العربية نت:مطلع القرن التاسع عشر، حصلت إمارة ليشتنشتاين (Liechtenstein)، الواقعة بين النمسا وسويسرا بالفترة الحالية، على نوع من الاستقلال والحكم الذاتي بفضل نابليون بونابرت
فعقب نجاح الأخير في إنهاء وجود الإمبراطورية الرومانية المقدسة، تخلصت إمارة ليشتنشتاين من القيود التي كانت مفروضة عليها تزامنا مع ضمها سنة 1806 لكونفدرالية الراين.
ومع رحيل نابليون، تمتعت ليشتنشتاين ببعض الاستقلالية على الرغم من وقوعها تحت نفوذ النمساويين.
في الأثناء، استمر النفوذ النمساوي على هذه الإمارة لحدود نهاية الحرب العالمية الأولى وتفكك إمبراطورية النمسا المجر.
إلى أن أبدى أدولف هتلر قبل أشهر من اندلاع الحرب العالمية الثانية رغبته في ضم ليشتنشتاين لألمانيا لأسباب عديدة كانت أبرزها اعتماد هذه الإمارة على اللغة الألمانية كلغة رسمية.
خطة لضمان دخول الجيش الألماني
مع صعود الحزب النازي بألمانيا خلال الثلاثينيات، شهدت ليشتنشتاين نموا للحركات المؤيدة للنازيين الألمان وتوجهاتهم.
صورة لفرانز جوزيف الثاني ببرلين سنة 1939
من جهة ثانية، شهدت هذه الإمارة ظهور بعض القوانين المعادية لليهود وهو الأمر الذي دفع العديد منهم للهجرة ومغادرة البلاد.
وعلى إثر نجاح عملية الأنشلوس (Anschluss) التي ضمت من خلالها ألمانيا النمسا سنة 1938، شهدت ليشتنشتاين أواخر آذار/مارس من العام نفسه ظهور الحركة الوطنية الألمانية.
وبتوجهاتها، طالبت هذه الحركة بضم ليشتنشتاين لألمانيا واعتمدت على أفكار عرقية وعنصرية اختلفت بشكل قاطع مع توجهات أمير ليشتنشتاين فرانز جوزيف الثاني (Franz Joseph II).
ثم بعد تزايد عدد مؤيدي الانضمام لألمانيا، اتجهت بعض الأحزاب بليشتنشتاين لتشكيل تحالف داخل أروقة البرلمان بهدف التصدي للحركة الوطنية الألمانية.
في خضم ذلك، اتجه أفراد الحركة الوطنية الألمانية لتنظيم خطة بهدف قلب نظام الحكم. وبهذه الخطة، اعتمدت الحركة على الدعم الألماني حيث كان من المقرر أن تغزو ألمانيا ليشتنشتاين أثناء الانقلاب.
وتضمنت الخطة القيام بمسيرة نحو فادوز (Vaduz) بهدف السيطرة على المقرات الحكومية.
تزامنا مع هذا، كان من المقرر أن تندلع اشتباكات بين الشرطة وأفراد الحركة الوطنية الألمانية، عى أن يقوم مسؤولو الحركة بطلب الدعم من الجيش الألماني ليتدخل بشكل رسمي بليشتنشتاين ويظمها لألمانيا.
فشل الانقلاب
يوم 24 آذار/مارس 1939، حلّ أمير ليشتنشتاين فرانز جوزيف الثاني بألمانيا خلال زيارة رسمية التقى أثناءها بكل من أدولف هتلر ووزير خارجيته يواكيم فون ريبنتروب.
وبحلول الليل، قاد العشرات من أفراد الحركة الوطنية الألمانية مسيرة نحو فادوز.
وبطريقها، تعرضت هذه المجموعة لعملية تطويق حيث حاصرها العديد من المعارضين قبل بلوغها فادوز تزامنا مع قطع خطوط الاتصالات التي اعتمدتها للتواصل مع بقية المتآمرين.
خلال تلك الفترة، عمدت مجموعة أخرى من مناصري الحركة الوطنية الألمانية لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة عن طريق قطع حركة المرور بالجسور المؤدية لفادوز بانتظار دخول القوات الألمانية.
ولم يتدخل الألمان بليشتنشتاين حسب ما كان مقررا عقب صدور أوامر من أدولف هتلر بعدم تنفيذ أية عملية غزو. وقد اتخذ الأخير حينها هذا القرار عقب تدخل نائب رئيس وزراء ليشتنشتاين ألويز فوغت (Alois Vogt)، المعروف بتعاطفه مع الألمان، الذي حث هتلر على عدم التدخل بالإمارة.
يذكر أنه وبسبب عدم تدخل هتلر، عرفت محاولة ضم ليشتنشتاين لألمانيا فشلا ذريعا.
وبالفترة التالية، اتجهت سلطات ليشتنشتاين لاعتقال عدد من المتورطين بالعملية الانقلابية قبل أن تطلق سراحهم بطلب من برلين.
913 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع