في أول رد فعل له على تقاريرعراقية أشارت خلال الساعات الأخيرة إلى تدهور صحته وتكثيف عمليات الدهم والتفتيش في مناطق غرب العراق لاعتقاله، فقد أكد عزة الدوري نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين وقائد حزب البعث المحظور أنه بخير و"يجاهد" في قلب الميدان حتى تحقيق ما أسماه بالنصر على "الحلف الأميركي الصهيوني الفارسي الصفوي وعملائه من زمرة العميل المالكي" على حد قوله.
إيلاف/أسامة مهدي: أشار الدوري، الذي أرفق اسمه بألقاب "الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، أمين سر القطر القائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني القائد العام للقوات المسلحة"، قائلًا في رسالة إلى أنصاره، وصلت نسخة منها إلى "إيلاف" اليوم السبت، إثر تداول تقارير عن انهيار صحته وتكثيف القوات العراقية لعمليات الدهم والتفتيش للقبض عليه في مناطق في غرب البلاد "أنا من فضّل الله وكرمه بخير وعز ومجد لم ينله أحد قبلي منذ عصر الرسالة الأول، منذ عصر الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحبه الأحبة الأبرار الأخيار، فأنا اليوم في قمة الجهاد، وبفضل الله وفي سبيل الله، وأنا مهاجر إلى الله ورسوله بفضل الله، وأنا مرابط في سبيل الله، وحياتي اليوم كلها ومماتي موقوفان لله وفي سبيل الله ولشعبي ووطني وأمتي، أجاهد مع الجهاديين وفي قلب الميدان، ميدان الشكر ثم التسليم المطلق لإرادة ومراد ذي العرش المجيد الفعال لما يريد، ثم الجهاد الأصغر جهاد الكفار والمشركين الغزاة وعملائهم وأذنابهم وجواسيسهم من المرتدين المنافقين، ابتغي وأتشوق للتشرف بإحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة في سبيل الله".
وأضاف قائلًا إن ربي تقبلني بقبول حسن وأدخلني في واسع رحمته مع عباده الصالحين المجاهدين ومنحني من الرعاية والعناية والعافية والمعافاة التامة في ديني ودنياي وآخرتي". وخاطب أنصاره قائلًا "إعلموا أن النصر صبر ساعة، وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا، ولا تصغوا إلى وسائل الإعلام الصفوية المدجلة بالدجل الفارسي في كل ما تبثه من على وسائلها الإعلامية الخبيثة، وأطمئنكم إلى أنني على العهد الذي به عاهدت الله والوطن والشعب والأمة، أواصل قيادة مسيرة الجهاد والتحرير مع مناضلي البعث ومجاهدي المقاومة وأبناء الشعب وحتى النصر المبين على الحلف الأميركي الصهيوني الفارسي الصفوي وعملائه من زمرة العميل المالكي وحلفه الصفوي والله ناصر المجاهدين" على حد قوله.
جاء كلام الدوري وسط تداول تقاريرعن اعتقاله، الأمر الذي دفع مكتب القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة نوري المالكي إلى التأكيد على أن عمليات البحث والتفتيش والدهم جارية حاليًا للقبض على الدوري.
وطيلة يوم أمس ازدحمت مواقع الأخبار ووكالات الأنباء المحلية، ومعها شبكات التواصل الاجتماعي، بأخبار وتعليقات عن اعتقال عزة المطلوب الأول للقوات العراقية، التي رصدت مبلغ عشرة ملايين دولار لمن يلقي القبض عليه أو يرشد على مكانه.
وأشارت تلك التقارير إلى أن عملية الاعتقال تمت في مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) إثر عمليات تفتيش واسعة بعد وصول معلومات استخبارية عن وجوده هناك.
شائعة انتخابية
وقد اعتبر مواطنون وسياسيون ومهتمون، عبر تعليقات على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أن وراء شائعة الاعتقال أهداف انتخابية، ملمّحين إلى أن ائتلاف دول القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي تقف وراءها من أجل تحقيق مكاسب انتخابية من خلال تجيير عملية الاعتقال لمصلحة المالكي، واعتبارها واحدة من إنجازاته الكبيرة.
واعتبرت لجنة الأمن النيابية خبر الاعتقال فقاعة، واستغرب عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب حاكم الزاملي إطلاق أنباء مفبركة عشية انتخابات مجالس المحافظات محاولة للتأثير على الناخبين عشية السباق إلى مجالس المحافظات، "وهي تشير إلى فشل الجهة التي أطلقتها، ومعرفة حجمها الحقيقي وانحسار شعبيتها".
من جانبه، قال النائب عن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي باقر جبر الزبيدي "إن خبر اعتقال نائب رئيس النظام المقبور المجرم الهارب عزت الدوري، عار من الصحة، وبثّ مثل هذه الشائعات تلاعب في وعي الناخب العراقي". وأضاف إن ترويج خبر الاعتقال وبثّ مثل هذه الشائعات تلاعب في وعي الناخب، وتحايل على قرار الصمت الإعلامي للانتخابات.
استمرار البحث عن الدوري
إثر ذلك، اضطر مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي إلى حسم الأمر الليلة، نافيًا الأنباء التي تحدثت عن اعتقال الدوري، مؤكدًا في بيان صحافي أن "عمليات البحث عن الدوري ما زالت مستمرة". وقال إن "مكتب القائد العام للقوات المسلحة يؤكد أن عمليات الدهم والتفتيش ما زالت مستمرة للبحث عن المجرم عزة الدوري".
من جهته أعلن وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي أن ما تناقلته وسائل الإعلام عن القبض على الدوري غير دقيق حتى الآن، وقال الدليمي في تصريح صحافي إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن القبض على الشخص الثاني في عهد النظام السابق غير دقيق حتى الآن".
أما وكيل وزير الداخلية عدنان الأسدي فقد أكد أن "عملية مطاردة عزة الدوري في منطقة الجزيرة الغربية مستمرة إلى الآن". وقال "وردتنا معلومات مساء الاربعاء تفيد أن الدوري موجود في قضاء الدور، فقامت قيادة شرطة صلاح الدين بتطويق المنطقة وتفتيشها، لكنها لم تعثر عليه" لحد الآن".
وجاء إطلاق خبر اعتقال الدوري مترافقًا مع الإعلان مساء الخميس عن قيام السلطات العراقية بشنّ حملة تفتيش عن الدوري المتواري عن الأنظار بعد ورود معلومات عن تواجده في قضاء الدور، معقله، في محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد.
وكان آخر ظهور للدوري في الخامس من كانون الثاني (يناير) الماضي في شريط فيديو أكد دعمه للتظاهرات في محافظات غربية وشمالية والمتواصلة منذ أكثر من ثلاثة اشهر. وأعلن حزب البعث العراقي المحظور في تموز (يوليو) عام 2012 أن أمينه العام عزة الدوري عقد اجتماعًا لقيادات الحزب في مطلع ذلك الشهر في بغداد، الأمر الذي اعتبرته وزارة الداخلية "كذبة من أكاذيب البعث".
وظهر الدوري للمرة الأولى منذ حرب العراق عام 2003 في رسالة مصورة بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث في الثامن من نيسان (إبريل) من العام الماضي، هاجم فيها حكام العراق ودعاة التدخل العسكري ضد النظام السوري.
وحدد الجيش الأميركي في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005 مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقال الدوري، الذي كان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة المنحل والذراع اليمنى للرئيس السابق صدام حسين.
ولعزة الدوري جناح عسكري ينشط منذعام 2007 يطلق عليه اسم "جيش الطريقة النقشبندية"، ويقوم بعمليات مسلحة في مناطق غرب وجنوب غرب كركوك والموصل وصلاح الدين وديالى والفلوجة.
وهذه هي المرة الثالثة التي تروج فيها أخبار عن اعتقال الدوري، ثم يتبين عدم صحتها بعد ذلك، منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 وهروب الدوري إلى مكان غير معلوم.
1203 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع