العربي الجديد/شادي عاكوم:بعد إغلاق طريق البلقان، بدأ مهرّبو البشر يبحثون عن طرقات بديلة للاستمرار في نقل المهاجرين بطريقة غير شرعية إلى أوروبا.
هكذا، عادت المياه بين ليبيا وإيطاليا لتكون أحد مسارح عمليات التهريب، في ظل التراخي وتهشّم مقومات الدولة في ليبيا. ويُذكر أنّ أكثر من 200 ألف مهاجر يتهيّؤون لبلوغ أوروبا عبر شواطئ البحر المتوسط، بحسب ما أعلنت منظمات دولية عديدة، وهو ما يقلق الأوروبيين الذين كانوا قد بدأوا يتنفسون الصعداء مع بدء العمل بالاتفاق الأوروبي التركي الأخير للحد من تدفّق طالبي اللجوء إلى أراضيهم.
نشرت تقارير أوروبية خرائط وحالات رُصدت مع بعض تفاصيل عن رحلات بديلة، مشيرة إلى أن تكلفة الرحلة للفرد الواحد تراوح ما بين ثلاثة وخمسة آلاف يورو، بحسب آليات النقل. كذلك، ذكرت التقارير أنّ المهرّبين يخططون لتنظيم رحلتين أسبوعياً، عبر قوارب كبيرة يتجاوزعدد ركاب الواحد منها 200 شخص. ولفتت إلى أنّ بعض الرحلات تأتي من خلال سفن صغيرة أو تجارية، ويُطلب من المهاجرين البقاء في قعر السفينة أو الطبقات السفلية منها. بالتالي، يضطرون إلى تحمل مخاطر الأمواج إلى حين بلوغ المياه الدولية، وهي الظروف التي تدفع بعديد من المهاجرين إلى التريّث في خوض المغامرة والرحلة الطويلة المتعبة نسبياً، خصوصاً أنّ البقاء في قعر السفن التجارية والصغيرة يشكل خطراً على حياتهم نتيجة النقص في الأكسجين. وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى حالات اختناق. من جهة أخرى، تُعدّ هذه الرحلات باهظة التكلفة بالمقارنة مع تلك المنطلقة من تركيا. لكن لم يبقَ أمام المهاجرين حالياً، أيّ بديل عن هذا المسلك، إذ إنّ الطريق عبر ألبانيا صعب وشاق ومكلف ويضطر المهاجر إلى تبديل وسائل تنقله مرات عدة.
إلى ذلك، ثمّة طريق بديل آخر عبر بلغاريا، إذ يتوجه المهاجرون إلى رومانيا أو صربيا مع ما يرافق ذلك من مخاطر في الجبال العالية، إذ لا إمكانية دائمة للوصول عبر الطرقات الرئيسية بعدما عمدت مقدونيا قبل أكثر من شهر إلى إغلاق الحدود مع اليونان. كذلك الأمر بالنسبة إلى مسارات العبور في روسيا وفنلندا.
647 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع