إرم نيوز:بعد ساعات قليلة من إعلان سقوط النظام في سوريا ومغادرة بشار الأسد، توالت الشواهد على أن النظام الجديد الذي تقوده هيئة تحرير الشام يعتبر إيران خصمًا رئيسيًا يجب تصفية الحسابات معه.
وقالت مصادر مطلعة لـ"إرم نيوز" إن سرعة توالي الهجمات على المواقع الإيرانية داخل سوريا في اليوم الأول لسقوط النظام، تعد مؤشرا على أن المصالح الإيرانية ستكون من أولويات أجندة العهد الجديد، والتي تشمل 529 موقعًا عسكريًا، بالإضافة إلى شبكة واسعة من المصالح التجارية والنفطية والمراكز الثقافية.
وأوضحت المصادر، أن الفترة بين عامي 2023 و2024 شهدت تراجعًا في عدد المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا من 570 إلى 529، ورغم ذلك، تبقى إيران الدولة الأكثر انتشارًا عسكريًا بين القوى الأجنبية.
واستعرضت المصادر عدة شواهد تؤكد أن المصالح الإيرانية ستكون عرضة للتصفية خلال الأيام المقبلة، بدءًا من مهاجمة السفارة الإيرانية في دمشق وتحطيم محتوياتها، بما في ذلك صور قاسم سليماني وحسن نصرالله.
الشاهد الثاني تمثل في مجموعة الرسائل التي تضمنتها كلمة قائد إدارة العمليات العسكرية لقوات المعارضة، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، في جامع الأمويين، حيث هاجم فيها رهن النظام السابق لسوريا لإيران، مؤكدًا أن معركة "ردع العدوان" ستعيد سوريا إلى جميع أبنائها بعد أن كانت مقتصرة على فئة واحدة.
أما الشاهد الثالث فكان الهجمات على قوة حماية مرقدي السيدة زينب والسيدة رقية في دمشق، رغم تأكيد التلفزيون الرسمي الإيراني أن هيئة تحرير الشام ضمنت عدم حدوث أي اضطرابات في هذه المراقد.
وحسب الخرائط التي نشرتها منصتا "إنفورماجين" و"مركز جسور للدراسات"، تشمل المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا 52 قاعدة عسكرية و477 نقطة أمنية، موزعة على 117 موقعًا في حلب، و109 في ريف دمشق، و77 في دير الزور، و67 في حمص، و28 في حماة، و27 في إدلب، و20 في القنيطرة، و17 في اللاذقية، و16 في درعا، و14 في الرقة، و13 في السويداء، و9 في طرطوس، و8 في الحسكة، و7 في دمشق.
وتزيد الخرائط المتخصصة من توضيح المواقع العسكرية الإيرانية، مؤكدة أنها تشمل اختصاصين رئيسيين: الأول مواقع الميليشيات التي تقاد بشكل مباشر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتشمل ميليشيات محلية وإيرانية وعراقية وأفغانية وباكستانية. والثاني مواقع ميليشيا حزب الله اللبناني والمجموعات المحلية التابعة له، والتي تعمل تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني.
يشار إلى أن النظام السوري السابق كان يدافع عن الوجود العسكري الإيراني والروسي، ويعده شرعيًا ويضمن سيادة سوريا على أراضيها.
ومن ناحية أخرى، كانت المعارضة السورية ترى هذه القواعد قوات احتلال، وتتهم إيران بشكل خاص بأنها تسعى إلى تغيير التركيبة السكانية في سوريا، وهي اتهامات أظهرتها أولويات النظام الجديد في سوريا منذ اليوم الأول.
577 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع