إصدار الجواز العراقي بسرعة يتطلب "سمسرة" و"رشوة"

         

العربي الجديد/بغداد ــ آدم محمود:يحرص سامي، المكنّى بأبي أحمد، على أن يدفع مساء كل يوم مبلغاً من المال لموظفين وضباط في دائرة الجوازات العراقية، يسميه "سمسرة ورزقا حلالا"، والقابضون في دائرة الجوازات يطلقون عليه "تيسير حال المواطنين"، فيما يطلق عليه العراقيون التسمية المعروفة "الرشوة".

ليس "أبو أحمد" وحده من يعمل سمساراً لتسريع استصدار الجوازات، كثيرون غيره يمتهنون ذات المهنة، التي صارت تدرّ أرباحاً كبيرة مع الإقبال المضطرد على استصدار الجوازات.

بحسب أبي أحمد لـ"العربي الجديد"، فإن ظاهرة الهجرة إلى أوروبا رفعت وتيرة العمل في دوائر الجوازات، بنسبة تجاوزت العشرة أضعاف عن السابق، الأمر الذي أدى إلى تأخر صدور الجواز إلى نحو الشهر، "فيما يحاول المواطنون الحصول على الجواز في أسرع وقت ممكن".

ويتابع أبو أحمد "دورنا نحن الوسطاء أن نمكن المواطن من الحصول على جوازه في وقت قصير، معتمدين على علاقاتنا بموظفين وضباط في مكاتب الجوازات، مقابل مبلغ يتراوح بين 400 و500 دولار"، مشيراً إلى أن من يدفع المبلغ المطلوب يصار إلى تسريع إجراءات حصوله على الجواز في ظرف أسبوع واحد، لافتاً إلى أنه يذهب مساء كل يوم إلى من يتعاون معه من الضباط والموظفين، إلى بيوتهم، ليسلمهم حصصهم من المال، موضحاً "عملي لا يعدو كونه سمسرة ووساطة، ولا يدخل هذا في مسمى الرشوة".

حلم العراقيين في الوصول إلى أوروبا والخلاص من المعاناة في بلدهم، يساهم في حصول بعض الضباط في دوائر الجوازات على مبالغ "تصل إلى نحو 5 آلاف دولار يومياً"، وفق ما كشفه موظف يعمل في إحدى دوائر الجوازات ببغداد.


وأشار الموظف، الذي فضل أن يعلن عن كنيته "أبو خالد"، دون التصريح عن اسمه، إلى أن "الضغط الكبير على دوائر الجوازات حقيقي، وليس مفتعلاً، بحسب ما يروج له البعض، وبالإمكان تخفيفه في حال تم تحسين آلية العمل، وهو ما يستغله الضباط هنا في الربح غير المشروع".

أحد الضباط في مديرية جوازات الرصافة، رفض الكشف عن اسمه، قال لـ"العربي الجديد" إنه "ليس هناك من يضغط على المواطن ويجبره على دفع المال مقابل تسريع إجراءات حصوله على جواز السفر، نحن نعمل تحت ضغط شديد، ولا ضير إن سهلنا على أحدهم، لغرض تسريع إجراءاته مقابل مبلغ من المال".

2600 دولار دفعها جمال حسن المحمداوي، لإصدار جوازات لعائلته، لافتاً إلى "أنه غير مهتم لهذا المبلغ"، مشدداً على أن "حياة أسرتي التي أحاول إنقاذها من العذاب اليومي في وطننا، بالسفر في أسرع وقت ممكن، هي الأهم". وكذلك قال قيس صلال إنه نفذ وصية والده، الذي نصحه بالهرب من العراق "خوفاً على أطفالي من أن يصابوا بالكوليرا وغيرها من الأوبئة، التي صارت تفتك بالعراقيين في الفترة الأخيرة"، مشيراً إلى أنه دفع 3 آلاف دولار لأحد السماسرة، ومكنه من الحصول على جوازات سفر لأسرته في ظرف ثمانية أيام.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1326 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع