عبد الرحمن عارف اول رئيس عراقي منتخب

    

     عبد الرحمن عارف اول رئيس عراقي منتخب

     

         

                        

وفي يوم17/4/1966 انتخب عبد الرحمن عارف رئيسا للجمهورية خلال اجتماع عقده مجاس الدفاع الوطني المشترك الذي يضم 12 من قادة الجيش العراقي و16 وزيرا برئاسة عبد الرحمن البزاز الذي تنازل في الجولة الثانية من الانتخابات لصالح عارف, ففي دورة الاقتراع الاولى لم يحظ عارف الا بـ 13 صوتا من اصل 28 ، وحصل رئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز على 14 صوتا ، بينما ذهب الصوت المتبقي الى وزير الدفاع البالغ السادسة والاربعين من العمر ،

                

امير اللواء الركن عبد العزيز العقيلي وهو من محافظة الموصل ونظرا لان ايا من المرشحين لم ينل اكثرية الثلثين المطلوبة , ولان الضباط تمسكوا بخيارهم الاول فقد سحب البزاز ترشيحه الامر الذي ضمن لعارف انتخابه.كما اسهمت عدة عوامل في صعود عبد الرحمن عارف الى المنصب الاول في العراق ، فقد كان ضابطا وكان شقيقا للرئيس الراحل ..

      

وربما كان الاهم من هذا كله هو ان الخيوط الحساسة للسلطة العسكرية وخصوصا لحامية بغداد كانت في ايدي اقربائه القبليين وعلى راسهم الزعيم سعيد صليبي ، حدثني صديق كان موظفا في الخارجية العراقية وكان يوم ذاك في السفارة العراقية بطهران ان الزعيم سعيد صليبي كان في زيارة لطهران اثناء سقوط طائرة الرئيس عبد السلام عارف قائلا ان صليبي اتصل هاتفيا من غرفتي في السفارة ببغداد بعد مصرع عبد السلام عارف وخاطب جهة ما في العراق لا اعرفها قائلا لهم (حاولوا دون انتخاب عبد الرحمن البزاز للرئاسة لانه بمجرد ان يفوز فان البعثيين سوف يقومون بانقلاب ضده ويطيحون به).

واكثر من هذا فان عبد الرحمن عارف كان الاقل طموحا والاقل خطرا من بين المرشحين الثلاثة. وفي يوم ١٧ - ٤ - ١٩٦٦ صدر بيان مجلسي الوزراء والدفاع الوطني باعلان انتخاب اللواء عبد الرحمن عارف رئيسا للجمهورية . وبعد انتخابه رئيسا للجمهورية جرى ترقيته الى رتبة فريق وذلك في تموز ١٩٦٦.

                   

وكلف الرئيس الجديد عبد الرحمن البزاز الاستمرار في رئاسة الحكومة وتشكيل وزارة جديدة استمرت حتى يوم السادس من آب 1966 حين قدم البزاز استقالته

                 

وكلف الرئيس عارف السيد ناجي طالب بتشكيل وزارة جديدة والتي استمرت حتى يوم 3/5/1967 حين قدم ناجي طالب استقالته وقبلها عارف في الثامن من الشهر نفسه.

                                      


وفي 11 مايس/ايار عام 1967 شكل عبد الرحمن عارف وزارة عراقية برئاسته ضمت الوزارة اربعة نواب لرئيس الوزراء هم كل من الفريق طاهر يحيى رئيس الوزراء الاسبق واللواء عبد الغني الراوي واللواء فؤاد عارف، واسماعيل صفوت
شهدت المنطقة العربية وخاصة العراق منتصف الستينات تحولات سياسية كبيرة وخاصة في عهد الرئيس الاسبق عبد الرحمن عارف وبوجود رئيسي الوزراء عبد الرحمن البزاز والفريق طاهر يحيى الذي يعتبر من اخصب العهود في تاريخ العهد الجمهوري في العراق حيث اجرى انفتاحا على الدول العربية كما شهدت الساحة العراقية تطورات سياسية جديدة نحو مزيد من الديمقراطية اذ جرت عدة لقاءات بين قادة الاحزاب لبحث مستقبل العراق او المشاركة في اتخاذ القرارات كما كان يرغب الرئيس عارف شخصيا الذي وجدت القوى السياسية المدنية والعسكرية غير المستندة الى اي تنظيم حزبي فرصة لتجميع صفوفها وبناء دولة ديمقراطية بل أن الرئيس عارف أمر باطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين كما اصدر عفوا عن السياسيين العراقيين المقيمين في الخارج..

               

فعاد من القاهرة السيد علي صالح السعدي نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في سلطة البعث الاولى عام 1963 وكذلك عاد المقدم منذر الونداوي والفريق الركن الطيار حردان عبد الغفار التكريتي.
وكان الرئيس عارف قد أصدر قبل سفره الى القاهرة يوم 7شباط/فبراير 1967 عدة مراسم بالغاء أحكام بالاعدام لم تنفذ صدرت بحقهم في عهد الفريق الراحل عبد الكريم قاسم ضد ثمانية من كبار الضباط في العهد الملكي بينهم:

   

اللواء الركن المتقاعد محمد رفيق عارف رئيس اركان الجيش واللواء الركن المتقاعد عمر علي واللواء الركن غازي الداغستاني الذي توفي في لندن. كما تشمل هذه المراسيم السيد برهان الدين باش اعيان وزير الخارجية في العهد الملكي. وقداطلق سراحهم بموجب هذه المراسيم.
وكان رئيس دائرة شؤون السلامة الوطنية السيد صلاح بيات قد اعلن لوكالة الانباء العراقية يوم 3 شباط1967 بأن الرئيس عارف الغى بموجب الصلاحيات المنوحة له بموجب قانون السلامة الوطنية جميع اوامر الابعاد والحجز الصادرة في حينه من الحاكم العسكري العام . وكذلك الحجوزات الاخرى واوامر الابعاد التي صدرت حسب الاختصاص في حينه.
واضاف بيات: وبذلك لم يبق محجوز او مبعد بسبب حوادث الشمال في جميع انحاء العراق أو بأي سبب آخر.
واضاف بيات: اما ما يتعلق بالمحكومين السياسيين فإن ما بقي منهم عدد قليل والحكومة جادة في افساح المجال أمام هؤلاء المحكومين . وستصدر تباعاً قرارات ومراسيم جمهورية باعفائهم عما تبقى من محكومياتهم.

واكدت صحيفة (المنار) أن رئيس الوزراء طاهر يحيى يدرس بصورة جدية مسألة السماح لكافة العراقيين الذين يعيشون في الخارج لمختلف الاسباب بالعودة الى بلادهم. ولاحظت المنار أن السجناء السياسيين الذين ستدرس قضيتهم ينتمون الى إتجاهات سياسية عديدة ومختلفة.
فيما ذكرت صحيفة( النصر) البغدادية :ان الحكومة العراقية وافقت على عودة وزيرين عراقيين سابقين يعيشان في الخارج منذ سنة 1963 الى العراق.

                  

وهذان الوزيران السابقان هما الدكتورة نزيه الدليمي وزيرة البلديات في عهد الفريق عبد الكريم قاسم والدكتور فيصل السامر وزير الارشاد في ذلك العهد.
وكان الدكتور السامر والدكتورة الدليمي قد غادرا العراق الى بلغاريا قبل ثورة الثامن من شباط 1063 التي اطاحت بحكم الفريق قاسم وبقيا هناك.

                  

وقد سبق للفريق طاهر يحيى ان وافق قبل بضعة أيام على طلب نقابة الصحفيين العراقيين السماح للسيد محمد مهدي الجواهري وهو شاعر عراقي ونقيب سابق للصحفيين بالعودة الى العراق.
وكان السيد الجواهري قد غادر العراق الى جيكوسلوفيكيا في عهد الفريق قاسم وأقام هناك.
اما صحيفة النهار البيروتية فقد ذكرت في الرابع والعشرين من تموز 1967 انه من المتوقع ان يسمح خلال الاسبوع للعراقيين الذين يرغبون السفر في الاصطياف الى الدول العربية وخاصة الدول التي وافقت على السماح بتصريف الدينار العراقي فيها دون الحاجة لتحويل اجنبي.
يذكر ان السلطات العراقية كانت قد اصدرت امرا يوم 6 حزيران 1967 اثر العدوان الاسرائيلي منع سفر العراقيين الى خارج البلاد..
واجتمع الرئيس عارف في 1/4/1968 في القصر الجمهوري مع مجموعة من الزعماء السياسيين العراقيين وبحث معهم الاوضاع العراقية والعربية في محاولة للوصول الى اتفاق شامل حول مجمل الامور السياسية والاقتصادية وتطرق المجتمعون الى مسالة تشكيل حكومة جديدة ومجلس تشريعي جديد وتمديد فترة الانتقال لمدة عامين اخرى . وقد اعتبرت الاوساط المطلعة هذا اللقاء نقطة تحول في علاقة العناصرالسياسية العراقية مع السلطة وعلاقة بعضها ببعض حيث اعتبر الاول من نوعه الذي تتفق فيه هذه العناصر الوطنية التي تمثل قوى حزبية ومستقلة وعقائدية على موقف موحد.

        

وفي شهرآب/اغسطس 1967 كانت البلاد تنتظر ترجمة بيان 29 حزيران/يونيو 1966 الخاص بحل القضية الكردية الذي اعلنه عبد الرحمن البزاز رئيس الحكومة في عهد الرئيس عبد الرحمن عارف بخصوص حل المشكلة الكردية لكنها فوجئت في اليوم التالي 30حزيران/يونيو 1966 بمحاولة انقلابية ثانية قام بها عميد الجو عارف عبد الرزاق وعدد من اعوانه وكانت انباء قد ذكرت ان بعض ضباط الجيش العراقي استاءوا من مشروع حكومة البزاز لتسوية المشكلة الكردية ووقف الحرب الدائرة في شمال العراق.

         

                           عارف عبدالرزاق

ففي الساعة الثالثة واربعين دقيقة بعد ظهر ذلك اليوم قطع راديو بغداد برامجه العادية وبدأ في اذاعة بيانات ونداءات بتوقيع اللواء الجوي ورئيس الوزراء السابق وقد وقعها نيابة عما وصفه باسم المجلس الوطني لقيادة الثورة وطالبوا من الرئيس عبد الرحمن عارف ان يستسلم حقنا للدماء وانقاذا لحياته كما فرض الانقلابيون الحكم العرفي ونظام منع التجول على البلاد واغلقوا جميع الحدود والمطارات وقال البيان ان من يخالف هذا الامر سيتعرض لاطلاق النار عليه واعلن مجلس الثورة في بيان اخر انه يمارس جميع صلاحيات الرئيس عارف وقال في بيان ثالث انه يسعى الى تحقيق الوحدة العربية الشاملة وخاصة مع الجمهورية العربية المتحدة.
وبسرعة تم القضاء على المحاولة الانقلابية الثانية وتم اعتقال عارف عبد الرزاق في مطار الموصل.
الواقع ان عبد الرحمن عارف كان منذ مجيئه الى الحكم يريد الحفاظ على التوازن القائم بين القوى العسكرية الاخرى. الا ان المراقبين اعتبروا تلك الفترة من يعتبر اخصب الفترات السياسية التي شهدها العراق خلال العهد الجمهوري كانت فترة حكم عبد الرحمن عارف التي لم تبلغ السنوات الثلاث اذ انه استلم السلطة في 17 نيسان/ابريل 1966 وخرج منها بانقلاب عسكري في 17 تموز/يوليو . 1968 .

     

تميز الرئيس عارف بانه رجل طيب ومسالم الى ابعد حد ولا يشك احد بوطنيته واخلاصه فهو حسن النية الا انه يتأثر بالمحيطين به ويثق بهم ، عادة يتبنى رأي اخر من يقابله من العناصر التي كانت تحيط به وابرزهم:

            

الدكتور بديع شريف رئيس الديوان والعقيد ابراهيم عبد الرحمن الداوود آمر لواء الحرس الجمهوري والمقدم الركن عبد الرزاق النايف معاون مدير الاستخبارات العسكرية حيث وثق عارف بهذين الاخيرين ثقة مطلقة بعد وقوفهما الى جانبه في مواجهة حركة عارف عبد الرزاق الانقلابية.
لقد تحولت مديرية الاستخبارات العسكرية الى قوة لا يستهان بها منذ تولى عبد الرحمن عارف رئاسة الجمهورية وبخاصة عقب فشل حركة عارف عبد الرزاق الثانية لطيبته وثقته المفرطة به ، واستغل عبد الرزاق النايف هذه الثقة ابشع استغلال فدأب على تزويد رئيس الجمهورية باخبار تافهة عن نشاط الضباط القوميين بعضها غير صحيح حيث انشأ عبد الرزاق النايف تنظيما ضم الوكلاء والمتعاونين مع مديرية الاستخبارات العسكرية واصدر بضع نشرات ساهم في تحريرها شكري صالح زكي واحد من اساتذة الاقتصاد في جامعة بغداد هاجمت بعض المسؤولين وطعنت في نزاهتهم.
ويعترف عزيز الحاج في مذكراته (شهادة للتاريخ ) فيقول (.. لقد تحولت مسألة السلطة واشكال الكفاح المسلح الى محور الصراعات الداخلية في الحزب الشيوعي قبل حركة 17 ايلول/سبتمبر 1967 –القيادة – وتواترت المزايدات الثورية والمشاريع المنفصمة عن امكانات الواقع وتناسب القوى واصبح شعار اسقاط الحكم مطلب القواعد التي عبرت عن احتجاجها على خط آب 1964 حتى اننا لم نميز بين حكم الاخوين – عارف – وما توفر في عهد عبد الرحمن عارف والبزاز من بعض الفرص والامكانات من الحريات وهاجمنا بعنف مبادرات الانفتاح الخارجي على فرنسا والاتفاقية مع الاكراد في 29 حزيران/يونيو- 1966 وهكذا وهكذا).
سياسة الرئيس عارف الخارجية
وفي 10 تموز/يوليو 1967 كلف الرئيس عارف السيد طاهر يحيى بتشكيل وزارة جديدة هي الثالثة بعد ان كان الرئيس عارف يشغل المنصب اضافة الى رئاسة الجمهورية.

    

اراد عبد ارحمن عارف اقامة علاقات متوازنة مع الدول العربية والاسلامية وخاصة دول الجوار كتركيا وايران المسلمتين ، فقد قام بزيارات لكل من سوريا والاردن ومصر وكذلك قام بزيارة كل من انقرة وطهران في مسعى منه لتطوير العلاقات بين العراق والدول العربية وكذلك مع جارتيه انقرة وطهران وحل المشاكل المزمنة بينهم .
واكد الرئيس عارف التزام العراق بالمبادىء التي اقرها مؤتمر الخرطوم وقال ( رفضنا جميع المشاريع التي حاولت بعض الجهات فرضها على الامة العربية ووضعنا مستقبلنا وامالنا لتحقيق اهدافنا القومية لدعم قوتنا العسكرية والتسلح بالايمان وباحدث السلاح لمواجهة الموقف وللتصدي للعدوان وتصفية اثاره. والوقوف الى جانب الدول الشقيقة بخط النار فشاركناهم في شرف القتال والمسؤولية واخذنا على عاتقنا مؤازرة الدول العربية التي نالت استقلالها حديثا جهد استطاعتنا ولم نأل جهدا في مد يد المساعدة لاخواننا في الخليج العربي لجمع كلمتهم واتحادهم ضد المطامع الاستعمارية).
وخص الرئيس عارف علاقات العراق بدول الجوار وقال( ونخص بالذكر ايضا علاقاتنا بالجارتين تركيا وايران حيث تبادلنا معهما الزيارات ووجهات النظر وتوصلنا الى تفهم اوسع لقضايانا المشتركة ومنها قضية فلسطين بصورة خاصة).
وتحدث عارف عن علاقات العراق بالمعسكر الاشتراكي فقال( اننا نقدر موقف الدول الاشتراكية الصديقة وبصورة خاصة الاتحاد السوفييتي لموقفها في المحافل الدولية وخاصة في الامم المتحدة ووقوفها الصريح ضد العدوان الاسرائيلي).
واضاف عارف( اننا نتطلع الى صداقات وعلاقات هامة مع الدول الاخرى التي نظرت الى قضايانا نظرة موضوعية ووجدنا في سياسة الرئيس الفرنسي ديغول الموضوعية وعدم الانحياز مما شجعنا على زيارة فرنسا التي هي مركز اوروبا الغربية. وتبادلنا معه الرأي بروح التفاهم وتوصلنا الى ايضاح مشاكل الشرق الاوسط ومطامع الاستعمار والصهيونية واظهار الحق العربي ووجدنا في فرنسا تفهما واضحا).

العلاقة مع سوريا
ففي التاسع من آب/اغسطس 1967 قام الرئيس عارف بجولة عربية بدأها في سوريا حيث استقبله هناك رئيس الدولة السورية انذاك الدكتور نور الدين الاتاسي واجرى عارف محادثات مع المسؤولين السوريين حول العلاقات بين البلدين وخاصة موضوع مشكلة مياه الفرات وحقوق العراق المكتسبة والتاريخية في حصته المائية وفق القوانين والقواعد الدولية التي تحكم مياه الانهار المشتركة خاصة عقب شروع سوريا في انشاء (سد الطبقة) وقيام تركيا بانشاء سد كيبان وذلك خوفا من ان يلحق الضرر بالمزارعين العراقيين واكثرهم من الفلاحين في المنطقة الجنوبية من العراق الذين يزرعون الرز (الشلب) وقد وعد رئيس الوزراء السوري انذاك الدكتور يوسف زعين استعداد سوريا باضافة مليوني متر مكعب الى حصة العراق كما وعد بارسال وفد سوري الى بغداد لمواصلة المحادثات بهذا الشأن
كما بحث الرئيس عارف في دمشق قضايا عسكرية حيث وافق الرئيس عارف بناءا على طلب المسؤولين السوريين ارسال لواء عراقي الى سوريا بعد ان تم الاتفاق على طبيعة مهمته ومكان اسكانه واعاشته وغيرها من الامور المتعلقة الاخرى.
وقد التقى الرئيس عبد الرحمن عارف خلال وجوده في دمشق بعدد من العراقيين اللاجئين في سوريا وبحث مشاكلهم وكان بينهم عدد من العسكريين.

    


العلاقة مع المملكة الاردنية
ومن دمشق توجه الرئيس عارف الى المملكة الاردنية الهاشمية حيث وصلها يوم 12 آب/اغسطس 1967 واجرى مفاوضات مع العاهل الاردني الراحل الملك حسين بحضور الامير الحسن ورئيس الوزراء الاردني ووزير خارجيته اكرم زعيتر اضافة الى قائد الجيش الاردني.
فيما انضم الى الوفد العراقي العميد الركن محمود عريم قائد الفرقة الثالثة المرابطة في الاردن.
وتحدث الرئيس عارف مشيدا بدور الاردن ووعد بتقديم كتيبة دبابات(سنتريون) هدية الى الجيش الاردني فقد تخلى الجيش العراقي عنها وحلت محلها دبابات روسية ، كما اهدى للملك حسين قلادة الرافدين فيما اهدى الملك حسين بدوره للرئيس عارف ارفع وسام كما منح الوفد العراقي اوسمة عسكرية ومدنية ،
وفي اليوم التالي زار الرئيس عارف القطعات العسكرية العراقية في منطقة المفرق كما تفقد الجبهة الاردنية مع اسرائيل.

الموقف من القضية الفلسطينية
كان عبد الرحمن عارف يرى في القضية الفلسطسنة القضية المركزية ففي كلمة له لمناسبة الاحتفال بيوم جيش التحرير الفلسطيني في 10/9/1966 قال ( ان دولة اسرائيل دويلة مقحمة في بلادنا وليس لها كيان او وجود في هذا المكان المقدس الذي هو جزء مهم من طبيعة وطننا العربي ولا يمكن ان نستغني عنه ولن نتراجع امام القوى ولن يثنينا عن الوصول الى حقنا اي ضغط مهما كان مصدره او وجود اسرائيل مبعث الاضطراب والقلق في الشرق العربي ولن يستريح شرقنا العربي الا بترابط اجزائه وفلسطين المغتصبة تشكل العمود الفقري بين اسيا العربية وافريقيا العربية وقد وضعها الاستعمار في هذا الجزء لقصم العمود الفقري

         

العلاقة مع الكويت

من اجل تمتين العلاقات العراقية الكويتية تلقى الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف دعوة من امير الكويت جرت مباحثات حول العلاقات الثانية وصدر عن الزيارة بيان عراقي – كويتي مشترك يوم 6/12/1966 جاء فيه::
تلبية للدعوة الموجهة من صاحب السمو الشيخ صباح السالم الصباح أمير ا الكويت قام سيادة الفريق عبد الرحمن محمد عارف رئيس الجمهورية العراقية والوفد المرافق له بزيارة رسمية للكويت للفترة من 3 – 6 كانون الاول/ ديسمبر 1966 اتاحت له الاطلاع على ما حققته الكويت وما انجزته في مختلف المجالات وما تكنه الكويت للعراق بقيادة الرئيس عبد الرحمن عارف وقد صدر عن الزيارة بيان مشترك عراقي – كويتي يوم 6/12/1966ايد فيه امير الكويت تاييده المطلق ودعمه للجهود التي يبذلها العراق من اجل الحفاظ على وحدته الوطنية وسلامة اراضيه.كما استعرضا الوضع العربي وكذلك التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية واستثمار رؤوس الاموال وتشجيع انتقالها لما في ذلك من فائدة مشتركة. . كما اعرب الطرفان عن ارتياحهما لتقدم العمل في تنفيذ مشروع وتزويد الكويت بالمياه العذبة وفقا للاتفاقية المبرمة وتشكيل لجنة لترسيم الحدود بين البلدين وفقا لما جاء في البيان المشترك الذي صدر في بغداد في السابع من حزيران 1966 على اثر زيارة امير الكويت لبغداد..
وكان امير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح قد زار العراق في الرابع من حزيران/يونيو 1966 تلبية لدعوة من الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف تم خلالها بحث تطوير العلاقات بين البلدين وموضوع تزويد الكويت بمياه الشرب من شط العرب.
وقد القى الرئيس عارف كلمة في 5/12/1966 مخاطبا بها الشعب الكويتي في ختام زيارته للكويت قال فيها ( اننا نعيش في منطقة ثرية وافرة الخيرات مهددة في امنها وسلامتها من الاستعمار والصهيونية التي تخلق القلق والاضطراب لتمنع تقدم البلاد وازدهارها).
واضاف عارف( والعراق دائما في الخط الامامي عين يقظة وحارسة للمحافظة على تقاليدنا العربية الفاضلة وعقيدتنا الاسلامية السامية وتربتنا الوطنية، وقد شهدتم باعينكم ما قام به اخوانكم احرار العراق في هذه الفترة لصد التيارات الوافدة والقضاء على الانحرافات الفاسدة والحفاظ على امن المنطقة وسلامتها).
وقال عارف( اننا لا نبغي من وراء ذلك غير ايجاد مجتمع فاضل تسوده العدالة الاجتماعية وتغمره المحبة والاخاء وافساح المجال لكل مواطن ان يتعلم ويعمل ويكسب ويعيش عيشة راضية موفورة الكرامة).
واكد الرئيس عارف في خطبته للكويتيين قائلا( والعراق بلدكم الثاني وموطنكم الطبيعي مفتوحة ارضه الطيبة لكم لاستثمار رؤوس اموالكم في كنوزه وخيراته وتعليم ابنائكم في معاهده، وان ابناء العراق لهم من الامكانيات مثل ما عندكم وانهم مقبلون على عهد زاهر مشرق ، فاذا وضعتم ايديكم في ايديهم وتعاونتم على اعمار المنطقة استطعتم ان تجدوا لبلدنا مجتمعا فاضلا في مستوى العيش ومستوى المعرفة، ففي تظافر جهود الشعبين نستطيع ان نكون جناحا قويا وسندا لامتنا العربية).
واضاف عارف( ان الاجيال القادمة تنتظر منا بناءا متينا القواعد وهذا يتطلب بذلا في الجهد والطاقة وعملا متواصلا ويقظة دائمة وبدون ذلك لا يتم لنا عملا صالحا وسيحاسبنا التاريخ).

العلاقة مع تركيا

في العشرين من شباط/فبراير 1967 وصل الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف يرافقه الدكتور عدنان الباجه جي وزير الخارجية الى العاصمة التركية انقرة مؤكدا ان زيارته ستوثق العلاقات التاريخية والدينية القديمة بين البلدين. وكان الرئيس عارف قد الف مجلسا جمهوريا يتولى السلطة خلال غيابه عن العراق يضم كل من ناجي طالب رئيس الوزراء ورجب عبد المجيد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية وشاكر محمود شكري وزير الدفاع.
وفي هذه الزيارة اراد عارف التنسيق في مجال المياه بعد قرار تركيا بناء عدد من السدود على نهر الفرات داخل اراضيها ، اضافة الى توثيق التعاون والاتصالات في مجالات الغاز والبترول باتجاه تركيا كجارة ودولة اسلامية. وقد استقبله الرئيس التركي جودت صوناي الذي اقام على شرفه حفلا تكريميا القى عارف خلاله كلمة اكد موقف العراق من القضية القبرصية وهو الحفاظ على استقلالها والحرص على ان يعيش ابناؤها حياة حرة مرفهة..
صحيفة(مليت) التركية قالت ان انقرة عرضت شراء الغاز الطبيعي من العراق خلال زيارة عارف لتركيا .واشارت الى احتمال مد انابيب بذلك الى تركيا...
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس عارف في استنبول ( ان سوريا على حق في نزاعها مع شركة نفط العراق وانه يأمل ان يتم الوصول الى اتفاق قريبا).
واضاف عارف في المؤتمر الذي عقده في مقر اقامته في قصر (يلدز): ان العراق بذل جهودا للتقريب بين شركة النفط وسوريا للوصول الى تسوية عادلة وكاملة للنزاع..
اما الرئيس التركي جودت صوناي فقد وصف زيارة عارف لتركيا بانها مظهر من مظاهر علاقات الصداقة والاخاء المتنامية مع مرور الايام..
الرئيس عارف يشكل الوزارة.
سبق تكليف وزارة برئاسة الرئيس عبد الرحمن عارف في العراق خلفاً لحكومة السيد ناجي طالب محادثات وإتصالات بعدد من الشخصيات العراقية لتشكيل الوزارة . وكان من بين الذين جرى الاتصال بهم بل كلفوا باجراء المشاورات الضابط المتقاعد اللواء عبد الغني الراوي ، لكن الرئيس عارف عاد وسحب التكليف منه بعد يومين وانتهى الامر بتشكيل وزارة برئاسة الرئيس عارف .

    

الرئيس التركي يزور العراق

وفي 21/10/1967 كان الفريق يحيى في استقبال رئيس الوزراء التركي سليمان ديميرل الذي وصل الى بغداد حيث تعهد بتأييد تركيا للدول العربية ضد اسرائيل وقال ان تركيا تعارض بشدة استخدام القوة والاحتلال العسكري لاراضي دول اخرى.
لقد كانت قضية تعزيز التعاون الاقتصادي تحتل المكانة الرئيسة في جدول اعمال المحادثات بين الفريق يحيى وديميرل . كما عرض الجانبان العلاقات بين البلدين في جميع المجالات وكذلك ازمة الشرق الاوسط وكذلك التعاون بين تركيا والدول العربية.
وفي مأدبة العشاء التي اقامها الفريق يحيى تكريما لديميرل قال ( ان الامة العربية التي هزتها النكسـة وعرّفتها باصدقائها واعدائها ستواصل كفاحها من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحق العربي).
وجاء في البيان المشترك العراقي – التركي قلق حكومة تركيا الشديد ازاء اجراءات اسرائيل الانفراد في القدس واعمالها في الاراضي المحتلة وتعنتها في موضوع اللاجئين.
واكد الجانب التركي معارضته لاستخدام القوة للاحتلال العسكري كوسيلة للحصول على منافع ومكاسب سياسية في العلاقات الدولية.
كما اعرب رئيس وزراء تركيا عن تقدير بلاده لموقف العراق من المشكلة القبرصية والحاجة لحلها بما يحفظ الحقوق والمصالح المشروعة للجاليتين في الجزيرة. .
لقد حظي البيان العراقي – التركي بالرضاء والتقدير من جانب العرب لانه يدفع الى توطيد علاقات العرب مع تركيا على اسس ودعائم امتن حيث ان الدول لا ترتبط مع بعضها البعض بالعواطف والمشاعر الحارة فحسب بقدر ما ترتبط بالمصالح . ولعل حكومة الفريق يحيى ادركت ذلك وعملت على توثيق الروابط التاريخية التي تجمعهم مع تركيا ولذلك جاءت بنود الاتفاقية مبنية على اسس جديدة واقعية ومتفهمة للحقائق القومية وللمطالب الوطنية والمصالح المشتركة.
العلاقة مع ايران
كما قرر عارف القيام بزيارة مماثلة الى ايران لتمتين العلاقات معها وحل جميع المشاكل العالقة بين بغداد وطهران.
وفي كلمته قبل توجهه الى ايران قال عارف في رسالة وجهها للشعب العراقي سوف نعمل جاهدين على تقوية العلاقات وافساح المجال لتبادل الثقة بين افراد الشعبين وتبادل المنافع التي تعود على البلدين بالازدهار والسعادة.
وتم قبل سفر عارف الى ايران تشكيل مجلس جمهوري يتألف من ناجي طالب رئيس الوزراء ورجب عبد المجيد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية وشاكر محمود شكري وزير الدفاع.
واشادت صحيفة المنارالاردنية بزيارة عارف لكل من تركيا وايران التي وصلها يوم 14/3/1967 حيث اجرى محادثات مع شاه ايران محمد رضا بهلوي في قصر الشاه( منافرات) الضخم تناولت القضايا العربية والاسلامية وقضية فلسطين وتسوية النزاعات العراقية – الايرانية المعلقة وتحسين العلاقات بين البلدين وتخطيط الحدود المشتركة وتسوية القضية الكردية ، وكذلك الخلافات حول حدود نهر شط العرب وايجاد عمل لحوالي ربع مليون ايراني يقيمون مع عائلاتهم في العراق . فيما وعد شاه ايران بتخفيف القيود على حوالي ربع مليون ايراني لزيارة العتبات المقدسة في العراق مما يضمن للعراق دخلا سنويا يتراوح بين 25- 30 مليون دولار.
واقام شاه ايران انذاك محمد رضا بهلوي مأدبة عشاء حضرتها زوجته الامبراطورة فرح ديبا التي رحبت بعقيلة الرئيس العراقي كما حضر المأدبة امير عباس هويدا رئيس وزراء ايران. حيث القى عارف كلمة في الحفل قال فيها( ان استقرار العراق قوة وسند لايران وان استقرار الوضع في ايران قوة وسند للعراق).
واضاف عارف( ان كلانا ننشد السلم العالمي ويؤمن بمبادىء الامم المتحدة. وان كل تقارب وتفاهم بين الدول العربية والدول المجاورة يخفف من المشكلات والظروف القاسية التي تتعرض لها)..
كما عقد الرئيس عارف اجتماعا مع امير عباس هويدا رئيس الوزراء الايراني حضره اردشير زاهدي وزير خارجية ايران تم تسوية الخلافات العراقية – الايرانية المعلقة منذ زمن طويل.
شهادة الزميل محسن حسين
يتحدث الزميل والصديق الاستاذ محسن حسين عن زيارة الرئيس عبد الرحمن عارف ترافقه حرمه الى طهران في آذار/مارس 1967 فيقول: لقد لمست منه الكياسة والاحترام وتجنب الدخول في الصراعات السياسية مما جعله في مأمن من القتل أو السجن عندما اطيح بحكمه عند تسلم حزب البعث الحكم عام 1968 فتم نفيه الى الخارج ثم عاد ليعيش فيها مثل أي مواطن .
ويضيف الاستاذ محسن حسين الذي رافقه في زيارته هذه الى ايران مندوبا عن وكالة الانباء العراقية قائلا: خلال زيارته لايران علمتُ من مصادري همساً بما جرى وحسب ما تسرب من المباحثات أن الرئيس عبد الرحمن عارف رفض في اليوم الثاني للزيارة 15 آذار/مارس 1967 طلب الشاه بتقسيم شط العرب بين البلدين قائلاً"ما معناه أرض العراق ومياهه وحدوده ليست عقارا مسجلا باسمي ولا ملكا صرفا لعائلتي انها ملك الشعب العراقي ولا يمكن لي ولغيري التفريط بها
ويضيف الاستاذ محسن قائلا " لكني بعد فترة حصلتُ على النص في اتصال مع نجل الرئيس الصديق قيس عبد الرحمن عارف أيد النص وهوكما يلي:أن ارض العراق ومياهه وحدوده ليست عقارا مسجلا باسمي ولا ملكا صرفا لعائلتي ولا مقاطعة من مقاطعات اجدادي ولا حقلا زراعيا من حقول عشيرتي ولا إرثا لابناء قبيلتي ولا غنيمة من غنائم اهلي انها ملك الشعب. العراقي وحده ولا يمكن التفريط بها او التنازل عنها او بيعها أو تأجيرها أو التلاعب بخرائطها او المقامرة بها أو المغامرة بها او المساومة عليها انها الواح الفردوس الرافدينية المقدسة التي اختارها الله جل شأنه مهبطا لرسالاته السماوية ومثوى لانبيائه وصومعة لائمته ومنطلقا لسلالاته البشرية . هي الارض التي حملت شعلة الانسانية والتحضر وطافت بها في ارجاء المعمورة فلا انا ولا غيري يمتلك حق التفريط بها وببحرها الاقليمي وممراتها الملاحية ومقترباتها المينائية.
ويستطرد الزميل الاستاذ محسن حسين قائلا:

واذكر بالمناسبة موقف آخر للرئيس عبد الرحمن عارف مع الشاه نقلاً عن الدكتور عدنان الباجه جي وكان وزيرا للخارجية أن توتر العلاقة بين العراق وايران في اواسط عام 1966 بلغ اشده واوشك ان يتحول الى صراع عسكري بسبب مطالبة الشاه بنصف شط العرب.
يقول الباجه جي : ذات صباح هاتفني رئيس الديوان الرئاسة واخبرني بأن السيد الرئيس يريدني ان اتوجه الى معسكر الرشيد على الفور وسألته عن السبب . قال هناك ستعرف . وفور وصولي وجدتُ طائرة عسكرية على وشك الاقلاع وحين دخلتها وجدت ان الرئيس قد سبقني اليها ومعه وزراء الدفاع والداخلية والموارد المائية ثم اقلعت الطائرة .؟ لم يخبرني الرئيس ولا زملائي الوزراء بوجهتنا الى ان علمنا بأن الطائرة دخلت الاجواء الايرانية دون ترتيب ديبلوماسي مسبق ودون علم الجهات الايرانية المعنية حين خاطب قائد الطائرة برج المراقبة الايراني واخبره بأن السيدرئيس الجمهورية العراقية قادم لتناول طعام الغداء مع جلالة الشاه.
يقول الباجه جي : وهبطنا وتوجهنا فوراً الى القصر الملكي وكانت المفاجأة أن وجدنا الشاه في إنتظارنا عند المدخل الخارجي للقصر على غير عادته مرحباً بالرئيس وبنا بحرارة .
وفي جلسة غير رسمية في صالة استراحة القصر بادر الرئيس عبد الرحمن بالكلام قائلا بابتسامته العفوية التي عودنا عليها " لماذا أنت غاضب ايها الاخ والجار والصديق ؟ اتريد ماءاً خذ ماء بقدر ما تستطيع فنحن اخوة وجيران وحق الجار على الجار . واضاف" نستطيع الان انت وانا ان نعلن الحرب بين جيوشنا ولكن صدقني لا انت ولا انا سنستطيع وقفها لان عشرات الايدي الخفية سوف تتدخل وتتلاعب وتمد اجل الحرب سنوات طويلة ولن يدفع الثمن غير شعبنا وجيشنا ولن ينتصر احد منا على الاخر مهما قلتُ انا وفعلت وقلتَ انت وفعلت . انا عسكري واعرف ما تنتجه الحروب لاهلها فهل توافقني على ذلك.
يقول الباجه جي وهنا نهض الشاه مبتسماً وعانق الرئيس ثم هدأت الخواطر وحل الوئام والرضا والسلام وتناولنا طعام الغداء وعدنا ونحن فخورون بمبادرة الرئيس الذي أنجز بطيبته وبعد نظره ما لم استطع أنا وزير الخارجية وخبراؤنا وسفراؤنا أن ننجزه مع ايران في شهور.
رحم الله ابا قيس الذي توفي يوم 23 أب/أغسطيس 2007 في العاصمة الاردنية عمان عن عمر ناهز 91 عاما .كان شخصية فذة وكانت فترة حكمه العراق تتسم بالهدوء والطمأنينة.

    

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1969 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع