الشاعر معروف الرصافي

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 03 آذار/مارس 2013 18:56

                            الدكتور/ رعد العنبكي

 شاعرا وطنيا فذا شجاعا ولا زلنا نتذكر اشعاره في مراحل دراستنا الابتدائيه والمتوسطه والثانويه الا وهو الشاعر المرحوم معروف الرصافي

معروف الرصافي : ( 1877-1945)
معروف عبد الغني بن محمود الجباري البغدادي الرصافي ولد في بغداد ايام الوالي عبد الرحمان باشا  اصله من عشيرة الجباره في كركوك ويقال انها علوية النسب

ولد في جانب الرصافة ببغداد وتلقى دروسه الابتدائيه في المدرسه الرشيديه العسكريه ولم يحرز شهادتها وتتلمذ في ( الكتاتيب ) في جامع الحيدرخانه على يد علماء بغداد
الاعلام كالشيخ عبد الوهاب النائب والشيخ قاسم القيسي والشيخ قاسم البياتي والشيخ عباس حلمي القصاب ثم الشيخ الجليل العلامه محمود شكري الالوسي وتخرج على يده وكان يرتدي العمامه وزي العلماء...

             
وسماه شيخه الالوسي ب (معروف الرصافي ) ليكون في  الصلاح  والشهره والسمعه الحسنه مقابلا ( لمعروف الكرخي ) ودامت علاقته مع استاذه العلامه الالوسي  زهاء عشرة سنوات
واشتغل في التعليم ونظم اروع قصائده في الاجتماع والسياسه والثوره على الظلم قبل الدستور العثماني
وقد ظهر في شعره الكوني والفلسفي نزعات قوية دالة على عمق تفكره كما ابان شعره الوصفي عن دقة وقوة تصوير الاشياء اما شعره السياسي والاجتماعي فهما غنيان بالعواطف القوية الجياشة التي تدل على انه كان سياسيا بل كان من الطراز الاول في جيله يتمنى الخير لبلاده ولقومه بل للعرب جميعا وفي سنة ( 1900 ) ايام الوالي نامق باشا الصغير عين مدرسا للاداب واللغة العربية في مكتب الااعداد العسكري وظل مواضبا فيه حتى اعلان الدستور العثماني فطلبه صاحب جريدة  (اقدام ) التركية للتحرير في جريدة عربية باسم ( الاقدام ) تضاهي جريدة  (اقدام )
التركية فذهب الى استنبول وبقى مدة فيها ثم عاد الى بغداد لعدم اصدار الجريدة المذكورة وظل يواصل سعيه ويناضل بكل جدارة واخلاص فانتخب ( مبعوثا )اي نائبا عن لواء  (المنتفك ) ولما اعلنت الحرب العالمية الاولى ودخل الحلفاء الى استنبول وبعد اعلان الهدنة في ( 10-11-1918م ) خرج من استنبول وحل في الشام ورحل الى القدس وعين مدرسا للادب العربي في دار المعلمين بالقدس  وفي سنة  (1921 ) عاد الى بغداد وبقى فيها الى الحكم الوطني واصدر جريدة الامل سنة (1923 ) فاستمرت اقل من ثلاثة شهور وزار مصر سنة (1939 ) وعين
مفتشا قي مديرية المعارف ببغداد عام (1924 ) ثم عين استاذا في اللغة العربية بدار المعلمين العاليه عام (1927 )
وبعد ان ساءم الحياة في بغداد اختار مدينة ( الفلوجة ) عام  (1933 ) ونزل في ضيافة ال عريم الكرام الذين انزلوه احد منازلهم المطلة على نهر الفرات قريبا من الجسر الحديدي
وفي اواخر ايامه عاد الى بغداد وسكن في ( الاعظمية –محلة السفينه) يعاني البؤس والشقاء متمسكا بعقيدته ا لى ان داهمه المرض وفي  ( 16-5-1945) توفي وشيع جثمانه بدموع الادباء وحسرات الشعراء ودفن في مقبرة الامام الاعظم حسب وصيته رحم الله شاعرنا واسكنه فسيح جناته وصلى على جنازته الشيخ حمدي الاعظمي
شعره :
امتاز اسلوب الرصافي بمتانة لغته ورصانة اسلوبه وله اثار كثيره في النثر والشعر واللغه والاداب اشهرها ديوانه ( ديوان الرصافي ) حيث رتب الى احد عشر بابا في الكون والدين والاجتماع والفلسفه والوصف والحرب والرثاء والتاريخ والسياسه وعالم المراءة والمقطعات الشعرية الجميلة
في السياسه :
لقد شارك الرصافي في قضايا امته السياسية والاجتماعية ودعا الى بناء المدارس ونشر العلم حيث قال :
ابنوا المدارس واستقصوا بها الاملا         حتى تطاول في بنيانها زحلا
جودوا عليها بما درت مكاسبكم             وقابلوا باحتقار كل من بخلا
واتذكر الى الان شعره في المدارس وابنائها حيث قال رحمه الله :
اابناء المدارسي ان نفسي            تاءمل فيكم الامل الكبيرا
وفي رده على الاحتلال البريطاني : عندما احتل الانجليز العراق سنة  (1920 ) واصدار الدستور حيث قال :
علم ودستور ومجلس امة             كل عن المعنى الصحيح محرف
اسماء ليس لنا سوى الفاظها         اما معانيها فليست تعرف
من يقراء الدستور يعلم انه           وفقا لصك الانتداب مصنف
ويصرخ في قصيدة اخرى :
ياقوم لاتتكلموا            ان الكلام محرم
ناموا ولا تستيقضوا      ما فاز الا النوم
وتاخروا عن كل ما     يقضي باءن تتقدموا
اما السياسة فاتركوا       ابدا ولا تندموا

بني لشاعرنا الرصافي تمثال لتمجيد ذكراه في شارع الرشيد في الساحه المقابله لجسر الشهداء قرب سوق السراي والمدرسة المستنصرية الاثرية
رحم الله شاعرنا واسكنه فسيح جناته
ولكم مني فائق الشكر والثناء لما تقومون به من اعمال تخلد تراثنا وثقافتنا واودبائنا
والشكر موصول الى الاستاذ جلال والاستاذه ايمان المحترمين ودمتم في رعاية الله وحفظة
اخوكم المخلص
الدكتور
رعد العنبكي