العمارة البغدادية والتراثية ومخاطر الاندثار

          

إذاعة العراق الحر:لا يخفى ان التعامل مع الموروث بصورة عامة والموروث المعماري بصورة خاصة يحتاج الى عناية ومهارة واهتمام خاص.

لان الموروث المعماري يختلف عن متطلبات حفظ الانواع الاخرى من الموروث، كالكتب القديمة او اللوحات النادرة او المقطوعات الموسيقية المتوارثة وما شاكل، بان العمارة فن يستخدم مواد بنائية متنوعة تتعرض للتهرؤ والتعرية بفعل الزمن او الاستخدام السىء او التسربات المائية وهو موجود بين الناس في الشوارع او الاماكن العامة عادة. تجربة العقود الماضية اثبتت انها اضرت الموروث المعماري بشكل كبير. فمن النادر ان يرى من عاش في العراق في العقود الماضية اهتماما حقيقيا بالموروث المعماري، مثل مظاهر الصيانة العالية التي يقوم بها خبراء عراقيون او اجانب وما شابه. لهذا بالطبع اسباب سياسية وامنية منها الحروب التي مر بها العراق وفترة الحصار ثم اعمال العنف والارهاب. كما ان النظام السابق عمد في حالات كثيرة الى تشويه او ازالة الموروث المعماري والفني الهام. فحفر اسم حاكم ذلك النظام على طابوق الاسس في بابل التراثية، او ازالة نصب الجندي المجهول من ساحة الجندي المجهول التي تسمى ساحة الفردوس حاليا، وصولا الى ازالة بعض المباني والمقاهي التراثية ذات القيمة الاجتماعية والثقافية مثل مقهى "البرلمان" من شارع الرشيد وتحويله الى محال تجارية، كلها شواهد على سياسة متعمدة للتشويه وافعال تخلف حضاري واضحة.
اليوم، من يسير في بعض الاماكن العامة التي يرى فيها بعض المباني التراثية، يرى الحال البائسة التي آلت ليها. فشناشيل شارع الرشيد مثلا، او اعمدته، او ارصفته، والتي تم الاعلان عن صيانتها مرارا، او اعمال الاصلاح التي لم تدرس بصورة كافية، كما في حالة بناية القشلة، الامر الذي دفع بعض ممثلي ومنظمات المجتمع المدني الى مفاتحة محافظ بغداد الجديد بالامر، او بعض الاثار الباقية التي لا حلول واضحة لها، مثل واجهة مبنى متصرفية بغداد القديمة، كلها شواخص على الاهمال الكبير او التعامل المتعجل مع عناصر معمارية تحتاج الى تعامل خاص ودقيق.
هذه الامثلة هي قليل فقط من أخرى مستقاة من المشاهدات الشخصية اليومية، فكم هو حجم وعدد المباني التراثية والبغدادية المهددة بالتلف او الزوال يا ترى؟

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

993 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع