حفّز موزارت حادث فقدان زوجته كونستانتسه شريط شعرها على تأليف ثلاثي غنائي كوميدي يعد من النوادر الموسيقية.
فعندما فقدت كونستانتسه الشريط الذي تربط به شعرها في أحد أيام سنة 1783، شرع كل من كان في بيت موزارت من أهله والضيوف في عملية البحث عن الشريط الضائع، رافقهم في ذلك كلبه الوفي المسمى غوركل بالنباح واللهاث والتراكض بين الموجودين وهو يشاركهم هذه اللعبة الطريفة. عندها خطرت في بال موزارت فكرة وصف هذا الموقف الكوميدي بشكل موسيقي، فكتب تَرْتْسَتّ (ثلاثي) عنوانه "Liebes Manndel, wo ist's Bandel" لثلاثة أصوات هي السوبرانو (كونستانتسه) والتَنور (موتسارت نفسه) والباص (صديق العائلة) بمصاحبة رباعي وتري (كمان أول وكمان ثاني وفيولا وتشلو). وهو حوار غنائي طريف بين الزوج والزوجة المنهمكين بالبحث ومعهم الصديق الذي لم يفهم عم يبحث الزوجان في البداية. والصديق في هذه الحادثة كان إميل غوتفريد فون جاكان ابن عالم النبات والكيمياء النمساوي الكبير نيكولاوس يوزف فون جاكان. تصادق اميل غوتفريد واخته فرانسيسكا مع عائلة موزارت، ويبدو أنه كان يهوى الغناء وطبقة صوته قرار (باص)، لأن موزارت أهدى إليه البعض من أعماله مثل أغاني ليلية (نوتّورنو) مكتوبة لثلاثة أصوات هي السوبرانو والآلتو والباص بمصاحبة أداتي كلارينيت وأداة كلارينيت باص، وكذلك أغاني لصوت الباص. أما اخته فرانسيسكا فكانت تدرس البيانو عند موزارت وقد كتب لها جزء البيانو من ثلاثي للبيانو والكمان والكلارينيت (عمل رقم 498).
وكان لموزارت الكثير من الأصدقاء الموسيقيين الذين كتب لهم أعمالاً خالدة، منهم أحد أوائل عازفي الكلارينيت المهرة أنتون شتادلر الذي قدم كونشرتو الكلارينيت في لا الكبير سنة 1791، أو يوزف لويتغَب عازف الهورن البارع الذي قدم ثلاث كونشرتات من تأليف صديقه موتسارت.
712 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع