العالم/بغداد -تضامن عبد المحسن:جاء اختيار بغداد ضمن شبكة "مدن الإبداع العالمي في مجال الأدب"، من قبل اليونسكو لما تشهده من حركة دؤوبة في مجال الثقافة وخصوصا الأدب والشعر. ففي كل جمعة يقصد المثقفون شارع الرشيد وسط بغداد ليتجولوا في المساحة الشاسعة الممتدة بين تمثال الشاعر الرصافي حتى ساحة الميدان وسوق هرج.
ومن الأماكن التي يرتادها المثقفون كل جمعة شارع المتنبي الذي يضم أشهر مكتبات بغداد بما فيها القشلة والمركز الثقافي البغدادي المطل على نهر دجلة حيث الزوارق والعبّارات التي تحمل العائلات والشباب على أنغام الأغاني العراقية الأصيلة.
في شارع المتنبي يتجول المثقفون بحثا عن آخر مطبوع، أو ليتجاذبوا أطراف الحديث الثقافي ثم ليلجؤوا إلى السياسة التي أصبحت شغلهم الشاغل.
وقد شهد الشارع مبادرة "أنا عراقي أنا اقرأ"، إذ قام المبادرون بفتح صندوق التبرعات من الكتب والأموال الداعمة للمبادرة وتنميتها، وستقام فعاليات المبادرة قريبا على حدائق أبو نؤاس في سنتها الثالثة.
ويكتظ الشارع بزحام المارين، فيلجؤون إلى ساحة القشلة، تلك الساحة التي تحتضن النشاطات الثقافية والأدبية، إذ باستطاعة الداخل إلى القشلة أن يحضر التجمع أو النشاط والفعالية التي تتناسب وميله الفني والثقافي والأدبي، ففي تجمع تنظم "رابطة شعراء المتنبي" أصبوحة شعرية يلقي فيها مجموعة شعراء وشاعرات قصائدهم متفاعلين مع الأحداث اليومية في العراق. فيما تقيم منظمات المجتمع المدني نشاطاتها الثقافية وكذلك الإنسانية ومبادراتها على حدائق القشلة في سعي لتنمية روح المبادرة وتقديم المساعدات للنازحين، وقد شهدت جمعة المتنبي 26/2/2016 إغلاق المركز الثقافي البغدادي تضامنا مع التظاهرات المطلبية في القضاء على الفساد.
وشهد بيت المدى يوم 26/2/2016 ضمن منهاجه الثقافي الأسبوعي احتفاء بواحد من أساتذة الصحافة العراقية، وواضعي لبناتها في عقودها الأخيرة، سجاد الغازي اسم لا يمكن أن نمرّ عليه بسهولة، فبالإضافة إلى كونه اليوم يمثل جيلا من الذين أرسوا تقاليد العمل الصحفي، فهو أيضا ذلك الكاتب والمتابع والفنان والحرفي في مجاله والمعلم الذي لم يقصّر في منح خبراته لكل من يريد أن يدخل مهنة المتاعب.
ويضم شارع المتنبي، المتحف الثقافي المتجول في القشلة، يقول الفنان بشير الشمري: "أسس الفنان هاشم طراد المتحف الثقافي من ماله الخاص، ويشتمل المتحف على عرض المنحوتات واللوحات التي تمثل الحضارة العراقية والتراث البغدادي". واستغل الفنان عبد الله دوشان إحدى زوايا المتحف لينحت ملحمة كلكامش وبعض شخصياتها ليوثق الملحمة وينمي الذائقة الفنية للمتلقين المارين بالمتحف الثقافي. فيما يشرف الفنان بشير على مبادرة أطلقتها إحدى العراقيات المقيمات في السويد حينما زارت المتحف الثقافي، اذ يقوم صندوق لدعم الفنانين بجمع التبرعات من المارين بالمتحف، مع ترك رقم هاتفهم، لتجري قرعة ويجري تقديم لوحة فنية للفائز، قيمتها المادية اكبر من تبرعه، فيذهب مال التبرع للفنانين العاملين في المتحف لشراء احتياجاتهم من المواد الأولية الفنية.
ومن أجمل ما يمكن أن تنتهي به زيارة المتنبي الثقافية، صينية الأكلة العراقية الشهيرة (الدولمة) التي تنتظر الزوار على ضفاف دجلة داخل القشلة، حيث تدير صاحبة احد الأكشاك مطعما صغيرا لتقديم (الدولمة) مع الشاي.
553 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع