التشكيلية العراقية مها مصطفى تقتحم الساحة الفنية الكندية

  

وكالات الأنباء:أول نصب لفنان عربي يوضع في قلب تورونتو يعتبر العمل النحتي الذي تضع عليه الفنانة التشكيلية العراقية مها مصطفى لمساتها الأخيرة، أول نصب تذكاري عربي في قلب مدينة تورونتو، وسيتم وضعه إلى جانب أعمال كبار الفنانين أمثال مارك سوفرو ودوكلاس كوبلاند.

تضع الفنانة التشكيلية العراقية مها مصطفى اللمسات الأخيرة على أول نصب تذكاري «عمل نحتي» لفنان عراقي وعربي في قلب مدينة تورونتو، وتحديدا في منطقة «فورت يورك» قرب «روجرز سنتر».

العمل عبارة عن شكلين يدوران معا بحركة دائرية موسيقية لا نهاية لها ويربطان (البنايتين) بينهما فيقوي التجربة الجمالية للفضاء وهو من مادة الحديد المطاوع ويمتاز بجرأة الطرح من حيث استعمال المادة وكذلك استعمال الفضاء واختزال الشكل وانسيابية الحركة.

تقول الفنانة مها عن عملها هذا في تصريحات صحافية: «أريد أن اعبر عن العلاقات والعواطف والروح العميقة، الروح الإنسانية مع الآخرين، وبيننا وبين البيئة المحيطة التي هي عملية تفاعلية إبداعية، لا يمكن أن تخلق حالة إبداعية بدون الاخر»، مؤكدة أنه سيتم وضع العمل إلى جانب أعمال الفنانين الكبار أمثال «مارك سوفرو ودوكلاس كوبلاند».

وعن رؤيتها للفن تقول: «إن الفن، هو كل الأشياء المحيطة بنا، من سياسة وبيئة واقتصاد وهو الوعي الاجتماعي والحرية».

والفنانة مها مصطفى من مواليد بغداد عام 1961، ولها العديد من المشاريع والعروض العالمية ولها تجارب مثيرة للانتباه من بينها عمل نحتي مع المهندس المعماري العالمي «سانتياكو كالترافا» من مادة الالمنيوم عام ٢٠٠٥  يحمل عنوان Around Me وهو أعلى برج معماري في السويد.

كما ان لها العمل النحتي المعروف «ثلاثة أشرعة مع الشمس» في السويد أيضا وفازت به على أهم الفنانيين السويديين وهو من مادة الكونكريت وهو أيضا يعتبر أول عمل فني لفنان عربي يقيم نصبا في السويد عام ١٩٩٣.

ولها عدد من الأعمال المهمة في السويد التي سكنتها طويلا قبل وصولها الى كندا، مثل «النافورة المضيئة»، وهي عبارة عن استغلال الفضاء تحت الجسر المشيد عام ١٩٣٦ في الحديقة الملكية في مالمو السويد الى جدار مائي رقيق مضيء يهطل من تحت الجسر على سطح القناة المائية عام ٢٠٠٠، وقد رشحت لمسابقات مهمة منها «فورت يورك» الموقع التاريخي الوطني في مدينة تورونتو ٢٠٠٧، كما رشحت لاتحاد المترو الرئيسي في مدينة تورونتو عام ٢٠٠٨ الى جانب الفنان الكبير مايكل سنو.

وللفنانة مها مشاركات عديدة في المعارض الدولية في أوروبا وأميركا وآسيا بما في ذلك متحف موري للفن الحديث في طوكيو اليابان بعملها المعروف «النافورة السوداء»، وهي صورة مجازية عن عنف الحرب.

وفي بينالي الشارقة عام ٢٠٠٧ شاركت بعملها «منظر طبيعي ناقص٣٧ درجة مئوية» وهو يكشف عن كيفية تجميد ومسخ الذاكرة الجماعية واختفائها تحت وطأة البيئة والحياة.

كما ان لديها عملا متميزا جدا بعنوان «عدسات» عام ٢٠٠٣ في السويد حيث صنعت عدسات كبيرة من مادة الزنك في إشارة لعدم رؤيتنا لحقيقة الأشياء والتمسك بالصورة النمطية للحياة، أما في عملها المعنون «مساحة أرضية»، استخدمت مها ٨٠٠٠ مصباح كهربائي لتعطي انطباعا عن نار داخلية.

درست مها مصطفى في أكاديمية الفنون الجميلة وهاجرت الى السويد عام ١٩٩١، واكملت دراستها هناك وتخصصت في ربط المشروع الفني بالبيئة عام ١٩٩٥ ودراسة النصب النحتية والفنية وعلاقتها بالمكان عام ٢٠٠٠.

تدربت على يد الفنان السويدي ستين أوفين برسن عام ١٩٩٢، والفنان العراقي اسماعيل فتاح الترك عام ١٩٨٤.

ولمعت في الثمانينات من القرن الماضي كواحدة من أبرز الوجوه التشكيلية الشابة في العراق وصاحبة تجربة جديدة نحو الفن الانشائي والفن المفاهيمي واستخدام تقنيات جديدة في الفن التشكيلي رغم حصار ثقافي وفني وإنساني، لكن مخيلتها أوسع ورؤيتها للمستقبل كانت أعمق.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

865 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع