نهر السين في باريس وجهة الأدباء والفنانين

    

  باريس مازالت من أكثر مناطق الجذب خاصة للأجيال الشابة

باريس تتميز بمناطق سياحية تجذب السياح من كافة أنحاء العالم كنهر السين الذي يعد من أهم معالمها الذي يزخر بالمتاحف والمقاهي والمطاعم.

العرب/باريس - ترسخت على مدى عقود صورة ضفتي نهر السين جنوب العاصمة الفرنسية باريس، كمركز للمثقفين والمبدعين والمفكرين من كل مكان في ليالي الحرية بمدينة النور.

وكنتاج لهذا المناخ نشأت ظاهرة ما يعرف بـ(ريف غوش) أو الجانب الأيسر ويقصد بها أكثر من موقع جغرافي متميز على نهر السين، حيث تحدد أسلوب حياة كامل يشمل المتاحف والمطاعم والمقاهي وكل ما له علاقة بالحياة البوهيمية لفناني ومثقفي باريس.

وعلى بعد حوالي 378 كيلومترا من منبعه يصبح السين نهرا عريضا يخترق قلب باريس، حيث يمر تحت أكثر من 30 جسرا، بعضها يتجاوز عمره 300 سنة. وعلى الضفة اليسرى ذائعة الصيت جنوب نهر السين في باريس يوجد الحي اللاتيني وجامعة السوربون وحدائق لوكسموبرغ وبرج إيفل والشانزليزيه والتروكاردو. وتقع كاتدرائية نوتردام في جزيرة بقلب نهر السين.

منذ عقود حمل ميلز ديفيز غيتاره عازفا للعامة من عشاق الموسيقى في حي سان جيرمان حيث كان يقضي لياليه مع المغنية جولييت غريغو وقريبا منهم كان يجلس على مقهى كارتييه الفيلسوف الشهير جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار يتبارون في حل المشكلات الفكرية والفلسفية كأول مفكرين منذ عهد سقراط يهبطون بالأفكار من برجها العاجي إلى الشارع. وكان مفكرو وأدباء الولايات المتحدة الأميركية يحتلون “لا ريف غوش” ومن بينهم إرنست هيمنغواي وهنري ميللر وغيرترود ستين.

ومع مرور السنوات مازالت باريس التي كانت من أكثر مناطق الجذب خاصة للأجيال الشابة بمتاحفها على الضفة اليمنى للنهر وحي مارايس بالقرب من أوبرا الباستيل هي نفسها المدينة التي غنى لها آلان سوشون آسفا على ما حدث فيشدو قائلا “وداعا أرض الموسيقى والشعر وداعا للجاز والليالي الباريسية”.

وعلى الرغم من أن السياح مازالوا يقبلون بكثرة على حي “سان جيرمان دي بري” يجذبهم في ذلك تاريخ العصر الذهبي للمدينة، وتاريخ الأدب بها وبوهيمية “الضفة اليسرى” التي تبدو الآن وكأنها نائمة ومع ذلك ما زال الكثيرون يأتون إلى مقهى “دو ماغو” لكي يستمتعوا بالأجواء التي عاشتها الكاتبة الفرنسية فرانسواز ساغان صاحبة رواية (صباح الخير أيها الحزن).

وحينما يحين وقت التسوق فإن السائحين يفضلون عبور النهر للوصول للضفة اليمنى.

في الوقت الراهن أصبح معقل المثقفين والأدباء يعلوه الغبار لدرجة أن صحيفة “لوفيغارو” كتبت مستنكرة هل “لا ريف غوش” مازالت موجودة؟

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

546 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع