رووداو ديجيتال:أكد الملا عبد الكريم المدرّس، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "العراق" منتصف تسعينيات القرن الماضي، أن الناس "صنعوا حلوى وأشياء أخرى" في عهد الإمام علي (ع) بمناسبة عيد نوروز و"أهدوا" بعضاً منها إليه.
في هذا السياق، نشر الكاتب والناقد كامران سبحان، مساء الأربعاء (19 آذار 2025)، صفحة من صحيفة "العراق" تضمنت مقابلة مع الملا عبد الكريم المدرّس حول عيد نوروز.
سبحان أوضح أن الهدف من المقابلة كان إثبات أن نوروز ليس عيداً للكورد، بل عيد للفرس ومرتبط بعبادة النار، لكن المدرّس ردّ بمنهجية.
نوروز بين التراث والدين
خلال المقابلة، شدد الملا عبد الكريم المدرّس على أن "نوروز عيدٌ دائر في عهد الإسلام والمسلمين ولم يكن شعاراً لأي فساد أو خلل في الدين الإسلامي"، مضيفاً: "حاشا للمسلمين أن يفعلوا ما يخالف دينهم، وهذا هو المقرّر والمعلوم عندنا منذ صغرنا إلى وقتنا هذا".
صورة لحديث المدرّس للصحيفة
ونشرت الصحيفة حديث المدرّس تحت عنوان: "العلامة الشيخ عبد الكريم المدرّس: نوروز لم يكن شعاراً لأي فساد أو خلل في الدين الإسلامي".
وُلد الملا عبد الكريم المدرّس عام 1901 في إحدى قرى مريوان في كوردستان إيران، وتوفي عام 2005 في بغداد. ويُعدّ أحد أبرز العلماء الكورد في القرن العشرين، حيث كان كاتباً، وملا، وشاعراً، ومفتياً، وقد نشر أكثر من 60 كتاباً تناولت موضوعات دينية وتاريخية وأدبية، كما فسّر القرآن باللغتين الكوردية والعربية.
العلامة تحدّث للصحيفة رغم اعتلال صحته، بينما كان يجلس بين تلاميذه، قائلاً: "النوروز يومٌ موعود ومعلوم في آخر الشتاء وأوائل الربيع، وحيث كان الشتاء بارداً والناس في تعب واحتياج إلى (البطانيات، اللحاف، والوقود).. عندما يأتي الربيع يتخلصون من هذه الأشياء ليصبح لهم نشاط وفرح بمجيء الربيع.. يلعبون في هذا اليوم المعيّن الذي يقال إنه أول الربيع".
موقف الإمام علي من نوروز
تحدث الملا عبد الكريم المدرّس عن رواية تتعلق بموقف الإمام علي من نوروز، قائلاً: "سمعت أن الناس في عهد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.. قد صنعوا حلوى وأشياء أخرى وأهدوا بعضاً منها إلى سيدنا علي كرم الله وجهه، فسألهم ما هذه الحلوى؟ قالوا: هذه شعارنا في نوروز، نأكل هذه الأشياء ونهدي منها إلى من نحب، فقال عليه السلام: فنيرزونا في كل شهر".
ما قاله العالم الشيخ عبد الكريم المدرّس عن الإمام علي (ع)، والذي نُشر في الصحيفة، يؤكد أن نوروز كان موجوداً منذ القدم ولم يكن معادياً للإسلام، بل ظلّ مناسبة تجمع بين الفرح والتقاليد الثقافية للشعب الكوردي.
778 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع