علي الزاغيني
من طلب العلا سهر الليالي
مهما حاولنا ان نخفف القلق والتوتر عن طلبتنا قبل الامتحانات الوزارية ( االبكلوريا ) خصوصا طلبة السادس الاعدادي بفروعه كافة نصطدم بأمور كثيرة تجعلنا نحن ايضا في قلق خلال فترة الامتحانات وصعوبة الاسئلة المتوقعة التي سوف تحدد مصير الطلبة بغض النظر عن النتائج التي حققها الطلبة خلال مسيرته الدراسية وهذا يعني ان كل الجهد الذي بذله الطالب سابقا سيذهب سدى اذا لم تكن الدرجات المتحققة في الامتحان الوزراي بالمستوى المطلوب وهذا له تاثير سلبي على مستقبلهم , اذا ما علمنا ان الشد النفسي والقلق والخوف كلها ترافق الطالب خلال فترة الامتحانات وكذلك مزاج المصحح خلال فترة التصحيح خصوصا اذا لم تكن القاعات المعدة للتصحيح مكيفة باجهزة تبريد وكذلك الزخم الكبير في اعداد الدفاتر الامتحانية والمطلوب تصحيحها بفترة زمنية محددة .
سابقا لم يكن هناك اي وسائل تشغل الطلبة عن دراستهم ووسائل الترفيه مقتصرة على التلفاز وقنواته المحدودة ولم تكن هناك اي وسيلة للاتصال سوى الهاتف الارضي مما يساهم بعدم هدر الوقت والاستفادة من الوقت المتاح لهم للدراسة وعدم انشعالهم عن دراستهم بامور جانبية ومع هذا لم تكن النتائج لدى البعض تلبي طموحه وطموح ذويه , مع تقدم العلم وتطوره تتعدد وسائل الترفيه والاتصال وهذا يساعد على هدر الوقت وعدم الاستفادة من التطور الالكتروني الذي غزا العالم بطريقة مثالية وبالتالي يكون عثر حجر امام دراسة الطلبة وضياع مستقبلهم .
الاجراء الذي اتخذته الحكومة العراقية بايقاف الانترنت خلال فترة اداء طلبة السادس الاعدادي وقبلها بساعات يقودنا الى ضعف الحكومة بالسيطرة على تسرب الاسئلة الوزارية قبل الامتحان وهذا ما جعلها تتخذ هذه الخطوة وتحد من ظاهرة تسريب الاسئلة وهذا يقودنا الى فقد الثقة بالمسؤولين عن طباعة او توزيع الاسئلة وبالتالي تباع بمبالغ خيالية تقلب موازين الامور لدى البعض بدون تعب وجهد ويحصلون على درجات النجاح , ومن جهة اخرى هناك ظاهرة انتشرت في السنوات الاخيرة وتطورت خلال هذه السنة وهي استخدام سماعات صغير الحجم تضع داخل الاذن رغم خطورتها يستطيع الطالب من خلالها الانصات الى صوت المرسل من خارج القاعة بواسطة الهاتف النقال ومن خلاله يقوم بنقل الاجوبة دون عناء يذكر , هذه الطريقة وغيرها من الطرق التي يتبعها البعض من الطلبة بمساعدة اصدقائهم او ذويهم لها تاثير سلبي على مستوى التدريس وكذلك لها تاثير نفسي على الطلبة الذين يجتهدون على مدار السنة وتكون نتيجتهم مقاربة للطلبة الذي استخدموا وسائل الغش الاكترونية وغيرها .
ليس الغاية من الاسئلة في الامتحانات الوزارية وضع الطالب في دوامة ومحاربته نفسيا وانما اختباره عن مدى استيعابه للمادة الدراسية ,اعتقد ان محاولة عرقلة الطالب بهذه الطريقة اصبحت قديمة وتقليدية وتعكس فشل وزارة التربية في صياغة نموذج جديد من الاسئلة او الامتحان تشعر الطالب بمدى قابليته على الاستجابة وعدم الخوف والرهبة من الامتحان كون السنة الاخيرة هي من تحدد مصير الطالب ومستقبله وهذا خطا كبير يرتكب بحق الطالب وذويه مهما كانت درجاته في السنوات السابقة فانها لا تعني شي له فهي مجرد حبر على ورق ويبقى مصيره معلقا على هذه الامتحانات الاخيرة ودرجاتها المتحققة .
من الامور المهمة التي يجب على وزارة التربية ومديراتها وادارة المدارس الانتباه اليها ظاهرة الدروس الخصوصية التي انتشرت بشكل واسع فوق حدود التصور بحيث شكلت نسبة عالية واصبحت ظاهرة دائمية شكلت نسبة كبيرة لدى طلبة السادس العلمي خصوصا وباسعار باهضة الثمن تثقل كاهل الطلبة وعوائلهم وهذه الظاهرة الخطيرة جعلت من بعض المدارس قليلة الاهتمام بطلبتها بسبب معرفتهم بان اغلب طلبتهم قد باشروا بالدروس الخصوصية وهذا يسجل مدى خطورة الامر وسلبياته على التعليم في العراق , ان ظاهرة المدرس الخصوص كانت موجودة سابقا ولكن لم تكن في هذا المستوى الكبير المستفحل في مدارسنا وعلى وزارة التربية محاربتها ومحاسبة كل من يقوم بذلك وكذلك محاسبة المقصرين من الهيئات التدريسية التي لا تعطي الطالب حقه في تدريس المادة وجعله يلجا الى الدروس الخصوصية من اجل حفنة من الدولارات .
واخيرا لكل مجتهد نصيب وعلى الطالب ان لا يضع الاعذار مسبقا وان يكون قد تهيئ لاداء الامتحان الوزاري بالشكل المطلوب ولا يتامل ان تاتيه المساعدة بطريقة او اخرى على الرغم ما يشاع ان البلكلوريا حظ وهذا ما لا اؤمن به وقد تحدث في بعض الاحيان هفوات او اخطاء بنقل الدرجات ولكن برأي هذه محدودة جدا ومن الله التوفيق .
1003 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع