مسجد الأمين .. تاريخ بيروت في سيرة دينية

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 12 آذار/مارس 2025 09:15

مسجد محمد الأمين، بيروت

إرم نيوز:يروي مسجد محمد الأمين، في قلب بيروت ، جانبا مهما من تاريخ العاصمة اللبنانية خلال سرد سيرة ذلك المسجد التي تمتد لأكثر من 150 عاما.

فقد بدأت تلك السيرة لذلك المسجد الذي يعد معلما للوسط التجاري في بيروت، في العام 1853، عندما منحت الدولة العثمانية قطعتي أرض متجاورتين، للمسلمين والمسيحيين في مكان بارز بالمدينة.

وتحولت قطعتا الأرض تلك، إلى كنيسة كاتدرائية مار جرجس المارونية، ومسجد محمد الأمين، الشامخين وسط المدينة.

ولكن ذلك التحول العمراني مر بمراحل وأحداث عديدة، فمسجد الأمين نشأ في بداية الأمر، زاوية صوفية صغيرة محاطة بالمحال التجارية، واستمرت على ذلك الحال حتى العام 1945.

زيادة عدد سكان بيروت، وعدم اتساع تلك الزاوية لعدد كبير من المصلين، تقرر هدمها وبناء مسجد كبير مكانها يحمل اسم النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ولقبه الأمين.

وبدأ القائمون على التوسعة بتأسيس جمعية خيرية لبناء المسجد، وجمعوا التبرعات بهدف شراء العقارات التجارية المحيطة بالمسجد، رغم ثمنها الباهظ لكونها في وسط بيروت التجاري.

واستمرت تلك العملية لسنوات، وأخذت زخمها عندما تبرع رؤساء وملوك دول عربية لتلك الجمعية، ما مكنها من شراء كل المحال المستهدفة، قبل أن تقطع الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975، فكرة البناء.

فقد تضرر مبنى الزاوية الصوفية خلال سنوات الحرب التي استمرت حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي، لتعود فكرة بناء المسجد مع نهاية الحرب.

وفي العام 2002، وُضع حجر الأساس لبناء مسجد الأمين في بيروت أخيرا، وافتتح عام 2008 بمشاركة وفود ومسؤولين من عدة دول عربية وإسلامية.

ويتميز مسجد محمد الأمين بمآذنه الأربعة الشامخة التي تُرى من مسافة بعيدة في العاصمة، ولون جدرانه الخارجية المائلة للأصفر، والتي تشير لهوية المباني اللبنانية.

ويجمع المسجد في تصميمه وتفاصيله، من أعمدة وزخارف ونقوش، عدة مدارس معمارية تاريخية، بينها الأسلوب المعماري الأموي والمملوكي والعثماني.

وتشمل تلك التفاصيل المعمارية الجمالية، الزجاج الملون والأخشاب والرخام والكريستال والنحاس والسجاد العجمي والثريات، وفي أعلى المآذن، حيث نُصبت قطع نحاسية مغطاة بطبقة ذهبية تعلوها أهلّة.

ويتسع المسجد لنحو 7500 مصلٍ في طاقته القصوى، يمكنهم الدخول إليه من عدة أبواب رئيسة من المدخل الشرقي، والمدخل الشمالي، والمدخل الغربي الخاص بالنساء.