جامع أبي حنيفة يعيد للأذهان بهجة بغداد القديمة في رمضان

إرم نيوز:تأخذ منطقة الأعظمية في بغداد طابعاً خاصاً خلال ليالي رمضان، حيث يتوافد الزائرون والمصلون إلى مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان، لإحياء صلاة التراويح والقيام، في أجواء دينية، فيما تمتلئ باحة الجامع بالمصلين منذ ساعات ما بعد الإفطار وحتى اقتراب الفجر.

وتشهد الأزقة المحيطة بالمرقد حركة لافتة، حيث تنتشر نقاط الخدمة التي يقوم عليها الأهالي والفرق التطوعية، من مياه الشرب، والتمر والطعام، إلى تنظيم السير وتوفير مستلزمات الراحة للزوار، ما يضفي على المكان طابعاً من التراحم والمشاركة المجتمعية خلال شهر الصيام.

معلم تاريخي
ويُعد جامع الإمام أبي حنيفة من أقدم وأهم المعالم الدينية والتاريخية في بغداد، وشُيّد في القرن الخامس الهجري في عهد الخليفة العباسي القائم بأمر الله، فوق قبر الإمام النعمان بن ثابت الكوفي، مؤسس المذهب الحنفي.

وتحيط به باحة خارجية واسعة مخصصة للمصلين، تعزز من سعة المكان واستيعابه لآلاف الزائرين، كما يضم الجامع المدرسة الحنفية، وهي مؤسسة علمية تاريخية كانت مقصدًا لطلبة العلوم الدينية من داخل العراق وخارجه.

وقال عبد الرزاق الخالدي، أحد الزائرين القادمين من محافظة بابل، إنه يحرص سنوياً على زيارة مرقد الإمام أبي حنيفة خلال شهر رمضان، مضيفاً أن "الأجواء هنا تختلف عن باقي الأماكن، فهي تمتزج بروحانية المكان وعبق تاريخه، وتجعل الزائر يعيش تجربة روحانية متكاملة".

وقد خضع الجامع على مر العصور لعدة عمليات توسعة وترميم، أبرزها في العهد العثماني، ثم في العهد الملكي، وأخيراً بعد عام 2003.

تصميم فريد
ويمتاز الجامع بتصميمه المعماري الإسلامي التقليدي، حيث تعلوه قبة كبيرة مكسوة بالبلاط الأزرق، يجاورها مئذنتان بزخرفة عباسية واضحة، فيما تتوزع النوافذ الخشبية ذات الطابع البغدادي على طول جدرانه.

من جانبه، أوضح الشيخ أحمد عبد الغني، أحد الموظفين في المسجد، أن "المرقد يشهد تزايداً ملحوظاً في أعداد المصلين خلال شهر رمضان، لا سيما في صلاة التراويح والقيام، حيث نستقبل يومياً المئات من الزائرين من مختلف محافظات العراق".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الإدارة تعمل على توفير كل ما يلزم لراحة المصلين، من خدمات تنظيمية، وتوفير الماء والطعام، وإقامة حلقات الوعظ والإرشاد الديني، بما ينسجم مع طابع المكان وأهمية المناسبة".

العشر الأواخر
أما قاسم جبار، وهو أحد أصحاب المحال القريبة من المرقد، فقال لـ"إرم نيوز" إن "شهر رمضان يبعث الحياة في الأعظمية، حيث تتحول المنطقة إلى ساحة تلاقي بين الناس من مختلف المناطق، وتُقام فيها أجواء رمضانية مميزة تبدأ بعد الإفطار وتستمر حتى قبيل الفجر".

وأضاف أن "الجانب التجاري في هذه الفترة يتقاطع بشكل جميل مع الجانب الديني، حيث يحرص كثير من الأهالي على تقديم الضيافة للمصلين، وتوزيع التمر والماء بالمجان".

ومع دخول العشر الأواخر من رمضان، يتزايد زخم المصلين والمعتكفين، حيث يفضل كثير من المواطنين قضاء ليالي العشر في رحابه، لما يتمتع به من مكانة تاريخية في وجدان العراقيين، ولما يمثله من رمزية ثابتة للهوية الدينية والعلمية لمدينة بغداد.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

913 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع