل في احدى فنادق ساحة الأمين بالقرب من تمثال الرصافي) ، زين لحيته و سبح ولبس أفخر الملابس و توجه الى ساحة الميدان حيث مقر وزارة الدفاع.
دخل عالأستعلامات و سلمهم الورقة ، رحبوا به وگالوله تفضل آغا أستريح.
خابروا واذا مكتب الزعيم يطلبون بأحضاره فورا وبكل أحترام كونه صديق الزعيم.
رافقه أحد ألأنضباطية ووصله الى مكتب الزعيم وهناك رأسا دخلوا عالزعيم اللي كان واگف بنص الغرفة ينتظر صديقه الكريم العزيز صاحب الأفضال عليه و على ربعه من كان آمر لواء بمنطقتة .
بعد التحية و السلام گعد الأغا وبدأ الزعيم يسأل عنه وعن عشيرته وأهله وناسه وأوضاعهم.
رد عليه آلآغا:
- يامعود سيادة الزعيم شسويت بينا؟؟ هذا القرار مالة الأصلاح الزراعي ما خلى بحالنا شىي..ليش هالقرار؟؟؟
ضحك الزعيم هواية ورد عليه:
- آغا هذا القرار بيه فائدة لأكبر شريحة بالمجتمع العراقي ..ناس فقرة كانوا السنة كلها يكدون والعشى خباز!!..اليوم تحسنت أوضاعهم، وانت تأمر راح أكافئك أكتبلك مبلغ محترم تمشي بيها حالك وأني أخوك.
كتبله ورقة لوزير المالية بأن يصرف أو يمنح مبلغ خمسة آلآف دينار للأغا (أسمه الثلاثي) ووقع الورقة ووصفله وزارة المالية وگاله تروح مناك يصرفولك المبلغ بأحد المصارف.
شكره الأغا وودعه الزعيم الى المكتب..
خرج الآغا فرحان بهذا المبلغ الذي يعني الكثير له بهذا الوقت .. الحمدلله وأخيرا فرجت الله مايگطع ، حشا لله.
طلع من باب وزارة الدفاع وهو مامصدگ اللي جرى بهالسرعة..المهم وصل أستعلامات وزارة المالية وخبرهم بأنه عنده توصية من الزعيم ولازم يقابل السيد الوزير.
بذيج الفترة كان ( ابراهيم كبة) وزير الأقتصاد ووزير المالية بالوكالة، فرأسا دخلوا على الوزير والرجل ما قصر گام وأستقبله وطلبله چاي وقرا الرسالة وجرى بيناتهم حديث طويل:
- شلون تعرف الزعيم؟؟
والآغا حچاله كلشي و كلاشي و حچالة عن زيارته للزعيم وأخيرا هذه الورقة لمنحه المبلغ / خمسة آلآف دينار.
صمت الوزير شوية ووجه كلامه للضيف:
- بالحقيقة المبلغ چبير!..ما أعرف سيادة الزعيم شلون يفكر؟، صحيح هو زعيمنا وعلى راسنا بس هذه أموال الشعب وماتصرف بهالسهولة!!.. لذلك أعتذر ما أگدر أصرف المبلغ ، و مثل ما تعرف المبلغ مو مية وميتين..خمسة آلآف دينار والخزينة ما تتحمل!!.
الأغا كان عزيز النفس ما ناقش الوزير ، فقط گاله:
ممكن ترجعلي الورقة؟؟؟
رد الوزير: اكيد لاء هذه معنونة الي شخصيا وأستلمتها.
الآغا رجل عاقل لذلك نهائيا ما ناقش الوزير گام شكر الوزير وصافحه وطلع..
فكر يروح للدفاع بلكي يخلوا يقابل الزعيم..خوش فكرة وبوجهه لهناك ولما وصل خبروا بأن الزعيم طالع و محد يعرف شوكت يرجع!!.
شاف الشغلة مابيها نتيجة لذلك رأسا رجع الى قريته و هناك سمعوا الأهالي بالقصة وبالليل الكل گاعدة سرد عليهم الأغا الحكاية بتفاصيلها والعالم متعجبة عجبا شلون خلك وزير ما ينفذ كلام وأوامر الزعيم قاسم؟؟
بعد أخذ و رد گالولة :آغا والحل ؟؟راح تسكت؟؟
گالهم مستحيل أسكت ، شلون أسكت،أخذت قراري ولايمكن أتراجع عنه!!.
گالولة وشقررت؟؟
گالهم حلفت بطلاگ مرتي طول عمري ما أكل كبة!!!!!.
يعني بالضبط مثل المثل الشعبي: حامض شلغم ما أضوگه .. لو ضربوني بطابوگة!!
الظاهر الأخ (الأغا) كان متأثر هواية بالمثل أعلاه لذلك حلف بالطلاگ ما ياكل كبة ، نعني مو بس ينضرب بطابوگة لا حتى لو انضرب بمدفع رشاش!!.
مربط الفرس:
أيام الخير والبركة ومن كان أكو رجال حقيقيين و حريصين على أموال الدولة والشعب هكذا كانت الأمور..
اليوم في ظل العملاء و الحرامية وديمقراطية الشيطان الأكبر وأوامر وليه الفقيه شفنا وأنشوف العجب العجاب!!.
الحاج أبو أسراء نعني المالكي (دام ظله) كان بأشاره الى مدير مكتبه ومن غير علم وزير المالية و البنك المركزي يصرف ملايين الدولارات لشيوخ العشاير واللوگية لمجرد ينطون أصواتهم لقائمته!!
مو بس المالكي ، حتى أبنه أحمد ( دام ظله ايضا و ليش لاء!!؟؟) كان يوزع سيارات و قطع أراضي و مبالغ نقدية ويعين مدراء و أمراء من دون أن نعرف الأخ أبو شهاب شنهو يشتغل و ماهي مناصبه الحكومية و الحزبية ؟؟.
المفروض من العراقيين أن يمتنعون عن أكل (الفسنجون و حلويات الساهون و آب گوشت وقرمة سبزي و چلو مرغ )* الى يوم يبعثون .... والعاقل يفهم قصدي!!.
أودعناكم عيوني الى حچاية جديدة ( من القلب للقلب) بأذن الله
رئيس التحرير
*أسماء لأكلات إيرانية مشهورة.
1163 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع