وما تدري نفس باي ارض تموت
الدكتور شامل السامرائي في ذمة الخلود
انتقل الى رحمة الله تعالى المرحوم الوزير السابق الدكتور شامل حسون السامرائي صباح يوم السبت 16 /اب/2014 في الاردن عمان .. شقيق المرحومين فاضل وعبد الرحمن واحمد والسيد غازي وصهر الوجيه المرحوم الحاج جاسم السامرائي وتقام الفاتحة على روحه الطاهرة في عمان (قاعة الفاخوري ) في خلدة قرب المدرسة الانكليزية من يوم الاحد 17 اب ولمدة ثلاثة ايام من الساعة السادسة الى التاسعة مساءا وفي بغداد في جامع عمر الفاروق وسامراء في قاعة البو باز
انا لله تعالى وانا اليه راجعون
الأول من اليسار مع وفد عراقي لزيارة مصر
الدكتور شامل السامرائي
شامل السامرائي طبيب عراقي ووزير عراقي اسبق.
الاسم / شامل السامرائي
تاريخ ومكان الولادة / 1921 في مدينة سامراء
أكمل الدراسة الابتدائية في سامراء
أكمل الدراسة المتوسطة والثانوية في ثانوية الكرخ ببغداد
وتطوع لكتائب الشباب اعتقلته الأجهزة الأمنية بسبب مشاركته في التظاهرات المؤيدة لحركات أيار 1941 والتي تسمى بثورة رشيد عالي الكيلاني وأحيل إلى المحكمة العسكرية في 9/9/1941
توكل للدفاع عنه المحامي جمال بابان وحكمت المحكمة عليه بالسجن المؤبد وأمضى جانبا من محكوميته في سجن العمارة وكان معه في السجن كل من محمد صديق شنشل وفائق السامرائي وخليل كنة وخير الله طلفاح وسوادي الحسون.
وبعد ثلاث سنين ونصف خرج من السجن بعد إطلاق سراحه مع بقية السجناء، غادر العراق إلى سوريا والتحق بكلية الطب في الجامعة السورية (جامعة دمشق حاليا). خلال وجوده في دمشق للدراسة، مارس النشاط السياسي مع القوى القومية من دون الارتباط بأي منها.
كان من أصدقائه خلال وجوده في دمشق ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار والشيخ مصطفى السباعي ويوسف زعين ونور الدين الأتاسي ومنيف الرزاز وكان معه من العراقيين الدكتور عزت مصطفى وعبد الخالق الخضيري وفاضل القدسي.
تطوع للقتال مرتين للقتال في فلسطين وفي المرتين كان ما زال طالبا في كلية الطب المرة الأولى تطوع معه الدكتور عزت مصطفى وطبيب الأسنان الدكتور فاضل القدسي ومهدي قاسم الحكاك حيث ذهبوا إلى نابلس ومنها إلى منطقة طوباس.
وفي المرة الثانية كانت مجموعة المتطوعين التي توجهت معها إلى فلسطين تضم كلا من ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار وأكرم الحوراني وقاتل معهم على أسوار القدس دفاعا عنها، والتحق بهم الدكتور عبد اللطيف البدري الذي جاء متطوعا من لندن حيث كان يدرس هناك للحصول على شهادة (F R C S) للمشاركة في القتال في فلسطين أيضا وبقي ومعه الدكتور عبد اللطيف البدري في مستشفى الهلال الأحمر في نابلس وكان يتم إسعاف جرحى المعارك. بعد أن أنهى دراسته الجامعية في الطب قرر بعد تخرجه من كلية الطب في الجامعة السورية (جامعة دمشق) في العام الدراسي 1951 – 1952، العودة إلى العراق وطلب منه ميشيل عفلق إنشاء تنظيم لحزب البعث وتولي مسؤوليته، وأبلغه عفلق في اجتماع مع قيادة الحزب في سوريا بأن الحزب اختاره لهذه المسؤولية، ولكنه اعتذر وبعد إلحاح عفلق عليه طلب حرية تنظيم العراق في اتخاذ القرار على وفق ما تفرضه تطورات الأحداث في الساحة العراقية من دون الرجوع إلى القيادة في دمشق، فوافق كل من ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار، ولكن أكرم الحوراني أصر على التشاور مع القيادة في دمشق قبل الإقدام على أية خطوة، لهذا أصر على اعتذاره.
بعد عودته من الدراسة إلى العراق عام 1952 التحق بكلية الضباط الاحتياط ببغداد وتخرج برتبة نقيب (رئيس) وعمل طبيبا في مستشفى الرشيد العسكري. وبعد تسريحه من الجيش عمل طبيبا في مستشفى الكاظمية.
تم نقله إلى دار المعلمين العالية محاضرا لمادة الصحة العامة في قسم علوم الحياة في الدار المذكورة (كلية التربية حاليا).استمر في عمله في دار المعلمين العالية من عام 1953 وحتى حصول العدوان الثلاثي على مصر فيما يعرف بحرب السويس عام 1956 فبعث برقية تأييد للرئيس جمال عبد الناصر أكد هو وعدد من السياسيين العراقيين وعلى رأسهم عبد الرحمن البزاز الذي كان حينذاك عميدا لكلية الحقوق في بغداد وقوفهم ضد العدوان وشجبهم لمن يقف معه ووجهوا نسخة من البرقية إلى الملك فيصل الثاني، وبعد معرفة الحكومة بالبرقية من خلال الرقابة المفروضة على البريد، بدأت حملة مضايقات ضد الموّقعين على البرقية، فقدم بعضهم الاستقالة من الوظيفة الحكومية وكان من بين الذين استقالوا الدكتور شامل السامرائي وتفرغ للعمل في عيادته الخاصة في الكرخ.
بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 وقيام النظام الجمهوري ظن أن الفرصة باتت مواتية لتحقيق كثير من الطموحات القومية التي يؤمن بها وخاصة الوحدة بين العراق والجمهورية العربية المتحدة التي كانت تضم كلا من مصر وسوريا، ولكن الأحداث سارت باتجاه آخر مما ألب الحركات الشعوبية على الحركات والأحزاب والشخصيات القومية المناهضة لحكم الزعيم عبد الكريم قاسم، الذي كان قد تحالف مع الحركة الشيوعية واعتمد عليها في مطاردة الجماعات القومية مما أدى إلى حصول ردات فعل قوية على ما عده القوميون انحراف عبد الكريم قاسم عن أهداف ثورة 14 تموز، فوقعت حركة العقيد عبد الوهاب الشواف يوم 8/3/1959 ضد حكومة قاسم، وتفرد الشيوعيون في سلطة الأمر الواقع في الشارع العراقي.
بعد حركة الشواف تم اعتقال الدكتور شامل مع الآلاف من العراقيين ومكث في المعتقلات والنفي الإجباري إلى مدن شمال العراق لعدة شهور واستمر في مواجهة نظام عبد الكريم قاسم من دون الانتماء إلى أي حزب أو حركة سياسية.
وحصل التغيير الذي استهدف حكم الزعيم عبد الكريم قاسم في 8/2/1963 ومجيء حزب البعث العربي الاشتراكي إلى السلطة وأصبح عبد السلام عارف رئيسا للجمهورية واختط العراق نهجا سياسيا جديدا فيه توجهات قومية، ولكن الدكتور شامل السامرائي ظل بعيدا عن السلطة، وبعد حركة 18 تشرين الثاني عام 1963 التي قادها الرئيس عبد السلام عارف ضد حزب البعث أصبح الدكتور شامل وزيرا للوحدة، وخلال مؤتمر القمة العربي الذي عقد في القاهرة في كانون الثاني 1964 شارك فيه ضمن الوفد العراقي الذي رأسه الرئيس عارف، وتم خلال المؤتمر تشكيل لجنة للوساطة بين مصر والمملكة العربية السعودية لحل مشكلة اليمن نتيجة قيام ثورة 26 أيلول بقيادة عبد السلال على حكم الإمام محمد البدر، والتي أدت إلى نشوب حرب أهلية، فأرسلت مصر آلاف الجنود إلى اليمن دفاعا عن النظام الجمهوري، وردت السعودية بالوقوف إلى جانب الإمام محمد البدر ملك اليمن، وتألفت اللجنة من الرئيس عبد السلام عارف والرئيس أحمد بن بلة، على أن يختار كل منهما ممثلا له في اللجنة، فاختار الرئيس عارف الدكتور شامل السامرائي على حين اختار الرئيس الجزائري، السيد توفيق المدني وبعد جولات مكوكية بين العواصم المعنية بالأزمة قامت بها اللجنة تم كخطوة أولى وقف الحملات الإعلامية بين مصر والسعودية، ونجحت في تقريب وجهات النظر حتى تم عقد لقاء بين الجانبين على مستوى أعلى حينما زارت اللجنة الرياض للمرة الثانية وكان دليل نجاح الوساطة أن المشير عبد الحكيم عامر وأنور السادات ضمن الوفد الذي التقى ولي العهد السعودي حينذاك الأمير فيصل (الملك لاحقا).
في أول تعديل وزاري حصل في عام 1964 أصبح الدكتور شامل السامرائي وزيرا للصحة خلفا للدكتور عزت مصطفى، وتم انتخابه في ذلك العام نائبا لرئيس منظمة الصحة العالمية أثناء اجتماعها الدوري في جنيف عام 1964، وخرج مع من الوزارة بعد استقالة حكومة طاهر يحيى عام 1965 وخلفه عبد الرحمن البزاز في تأليف وزارته الأولى.
بعد حرب الأيام الستة عام 1967 أعيد تشكيل الحكومة العراقية برئاسة الرئيس عبد الرحمن عارف، وأصبح طاهر يحيى نائبا لرئيس الوزراء، واستوزر الدكتور السامرائي في آخر حكومة في عهد الرئيس عبد الرحمن عارف وأصبح زيرا للداخلية في تلك الحكومة ثم في حكومة طاهر يحيى التي خلفتها وفي يوم 17 تموز 1968 اعتقل مع عدد من رموز النظام السابق وخضع للتعذيب في قصر النهاية حتى تم الكشف عن فضيحة التعذيب واطلعت القيادة على حقيقة ما جرى فأمرت بإطلاق سراحه في ربيع 1970.
غادر إلى إنكلترة لإكمال دراسته حيث نال شهادة دبلوم في أمراض المناطق الحارة من جامعة لندن وعاد بعدها إلى العراق وظل يمارس مهنة الطب في عيادته الخاصة، ونتيجة لانهيار المنظومة الأمنية ونشوب الحرب الأهلية واستهداف العراقيين على الهوية وخاصة الأطباء وأساتذة الجامعة بعد الاحتلال الأمريكي، فقد غادر العراق إلى عمان عاصمة المملكة الأردنية في 10/7/2006 ...
594 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع