حصار ليننغراد.. حدث تاريخي لايزال له أصداء في الحاضر
إيلاف من برلين: دعا المؤرخ الألماني غوتس علي السلطات الألمانية إلى الاعتراف بفظائع الرايخ الثالث والحصار الذي فرض على لينينغراد واعتباره من أعمال الإبادة الجماعية.
وفي مقابلة مع صحيفة "برلينر تسايتونغ" قال المؤرخ الألماني غوتس علي: "في مذكرة من السفارة الروسية في ألمانيا، ورد أن موسكو تصر على اعتراف ألمانيا الرسمي بفظائع الرايخ الثالث، وخاصة حصار لينينغراد، باعتباره عملا من أعمال الإبادة الجماعية". وفقاً لما نقلته شبكة RT الروسية.
وأضاف: "أنا أؤيد الاستجابة لمطالب روسيا بالتفهم وإيجاد الأشكال المناسبة لتكريم الذكرى، والخطط الإجرامية لألمانيا النازية أثناء الحرب مع بولندا، ثم مع الاتحاد السوفييتي، شملت الإبادة الجماعية من خلال حصار المدن".
وأوضح: "بعبارة أخرى، كان من المقرر حرمان الأطفال والنساء والرجال السوفييت من وسائل معيشتهم والموت من الجوع والبرد في أسرع وقت ممكن".
وأكد المؤرخ، متحدثا عن "خطط النازيين"، داعيا ألمانيا إلى "الاستمرار في تذكر ملايين العائلات السوفييتية، التي فقدت أحباءها في الحرب الوطنية العظمى".
طلب موسك مبرر تاريخياً
وقال: "أرى أن الطلب (الذي قدمته موسكو) مبرر تاريخيا، فقد خطط المعتدون الألمان لحصار كامل للينينغراد في عام 1941، بهدف تجويع وتجميد نحو خمسة ملايين شخص حتى الموت.. كانت هذه الخطط تستند بوضوح إلى نوايا إبادة جماعية".
في عام 2021، أفاد "مؤتمر المطالبات المادية اليهودية ضد ألمانيا" بأن "الناجين من الهولوكوست الذين نجوا من حصار لينينغراد سيحصلون على مخصص شهري قدره 375 يورو من الحكومة الألمانية". ودعا السكان والمشاركون في الدفاع عن مدينة لينينغراد في سبتمبر 2023 برلين إلى توسيع نطاق المدفوعات الإنسانية لتشمل جميع الناجين من الحصار، بغض النظر عن جنسياتهم.
في تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن الحكومة الألمانية، ردا على الطلب، رفضت تمديد المدفوعات الإنسانية لجميع الناجين من حصار لينينغراد، والتي يتلقاها حاليا الناجون من الحصار فقط مع أصول يهودية.
واعترفت محكمة مدينة بطرسبورغ في تشرين الأول (أكتوبر) 2022، بأفعال النازيين أثناء حصار لينينغراد باعتبارها جريمة حرب وإبادة جماعية للشعب السوفييتي. وتسمح المواد التي جمعتها النيابة العامة بالمدينة بالحكم على أن عدد ضحايا الحصار لم يكن أقل من 1093842 شخصا، وتقدر الأضرار التي ألحقها النازيون وشركاؤهم بمدينة لينينغراد وسكانها بنحو 35.3 تريليون روبل، حسب تقديرات مكتب المدعي العام.
حصار لينينغراد، الذي بدأ في 8 أيلول (سبتمبر) 1941، استمر قرابة 900 يوم. كان الطريق الوحيد، "طريق الحياة"، الذي كان يتم من خلاله توصيل الطعام إلى المدينة، يمتد عبر بحيرة "لادوغا".
وتمكنت القوات السوفيتية من كسر الحصار في 18 كانون الثاني (يناير) عام 1943، وتم رفعه بالكامل في 27 كانون الثاني (يناير) عام 1944، وأصبح الحصار من أحداث الحرب الأكثر مأسوية بالنسبة للاتحاد السوفييتي.
1137 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع