شفق نيوز/ تتحكم أسباب عدة بإقبال بعض الناس على المطاعم الفاخرة، في حين يتجه آخرون الى بسطات الطعام في الشوارع، لكن بالمجمل يشكل العامل الاقتصادي واختلاف الاذواق والثقافات بين العراقيين أبرز الأسباب وراء ذلك.
يقول المواطن سرمد حسن راضي 45 عاماً، انه "لا يرتاد الا مجموعة من المطاعم البغدادية الراقية التي اعتاد الذهاب لها مع عائلته كلما سنحت له الفرصة".
ويؤكد راضي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "ثمة اجواء ساحرة في بعض المطاعم، حيث الموسيقى الهادئة والهمس المتبادل بين الزبائن، اضافة الى الطعام الجيد الذي يقدمه النادل بطريقة متحضرة"، مشيراً إلى أن "مثل هذه الأجواء الهادئة وانواع الأطعمة الفاخرة التي تقدمها المطاعم الراقية لاتوفرها المطاعم الشعبية البسيطة والصاخبة".
وينوه إلى الفارق الكبير بين المطاعم من ناحية الاسعار، فالوجبة التي تقدم للشخص الواحد والمكونة من الرز والدجاج على سبيل المثال لاتتجاوز ال 15 الف ديناراً، بينما يتجاوز ثمنها بالمطاعم الراقية 50 الف دينار، يضاف لها ثمن الشاي والخدمة، وهذايعني ان وجبة الطعام لعائلة مكونة من شخصين فقط تتجاوز ال 100 الف دينار، وليس بمقدور كثيرين دفع هذا المبلغ مقابل وجبة طعام واحدة.
وبهذا الصدد، أكدت المهندسة وسن طاهر، انها "تتناول الطعام بالمطاعم الشهيرة في بغداد التي تتميز بالجودة والرقي وتقديم الطعام الفاخر"، لافتة الى أنها "لم تتناول الطعام في المطاعم الشعبية قط، لانها لا تطمئن الى نظافة الاطعمة التي تقدم".
وتشير طاهر، خلال حديثها للوكالة، إلى أنها تفضل في شهر رمضان تناول وجبة الفطور في المنزل بأجواء عائلية جميلة، خاصة ان الوقت لا يسعفها أحياناً لإعداد وجبة الفطور، فتذهب مع اسرتها لتناول الافطار في المطاعم التي يوجد فيها بوفيه مفتوح ليتسنى للعائلة تناول الطعام كل وفق ذائقته وشهيته، مؤكدة أن "اختلاف الأذواق والثقافات والسلوك والعادات بين البشر له دور كبير في اختيار الأشخاص للأمكنة والأطعمة وسوى ذلك من السلوكيات".
في المقابل، يقول عباس عبد علي 58 عاماً (صاحب مطعم شعبي)، إنه يفتح المطعم وقت الافطار ليقدم وجبات الفطور التي يضيف لها الشوربة والتمر واللبن، وان اغلب زبائنه هم من ذوي الدخل المحدود، وثمة صالة خاصة للعائلات التي ترتاد المطعم".
ويضيف عبد علي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "اسعار وجبات الافطار في المطعم تختلف بحسب الطلبات، لكنها غالباً لاتتجاوز ال 20 الف دينار للشخص الواحد، وان الاسعار المتواضعة في المطاعم الشعبية تتيح للكثيرين من الناس تناول وجبات بأسعار لا تثقل كاهلهم".
وبغض النظر عن العامل الاقتصادي، ثمة من يفضل الأكلات التقليدية على الأكلات الحديثة، حيث يقول المواطن حسن علي 45 عاماً، إن "الاكلات التي تقدمها المطاعم الشعبية من الرز والدجاج وغيرها افضل بكثير بالنسبة لي من الاكلات الحديثة التي تقدمها المطاعم الفخمة".
وفي الوقت الذي لا تجد سوى طبق او طبقين على مائدة الزبون بالمطاعم الفاخرة، فإن الشعبية تمتلئ باطباق متعددة من الطعام، وهو مؤشر يقول عنه الباحث في علم النفس الاكاديمي كريم الجابري، بانه "يعكس رغبة وشراهة البعض بالطعام واحياناً يصل الامر الى حد التفاخر بذلك، وهذا امر معيب يعكس ضيق أفق البعض".
ويبين الجباري، خلال حديثه للوكالة، أنه "بعيدا عن الشراهة، ثمة ميول شخصية ومزاجية في إرتياد هذا المكان او ذاك، وان العامل النفسي يلعب دوراً في الاختيار، اذ تتفاوت رغبة الشخص الواحد احياناً من دخول مطعم فخم الى مطعم شعبي على الرغم من انه يحمل قدراً كبيراً من المال".
ويختتم الباحث في علم النفس، حديثه بالقول إن "المطاعم الشعبية التي توفر أكلات بأسعار منخفضة للزبائن، تفتح امام الكتاب والفنانين والشعراء فرصة اقتناص لحظات ومشاهد وحوارات في الاماكن الشعبية وتحويلها بعد ذلك إلى عمل فني".
697 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع