أخبار وتقارير الاسبوع الأول لشهر كانون الثاني ٢٠٢٥
( دعاء السنة الجديدة لجميع شعوب العالم )
اللهم قد أقبل علينا عام جديد نسألك فيه من خيره ونعوذ بك من شره نسألك اللهم أن تجعله عام خير ،اللهم في هذا العام لا تدع لنا أمرا إلا يسرته ولا حلما إلا حققته ولا أمنية إلا أسعدتنا بالعيش في جمال واقعها ولا دعاء إلا أثلجت صدورنا بقبوله،اللهم يا محول الأحوال حول حالنا إلى أحسن الأحوال بحولك وقوتك يا عزيز يا متعال اللهم إني أسألك خير هذه السنة المقبلة يمنها ويسرها أمنها وسلامها ونورها وبركتها ونعوذ بك من شرورها وصدودها وعسرها وخوفها وهلكتهاوأرغب إليك أن تحفظ فيها ديني الذي هو عصمة أمري ودنياي التي فيها معاشي وتوفقني فيها إلى ما يرضيك عني في معادي يا أكرم الأكرمين
يا أرحم الراحمين
وكل عام والجميع بخير
—————————————
١-جريدة المدى…زعامات "الإطار" صامتة بشأن "حل الحشد".. وقصص مفبركة حول المرجعية
الفصائل توقف العمليات العسكرية لكنها ترفض "نزع السلاح"
صعدت الفصائل خطابها ضد المعلومات المتداولة بشأن "حل الحشد الشعبي"، بينما أعلنت تلك الجماعات عن وقف العمليات العسكرية.بالمقابل، يستمر غموض موقف "زعماء الإطار التنسيقي" إزاء تلك الأنباء، حيث لم يصدر أي بيان يتعلق بـ"حل الحشد".ومرت أكثر من عشرة أيام على آخر اجتماع للتحالف الشيعي، فيما تلمح أطراف إلى موافقة "الإطار" بشكل غير علني على "حل الفصائل".ونفى رئيس الحكومة، محمد السوداني، في مقابلة تلفزيونية، وجود طلب خارجي يتعلق بـ"الحشد"، لكنه كشف عن برنامج حكومي لـ"حصر السلاح".
وسبق لمستشار السوداني، إبراهيم الصميدعي، اته قد كشف عن ضغوط دولية متزايدة على الحكومة العراقية لضبط السلاح الخارج عن إطار الدولة.وكان المرجع الأعلى، علي السيستاني، قد دعا قبل شهر إلى "حصر السلاح"، لكن تصريحاته أُوِّلت من قبل الجماعات الشيعية بأنها تخص "سلاح العشائر" و"سلاح القوات الأمريكية".ويتشدد كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، في موقفه بشأن الأخبار المتعلقة بحل الفصائل.ويقول في تصريحات صحفية: "الفصائل لن تتخلى عن السلاح حتى لو استهدفت أمريكا النفط وقطعت الدولار عن العراق".وسيد الشهداء هو فصيل مسلح يملك ألوية داخل الحشد الشعبي، كما يعتبر أحد مجاميع ما يُعرف بـ"المقاومة العراقية".ويكشف الفرطوسي أن مجموعته "توقفت الآن عن العمليات العسكرية" بسبب وقف الصراع في لبنان، واختلاف المعادلة في غزة.وكانت هذه المجموعة قد هددت في مرات سابقة إسرائيل، واعتبرت أن لديها "شرعية من المرجعية" للقتال، في حين يغيب زعيمها، أبو آلاء الولائي، عن الإعلام منذ أسابيع.وكان قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق، قد اختفى أيضاً عن الأنظار في الفترة ذاتها، حتى ظهر أمس في فيديو بثته قناة العهد التابعة له، أثناء زيارة لمرقد الإمام الحسين في كربلاء.ومنذ نحو شهر، توقفت الجماعة التي تُسمى بـ"المقاومة" عن إصدار البيانات المتعلقة باستهداف إسرائيل.وكانت هذه المجاميع قد انخرطت منذ العام الماضي في ما عُرف بـ"وحدة الساحات"، وهي خطة وضعتها طهران لدعم "حزب الله" في لبنان و"حماس" في غزة.
*(أذرع إيران)
ويقول مثال الآلوسي، وهو نائب سابق، لـ(المدى): "طهران مشغولة الآن بالدفاع عن نفسها" بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا.وكانت الفصائل العراقية التي شاركت في الأحداث في سوريا منذ 2011 قد اختفت بشكل غامض من دمشق قبل وقت قصير من هروب الأسد في 8 كانون الاول الحالي.ويرى الآلوسي أن "إيران لم تعد قادرة الآن على حماية أذرعها في العراق والمنطقة"، مبيناً أن "تراجع طهران في سوريا يعني تراجعها في العراق".ولذلك يدعو النائب السابق الحكومة إلى إجراء إصلاحات سياسية حقيقية، وليس عبر المؤتمرات والزيارات.وطالبت قوى سنية الأسبوع الماضي الحكومة و"الإطار التنسيقي" بالالتزام بورقة الاتفاق وتنفيذ بنودها.ويعتقد سياسيون شيعة أن "مؤامرات" قد تنطلق من الداخل بالتزامن مع التطورات في سوريا.
وتنخرط قيادات الخط الأول في "الإطار" بشأن هذه التحذيرات، مثل هادي العامري، زعيم منظمة بدر، الذي تحدث قبل أيام عن "معلومات كاذبة لإرباك الوضع في العراق".لكن بالمقابل، هذه الزعامات لم تتحدث حتى الآن حول قضية "حل الحشد الشعبي".ويضم الحشد الآن أكثر من 220 ألف منتسب، وتنفق الدولة على هذه المجموعة أكثر من 800 مليار دينار سنوياً، كما ورد في موازنة 2024.
*(مصير الفصائل)
ويعتقد بهاء الأعرجي، وهو نائب رئيس الوزراء السابق، أن "أغلب قادة الإطار التنسيقي مع حل الفصائل، لكنهم لا يستطيعون إعلان ذلك بشكل صريح".الأعرجي تحدى، في تصريحات صحفية، التحالف الشيعي بإصدار بيان يرفض "حل الفصائل".ولم يجتمع "الإطار التنسيقي" منذ أكثر من عشرة أيام، بينما كان التحالف يجتمع أكثر من مرة أسبوعياً في الأوضاع الأمنية والسياسية الطارئة.وتشير بعض التحليلات إلى احتمال تعرض الفصائل أو زعماء تلك الجماعات لعمليات استهداف، كما جرى مطلع العام الحالي قبل إعلان "هدنة" في شباط/فبراير الماضي بين تلك الجماعات والولايات المتحدة.وظلت الحكومة العراقية طوال الأزمة في المنطقة تقف على "الحياد"، رغم أنها دعمت في بداية الأزمة السورية الأخيرة نظام الأسد، لكنها تراجعت بعد ذلك.
ويدعم المرجع الأعلى، علي السيستاني، قرارات عدم التدخل و"حصر السلاح"، فيما تحاول الفصائل وأحزاب شيعية توظيف كلام المرجع سياسياً.يقول وعد قدو، وهو قيادي في الحشد ونائب عن نينوى: "الحشد تم بفتوى من المرجع ولن يُحل إلا بفتوى".ويعتبر قدو، في تصريحات صحفية، أن "الحشد لن يُحل حتى لو كلف ذلك دماء كل العراقيين".وحاولت الجماعات المسلحة في العراق، من خلال تصريحاتها وعبر منصات إخبارية، أن تختلق قصصاً حول رفض السيستاني "حل الحشد" بعد زيارة أجراها محمد الحسان، رئيس "يونامي" في العراق.
ويرى أحمد الياسري، وهو باحث في الشأن السياسي، أن "الفتوى تتعلق بقضية دينية، ولا يملك المرجع أدوات سياسية أو قراراً أمنياً بحل الحشد".وأضاف الياسري، في اتصال مع (المدى)، أن "هناك محاولات للضغط على المرجع، لكن حل الحشد قرار الحكومة والبرلمان".
٢-غسان سلامة لـ«الشرق الأوسط»: العالم إلى حروب أوسع.ودول على طريق النووي
لا نظام ثنائياً في المستقبل القريب... وفي سوريا «4 عناصر لعدم الاستقرار»…………………
مع انقضاء الربع الأول من هذا القرن، تزدحم الأسئلة حول اتجاهات العالم وسط حالة متقدمة من عدم اليقين. التغيرات متسارعة والقناعات القديمة المترسخة تسقط الواحدة تلو الأخرى. وما يزيد من ضبابية الرؤية تداخل المؤثرات ببعضها وصعوبة الفصل بينها، وبالتالي قياس أوزانها وقدرتها التأثيرية. ولجلاء بعض هذا الغموض، حملنا سلَّة من الأسئلة إلى غسان سلامة، البروفسور السابق في معهد العلوم السياسية الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة. وعلاوةً على ذلك، فهو صاحب مؤلفات مرجعية في العلاقات الدولية. آخر كتبه الصادرة ربيع 2024 «إغراء النزوع إلى القوة - الحرب والسلام في القرن الحادي والعشرين» يلقي أضواءً كاشفة على مسار العالم للعقود المقبلة.في حوار موسَّع، تحدث سلامة عن توقعاته للنظام العالمي وأقطابه، من الفرص المنظورة لـ20 دولة قد تتحول إلى قوى نووية، إلى قدرة تجمع «البريكس» على منافسة مع الحلف الأطلسي، وصولاً إلى مصير الدولار كقوة مالية عالمية، وانتهاء بحروب المسيرات الجديدة؛ إذ يدخل الذكاء الاصطناعي سلاحاً وازناً في قلب المعادلات على الأرض.
*(عودة الأحلام الأمبراطورية)
*(ما الذي تغيَّر في النظام العالمي خلال الربع الأول من القرن 21؟)
ما حصل في الفترة الأخيرة أن الحرب الباردة انتهت، ومع انتهائها حصل تطور إيجابي هائل في النظام العالمي، كتراجع النفقات العسكرية وخفض أعداد الرؤوس النووية وتقلص القواعد العسكرية القائمة في دول أخرى وانسحاب الاتحاد السوفياتي من أوروبا الشرقية وإقفال الولايات المتحدة لعدد من قواعدها في الفلبين وأميركا الوسطى، كما أن الروح عادت إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بيد أن الأمور انقلبت لاحقاً رأساً على عقب. وبنظري ارتبط ذلك بالغزو الأميركي للعراق في عام 2003. والسبب أنه لم يقم على أساس قانوني، ومن غير قرار من مجلس الأمن، حيث كانت قوى كبرى تعارضه.الأسوأ أن واشنطن كانت الجهة التي لعبت الدور الأكبر في إنشاء النظام الدولي القائم منذ عام 1945، مثل الأمم المتحدة والصناديق الدولية والمنظمات الأخرى. وإذا كانت هذه الجهة تسمح لنفسها بتجاوز القوانين التي ساهمت بوضعها؛ فكيف يمكن منع الدول الأخرى من اتباع نهجها؟ وهذا ما حصل بالفعل: دخلت روسيا إلى جورجيا ثم إلى مولدوفا ثم إلى أوكرانيا مرة أولى، ثم مرة ثانية، وتبعتها دول أخرى، كبرى أو وسطى، على المنوال نفسه، بحيث برز نزوع نحو اللجوء إلى القوة.ثم بدأنا نرى عودة ارتفاع الميزانيات العسكرية تدريجياً، وأن الدول النووية راحت تجدِّد وتوسِّع ترسانتها النووية؛ سواء أكانت روسيا أو الولايات المتحدة أو فرنسا، فالصين مثلاً تعمل على مضاعفة رؤوسها النووية من 1500 إلى 3000 بحلول عام 2030.كذلك، فإن عدداً من الدول غير النووية تسعى للتحول إلى دول نووية. هناك 20 دولة قادرة على التحوُّل إلى نووية خلال عام واحد، وأنا أتوقع أن يقوم بعض منها بذلك.إذن، المؤشرات اليوم مختلفة عما كانت عليه سابقاً. كذلك علينا أن نشير إلى أن النزوع إلى استخدام القوة كان منحصراً لفترة من الفترات بوقف حرب أهلية، كما في رواندا والصومال، أو في محاربة الإرهاب بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2001. الآن، تغيَّر الوضع إلى التدخل في دولة مجاورة أو محاولة احتلال والاستحواذ على أراضٍ في دولة أخرى؛ ما يعني أننا تخلينا عن منطق الأمن الجماعي الذي تقوم عليه الأمم المتحدة، وغلب عليه منطق ميزان القوى.
*(* هل سيتواصل هذا النزوع؟)
- هذا قائم اليوم. وإذا بقيت العلاقات بين الدول الكبرى، أميركا، والصين، ودول كبرى أخرى، على حالها الراهن من انعدام الثقة بين الزعماء والدول، فإنها ستتواصل وربما تتفاقم. ولننظر إلى تغيير روسيا لعقيدتها النووية وتبعاتها على الحرب في أوكرانيا ولدعوات وزراء إسرائيليين لضرب غزة نووياً. هذا كلام لم يكن يأتي عليه أحد في الأعوام الـ20 المنقضية، ويمكن ألا يبقى محصوراً وينتقل إلى مناطق أخرى في العالم، وهو أمر بالغ الخطورة.
*(الجنوب الشامل)
* هل سيكون لهذا «الجنوب الشامل»، في حال تأكُّد ثباته على المستوى العالمي، دور في إعادة التوازن لحوكمة العالم؟
- بالتأكيد. لكن سيأخذ الأمر وقتاً. دعني أتوقَّف لحظة؛ ماذا لدينا؟ هناك حلف قائم هو «الأطلسي» ليس له شبيه في العالم. كان هناك حلف وارسو تم حله بانتهاء الحرب الباردة. ظهرت آنذاك أصوات في الغرب تقول: بما أن حلف وارسو قد انتهى؛ فلماذا لا نحل أيضاً حلف شمال الأطلسي؟ لكن أميركا وعدداً من الدول، كألمانيا وغيرها، أصرَّت على بقاء الأطلسي. وبقي الحلف. وعندما بدأت روسيا بالتحرك في جورجيا، وفي أوكرانيا، زادت قيمته لدرجة أن دولاً محايدة في أوروبا كانت ترفض أن تدخل في هذا الحلف، طلبت الدخول فيه، مثل السويد وفنلندا. إذن لدينا حلف يضم الدول الغربية إجمالاً.هذا الحلف ليس له مقابل أو رديف، وبالتالي هناك انعدام في التوازن بين الغرب وباقي دول العالم، لأن الغرب متكتِّل حول حلف متكامل، والباقي ليس متكتِّلاً. إذن هناك شعور لدى الدول الأخرى؛ لدى الصين، لدى روسيا، لدى البرازيل، جنوب أفريقيا والهند، بأنها لا تحصل على حصتها في المنظمات العالمية، ولا تحصل على قدرة الأخذ بآرائها ومطالبها ومصالحها من قبل الأطراف الأخرى لأنها غير متكتلة، وهي ليست بتكتل.لذلك نشأت منظمات، مثل «البريكس» و«منظمة شنغهاي» وغيرهما لتحاول إرساء شيء شبيه. لكن هذه المحاولات ما زالت في أولها، وما زالت ضحية تناقضات: الصين تريد أن تُدخِل عدداً كبيراً من الدول في «البريكس» فيما روسيا تتحفظ عن ذلك. الصين تتحدث عن جنوب متكامل فيما روسيا ترفض أن تضع نفسها بين دول الجنوب. روسيا تقول إن هناك أكثرية عالمية تنتمي إليها في الجنوب وفي الشمال وفي الشرق وفي الغرب، لكنها ترفض تعبير الجنوب الشامل، بل هناك عدد كبير من الروس يعتبرون أنفسهم أوروبيين.ثم لديك مواضيع أخرى، وهي الخلافات الثنائية بين الدول: مثلاً ثمة خلافات حدودية بين الهند والصين، وهناك التنافس التجاري وغيره. «البريكس» لم تتمكن، ولن تتمكن في القريب، من أن تتحول إلى ما يشبه حلف شمال الأطلسي، إلا إذا وضعت لنفسها عقيدة، كما لدى حلف شمال الأطلسي عقيدة، وقوامها التشابه في الأنظمة السياسية بين أعضائه، وهي قائمة على نظام السوق الاقتصادية الحرة، وعلى النظام الدستوري الليبرالي. وهذا التشابه ليس موجوداً بين دول «البريكس»؛ فالهند تكاد تكون ديمقراطية فيما الصين تعمل بنظام الحزب الواحد. لدى روسيا بعض مؤشرات الديمقراطية لكنها في مرحلة تراجع. جنوب أفريقيا ديمقراطية ولكن...الخلاصة أن التشابه غير موجود؛ إذ إن الأطلسي نشأ في الأساس حلفاً عسكرياً، وهذه ليست حال «البريكس». رغم ذلك، هناك اتفاقات ثنائية ذات جوانب عسكرية، كالاتفاق الصيني - الروسي أو الإيراني - الروسي أو الإيراني - الصيني، لكنها ذات طابع ثنائي، وليس لها طابع جماعي.
*(الثنائية القطبية)
* إلى أين يذهب التنافس الأميركي - الصيني؟ هل السنوات المقبلة ستوصلنا إلى قيام ثنائية قطبية؟
- من الخطأ الكبير برأيي اعتبار أن الثنائية القطبية بين الصين وأميركا موجودة اليوم. هي مشروع، محاولة بدأت منذ نحو 15 سنة لبناء نظام جديد دولي ثنائي القطبية. الولايات المتحدة لا تحب تعدد الأقطاب، وهي تعلم تماماً أنه ليس بإمكانها أن تمسك بعدد كبير من حلفائها إذا كانت هي القطب الأوحد في العالم. والنظام الذي ترتاح إليه واشنطن هو نظام ثنائي القطب تكون لها فيه الأرجحية، مع وجود منافس قوي لكي تجمع الحلفاء إلى جانبها.في عامي 2006 و2007، زمن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، عملت الدولة العميقة والنخبة الأميركية على البحث عن خصم جديد، ووجدت أن الصين يمكن أن تكون هذا الخصم؛ فبدأ مشروع تكوين نظام ثنائي القطب، وتحويل الصين إلى المنافس الاستراتيجي الأول. بالطبع، ارتاحت الصين لهذا الأمر، أي أن تكون صِنواً لأميركا. عندما تم انتخاب أوباما سنة 2008، فإن أول رئيس دولة التقاه هو الرئيس الصيني، وليس الروسي أو الفرنسي. هذا الواقع يرفع من شأن الصين. لذلك هناك مشروع أميركي تورَّطت فيه الصين بعض الشيء، وهو قيام نظام ثنائي القطب، لكنه لا يزال مشروعاً، إذ إن هناك ممانعة كبيرة لدى العديد من الدول من قيام نظام ثنائي كهذا.وهذه العقيدة تبنَّاها جورج بوش الابن وبعده أوباما ثم ترمب «الأول»، وعقبه بايدن، وأيضاً ترمب «الثاني» مستمر عليها. وثمة، في الصين، من يأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر، ويحاول أن يجيره لمصلحته. لكن السؤال هو: هل تتقبل دول مثل روسيا والهند والبرازيل وغيرها هذه الثنائية؟أعتقد أن هناك دولاً كبيرة فاعلة في النظام العالمي تفضل أن تُبقِي على حريتها، وهي تعلم تماماً أن نظاماً ثنائيَّ القطب، كما كان في أيام الحرب الباردة، يقيد من حريتها سياسياً ودبلوماسياً، وحتى عسكرياً. فالهند، مثلاً، تتجاهل الثنائية القطبية وتحافظ على حريتها في المشتريات الدفاعية من روسيا بالطبع، مصدرها التقليدي، ولكن أيضاً مِن فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما من المصادر.إذن لدينا اليوم صراع في النظام العالمي، ولدينا ظاهرة «الانتهازية الدبلوماسية»، أي الرغبة في التعامل مع مَن تريده هذه العاصمة أو تلك بعيداً عن الثنائية القطبية التي سعت إليها الولايات المتحدة من عقد ونصف العقد، وحاولت الصين إنتاجها. وأنا لا ألحظ اليوم بالتأكيد نظاماً ثنائيَّ القطب ولا أراه في القريب العاجل، بسبب مقاومة دول رئيسية أوروبية وغير أوروبية لقيامه.عندما تريد دولة كبرى أن تتحول إلى قطب جاذب، أو بالأحرى أحد قطبي ثنائية دولية، يتعيَّن أن يكون محيطها الإقليمي هادئاً. وهذه، بعكس الولايات المتحدة، ليست حالة الصين التي هي على خلاف مع 8 من جيرانها، مثل الهند وفيتنام وكوريا الجنوبية والفلبين. لكن، بالمقابل، فإن لأميركا صعوبات من نوع آخر، فتركيزها على الصين كخصم استراتيجي منهجي أول لا يعني بالضرورة، في نظر الدول الأخرى، أنها مصيبة في ذلك، وبالتالي لن تسير وراءها.ثم برزت مشاكل الشرق الأوسط، فحرفت انتباهها عن الصين، وبعدها الحرب في أوكرانيا. وكلما قررت واشنطن التركيز على الصين تقوم دولة بفرض أمر واقع جديد ترغم واشنطن على القول إن اهتمامها بالصين ما زال على ما عليه، ولكن لنحل بداية المشكلة الجديدة.
*(أوبئة عابرة للحدود)
* كيف ستؤثر الأوبئة العابرة للحدود على صورة وتوازنات العالم في السنوات المقبلة؟
- علينا التنبُّه لموضوع جوهري، وهو أن الأوبئة ليست ظاهرة جديدة. المخيف فيها اليوم سرعة التواصل والانتشار. الأوبئة ألَمَّت بالبشرية مرات عدة؛ في القرون الوسطى كان هناك الطاعون يضربها كل عقدين أو ثلاثة، ويقضي على ربع أو ثلث السكان. ثم لنتذكر الإنفلونزا (الرشح) التي ضربت العالم في نهاية الحرب العالمية الأولى، وقضت على عدد يكاد يشابه عدد الذين ماتوا بسببها.إذن، الجديد والخطير أمران: الأول سرعة التنقل عبر العالم والأعداد الكبيرة للمسافرين بالطائرة، كل مسافر قد يكون حاملاً لوباء. والثاني يتناول ما يحصل في المختبرات. فحتى اليوم، ما زال هناك اعتقاد بأن مصدر جائحة «كوفيد» هو المختبر.يُضاف إلى ذلك الفروق الكبيرة والمتغيرة في الاستجابة لهذا الوباء بين الدول التي اختلفت حول أفضل طريقة للتصدِّي له. والثاني اللامساواة بين البشر حيث كان باستطاعة الاتحاد الأوروبي أن يشتري لقاحين أو ثلاثة لكل فرد من أفراد الاتحاد الأوروبي، بينما كان اللقاح لكل 10 أشخاص أو 15 شخصاً في عدد من الدول الأفريقية. طبعاً قامت بعض الدول بتقديم مساعدات لهذه الدول، لكن اللامساواة على المستوى العالمي كانت فاقعة. وبالتالي يتعين علينا أن نرى كيف ستتم الأمور في المستقبل.والثالث اختلاف أنظمة الرعاية الاجتماعية حتى بين الدول المتقدمة؛ ففي الولايات المتحدة، كان هناك عدد كبير من الفقراء لم يتمكن من الوصول إلى المستشفيات بسبب فقدان الضمان الاجتماعي للجميع؛ ما يفسر أعداد الوفيات الكبرى. خلاصتي أن الجائحة الأخيرة أبرزت أهمية وجود سلطات بعيدة النظر تعتمد القرار الصائب. كذلك، يتعين ردم الهوة الهائلة بين القارات والبلدان في القدرة على التصدي للجائحة، لأن جائحة «كوفيد» لن تكون الأخيرة.
*(الهزات «التكتونية» في العالم العربي)
* يعيش العالم العربي ارتجاجات «تكتونية» وتراكمات، ومثال ما هو جارٍ في سوريا قائم أمام أعيننا. هل سيبقى العالم العربي بهذا التمزق؟
- ما تقوله يطرح موضوع شروط الاستقرار السياسي. لماذا هناك دول مستقرة سياسياً أو مناطق مستقرة سياسياً ومناطق في حالة ثورات وانعدام الأمن وما شابه؟
ثمة عدة تفسيرات لذلك، والرائج يتناول وجود أو غياب دولة القانون، وتمثيل المواطنين وإشراكهم في القرار السياسي. وتوافر هذه العناصر يوفر الاستقرار. هذا هو التفسير الليبرالي. ولكنْ هناك رأي آخر يقول إن القراءة الليبرالية تنطبق على الدول المتقدمة قليلة السكان، وليس على الدول المتخلفة وكثيرة السكان حيث الاستقرار لا يتوفر إلا بفرض القانون فرضاً. أعتقد أن هذين التفسيرين لديهما ما يشرعهما، لكن التفسير غير كافٍ.في اعتقادي أننا نعيش، في المنطقة العربية، مرحلة من الظواهر التي لا يمكن أن تسمح بالاستقرار. هناك أولاً اللامساواة الهائلة في المداخيل بين الدول المجاورة. هذا الأمر سيدفع الدول الأكثر فقراً إلى الاستمرار، باعتبار أن الدول المحظوظة لا تستحق ما لديها، وأنه يجب، بشكل من الأشكال، أن تشركها في جزء من ثرواتها. فانعدام التوازن بين الدول الثرية والدول الفقيرة في العالم العربي من أكثر الهوات عمقاً في العالم.العامل الثاني هو التزاوج بين الانفجار السكاني والانتقال من الريف إلى المدن من جهة، وانعدام فرص العمل الجديدة من جهة أخرى. ففي سوريا مثلاً تجتمع 4 عناصر لا تؤدي إلى الاستقرار: التصحُّر وفقدان المياه، حيث هبط الإنتاج الزراعي في الجزيرة ومنطقة البادية هبوطاً مريعاً، وتراجعت تربية المواشي، بالتوازي مع الانفجار السكاني. أعتقد أن سوريا تُعدّ الدولة الثالثة في العالم من حيث النمو السكاني و«الترييف» الفظيع للمدن وفقدان فرص العمل؛ إذ إن هناك حاجة لـ300 ألف فرصة عمل جديدة كل عام، والجزء الأكبر منها غير متوفر. ولم أتحدث بعد عن السياسة أو عن البطش أو عن الروح الطائفية وكل الأمور الأخرى.إذن، العناصر الموضوعية لعدم الاستقرار موجودة ما يبين الحاجة الماسة لقيادة متميزة منكبَّة على معالجة هذه العناصر الموضوعية الاقتصادية والاجتماعية غير المساعدة للاستقرار.
*(حركية السكان عبر العالم: الهجرات نموذجاً)
* من المتوقَّع أن تتزايد الهجرات عبر العالم في السنوات المقبلة. كيف ستتعامل معها الدول الجاذبة لها؟
- السبب الأول لهذه الحركية الانعدام الهائل في التوازن الديموغرافي بين القارات الخمس. ثمة دول، إذا استمرَّت على هذا المستوى من التوالد، قد يندثر سكانها تماماً. هذا ينطبق على إيطاليا ومالطا ورومانيا وغيرها من الدول.لهذه الظاهرة أسباب رئيسية عنوانها الهرم السكاني الذي يتغير في هذه البلدان التي عليها الاهتمام بالمسنّين. هؤلاء تتزايد أعدادهم باطراد. والشيخوخة مكلفة وغير منتجة، بينما عدد الشبان العاملين يقل كل يوم. لا، بل إن أعداد الشيوخ تتوازى مع أعداد لأطفال.هذا ما هو حاصل في الدول المتقدمة، وانتقل الأمر إلى الصين، واليابان وكوريا الجنوبية. بالمقابل، لديك قارات ما زالت نسبة التوالد فيها مرتفعة ومشاريعها التنموية لم تنجح، وبالتالي ليس هناك عمل ووظائف. وهذا يصحّ على أفريقيا، أو على أميركا الوسطى وأفريقيا بصورة أساسية.نصف المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة (البالغ عددهم 11 مليوناً) من المكسيكيين. أنت تبني حائطاً. أنت تطرد (كما هو مشروع ترمب) الملايين إلى بلادهم. لكن الموضوع يبقى قائماً، لأن عدم التوازن يبقى قائماً، وإن بنيتَ حائطاً فسيجد مَن يتمكن من فتحه، أو حتى المرور من تحت الحائط.كل هذه الأمور تجعلنا نقول إن هذا الانعدام في التوازن من المسائل الكبرى في الربع الثاني من القرن الـ21 الذي ستتحكم به المسألة الديموغرافية إلى حد كبير. وأنا لا أرى أن الدول المتقدمة لديها بوصلة كافية لمعالجة هذا الأمر.هناك بعض الحلول التي تنبغي دراستها لمعالجة ملف الشيخوخة: مثلاً في إسبانيا وفي إيطاليا تم اتخاذ قرار بـ«استيراد» شباب من جنسيات، ومن مهن معينة، والإتيان بهم بالتوازي مع الاستمرار في مكافحة الهجرة غير المشروعة.بذلك، تعترف الدولة بأنها بحاجة لهؤلاء المهاجرين، ولكنها تمسك بآلية اختيارهم. الوضع في كوريا الجنوبية شبيه، ولكن الحل مختلف، ويقوم على توفير بطاقة عمل وإقامة للعاملين الأجانب لفترة تقل عن 5 سنوات لتجنُّب حصولهم على بطاقة إقامة دائمة.أما الأوروبيون، فإنهم متأخرون؛ كونهم يفتقرون للشجاعة السياسية من أجل الاعتراف بصراحة بأنهم بحاجة للهجرة لأسباب اقتصادية واجتماعية. هذا هو الشرط الأول لمعالجة فاعلة لملف الهجرات، والتوصل إلى حلول يطبقونها بطريقة منظمة؛ إذ فشل الحل الأمني لوقف الهجرات، ولم تكن كافية مساعدات التنمية للدول «المصدِّرة» حتى يبقى المهاجر من أفريقيا في بلده ويعثر هناك على فرصة عمل، كما لم تنجح المساعدات المعطاة للعائلات للإكثار من الإنجاب.إذن الحلول الثلاثة التي طرحتها أوروبا كانت فاشلة. واعتقادي أن أوروبا تفتقر لرؤية كاملة لعدم التوازن الديموغرافي؛ ما يعني أن الهجرات ستتواصل وتتزايد باتجاه القارة القديمة، مهما كانت برامج الأحزاب، خصوصاً اليمينية منها. ولقد لاحظنا أنه بعد إقفال طريق بوجه المهجرين يتم العثور على طريق أخرى. الفقر والحروب تدفع إلى الهجرات إلى البلدان الغنية. وهذا قائم، وسيتزايد ومعه الهجرات. لذا، تكمن مصلحة الحكومات الأوروبية في أن تعثر على بوصلة لمعالجة هذه المسألة بالغة الأهمية اليوم وغداً.
*(الثورة الرقمية)
* هل تغير الثورة التكنولوجية الجديدة كيفية إدارة شؤون العالم والمجتمع؟
- الثورة التكنولوجية «التي تشمل الإنترنت والهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي» هي مِن نوع خاص، لأنها أسرع بكثير في تحققها من الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، كما أنها تحتضن في باطنها ثورات داخلية، على رأسها الثورة الإلكترونية التي أوصلت إلى ثورة الذكاء الاصطناعي. والسؤال: مَن المستفيد منها؟
بدايةً، كان الرأي السائد أنها لصالح عموم الناس؛ إذ فُتِح الفضاء، وخُفّضت كلفة التواصل التي أصبحت شبه مجانية أو مجانية بالكامل، وعلى سبيل المثال، أصبح بإمكان أي كاتب أن يرسل كتابه لمن يريد وفي أي مكان. كذلك، فإن هذه الثورة وسَّعت هامش الحرية أمام الفرد، وحوَّلت أي فرد يستخدم الهاتف الذكي صحافياً أو مراسلاً أو معلِّقاً، وهو ما رأيناه في الحرب الليبية «التي أنهت نظام القذافي».كذلك تتعين الإشارة إلى ما وفَّرته هذه الثورة من وسائل للتعبئة الاجتماعية، كالدعوة إلى التجمعات والمظاهرات لمئات الآلاف من الأشخاص خلال وقت قصير للغاية. ولذا، صفَّق كثيرون لهذه القدرة «العجائبية». لكن الدراسات بيَّنت أن هذه القدرة لا تسمح بتحقيق أمرين: الأول إيجاد رابط أو برامج مشتركة لهؤلاء المتجمعين. والثاني أنها لا تتيح بروز قيادات جدية.باختصار، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تتيح التواصل السريع وتعبئة الأشخاص، لكنها لا تتيح تنظيمهم ورصَّهم في برنامج سياسي. والرأي السائد أن الثورة التكنولوجية جاءت على حساب الأنظمة القائمة والسلطات المالية والسياسية والأمنية.لكن هذه المقاربة بدت لاحقاً سطحية وجزئية؛ إذ تبيَّن أن للسلطات القدرة على التحكم بالثورة التكنولوجية بأشكال مختلفة. فعلى سبيل المثال، فإن دولة كبرى، كالصين، فرضت سلطاتها على الشركات الكبرى الفاعلة، مثل «غوغل» أو «فيسبوك»؛ بأن يكون «الخادم» (SERVER) في الصين وأن تكون الأدوات المستخدمة صينية الصُنع. بمعنى أن الصين سيطرت على المضمون من خلال الأدوات. كذلك تبين لاحقاً أن الثورة التكنولوجية تتيح للسلطات أن تمارس رقابة على الناس، ومَن يعتقد أن رسالته النصية أو اتصالاته الهاتفية غير مراقَبة فهو ساذج.بيد أن مشكلة جديدة برزت أمام السلطات، تكمن في الحجم الهائل من المعلومات التي تحصل عليها في مختلف أنحاء العالم، من بينها معلومات بالغة الأهمية، لكنها تضيع في بحر المعلومات الأخرى. ففيما خص هجمات نيويورك وواشنطن في عام 2001، تبين أنه توافرت للأجهزة الأمنية معلومات بالغة الدقة عن الذين قاموا بالعملية. لكنها كانت ضائعة.من هنا، يأتي دور الذكاء الاصطناعي الذي جاء لينقذ السلطات من طوفان المعلومات.إضافة إلى ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي أدى إلى تطور هائل في إدارة الحروب. ففي غزة وجنوب لبنان، استخدمته إسرائيل بشكل مكثف، واعتمدت في لبنان على «الداتا الكبرى» (Big Data)، التي تمتلكها عن أصحاب السيارات ولوحاتها لتحديد هوية الأشخاص المستهدَفين. كذلك تتعين الإشارة إلى دور الذكاء الاصطناعي في حرب المسيَّرات، بحيث نشهد اليوم تغيراً جذرياً في إدارة الحروب، وما لها من انعكاسات. في أي حال، فإن للذكاء الاصطناعي تطبيقات متنوعة على جميع الصعد، وسيقوى دوره أكثر فأكثر مستقبلاً.
*(الدولار الملك)
* هل سيبقى الدولار الأميركي عملة المستقبل؟
-الواقع أن الدولار أعلن عن وفاته كالعملة الدولية الأولى باكراً جداً. وتكرر ذلك خلال 20 سنة؛ إذ أتذكر أنه، في مطلع القرن، ظهرت تحليلات حتى في مجلة «فورن أفيرز» أو مجلات المؤسسة الأميركية تتنبأ بنهاية الدولار، خصوصاً بعد ظهور العملة الأوروبية (اليورو). ثم مؤخراً عامل جديد؛ إذ قررت «البريكس» أن تكون لديها عملة موحَّدة.بداية، أنا لا أعتقد أن «البريكس» في وضع مِن التماسك يسمح بأن يكون لديها عملة واحدة. ثانياً: يبدو، بعد ربع قرن على اعتماد اليورو، أنه حصل على جزء من ودائع المصارف المركزية ومن التجارة الدولية، لكنه توقف عندها، بمعنى أنه نما إلى نسبة 17 في المائة تقريباً. لكنه توقَّف عندها في السنوات الأخيرة.هناك عملات أخرى، مثل الين والفرنك السويسري، لكنها لم تمس الدولار الذي لم يزل الدولار العملة الأولى في أكثر من 50 إلى 60 في المائة من المبادلات التجارية الكبرى، ومن ودائع المصارف الكبرى. وهذا الأمر يعطي الولايات المتحدة قدرة سياسية كبيرة، لأن لديها القدرة على طبع هذه العملة من جهة، ويعطيها، من جهة أخرى، قدرة للتأثير على اقتصادات الدول الأخرى، وبالتالي على أمنها.لكن في القريب المنظور، أعتقد أن الدولار سيبقى العملة الأقوى في الساحة الدولية، ولا أقول الوحيدة، التي تتحكم، بمفردها، بأكثر من نصف ودائع المصارف المركزية، وأيضاً بنوعية المبادلات في المصارف. ثم هناك العقوبات التي تفرضها واشنطن باللجوء إلى سلاح الدولار؛ فالولايات المتحدة نجحت في الحرب على الإرهاب في المجال المالي أكثر من نجاحها في المجال الأمني. ومن جانب آخر، فإن العولمة غيرت في أهمية الوزارات في كل دولة، حيث إن وزير المالية الأميركي أهم بكثير من وزير الخارجية أو الداخلية، لأن لائحة العقوبات بحوزته.
٣-شفق نيوز …
في موقف مفاجئ.. بشار الجعفري يوجه ضربات قاسية لنظام بشار الأسد
هاجم سفير سوريا لدى روسيا بشار الجعفري، رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، متهماً إياه برهن سوريا للمافيا والفساد، واصفاً إسقاط النظام بأنه "انتصار" لإرادة الشعب السوري.جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في مقر السفارة السورية بموسكو، مساء أمس الاثنين، بحضور عدد من أبناء الجالية السورية، ظهر بعضهم متوشحًا بالعلم السوري الجديد، وفق مقطع فيديو نشره الجعفري عبر حسابه الشخصي على فيسبوك.وقال الجعفري للحاضرين “دعوتم للاحتفال بالتغيير وانتصار إرادة الشعب بإسقاط عهد الظلم وبداية عهد جديد يدعو للتفاؤل بغد مشرق”. وأكد أن المرحلة المقبلة يجب أن تنطلق من شعار “الغد أفضل من أمس”، مع التركيز على بناء وطن يقوم على الازدهار والمحبة والسلام وإعادة البناء.وعُرف بشار الجعفري، الذي شغل منصب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة منذ عام 2006، بمواقفه الصارمة في الدفاع عن سياسات النظام السوري على الساحة الدولية.وكان الجعفري أحد أبرز الوجوه التي مثلت النظام في المحافل الدبلوماسية، حيث كرّس خطاباته للدفاع عن ممارسات النظام أمام الانتقادات الدولية والإقليمية.وطوال سنوات الثورة السورية، كان الجعفري من أبرز الشخصيات التي دافعت عن النظام برئاسة بشار الأسد، مُرجعًا أحداث العنف والدمار إلى “مؤامرة خارجية” تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد.انتقاد عهد الأسدوأوضح الجعفري أن "النظام السابق لم يكن نظامًا حقيقيًّا بل منظومة مافيوية رهنت مصالح البلاد لخدمة مآربها الشخصية، ولهذا سقطت بهذه السرعة".وأشار إلى أنه "لو كان هناك نظام فعلي، لدافع عن نفسه".ودعا السفير السوري إلى التهدئة والعمل على بناء مستقبل سوريا ليكون للجميع، مشددًا على أهمية عدم تكرار أخطاء الماضي. وقال "كلنا الآن فرحون بالتغيير، ولا نريد أي تشويش على ذلك".كما أشار إلى أهمية إعطاء الإدارة السورية الجديدة فرصة لإنهاء المرحلة الانتقالية، مؤكدًا أن "الحوار الوطني الواعد الذي تجريه الإدارة يمثل مكونات المجتمع السوري كافة".
وأكد الجعفري أن العاملين في السفارات والجامعات والمؤسسات الحكومية ليسوا مسؤولين عن أخطاء النظام السابق، داعيًا إلى عدم صبّ الغضب عليهم.وكشف الجعفري أنه خلال عمله في الأمم المتحدة كان يستخدم تعبير "بلادي ووطني" بدلًا من الإشارة إلى النظام أو رئيسه؛ مما عرضه لانتقادات من النظام المخلوع. ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، تشهد دمشق يوميًّا زيارات من مسؤولين إقليميين ودوليين لإجراء اجتماعات مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع.
٤-دمشق رويتر …
قالت القيادة العامة السورية الجديدة في بيان إن أحمد الشرع القائد الفعلي لسوريا توصل إلى اتفاق يوم الثلاثاء مع “قادة الفصائل الثورية” يقضي بحل جميع الفصائل و”دمجها تحت مظلة وزارة الدفاع”.وقال رئيس الوزراء محمد البشير الأسبوع الماضي إن وزارة الدفاع سيعاد تشكيلها لتشمل الفصائل التي كانت جزءا من المعارضة في السابق والضباط المنشقين عن الجيش خلال حكم بشار الأسد.ويواجه الشرع مهمة شاقة تتمثل في محاولة تجنب الصدامات بين الفصائل الكثيرة.وعين حكام سوريا الجدد مرهف أبو قصرة، القائد الكبير في المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد، وزيرا للدفاع في الحكومة المؤقتة.وتشمل الأقليات العرقية والدينية التاريخية في سوريا الأكراد المسلمين والشيعة، الذين كانوا يخشون خلال الحرب الأهلية أن يعرض أي حكم إسلامي سني مستقبلي أسلوب حياتهم للخطر، وكذلك المسيحيين الأرثوذكس السريان واليونانيين والأرمن، والطائفة الدرزية.وأبلغ الشرع المسؤولين الغربيين الذين زاروه بأن هيئة تحرير الشام التي يرأسها، والتي كانت تابعة لتنظيم القاعدة في الماضي، لن تسعى للانتقام من النظام السابق ولن تقمع أي أقلية دينية.وسيطر مقاتلون من المعارضة السورية على العاصمة دمشق في الثامن من ديسمبر كانون الأول، مما أجبر الأسد على الفرار بعد حرب أهلية دامت أكثر من 13 عاما لينتهي حكم عائلته الذي استمر عقودا.
٥-جريدة الصباح …
خطة لتطبيق المدن الذكية في جميع أرجاء البلاد
تعتزم الحكومة إدخال تطبيقات المدن الذكية في عموم البلديات التابعة للعاصمة بغدادوالمحافظات.وقال مستشار رئيس الوزراء لشؤون التحول الرقمي والاتصالات حسن الخطيب لـ"الصباح": إن "المشروع الذي سينفذ بالتعاون مع شركتي (هواوي) الصينية التي تعطي تفاصيل كاملة عن كيفية تحقيق هذا الجهد، و(هانيويل) الأميركية التي تمتلك جميع الحلول لهذا المشروع"، مشيراً إلى أن "تلك البلديات ستتمكن من مراقبة العمل واستخدام أنواع مختلفة من التطبيقات الإلكترونية في كيفية التحكم بهذه المدن أسوة بما هو موجود في دول العالم المتقدمة".وأضاف أن "التعاون شمل أيضاً المعهد العالي لإعداد القادة التابع للأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة الإعمار والإسكان والبلديات، اللذين حققا خطوات في هذا الجانب من خلال إدخال الملاكات المتقدمة في دورات لتلقي المحاضرات عن كيفية التحكم بها، والتجارب العالمية الناجحة التي استخدمت تلك التقنيات للنهوض بواقع المدن وترك الأساليبالقديمة".وتابع الخطيب، أن "هذا المشروع سيسعى لأتمتة بلدية بعد أخرى تدريجياً، لمعرفة السلبيات التي تظهر وتجاوزها عند شمول بلدية أخرى، لحين الوصول إلى مشروع متكامل يشمل جميع البلديات الموجودة في البلد".وتتوجه المؤسسات إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية في إدارة أعمالها وخدماتها وأنشطتها، لتحقيق عنصري الاستجابة لطلب الخدمة عن بعد، وإمكانية تقديم الطلب في أي وقت وأي مكان، كما يسهم ذلك في تبسيط الإجراءات الإدارية وإنجاز المعاملات والقضاء على البيروقراطية، وتعزيز الثقة بين المواطن والحكومة".من جانبه، قال عضو لجنة الخدمات والإعمار في مجلس النواب أحمد مجيد الشرماني لـ"الصباح": إن "البلد بحاجة إلى نظام مركزي ومعلوماتي إلكتروني موحد، يحد من هذه العمليات السابقة، والتأخير الذي يحصل فيها بنسبة 100 بالمئة، خاصة في قطاعي المنافذ الحدودية والجمارك، فضلاً عن التخفيف عن كاهل الموظف والمراجع، والقضاء على عمليات الفساد والملفات المهمة التي يتم إخفاؤها في الدوائر لغرض المتاجرة والابتزاز".وأعلن الشرماني تأييده أن يكون مشروع التحول الرقمي والإلكتروني ضمن الأولويات، وتحويل جميع التعاملات الحكومية إلكترونياً، من خلال توجيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الجهات المختصة بضرورة الاهتمام بذلك".
٦-بي بي سي…الدنمارك تعزز دفاعها عن غرينلاند بعد أن كرر ترامب رغبته في السيطرة الأمريكية عليها
الحكومة الدنماركية عن زيادة ضخمة في الإنفاق الدفاعي لغرينلاند، بعد ساعات من تكرار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب رغبته في شراء المنطقة القطبية الشمالية.وقال وزير الدفاع الدنماركي، ترويلس لوند بولسن إن الحزمة كانت "مبلغا مزدوج الرقم" بالكرونة، أو على الأقل 1.5 مليار دولار (1.2 مليار جنيه إسترليني).ووصف بولسن توقيت الإعلان بأنه "مفارقة القدر". وقال ترامب يوم الإثنين إن ملكية الجزيرة الضخمة والسيطرة عليها "ضرورة مطلقة" للولايات المتحدة.وتقع غرينلاند، وهي منطقة دنماركية تتمتع بالحكم الذاتي، كما أنها موطن لمنشأة فضائية أمريكية كبيرة وتتمتع بأهمية استراتيجية للولايات المتحدة، على أقصر طريق من أمريكا الشمالية إلى أوروبا. ولديها احتياطيات معدنية كبيرة.وقال بولسن إن الحزمة ستسمح بشراء سفينتي تفتيش جديدتين وطائرتين بدون طيار جديدتين بعيدتي المدى وفريقين إضافيين للزلاجات.كما ستشمل الحزمة تمويلا خاصا لزيادة عدد الموظفين في القيادة القطبية الشمالية في العاصمة نوك وتطوير أحد المطارات المدنية الرئيسية الثلاثة في جرينلاند للتعامل مع طائرات مقاتلة تفوق سرعة الصوت من طراز إف-35.وقال "لم نستثمر ما يكفي في القطب الشمالي لسنوات عديدة، والآن نخطط لوجود أقوى".ولم يقدم وزير الدفاع رقما دقيقا للحزمة، لكن وسائل الإعلام الدنماركية قدرت أنها ستكون حوالي 12-15 مليار كرونة.جاء الإعلان بعد يوم من قول ترامب على ومنصته الاجتماعية Truth Social: "لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية أن ملكية غرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة".ورد رئيس وزراء غرينلاند، ميوت إيغيدي، على تعليقات ترامب قائلاً "نحن لسنا للبيع".لكنه أضاف أن سكان غرينلاند يجب أن يظلوا منفتحين على التعاون والتجارة، وخاصة مع جيرانهم.ويقول المحللون إن الخطة كانت قيد المناقشة لفترة طويلة ولا ينبغي اعتبارها استجابة مباشرة لتعليقات ترامب.ويرى محللون أنه حتى الآن كانت الدنمارك بطيئة للغاية في توسيع قدرتها العسكرية في غرينلاند، ولكن إذا لم تكن البلاد قادرة على حماية المياه المحيطة بالمنطقة ضد التعديات من قبل الصين وروسيا، فمن المرجح أن تنمو المطالب الأمريكية بمزيد من السيطرة.ويعتقد الميجور ستين كيرغارد من أكاديمية الدفاع الدنماركية أن نية ترامب ربما كانت الضغط على الدنمارك لاتخاذ مثل هذه الخطوة.وقال لبي بي سي: "من المرجح أن يكون ذلك بسبب تركيز ترامب المتجدد على الحاجة إلى السيطرة الجوية والبحرية حول غرينلاند والتطورات الداخلية في غرينلاند حيث يعرب البعض عن إرادة التطلع نحو الولايات المتحدة - تم افتتاح مطار دولي جديد في نوك للتو".وأضاف: "أعتقد أن ترامب ذكي ... فهو يجعل الدنمارك تعطي الأولوية لقدراتها العسكرية في القطب الشمالي من خلال رفع هذا الصوت، دون الحاجة إلى السيطرة على نظام رعاية غير أمريكي للغاية"، في إشارة إلى اعتماد غرينلاند الشديد على الإعانات من كوبنهاغن.أدى اقتراح ترامب الأصلي في عام 2019 بأن تستحوذ الولايات المتحدة على غرينلاند، وهي أكبر جزيرة في العالم، إلى انتقاد حاد مماثل من القادة هناك.وفي ذلك الوقت، وصفت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، الفكرة بأنها "سخيفة"، مما دفع ترامب إلى إلغاء زيارة رسمية إلى البلاد.وترامب ليس أول رئيس أمريكي يقترح شراء غرينلاند. فقد طُرحت الفكرة لأول مرة خلال ستينيات القرن التاسع عشر تحت رئاسة أندرو جونسون.
٧-سكاي نيوز…إيران وسوريا.. إعادة ترتيب العلاقات وسط التحديات الجديدة
في ظل التحولات الجذرية التي تشهدها سوريا بعد سقوط النظام السابق، تجد إيران نفسها أمام اختبار استراتيجي لإعادة صياغة علاقتها مع دمشق.ويبرز تساؤل جوهري حول ما إذا كانت الإدارة السورية الجديدة ستقبل الحفاظ على علاقات وثيقة مع طهران، أم ستختار نهجًا مختلفًا يتماشى مع تطلعاتها الجديدة.فعلى مدار عقود، شكلت العلاقة بين إيران وسوريا نموذجا للتحالف الاستراتيجي، حيث كانت دمشق أحد أركان "محور المقاومة". إلا أن هذه العلاقة، التي وصفتها بعض الأوساط بالهيمنة
الإيرانية، أصبحت موضع مراجعة جذرية بعد سقوط نظام بشار الأسد.ويشير الباحث السياسي مصدق بور خلال حديثه لسكاي نيوز عربية إلى أن إيران، في الوقت الراهن، تعتمد على "المشاورات" بدلاً من "المفاوضات الرسمية" مع الإدارة الجديدة في سوريا.ويفسر ذلك بأنه مؤشر على حذر طهران وترقبها لمواقف السلطات الجديدة التي تسعى لإعادة ترتيب أوراقها داخليًا وخارجيًا.
*(الفوضى كعامل تهديد وفرصة)
يُبرز مصدق بور قلق إيران من الفوضى المحتملة في سوريا، حيث وصف المرشد الإيراني علي خامنئي الوضع بـ"الفوضوي"، لكنه أبدى ثقته في أن "الشرفاء الأقوياء" قادرون على التصدي لهذا السيناريو. هذه التصريحات تعكس رغبة طهران في الحفاظ على نفوذها الإقليمي، مع إعادة تكييف استراتيجيتها لتتناسب مع المتغيرات الجديدة.ومن أبرز المؤشرات على التغيير في العلاقة بين البلدين، الهجوم على السفارة الإيرانية في دمشق عقب سقوط النظام السابق.هذا المشهد غير المسبوق يعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه النفوذ الإيراني في سوريا.كما أن تعليق شركات الطيران الإيرانية رحلاتها إلى دمشق يشير إلى تعقيدات في التنسيق مع الإدارة السورية الجديدة.ورغم هذه التطورات، أكدت طهران رغبتها في الحفاظ على وحدة سوريا ومنع انتشار الإرهاب. ويرى مصدق بور أن هذا الموقف يعكس إدراك إيران لأهمية سوريا الاستراتيجية وتأثيرها على دول الجوار مثل العراق والأردن وتركيا.
*(صراع القوى الإقليمية والدولية)
تبقى سوريا ساحة تنافس بين قوى إقليمية ودولية متعددة. فالدول العربية ترفض السيطرة التركية على سوريا، في حين تنظر الولايات المتحدة وإسرائيل بعين الشك إلى الجماعات المسلحة ذات الخلفيات الأيديولوجية.من جهة أخرى، يشير مصدق بور إلى أن إيران حاولت في الماضي تشجيع بشار الأسد على التعاون مع تركيا، لكنه رفض ذلك. الإدارة السورية الجديدة قد تكون أكثر استعدادًا لإعادة النظر في خياراتها، ما يثير تساؤلات حول مدى استعداد إيران للتكيف مع هذه التوجهات الجديدة.
*(التحديات والفرص)
يرى مصدق بور أن سقوط النظام السوري السابق تسبب في انهيار المقاومة أمام إسرائيل، التي استفادت من هذا الوضع للتوسع في الأراضي السورية وتدمير البنية التحتية العسكرية. وفي الوقت ذاته، تبرز تحديات أمام إيران للحفاظ على نفوذها، مع تصاعد دعوات دولية وإقليمية لإعادة سوريا إلى الحاضنة العربية.تمثل التحولات الجارية في سوريا لحظة حاسمة في العلاقة الإيرانية-السورية. حيث إيران تجد نفسها أمام خيارين: إما التكيف مع المتغيرات واتباع نهج جديد يقوم على الاحترام المتبادل، أو مواجهة خسارة نفوذها في واحدة من أهم الساحات الاستراتيجية في المنطقة. يبقى المستقبل مفتوحًا على احتمالات عدة، لكن المؤكد أن الإدارة السورية الجديدة تسعى لرسم ملامح علاقات إقليمية ودولية مختلفة عما كانت عليه في الماضي.
٧-السومرية …"طيران الإمارات" تُمدد إلغاء الرحلات الى بغداد
أعلنت شركة "طيران الإمارات"، اليوم الأربعاء، تمديد إلغاء جميع رحلاتها من وإلى بغداد وبيروت.وأكدت أنه لن يتم قبول المسافرين المتجهين إلى بيروت عبر دبي كنقطة عبور (ترانزيت) من نقطة انطلاقهم.وحسب إشعار لـ"طيران الإمارات"، فقد تم تمديد إلغاء جميع رحلات الشركة من وإلى بغداد حتى تاريخ 15 كانون الثاني (يناير) 2025، كما أفادت بأنه لن يتم قبول المسافرين الذين يخططون للسفر إلى بغداد عبر دبي كنقطة عبور (ترانزيت) من نقطة انطلاقهم حتى إشعار آخر.من جهتها، تستمر رحلات شركة "فلاي دبي" إلى بغداد في العمل كالمعتاد، وسيتم قبول العملاء الذين يحملون حجوزات مؤكدة مع "فلاي دبي" ولديهم بغداد كوجهة نهائية بالسفر، لافتة إلى أنه يُنصح للعملاء بمتابعة حالة رحلاتهم بشكل منتظم عبر الموقع الإلكتروني للشركة.
٨-سي ان ان……وفاة 3 أطفال فلسطينيين في غزة تجمدا مع حلول الشتاء
تجمّدت طفلة حديثة الولادة حتى الموت في مخيم النازحين بمنطقة المواصي في خان يونس جنوب قطاع غزة، الأربعاء، ما يسلط الضوء على التحديات الصارخة للبقاء التي يواجهها الأطفال الفلسطينيون النازحون من منازلهم وسط الهجوم الإسرائيلي المستمر على القطاع.وتجمدت الطفلة سيلا محمود الفصيح حتى الموت من البرد القارس في المواصي، وفقا لما نشره المدير العام لوزارة الصحة بغزة الدكتور منير البرش، على منصة إكس (تويتر سابقا)، الأربعاء.وفي الساعات الثماني والأربعين الماضية، توفيت سيلا وطفلان آخران على الأقل - أحدهما يبلغ من العمر 3 أيام والآخر شهر واحد - بسبب انخفاض درجات الحرارة وعدم القدرة على الوصول إلى مأوى دافئ، وفقًا لما قاله الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم طب الأطفال والتوليد في مستشفى ناصر في خان يونس، لشبكة CNN.وتعرضت منطقة المواصي الساحلية غرب رفح، والتي صنفتها إسرائيل سابقا على أنها "منطقة إنسانية"، مرارا وتكرارا لهجمات إسرائيلية.
وانتقل الآلاف من الفلسطينيين النازحين إلى هناك بحثا عن ملجأ، ويعيشون منذ أشهر في خيام مؤقتة مصنوعة من القماش والنايلون. وأظهرت لقطات لـCNN من ساحة في المواصي جسد الطفلة الصغيرة ملفوفا بأكفان بيضاء، ووالدها محمود البالغ من العمر 31 عاما يحملها، وفي مشهد آخر، مجموعة من الشباب والأولاد الفلسطينيين القرفصاء بجانب قبرها.وقالت والدتها ناريمان لـCNN، الأربعاء: "ماتت سيلا من البرد. كنت أقوم بتدفئتها واحتضانها. لكن لم نملك ملابس إضافية لتدفئة هذه الفتاة"، وأظهر الفيديو أن وجه الطفلة تحول إلى اللون الأزرق.ولقد أدى الهجوم الإسرائيلي، الذي بدأ بعد الهجوم الذي شنته حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى تدمير أحياء غزة التي كانت نابضة بالحياة ذات يوم، ومحو عائلات بأكملها، وتسبب في أزمة إنسانية من المجاعة والنزوح والأمراض المتفشية. وذكرت وزارة الصحة في غزة، الاثنين، أن أكثر من 45 ألف فلسطيني قُتلوا وأصيب 107 آلاف شخص.
("حرب على الأطفال")
وحذر المدافعون عن حقوق الإنسان من أن الأطفال الفلسطينيين يتحملون وطأة القصف والحصار الإسرائيلي.وقال الدكتور البرش، الأربعاء، إن أكثر من 17600 طفل قُتلوا منذ بدء الحرب. وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، الثلاثاء، إن "طفلا واحدا في غزة يُقتل كل ساعة"، مستشهدا ببيانات الأمم المتحدة.وأفادت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، في أكتوبر، أن ما يصل إلى 17 ألف طفل تُركوا دون مرافقين أو منفصلين عن والديهم ومقدمي الرعاية. ويكافح آخرون للعثور على ما يكفي من الطعام والماء والدفء، حيث أدى حصار إسرائيل إلى استنزاف الإمدادات.وقال الأطباء، لـCNN، إن الأطفال غير قادرين على تلقي الرعاية الكافية في النظام الطبي، الذي أصيب بالشلل بسبب الهجمات الإسرائيلية. ووفقًا للدكتور الفرا، فإن 20٪ فقط من وحدات رعاية الأطفال حديثي الولادة تعمل في قطاع غزة. وقال إن الأطفال الخدج يموتون بسبب نقص الإمدادات الطبية بما في ذلك أجهزة التنفس الصناعي، بينما يضطر الأطباء إلى فرز الحالات لإنقاذ حياة الأطفال.وحذرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من أن العديد من الأطفال النازحين في غزة يرتدون القليل من الملابس بعد أن أجبر العديد منهم على الفرار من القصف الإسرائيلي بملابس الصيف، في وقت سابق من هذا العام.وفي بيان لها في 20 ديسمبر/كانون الأول، قالت روزاليا بولين، مسؤولة الاتصالات الرئيسية لليونيسيف في غزة: "منذ أكثر من 14 شهراً، كان الأطفال على حافة هذا الكابوس، ففي غزة، يعيش أكثر من مليون طفل في واقع الأمر في خوف وحرمان شديد ومعاناة لا يمكن تصورها".وتابعت: "الحرب على الأطفال في غزة تشكل تذكيرا صارخا بمسؤوليتنا الجماعية، إن جيلاً من الأطفال يتحمل الانتهاك الوحشي لحقوقهم وتدمير مستقبلهم".وتواصلت
CNN مع الجيش الإسرائيلي للتعليق على وفاة الأطفال الثلاثة في المواصي.
٩- سي ان …ان لِمَ يرتدي بابا نويل اللون الأحمر والأبيض.. وما علاقة "كوكا كولا" بذلك؟
بدلة مخملية حمراء اللون بحواف مزينة بالفرو الأبيض، وحذاء أسود طويل، وقبعة مزينة بكرة صوفية.. قد يتباين زي بابا نويل من منطقة لأخرى، لكنّ إطلالته الأيقونية ما برحت متأصّلة في الثقافة الشعبية والخيال الشعبي.إلا أنّ شخصية بابا نويل الخيالية لم ترتدِ دومًا اللون الأحمر، في الواقع، استغرق التوصّل إلى شكل ملابسه، ومظهره، وحتى طوله حوالي قرن من الزمن إلى أن تشكّلت الشخصية الأيقونية التي نعرفها اليوم. وبين أسلافه الأسقف المسيحي القديس نيكولاس، ونظيره الهولندي سينتر كلاس (Sinterklaas)، وغيرهما.لكن بابا نويل الأمريكي بدأ في التبلور لأول مرة في عشرينيات القرن التاسع عشر، واستمر بالتطور من خلال الشِّعر، والرسوم التوضيحية، والإعلانات.وأصبحت السمات الرئيسية لبابا نويل هي: رجلٍ ملتحٍ يرتدي الفراء، يجره الرنة بمزلجة. وبات ذلك بمثابة قاعدة عامة بفضل قصيدة كليمنت كلارك مور بعنوان "زيارة من القديس نيكولاس" في عام 1823، بالإضافة إلى قصيدة مجهولة المصدر أقل شهرة سبقتها في عام 1821 كانت قد أطلقت على الشخصية اسم "سانتيكلوس" (Santeclaus). لكن كان كل عنصر آخر يرتديه قابلاً للتفسير.وقال المؤرخ جيري بولر، ومؤلف "سانتا كلوز: سيرة ذاتية" (Santa Claus: A Biography)، في مقابلة هاتفية: "كان القرن التاسع عشر فترة كانت فيها النقاشات حول شكل بابا نويل وما يرتديه بارزة للغاية".
لماذا يرتدي بابا نويل اللون الأحمر والأبيض؟ وهل له علاقة بمشروب "كوكا كولا"؟
وشرح بولر: "استغرق الأمر حوالي 80 عامًا حتى استقر الفنانون الأمريكيون على (شكل) ملابس سانتا".
إطلالات بابا نويل المتنوعة
لماذا يرتدي بابا نويل اللون الأحمر والأبيض؟ وهل له علاقة بمشروب "كوكا كولا"؟
وتُظهِر بعض التفسيرات المبكرة لرؤية مور بابا نويل كبائع سلع متجول مخادع صغير يمكنه الدخول في مدخنة أقرب إلى الواقع.وتُظهِر نسخة مرسومة من القصيدة تعود للعام 1864، القديس نيكولاس الذي يرتدي ملابس الأسقف عادةً، ببدلة صفراء وقبعة من الفرو.ولعب رسام الكاريكاتير في مجلة "هاربر ويكلي"، توماس ناست، الذي ابتكر رمز الحمار للديمقراطيين والفيل للجمهوريين، دورًا مهمًا في تصور بابا نويل.ورسمه ناست لأول مرة في عام 1863، أثناء الحرب الأهلية، مزينًا بالنجوم والأشرطة أثناء توزيعه الهدايا على جنود جيش الاتحاد. لكن تُظهر الرسمة الأكثر شهرة للفنان التي تعود للعام 1881، بابا نويل مرتديًا بدلة حمراء.
لماذا يرتدي بابا نويل اللون الأحمر والأبيض؟ وهل له علاقة بمشروب "كوكا كولا"؟
وغالبًا ما تطغى حملات العطلات الطويلة لشركة "كوكا كولا"، التي رسمها هادون سوندبلوم، على الرسومات التكوينية للفنانين السابقين. وانطلقت الحملات في عام 1931 وأصبحت مرادفة لإطلالة بابا نويل. وأصبحت نسخة سوندبلوم لبابا نويل ذو الخدود الحمراء شائعة للغاية.وقال بولر: "أعتقد أن معظم الناس (يعتقدون) أن لكوكا كولا علاقة بتأسيس زي بابا نويل الأحمر والأبيض.. لكن هذا ليس صحيحًا، فتم (تحديد) زي بابا نويل الشهير قبل عقود من الزمان".
استحضار الحنين إلى الماضي
ربما لم يختر من تخيلوا بابا نويل بداية بدلته الحمراء، لكنهم أرادوا أن تبعث الشخصية شعورًا بالحنين إلى الماضي، وفقًا للمؤرخ والمؤلف ستيفن نيسينباوم. وفي كتابه الرائد عام 1988 "معركة عيد الميلاد" (The Battle for Christmas)، رَسَم نيسينباوم تاريخ شخصيته وتحدى أصولها المزعومة المتكررة كثيرًا التي تعتبرها مستوحاة من القديس نيكولاس الهولندي، سينتركلاس (Sinterklaas).لكن نيسنباوم أشار إلى مجموعة من "رجال نيويورك ذوي العقلية العتيقة"، وينتمي إليهم مور، الذين أعادوا صياغة شخصية الهولندي عمدًا في عشرينيات القرن التاسع عشر باعتبارها رمزًا لعطلة أكثر ملاءمة للأسرة وسط ارتفاع معدلات الفقر والجريمة.وفي الواقع الأمر، بحسب نيسنباوم، كانت الاحتفالات التقليدية التي سبقت عيد الميلاد في نيو إنغلاند عبارة عن احتفالات استمرت شهرًا كاملاً غمرتها حالات السَّكَر والفوضى خلال القرنين السابع عشر ومطلع القرن الثامن عشر.وكانت الاحتفالات عبارة عن "صمام أمان" للفقراء "لتنفيس الغضب" عوض ظهور الاضطرابات الاجتماعية. وكانت هناك عادة شعبية سمحت للأشخاص بدخول منازل الأثرياء على أمل أن يُمنحوا أفضل الطعام والشراب كدليل على حسن النية.وأوضح أنّه بحلول زمن مور، لم يكن الاحتفال بعيد الميلاد يتم بطريقة موحدة، فحاول المتشددون قمعه، في حين عمل الإنجيليون على تحويله إلى مناسبة دينية بحتة في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول. ويرى بولر أنّ العديد من السمات التي استحوذت على خيال الأشخاص كانت خيارات عملية، فبمجرد التوافق على أنّ يكون بابا نويل من القطب الشمالي، كان ذلك يعني أنّه يرتدي الفراء، ومن ثم وقع الاختيار على اللون الأحمر لكونه حيويًا ويتناقض مع لحيته البيضاء والثلج الأبيض.والأصول الدقيقة لإطلالة بابا نويل غامضة بلا شك نظرًا لوجود العديد من الشخصيات الشبيهة به في أجزاء مختلفة من العالم، وقد اندمجت بعضها ببساطة لتشكل هذه الصورة الغربية الفريدة.
١٠-الجزيرة..شروط واشنطن لقبول الإدارة الجديدة في دمشق
إن ما يحسب للقائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع أنه لم يكن ليتحرّك في قيادة الفصائل المسلحة من إدلب إلا بعد أن قرأ الموقف الأميركي بشكل صحيح، وأنه يعلم بدقة متى يتحرك؟ وكيف؟ وأين؟ ومع ذلك فإن أحدًا لم يكن يتوقع أن ينهار نظام الأسد بهذا الشكل، وبسرعة كبيرة، وصولًا إلى السقوط والانهيار في دمشق التي دخلتها الفصائل بقيادة هيئة تحرير الشام.كان الشرع قد التقط مؤشراتٍ تدعم تحركه، وتشكِّلُ الغطاء الغربي له بشكل مضمون وفعَّال، ما دام أنه يتحرك تحت العنوان العريض الذي رسمه المجتمع الدولي بقيادة واشنطن للمنطقة، وهو "إخراج إيران من سوريا"، وبصرف النظر عما إن كان متوقعًا أو غير متوقع فإن هيئة تحرير الشام أصبحت الجهة التي تحكم دمشق، وأبو محمد الجولاني عاد لاسمه الحقيقي "أحمد الشرع" الذي يقابله المسؤولون الأميركيون ويخططون معه لمستقبل سوريا الجديد.
*(ماذا عن التصنيف على قوائم الإرهاب؟)
من المتوقع أن يكون رفع الهيئة وزعيمها عن قوائم الإرهاب هو أحد أهم الأوراق التفاوضية التي ستضمن بها واشنطن انضباط الإدارة الجديدة في دمشق بما يناسب سياساتها في المنطقة.وهذا الأمر لا يشترط أن يحصل سريعًا، حيث تستطيع الدبلوماسية الأميركية إجراء اللقاءات والتفاعل السياسي مع السلطة وليس مع الهيئة، والمثال القريب لذلك أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت تطالب الولايات المتحدة برفعها عن قوائم الإرهاب حتى عام 2022، علمًا أنها تسلّمت السلطة في الضفة والقطاع وأصبح لها تمثيل في المؤسسات الأممية.
*(الابتزاز برفع العقوبات)
لا تقتصر الأوراق التفاوضية أو يمكن تسميتها بأوراق الضغط على رفع التصنيف، بل إن التحكم الأكبر ،للغرب عمومًا وللولايات المتحدة على وجه الخصوص، يتوقع أن ينطلق من ملف العقوبات، ليس على الأشخاص فقط، وإنما على القطاعات بما في ذلك مؤسسات الدولة ومصارفها.كل ذلك تتعامل العواصم الغربية معه وفق مبدأ التحكم البعيد والفاعل، تمامًا كما هو الأمر حاليًا في العراق الذي سقط فيه النظام الذي تمت معاقبته منذ عام 2003؛ لكن العقوبات ما تزال أداة واشنطن الرادعة والضابطة لتبقى الحكومات المتعاقبة في بغداد تحت رحمة تمرير المبالغ النقدية يدًا بيد (حقائب الكاش) التي قد تتأخر أو تنقطع إذا ما أرادت الإدارة الأميركية التنبيه أو العقاب.
*(ماذا تريد الإدارة الأميركية من الإدارة في دمشق؟)
هناك مجموعة واسعة من الشروط المعلنة التي ستبقى محل تفاوض وسجال بين الغرب وبين الإدارة الجديدة في دمشق، منها حماية الأقليات الدينية والطائفية والإثنية، وضمان حقوقهم، وإشراك جميع المكونات والشرائح والأطياف في حكم سوريا، وعدم اضطهاد المرأة وحرمانها من حقوقها، وتوفير الحريات واحترامها.يُعتقد أن هذه شروط شكلية، بينما هناك شروط أهم وأكثر حساسيّة، وهي محل اختبار الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، للإدارة الجديدة في دمشق، ويمكن تلخيص هذه الشروط كما التالي:
*(إيران لن تعود إلى سوريا)
لم تخفِ واشنطن أن إدارة العمليات العسكرية نجحت نجاحًا مرحبًا به في إخراج إيران من سوريا، كما لم تخفِ أنها ستعمل مع أي إدارة سورية قادمة تضمن عدم عودة إيران، ليس فقط في نفوذ عسكري وأمني، وإنما حتى العودة السياسية أو الاقتصادية، أو أي نوع من الامتداد الخشن أو الناعم في المنطقة، ليكون ذلك إنهاء لجغرافيا واسعة كان يمتد بها مشروع "محور المقاومة والممانعة".
*(العلاقة مع إسرائيل)
لا يتوقع أن تقبل واشنطن وحلفاؤها من النظام الجديد الذي سيحكم دمشق ما كانت تقبله من نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد تجاه إسرائيل، لكن الأمر بات أكثر تعقيدًا مع تقدم الجيش الإسرائيلي وسيطرته على مناطق جديدة جنوب سوريا، ضمن المنطقة منزوعة السلاح وفق اتفاقية 1974، وفي مناطق تجاوزت فيها إسرائيل هذه المنطقة إلى قرى وبلدات أخرى.أبدى الشرع من دمشق موقفًا سريعًا وواضحًا من أن سوريا لن تتجه إلى أي مواجهة مع دول الجوار، أو مع أي جهة، فضلًا عن أن تكون قادرة على ذلك، وكان الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت قد دمر معظم القدرات العسكرية، بما يجعل سوريا عمليًا دولة منزوعة السلاح، ومع ذلك فإن رسائل الجيش الإسرائيلي ونتنياهو من قمة جبل الشيخ تؤكد أن إسرائيل لن تخرج في وقت قريب من المناطق التي سيطرت عليها بالتزامن مع سقوط نظام الأسد.
هذا الأمر سيعقد شكل العلاقة بين الإدارة الجديدة في دمشق وبين تل أبيب، فضلًا عن ملفات أخرى قد تساهم أيضًا في تعقيد العلاقة، مثل العلاقة بين من يحكم دمشق، وبين القوى الإقليمية في المنطقة ومنها تركيا.
*(السلاح الكيماوي)
متصلًا بأمن إسرائيل وأمن المصالح الغربية في المنطقة فإن واشنطن ومن ورائها تل أبيب ستعمل سريعًا على ضمان تعاون من يريد حكم دمشق في تسليم جميع الأسلحة الكيماوية لإتلافها، الأمر الذي راوغ فيه النظام المخلوع كثيرًا، وبقي يشكل هاجسًا كبيرًا في إسرائيل.صحيح أن الجيش الإسرائيلي دمر البنية العسكرية لسوريا، إلا أنه يعتقد أن المخزون الكيماوي من الخطر جدًا أن يتم التخلص منه، كما يتم التخلص من باقي أنواع الأسلحة التي دمرتها إسرائيل في مستودعاتها، لذلك لا بد من تعاون جاد وحقيقي من الإدارة الجديدة في هذا الملف، الأمر الذي يتوقع أن تتابعه الولايات المتحدة، وتبدي فيه الإدارة الجديدة مرونة عالية.
*(اختبار القدرة على فرض الاستقرار)
كانت واشنطن خلال عقد من الزمن تتعامل مع الملف السوري من بوصلة المصالح الإسرائيلية وتأثير تل أبيب على القرار الأميركي في الشأن السوري، والذي كان يتجه إلى توازن الضعف بين فرقاء مختلفين في سوريا، يتفاعلون ضمن صراع مضبوط ومتحكم به.
حاليًا وبعد هذا التغير الواسع الذي ستمتد تأثيراته على الشرق الأوسط كاملًا، فإن إدارة ترامب ستتجه إلى حل النزاعات في العالم، وبشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط وشرق أوروبا، ربما هذا سيتطلب بعض الفوضى الموجهة للوصول إلى طاولة مفاوضات تنتج حل النزاعات وضمان الاستقرار، لكن بشكل عام فإن الهدف النهائي هو توقّف الحروب.
في الشرق الأوسط هناك فرص كثيرة للاستثمار في الهدوء والاستقرار، والجيوسياسي السوري يجعل دمشق محورًا هامًا يجب أن تستطيع إدارتها أن تضبط الحكم، بما يتوافق مع توجه المصالح الأميركية، ومصالح حلفائها في المنطقة.
١١-السومرية…سيناريو "مريب" يحتاج إجابات.. العراق يدفع مليوني دولار يوميا لتركمانستان مقابل غاز تستهلكه إيران؟
في أواخر 2023، وقع العراق مذكرة تفاهم مع تركمانستان لتوريد الغاز الى العراق، وفي منتصف العام الحالي 2024 وقعت ايران وتركمانستان عقدا لتوريد الغاز التركمانستاني بطريقة "المقايضة الثنائية" لصالح العراق، قبل ان يعود العراق بعد حوالي 3 اشهر لتوقيع الاتفاق الرسمي مع تركمنستان لتوريد الغاز عبر ايران.وتعرف "المقايضة الثنائية"، هو أن تقوم تركمانستان بتصدير حوالي 25 مليون متر مكعب يوميا الى الأراضي الإيرانية الشمالية، التي تعجز ايران عن إيصال الغاز اليها، ثم تعطي العراق كميات مساوية من غازها من الأراضي القريبة عبر الانابيب، بمعنى ان العراق يشتري الغاز التركمانستاني ويدفع الأموال لتركمانستان بقيمة 20 الى 25 مليون متر مكعب يوميًا ويتجاوز مسألة العقوبات أولا، ثم تقوم ايران باستهلاك هذا الغاز الذي دفع العراق أمواله لتركمانستان، في محافظاتها الشمالية، بالمقابل تعطي للعراق كميات مساوية من الغاز من حقولها القريبة على العراق عبر الانابيب.لكن استمرار قطع ايران للغاز على العراق تحت مبررات الصيانة وغيرها، دون التزام بالعقد الموقع مع العراق، فتحت باب التساؤلات والمخاوف من ان العراق وقع "ضحية نصب"، فالعراق ملزم بدفع الأموال الى تركمانستان مقابل 25 مليون متر مكعب يوميًا، وبقيمة تبلغ 2.5 مليون دولار يوميًا، او ما يقارب المليار دولار سنويًا، لكن بالمقابل، لا يفرض العراق شروطا كما يبدو على ايران في العقد.وهذا ما يقوله الباحث الاقتصادي زياد الهاشمي، الذي أشار الى ان ايران لم تقطع الغاز عن العراق فحسب، بل هي تقوم باستهلاك الغاز التركمانستاني الذي يدفع العراق أمواله، وتقوم بحرقه واستهلاكه في محافظاتها الشمالية.سيناريو خطير يكشف عن مدى الفجوة التفاوضية مع عدم اعلان وكشف العراق للبنود الرسمية للعقد مع ايراناو مع تركمانستان حتى، فيما سبق للسومرية نيوز ان اعدت تقرير طرح جملة تساؤلات على هذا العقد.ووصف تقرير السومرية نيوز حينها والذي تم نشره في تموز 2024، هذه الاتفاقية بانها تحمل الكثير من المفارقات وعلامات الاستفهام والتساؤلات، الأول أن الغاز التركمانستاني سيتشريه العراق لإيران، أي انه سيدفع أمواله الى تركمانستان لكنه لن يستلم هذا الغاز ابدًا، بل سيذهب هذا الغاز الى الشمال الإيراني، بالمقابل تعطي ايران غازا بنفس الكميات ربما الى العراق من غازها المحلي بنفس الوقت.هنا سيقوم العراق بتسديد اثمان الغاز الإيراني لكن دون تسليم ايران الأموال بل تسليمها الى تركمانستان مما سيؤدي الى تجاوز مسألة العقوبات.اما التساؤلات الأخرى، فتتعلق بسعر الغاز التركمانستاني، فهل سيشتري العراق غاز تركمانستان بنفس سعر الغاز الإيراني ام انه سيدفع أموالا اكبر لتركمانستان مقابل الحصول على نفس الغاز الإيراني الذي كان يستورده سابقًا؟، كما أن السؤال الثالث هو هل سيتحمل العراق كلفة الانبوب الممتد من تركمانستان الى ايران؟، باعتبار ان ايران غير محتاجة لانشاء هذه الشبكة واستيراد غاز تركمانستان بل انها أقدمت على هذه الخطوة لصالح العراق فقط فهي تستطيع الاكتفاء بغازها المحلي وتوقفه عن العراق وتستخدمه للاستهلاك الداخلي.كما ان التساؤل الثالث والخطير بذات الوقت، هل ستتعامل ايران على ان الغاز القادم من تركمانستان والذي يدفع العراق أمواله، هو ليس غازا للمقايضة تأخذه ايران مقابل منح العراق جزءا من غازها؟، أي بمعنى اخر هل ستعتبر ايران نفسها انها "ارض مرور" للغاز التركمانستاني نحو العراق بالتالي تأخذ رسوم عبور إضافية؟ بالرغم من ان ماسيحدث ليس كذلك فالغاز التركمانستاني لن يصل الى العراق ابدًا بل ستتم مبادلته، أي تاخذه ايرانوتمنح العراق جزءا من غازها المحلي الذي تزوده للعراق منذ سنوات.
١٢-سي ان ان …
تقرير خاص // فضائح وأمراض وفلك.. إليك ألغاز تاريخية حلّها العِلم في عام 2024
هذا العام، تمكّن العلماء من رفع الستار عن الألغاز التي أحاطت بشخصيات تاريخية، سواء كانت معروفة أم لا، للكشف عن المزيد من قصصهم الفريدة. فيما يلي بعض الأمثلة التي قدّمت بها العلوم طرقًا جديدة لفهم الشخصيات التاريخية في عام 2024، وبعض الحالات التي فتحت الباب أمام مزيد من الألغاز التي لم تُحل بعد.
*رجل "فيتروب"
قبل حوالي 5،200 عام، انتهت حياة رجل بطريقة عنيفة في مستنقع يقع شمال غرب الدنمارك. والآن، استخدم الباحثون التحليلات الجينية المتقدمة لرواية القصة غير المتوقعة لـ"رجل فيتروب"، أقدم مهاجر معروف بتاريخ الدنمارك.واكتُشفت بقايا الرجل في مستنقع الخث بمنطقة فيتروب بالدنمارك، أثناء قطع الخث في عام 1915.ويقدّر الباحثون أنّ الرجل توفي بعدما تعرّض للضرب على رأسه ثماني مرات بالحد الأدنى، بواسطة هراوة خشبية، في وقت بين 3100 و3300 قبل الميلاد.وقام فريق البحث بتحليل مينا أسنان رجل "فيتروب"، والجير، والكولاجين العظمي باستخدام أساليب تحليلية متطوّرة. واكتشف الفريق كيف تحوّل نظامه الغذائي من نظام الصيادين إلى المزارعين قبل وفاته عن عمر يتراوح بين 30 و40 عامًا.أما عن سبب انتهاء حياة رجل فيتروب بجمجمة محطّمة في مستنقع الخث؟ لن تُعرف الإجابة الدقيقة أبدًا، لكن الباحثين يعتقدون أنه قُتل كذبيحة، وهي ممارسة شائعة بالمنطقة في تلك الحقبة.
"رجل البئر"
تمكن الباحثون من ربط هوية هيكل عظمي عُثر عليه في بئر قلعة بمقطع من نَص من بلاد الشمال يعود لـ800 عام.تتضمن ملحمة "سفيريس"، التي تسرد قصة الملك الحقيقي، سفير سييوردسون، وصفًا لجيش غازٍ يلقي بجثة رجل ميت في بئر بقلعة "سفيريسبورغ" النرويجية في عام 1197، في محاولة محتملة لتسميم إمدادات المياه.ودرس فريق من العلماء أخيرًا، عظامًا اكتُشِفت في بئر القلعة، عام 1938. وباستخدام التأريخ بالكربون المشع، حدد الباحثون أن عمر البقايا يبلغ 900 عام تقريبًا، ولم يتمكن الباحثون من تتبع جيناته إلى السكان المحليين.وقال مايكل مارتن، أستاذ بقسم التاريخ الطبيعي في متحف جامعة العلوم والتكنولوجيا النرويجية في تروندهايم، في أكتوبر/ تشرين الأول: "كانت المفاجأة الأكبر بالنسبة لنا جميعًا هي أنّ رجل البئر لم يأتِ من السكان المحليين، فنَسَبه يعود إلى منطقة محدّدة في جنوب النرويج. وهذا يشير إلى أنّ الجيش المُحاصِر ألقى بأحد أفراده المقتولين في البئر".
*صحة بيتهوفن
توفي الملحن الكلاسيكي، لودفيغ فان بيتهوفن، عن عمر يناهز 56 عامًا في العام 1827، بعد حياة مليئة بالأمراض، بينها الصمم، وأمراض الكبد، والمشاكل الهضمية.وفي مايو/ أيار، نشر الباحثون دراسة تُظهر اكتشاف مستويات عالية من الرصاص في خصلات شعر بيتهوفن الأصلية، واقترحوا أنّ الملحن كان يعاني من التسمّم بالرصاص، وهو أمر ربما ساهم في مشاكله الصحية المتكررة.بالإضافة إلى الرصاص، احتوت خصلات شعر بيتهوفن أيضًا على كميات متزايدة من الزرنيخ والزئبق، لكن كيف وصلت إلى هناك؟ يُرجّح أن تكون المواد ناجمة عن نظام غذائي من الأسماك من نهر الدانوب الملوث، والنبيذ الذي تمت تحليته وحفظه بالرصاص.
*أسرار وفضائح استعمارية
في مارس/ آذار، سلّطت دراسة أُجريت على بقايا هياكل عظمية بواسطة تقنيات تحليل الحمض النووي الجديدة، الضوء على مصير أفراد أسرة أول رئيس للولايات المتحدة، جورج واشنطن.وقد دُفن شقيق واشنطن الأصغر صموئيل، الذي توفي عام 1781، و19 فردًا آخرين من العائلة في مقبرة في ملكية صموئيل بالقرب من تشارلز تاون بفيرجينيا الغربية.وفي الوقت عينه، كشف تحقيق منفصل عن القبور المجهولة التي عُثر عليها في مستوطنة جيمستاون البريطانية في فيرجينيا عن فضيحة مخفية منذ فترة طويلة داخل عائلة أول حاكم للمستعمرة، توماس ويست.وقام الباحثون بتحليل الحمض النووي من هيكلين عظميين لذكرين داخل القبور، وكان الرجلان مرتبطين بويست من خلال سلالة أمومية مشتركة. ووُلد أحد الرجلين، الكابتن ويليام ويست، لخالة ويست العانس، إليزابيث، وهو غير شرعي.ووجد الباحثون أن تفاصيل ميلاد ويست قد أزيلت عمدًا من سجلات الأنساب العائلية حينها، ما يشير إلى أن سر نسبه الحقيقي هو ما ألهمه للإبحار عبر المحيط الأطلسي والانضمام إلى المستعمرة.
*داخل عقول علماء الفلك المشهورين
يرتبط عالَم الفلك الدنماركي، تايكو براهي، بالاكتشافات الفلكية خلال القرن السادس عشر، لكنًّه كان أيضًا كيميائيًا مكرّسًا في صنع الأدوية السرية للعملاء النخبة، مثل رودولف الثاني، والإمبراطور الروماني المقدّس.واحتفظ الكيميائيون في عصر النهضة بسرية أعمالهم، ولم تشق سوى القليل من الوصفات الكيميائية طريقها إلى العصر الحديث. ورُغم تدمير مختبر براهي الكيميائي، الواقع أسفل مسكنه في القلعة ومرصد "أورانيبورغ"، بعد وفاته، إلا أنّ الباحثون أجروا تحليلًا كيميائيًا لشظايا الزجاج والفخار المأخوذة من الموقع.وقد كشف التحليل عن عناصر مثل النيكل، والنحاس، والزنك، إضافة لمفاجأة كبيرة، وهي التنغستن، الذي لم يتم وصفه حتى في ذلك الوقت. ويحتمل أن يكون براهي قد عزله عن معدن آخر من دون أن يدرك ذلك، لكن الاكتشاف يثير أسئلة جديدة حول عمله السري.وعلى نحو منفصل، بعد قرون من قيام عالم الفلك الألماني، يوهانس كيبلر، برسم مخططات للبقع الشمسية في عام 1607، من ملاحظاته لسطح الشمس، ساعدت الرسوم الرائدة العلماء على تجميع تاريخ الدورة الشمسية.وفي حين تستغرق كل دورة من النشاط الشمسي المتزايد والمتناقص حوالي 11 عامًا عادةً، كانت هناك أوقات تصرفت فيها الشمس بشكل مختلف عن المتوقع. وأُزيل الغبار عن رسوم كيبلر المنسية منذ زمن طويل، والتي رسمها قبل ظهور أجهزة التلسكوب، هذا العام عندما قام العلماء بتحليلها لمعرفة المزيد عن " Maunder Minimum"، وهي فترة من الدورات الشمسية الضعيفة وغير الطبيعية للغاية بين عامي 1645 و1715.تم وضع رسوم كيبلر باستخدام كاميرا مظلمة، ووثقت رسومه البقع الشمسية، ما ساعد علماء الفلك على تحديد أن الدورات الشمسية كانت لا تزال تحدث كما هو متوقع عندما لاحظها كيبلر، عوض استمرارها لفترات طويلة بشكل غير طبيعي كما كان يُعتقد سابقًا.وفي هذا العام، ساهمت أعمال براهي وكيبلر، التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، في تقديم قطع جديدة تساعد العلماء على إعادة بناء ألغاز الماضي.
مع تحيات مجلة الكاردينيا
377 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع