ما علاقة صدام حسين باليوم الجمعة؟

السومرية نيوز -تمر الذكرى السنوية لاعتقال رئيس النظام السابق صدام حسين في 13 كانون الأول 2003، وهو الحدث الذي شكّل نقطة تحول حاسمة في تاريخ العراق الحديث.

وبعد تسعة أشهر من سقوط نظامه في نيسان 2003، أُلقي القبض على صدام حسين في عملية عسكرية أمريكية حملت اسم "الفجر الأحمر" في إحدى القرى القريبة من مدينة تكريت، مسقط رأسه.

وجرى اعتقال صدام حسين بعد جهود استخباراتية مكثفة استمرت لشهور، تضمنت تعقب أفراد عائلته وشبكة المقربين منه.

وفي ليلة 13 كانون الأول، شنت القوات الأمريكية غارة على مزرعة في بلدة الدور، جنوب شرق تكريت، حيث وُجد صدام مختبئاً في حفرة تحت الأرض، أطلق عليها لاحقًا "حفرة العنكبوت"، وهو في حالة يرثى لها وبحوزته مسدس و750 ألف دولار أمريكي نقدًا.

ردود الفعل المحلية والدولية

ولقي خبر اعتقال صدام حسين ردود فعل متباينة حيث استقبله الكثير من العراقيين بفرح باعتباره نهاية لحقبة استبدادية امتدت أكثر من 24 عامًا، فيما شعر بعض أنصار النظام السابق بالحزن والغضب، واعتبروا اعتقاله إذلالاً للبلاد.

وهناك أسباب عديدة للفرح بتخلص العراقيين من حكم صدام حسين منها القمع السياسي والاعتقالات التعسفية حيث ان طوال حكم صدام حسين، عاش العراقيون في ظل نظام بوليسي شمولي، اعتمد على جهاز مخابرات قوي وأجهزة أمنية قمعية، كما ان الكثير من العراقيين تعرضوا للاعتقال التعسفي أو الإعدام بتهم واهية وشهدت البلاد حملات تصفية سياسية ضد الأحزاب المعارضة، وخاصة الأحزاب الإسلامية والشيوعية.

كما ان الحروب الكارثية الذي خاضها نظام صدام ثلاث رئيسية أثرت بشكل مباشر على حياة العراقيين منها الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988): والتي خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى وأثقلت الاقتصاد العراقي.


وحرب الخليج الثانية (1991) والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية بعد غزو الكويت وفرض عقوبات دولية خانقة على العراق والحرب على الإرهاب والقمع الداخلي والتي استخدم فيها النظام القوة المفرطة ضد المعارضة، بما في ذلك حملة الأنفال ضد الأكراد التي استخدم فيها الأسلحة الكيماوية وأودت بحياة الآلاف، وقمع انتفاضة عام 1991 في الجنوب بعد حرب الخليج، ما أدى إلى مقتل الآلاف.

كما أدى فرض العقوبات الدولية بعد غزو الكويت الى جعل حياة العراقيين في التسعينيات صعبة للغاية فقد انهارت العملة العراقية وانتشر الفقر والجوع بسبب الحصار الاقتصادي وتدهورت الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.

اما دوليا فقد أشادت الولايات المتحدة وحلفاؤها بالعملية كنجاح كبير في الحرب على العراق وإسقاط رمز الاستبداد"، فيما أثار المشهد انتقادات واسعة حول طريقة تقديم صدام حسين في وسائل الإعلام، والذي ظهر بصورة مهينة، ما اعتُبر مساسًا بكرامة الإنسان، حتى لو كان زعيمًا مخلوعًا.

بعد اعتقاله، أُحيل صدام حسين إلى محكمة عراقية خاصة لمحاكمته على جرائم ارتُكبت خلال فترة حكمه.

وركزت المحاكمة على قضية مجزرة الدجيل عام 1982، والتي قُتل فيها 148 شخصًا على خلفية محاولة اغتياله.

ففي 5 تشرين الثاني 2006، أُدين صدام حسين وحُكم عليه بالإعدام شنقًا.

ونُفذ الحكم في 30 كانون الأول 2006، في يوم عيد الأضحى، وسط جدل حول توقيت الإعدام وظروفه.

وفي مقهى ببغداد بإحدى الأمسيات، حاور صحفي أجنبي طبيبا عراقيا حول شعبية حكم صدام حسين وهل مازال الكثير يؤيدوه ام لا، وقال له: "أجد صعوبة في فهمك صدام كان قاسيا. لقد ارتكب فظائع".

ويشير صحفي عراقي لزميل أوروبي قائلا: "هل تعرف كم عدد الأشخاص الذين أعدمهم صدام خلال حكمه؟ ليس المسلحين، وليس المتمردين، ولكن بشكل عام؟ الآلاف، ففي عهده يمكن أن يأخذوه إلى قسم المخابرات لإلقاء نكتة، وهناك يختفي الشخص إلى الأبد".

ولا يزال اعتقال صدام حسين حدثًا مثيرًا للجدل في العراق، حيث ان البعض، يرمز إلى نهاية حقبة قمع سياسي وقوة حاكمة متسلطة، واخرون يعتبرونه بداية لفوضى سياسية واجتماعية تفاقمت مع الاحتلال.

ويبقى اعتقال صدام حسين في 13 كانون الأول 2003 حدثًا محوريًا في تاريخ العراق، حيث أنهى فصلاً من حكم استبدادي، لكنه فتح أبوابًا لعصر مليء بالتحديات.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

893 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع