الجيل الذي لم يعرف "غيره" يريد التغيير ... دور الطلاب المحوري في مظاهرات تركيا

إنه جيل لم يعرف قائداً غيره، لكنه اليوم يسعى إلى التغيير. فقد وُلد طلاب تركيا ونشأوا في ظل حكم رجب طيب أردوغان، الذي شغل منصب رئيس الوزراء منذ عام 2003، ثم تولى رئاسة البلاد منذ 2014. وقد برز دور هؤلاء بوضوح في المظاهرات التي اندلعت قبل أسبوع في تركيا، احتجاجا على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، والتي لا تزال مستمرة بزخم .

مونت كارلو الدولية:ولليوم السادس على التوالي، شهدت تركيا مساء الاثنين تجمعات جديدة، كان محورها حركات طالبية، وخرجت تظاهرات في 55 محافظة على الأقلّ من أصل 81 في البلاد. وخلال خطاب أمام عشرات الآلاف المحتشدين أمام مقر بلدية إسطنبول، قال أوزغور أوزيل، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض: "هذا ليس مجرد تجمع، بل هو تحد للفاشية".

نواة طلابية بدأت بالتشكل قبل سنوات
وأعدت صحيفة "لوموند" تقريرا حول دور الطلاب في المظاهرات التركية الجديدة، أشارت فيه إلى أن العديد من الطلاب الذي خرجوا في هذه المسيرات بدأوا بالتعرف على بعضهم البعض منذ عدة سنوات خلال اللقاءات في الجمعيات العامة للأحزاب اليسارية، كما في الندوات والاجتماعات التي تدافع عن حقوق النساء، والعمال، والفئات الضعيفة.

ورأت أن "جميعهم ينتمون إلى هذه الجيل الملتزم، الذي أصبح أكثر راديكالية أيضا على الصعيد الفكري"، والكثير منهم أعضاء أو قريبون من الحركة الطلابية التركية "Sol Genç " (أي شباب اليسار) ومن المنصات الطلابية المختلفة الناشطة للغاية في الجامعات.

ولفت التقرير إلى أن الطلاب في جامعة إسطنبول، حيث تخرج إمام أوغلو، بدأوا ببدبدأوا في إرسال أخبار الاعتقالات فور حدوثها ليل الثلاثاء الماضي عبر مجموعات الواتساب، حيث دعوا للتجمع في ساحة الجامعة ظهر الأربعاء غير مبالين بقرار منع التظاهر الذي فرضته الحكومة.

ويوضح التقرير كيف سار بضع مئات من المتظاهرين الشباب نحو ساحة بلدية إسطنبول، التي شهدت منذ اللحظة الأولى اشتباكات مع الشرطة، محاولين إقناع أصحاب المتاجر بإغلاق محلاتهم والمشاركة معهم. وأعرب بعض المتحدثين لصحيفة "لوموند" عن حماسهم بعد هذه الشرارة التي انطلقت من الجامعات، والتي سبقت دعوة حزب الشعب الجمهوري للتظاهر، خصوصا مع تجمع أكثر من 30 ألف متظاهر مساء أمام البلدية.

وقد أثارت هذه الاحتجاجات ردا قويا من السلطات، التي أعلنت السلطات توقيف أكثر من 1300 متظاهر خلال ستة أيام، و43 شخصا مساء الإثنين وفق وزارة الداخلية، بينما حُظرت موقتا التجمّعات في اسطنبول وأنقرة وإزمير، المدن الثلاث الرئيسية.

وفي إسطنبول، تلقت مجموعة من الشباب في طريقها إلى حيّ بشكتاش، معقل المعارضة، دعما حماسيا من السكان الذين صفقوا عند مرورهم وقرعوا على طناجر.

موقف أردوغان قد يمهد لمزيد من القمع
في هذا السياق، صرح أردوغان الاثنين معتبرا أن احتجاجات المعارضة تحولت إلى "حركة عنف"، محملا المسؤولية لحزب الشعب الجمهوري عن أي ضرر بالممتلكات أو أذى يلحق بأفراد الشرطة خلال الاحتجاجات.

وقال أردوغان، عقب اجتماع لمجلس الوزراء في أنقرة، إن على حزب الشعب الجمهوري التوقف عن "تحريض" المواطنين.

لكن يبقى أن للطلاب رأي آخر، إذ قال أحدهم: "بالطبع يجب إطلاق سراح إمام أوغلو، وبالتأكيد يجب أن تتصاعد الانتقادات ضد القادة، لكننا بحاجة للذهاب أبعد من ذلك بكثير".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

892 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع