المسجد الإبراهيمي
إرم نيوز:يكتسب المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل في فلسطين، مكانته من قيمته الدينية، حيث يرتبط بحقبة النبي إبراهيم وأولاده الأنبياء، ما يجعل منه أقدم مبنى ديني مستخدم وعامر بالمصلين عبر التاريخ.
فمبنى المسجد عبارة عن مجموعة مبانٍ ومصليات ومقابر ومغارة وأبواب تعود لحقب مختلفة، وليس مسجدًا بتصميم فريد وقباب كبيرة ومآذن مرتفعة وزخارف، كما هو حال المساجد الإسلامية الشهيرة التي بدأت بالظهور منذ العهد الأموي.
غير أن لذلك المسجد وحجارته القديمة، مكانة كبيرة في نفوس أتباع الديانات السماوية الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، ما جعل من مدينة الخليل التي تضم المسجد، داخل أحداث تاريخية كثيرة خلال آلاف السنين.
بُني المسجد الإبراهيمي قبل أربعة آلاف عام على يد سيدنا إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، وفق روايات التاريخ، وإن لم يكن بشكله الحالي الذي يضم مباني تعود لحقب مختلفة وموثقة.
ويعتقد أن الملك "هيرودوس"، أمر بإقامة سور حول مقابر الأنبياء في المكان، خلال فترة حكمه بين عامي 37 و4 قبل الميلاد، ولا يزال جزء من ذلك السور العريض بحجارته الكبيرة قائمًا حتى اليوم.
وشهد المكان تعديلًا آخر على يد الملكة "هيلاني" في عام 324 ميلادية، عندما أمرت بتغطية سقفه، وتحول فيما بعد إلى كنيسة على يد الرومان، قبل أن تتعرض للهدم على يد الفرس الذين غزو المنطقة.
وفي العام 15 هجريًا (636 ميلاديًا)، حوّل المسلمون المبنى إلى مسجد بعد الفتوحات الإسلامية، ليستمر على حاله مكان عبادة إسلامي خلال عهدي الأمويين والعباسيين حتى حروب الصليبيين، عندما تحول عام 1100 ميلادية إلى كاتدرائية لنحو 90 عامًا تحت حكم الصليبيين.
عاد المسجد الإبراهيمي إلى حاله السابقة بعد تحرير المدينة على يد صلاح الدين الأيوبي عام 1187 ميلادية، وكُلفت عائلات من مدينة الخليل بالإشراف على سدانة المسجد وخدمته، وظل مسجدًا طوال العهد المملوكي والعثماني.
وتغير حال المبنى مجددًا عام 1967، عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية المحتلة المسجد الإبراهيمي، ليصبح منذ ذلك الحين حتى اليوم تحت قيود الاحتلال الإسرائيلي الذي قسمه بالحواجز وخصص جزءًا من مبانيه لليهود.
كما شهد في العام 1994، مذبحة للمصلين المسلمين، باتت جزءًا من تاريخه الطويل، حيث فتح مستوطن إسرائيلي النار على المصلين في المسجد خلال سجودهم في صلاة الفجر، ما أدى إلى مقتل 30 فلسطينيًا وإصابة أكثر من مئة آخرين.
ويتكون المسجد الإبراهيمي من بناء مستطيل الشكل تقدر مساحته بنحو 2040 مترًا مربعًا، وتحيط به جدران ضخمة من الحجر الجيري الأبيض، يصل سمكها نحو 2.68 متر.
ويحتوي المسجد على صحن مكشوف وعدد من الأروقة والغرف والممرات والقباب ومئذنتين، إضافة إلى قبو أرضي يُعرف باسم "الغار" يضم قبور بعض الأنبياء.
ومن بين مباني المسجد وغرفه، المصلى الأكبر، ويُعرف أيضًا باسم القاعة الإسحاقية، وهو المصلى الرئيس في المسجد، يقع في النصف الجنوبي منه، ويضم منبر صلاح الدين الأيوبي الخشبي، وتجويف المحراب والغار الشريف، ومقام النبي إسحاق وزوجته.
كما يضم المسجد، مصلى الإبراهيمية، والذي يُنسب إلى النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ويُعرف أيضًا بـ "الحضرة الإبراهيمية"، يقع في وسط المسجد، ويضم حجرتين تحتويان على قبور منسوبة للنبي إبراهيم وزوجته.
ويوجد أيضًا مصلى اليعقوبية الذي يُنسب إلى النبي يعقوب عليه الصلاة والسلام، ويُعرف أيضًا بـ "الحضرة اليعقوبية"، ويقع في الجهة الشمالية من المسجد، ويشمل حجرتين فيهما قبور رمزية للنبي يعقوب وزوجته.
ويقع مصلى المالكية في الزاوية الشمالية الغربية للمسجد، ويتألف من رواق مستطيل الشكل في صدره محراب، ويضم أبوابًا تؤدي إلى: صحن المسجد، ومصلى الإسحاقية، وغرفة الأذان والمئذنة.
كما يضم المسجد، مغارة المكفيلة، وهي المغارة التي يقع فوقها المسجد وتُعد مرقدًا للأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وزوجاتهم وفق روايات التاريخ.
1013 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع