إذاعة العراق الحر/نبيل الحيدري:دعا ناشطون الى إيقاف انحدار مستوى الأعمال والإجراءات الارتجالية، التي شوّهت معالمَ مدينة بغداد وحولتها الى قرية كبيرة لا تنتمي الى العصر، بحسب ييان صدر عن عن مجموعة"أوقفوا تدمير بغدادنا " مؤخرا، ولفتت المجموعة الى أن بعض العواصم المجاورة والتي لم يتعد عمرُ أكثرها عقودا من الزمن، تتفوق عمراناً وجمالاً وتنظيما وتصميما على بغداد العريقة بقرون.
ويظهرُ تشويه المدينة بحسب معنيين بأشكال متعددة، منها اختفاء الأبنية التراثية والمعالم المعمارية في شكل البنايات والشوارع والتجاوز الفض على المساحات الخضراء، وخرق التصميم الأساسي للمدينة، واستخدام أساليب بناء فوضوية، واكساء الواجهات بمواد صناعية وغريبة عن بيئة وشخصية المدينة العراقية.
شهدت المدن العراقية بعد عام 2003 انفلاتا في تنفيذ الأبنية وواجهاتها بل غابت معاير مساحات البناء وأبعاد الوحدات السكنية في اغلب مناطق بغداد، ما ساهم في تشويه المدينة وإرباك شبكة خدمات البنية التحتية..
المهندسة شروق العبايجي إحدى أعضاء المجموعة تحدثت لإذاعة العراق الحرعن أشكال التجاوز على العديد من الأبنية التراثية وإزالتها، وتشييد أبنية بديلة لا تنتسب للشخصية المعمارية والذوقية للمدينة. لافتةً الى حالات التجاوز على الضوابط والتشريعات المعمارية، في مدينة تتميز بانبساطها الأفقي مثل بغداد.
ذوق ريفي
العبايجي أضافت الى دوافع إطلاق النداء، توجهَ أمانة بغداد مؤخرا لإزالة الأشجار الكبيرة من شارع ابي نؤاس العريق، لتحويل بعض أجزائه الى ساحات وقوف للسيارات ومسارب للدراجات، مع محاولات لتغيير بيئة مدنية في بعض المناطق ومنها شارع المتنبي. وحذرت العبايجي من عشوائية البناء حتى من قبل مؤسسات الدولة ما عرّض الكثير من مناطق المدينة الى التشويه والإرباك.
أستاذة الهندسة المعمارية في جامعة بغداد الدكتورة غادة السلق، ردت الكثير من إشكال التجاوز على شخصية المدينة معماريا وذوقيا، الى تردي الذوق العام بغياب التأثيرات الثقافية، و شيوع الذوق الريفي والقروي الزاحف الى المدينة والى مواقع القرار في الدولة بعد عام 2003 ، وانحسار نهج استشارة المختصين من معماريين وفنانين المختصين، عند التعامل مع موضوع التخطيط والمشاريع، فكثير من المسؤولين يفرض اليوم ذوقه الخاص عند البت في شان البناء والتصميم والذائقة البصرية.
وفي مقابلة هاتفية يمكن الاستماع اليها في الملف الصوتي المرفق، قالت السلق ان كل ذلك تسبب بتردي الواقع الحضري للعاصمة بغداد.
مدن تتشابه
من جانبه يتفق الكاتب والروائي احمد خلف مع فكرة أن نزوحاً غير مسيطر عليه من القرى الى المدينة، سمح بسيادة ذوقه، رافقه ظهور فئة ليس فقط غير مؤهلة لقيادة البلد او ثقافته، ما تسبب بفوضى بصرية اجتاحت اغلب المدن العراقية ما افقدها شخصيتها وهويتها، فتكاد تتشابه اليوم اغلب المدن العراقية بسبب تردي هويتها الجمالية واستبداد الذوق الساذج والريفي في مختلف المستويات، وحذر خلف في حديثه لإذاعة العراق الحر من فقدان الخصائص الذاتية للمدينة أمام الإنسان العادي، فكيف الحال بالمثقف؟
وجهت مجموعة "أوقفوا تدمير بغدادنا" نداءها الى مجلس النواب والمعنيين للمطالبة بإبداء اهتمام بالمدينة، وإيقاف التجاوز على المساحات الخضراء وتشويه مبانيها، ومنع الإساءة الى شوارعها وأرصفتها، ملاحظين أن بعضَ ساحات العاصمة بغداد أصبحت مراعٍ لقطعان الماشية، تسرح وتمرح فيها صبح مساء !بحسب تعبير النداء
1391 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع